أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - الترويج للطوارىء














المزيد.....

الترويج للطوارىء


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2307 - 2008 / 6 / 9 - 10:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


سؤال: ما الذى يتبادر إلى ذهن القارىء عندما يقرأ مقالا لرئيس تحرير صحيفة مصرية يومية رائجة يتكلم فيه عن كابوس مفزع خلاصته أن زوار الفجر يطرقون باب منزله لكى يعتقلوه بدون إذن من النيابة بقتضى قراراعتقال بموجب قانون الإرهاب!، حيث يقتادونه بعد ذلك إلى مقر التعذيب ، وعندما يستيقظ ويتبين الحقيقة وهى أن قانون مكافحة الإرهاب لم يصدر بعد ، عندها يكتشف أن أسعد يوم فى حياته هو ذلك اليوم الذى أعلن فيه الدكتور نظيف مد قانون الطوارىء لمدة عامين قادمين !!.. ما الذى سوف يتبادر إلى ذهن القارىء عندما يقرأ مقالا كهذا المقال؟ ، وعندما يقرأ بعد ذلك لواحد من أهم كتاب تلك الصحيفة ذاتها تعقيبا على خبر سبق أن نشرته "العالم اليوم" مؤداه أن المستثمرين ورجال الأعمال يرحبون بمد قانون الطوارىء ! ( وهو ما يعنى عمليإ إعادة نشر خبر الترحيب) ، أما تعقيب سيادته على ذلك فهو أن هؤلاء المستثمرين جادون فعلا فيما أعلنوه لأنهم قد تعايشوا مع القانون سنوات طويلة ولم يصبهم منه أى أذى!! بل العكس فقد تزايدت استثماراتهم فى ظله ولم تتناقص !! ، خلافا لقانون الإرهاب المزمع الذى لا يعرف أحد يعرف مداه وحدوده ؟ .. ما هو الحصاد النهائى الذى سوف ينطبع يا ترى فى وجدان القارىء نتيجة لقرائة مثل ذلك المقال لرئيس التحرير مقترنا بعد هذا بمثل ذلك الخبر والتعقيب ؟؟ ... وما الذى ترمى إليه الصحيفة على وجه التحديد؟؟ الجواب هو أن ذلك كله يمكن مبدئيا أن يحمل على أحد وجهين: أولهما أنه رسالة تنبيه للمواطنين إلى أن النظام السياسى قد يستثمر الدعوة إلى إلغاء قانون الطوارىء لمصلحته ، ولهذا فإنه بعد أن يلغيه ربما يأتى بقانون لمكافحة الإرهاب ينطوى من الأحكام على ما هو أسوأ بكثير بحيث يجعل المواطنين يندمون على أيام الطوارىء ويلعنون ذلك اليوم الذى فكروا فيه ـ مجرد تفكير ـ فى إلغائها!! ...وطبقا لهذا الوجه من وجوه الفهم فإن الهدف النهائى للصحيفة هو تنوير المواطنين بما قد يراد بهم حتى يأخذوا حذرهم و حتى يعملوا من ثم على ألا يجىء قانون الإرهاب مهددا للحريات العامة بما قد يفوق الطوارىء ، خاصة و أن قانون الإرهاب المزمع إصداره قد حصن نفسه سلفا ضد الطعن عليه بعدم الدستورية من خلال التعديلات الكارثية التى لحقت بالدستور المصرى عام 2006!! , وأما الوجه الثانى لفهم سياسة الصحيفة فهو أن ما تستهدفه ليس رسالة تنبيه للمواطنين ، ولا تحذيرا لهم ، ولكنه رسالة تيئيس من جدوى المطالبة بإلغاء الطوارىء ، إنه رسالة تذكر المواطنين بخبرات الأعوام السابقة التى تقول بأنه كلما طالب المواطنون بتعديل وضع معين استجابت الحكومة لطلبهم بتعديله إلى ما هو أسوأ ، وكلما طالب المواطنون بتغيير قانون ظالم استجابت الحكومة وقامت بتغييره إلى ما هو أكثر ظلما ، ومن ثم فإن الحصاد النهائى الذى سوف ينطبع فى الوجدان هو باختصار شديد : لافائدة من المطالبة بأى شىء، والأفضل أن نقنع بالطوارىء ، وإلا فسوف يأتينا ما هو أسوأ !! ، والسؤال الآن هو أى الهدفين السابقين هو الذى ترمى إليه الصحيفة اليومية ذائعة الصيت ، وما هى الرسالة التى تحاول توصيلها عندما كتب رئيس تحريرها مقالا ، ومن بعده خبر وتعقيب يدوران فى نفس المدار؟... وسوف نحاول أن نجيب على هذا السؤال من خلال الرجوع مرة أخرى إلى مقال رئيس التحرير ذاته الذى يستهله كما سلفت الإشارة بالحديث عن كابوس مفزع يرى فيه نفسه وقد تم اقتياده من منزله فى الثالثة صباحا إلى المعتقل دون إذن من النيابة بمقتضى قرار اعتقال صادر بموجب قانون الإرهاب؟؟ ...وكأن قانون الطوارىء الحالى لا يجيز الإعتقال على هذا النحو ..مع أن هذا هو ما تنص عليه أولى مواده: المادة (1) من القانون 162 التى اعتقل وفقا لها حتى الآن عشرات آلاف من المصريين بدون إذن نيابة !! ..والواقع أن أغلب نصوص قانون الطوارىء الحالية مستقاة بالنص من قانون الأحكام العسكرية الذى فرضته بريطانيا على مصر بعد إعلان الحماية عليها عام 1914 مع استبدال النصوص التى تتحدث عن : "صلاحيات رئيس الجمهورية أو من يفوضه" بالنصوص التى كانت فى ظل الإحتلال تتحدث عن : "صلاحيات الحاكم العسكرى البريطانى أو من يفوضه"، .. فهل سيجىء جهابذة تفصيل وحياكة القانون الحاليون فى مصر، هل سيجيئون بقانون للإرهاب أسوأ مما جاء به الإحتلال البريطانى ؟؟ وهل سينجحون ـ كما نجح البريطانيون ـ فى فرضه بالقوة على الشعب المصرى ؟؟ .. الجواب .. ربما !!، ولكن يظل السؤال : هل هذا على وجه التحديد هو ما كان يدور فى ذهن رئيس تحرير الصحيفة اليومية ذائعة الصيت حين كتب ما كتب وحين نشر ما نشر!!.. أترك الإجابة على السؤال الأخير للقارىء.



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد ...عار جديد!
- سقف فهم بوش
- عن أعراض الأمراض الإعلامية
- الحزبان : الفيسى والفاسى
- تلك الشائعة
- من حكايات المجاعة
- البوكر العربية
- غسيل الأعراض!!
- رحيل رجاء النقاش
- أميون فى معرض الكتاب (2)
- لماذا سكت النهر؟
- احتجاب الشقيقة الكبرى!
- مقاطع غير ساخرة
- الجهل الرسمى أفضل !!!
- الديسمبريون
- نكتة الموسم
- عن رحيل الرؤساء
- عن الحسبة والمحتسبين
- حبس رموز الضمير
- أيها الكائن المتوحش


المزيد.....




- شاهد: مظاهرات غاضبة في أرمينيا تطالب رئيس الوزراء بالاستقالة ...
- بوتين للغرب.. لن نسمح بتهديدنا وقواتنا النووية متأهبة
- إصابة عنصري أمن بالرصاص داخل مركز للشرطة في باريس
- -إصابة شرطيَين- برصاص رجل داخل مركز للشرطة في باريس
- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - الترويج للطوارىء