أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر














المزيد.....

الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2765 - 2009 / 9 / 10 - 11:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رغم أن قوانين الإصلاح الزراعى التى صدرت فى مصر بدءا من القانون 178لسنة 1952وانتهاء بالقانون 50 لسنة 1969، رغم أن تلك القوانين كانت تستهدف (فيما هو مفترض) ، القضاء على الإقطاع وتحقيق العدالة الإجتماعية فى مجال الملكية الزراعية ، رغم ذلك، فمازال فى مصر حتى الآن إقطاعى واحد كبير يفوق سائر الإقطاعيين السابقين فى الضراوة ، ويتفوق عليهم فى التنكيل بالمواطنين الذين قدر لهم حظهم العاثر أن يقعوا بين براثنه ،... هذا الإقطاعى الكبير هو الهيئة العامة للإصلاح الزراعى !!!، التى قامت حتى الآن بالإستيلاء على مايقرب من مليون فدان كان من المفترض أن تقوم بتوزيعها بالكامل بالمجان أو بأسعار ميسرة على صغار المزارعين ، لكن الذى حدث من جانب الهيئة العامة للإضلاح الزراعى كان فى حالات كثيرة أمرا بالغ الإختلاف عما هو مستهدف ، وفى بعض الحالات كان مناقضا تماما للهدف من قوانين الإصلاح الزراعى ذاتها ، وأدهى من ذلك أن بعض تلك الأراضى التى استولت عليها الهيئة العامة للإصلاح الزراعى لم تكن مملوكة لكبار الملاك ( الإقطاعيين) ، ولكنها كانت فى حقيقة الأمر مملوكة لصغار المزارعين من المعدمين الذين ظلوا طيلة حياتهم يحلمون بتملك قطعة من الأرض والذين نجح بعضهم بعد إفناء عمره فى الكد والكدح أو السفر إلى الخليج ، نجح بعضهم فى شراء قطعة صغيرة من الأرض من أحد كبار الملاك ، لكن حظهم العاثر شاء لهم أن يكون البائع واحدا من بين الخاضعين ـ أو بالأحرى واحدا من المشتبه فى خضوعهم ـ لأحد قوانين الإصلاح الزراعى ، وهو ما جعل (الإصلاح) ينتزعها من المشترين ويستولى عليها لنفسه !!، رغم أن العقود التى اشتروا بها هى عقود ثابتة التاريخ بأوراق رسمية فى معظم الحالات، وبعضها يرجع إلى تواريخ سابقة لصدور قوانين الإصلاح الزراعى ، إلا أنهم كثيرا ما ما كانوا يفاجئون بالإصلاح الزراعى يستولى عليها استيلاء ابتدائيا ويديرها لحسابه ويطالبهم بقيمة ريعها ، ويستخدم سلطاته الإدارية الواسعة فى الحجز على منقولاتهم ثم إلقائهم فى ظلمات السجون إذا لم يقوموا بسداد قيمة الريع ( يقدر عدد ضحايا محاضر الحجز والتبديد التى قام الإصلاح بتوقيعها خلال العشرين عاما الأخيرة بنحو نصف مليون ضحية!! ) ، ...المفارقة المؤلمة هنا تتمثل أن هؤلاء الضحايا ليس بوسعهم أن يلجئوا إلى القضاء العادى!!، إذ أنه يتعين عليهم أن يلجئوا إلى اللجان القضائية للإصلاح الزراعى طبقا لنص المادة 13من القانون 178 ، وهنا يجدون أنفسهم مضطرين إلى قضاء السنوات الطويلة انتظارا للفصل فى اعتراضاتهم ، فاللجان القضائية لا تعقد إلا جلسة واحدة أو جلستين فى كل عام ، وحينما تنعقد فإنها عادة تؤجل نظر الإعتراض إلى الجلسة التالية ( أى إلىالعام التالى!! )، وفى بعض الحالات قد ينقضى العام بأكمله دون جلسة واحدة فيتم تأجيله إداريا بشكل تلقائى ، ، وبعد أعوام طويلة قد تصل فى بعض الحالات إلى عشرين أو ثلاثين عاما قد يفاجأ المعترض بعدم قبول اعتراضه لسبب شكلى وهو أنه قد تأخر يوما أو يومين عن المدة المنصوص عليها فى المادة 13 وهى مدة قدرها خمسة عشر يوما من تاريخ العلم بقرار الإستيلاء الإبتدائى ،..... ورغم عدم دستورية هذه المادة التى تميز بين المواطنين فى ممارسة حق التقاضى، ففى حين يحق لسائر المواطنين الذين تتعرض ملكيتهم للعدوان سواء من قبل الهيئات أو الأفراد ، يحق لهم ـ هم أو ورثتهم من بعدهم ـ أن يلجئوا إلى القضاء خلال خمسة عشرعاما ، فإن المواطنين الذى تتعرض ملكيتهم للعدوان من جانب الهيئة العامة للإصلاح الزراعى لا يحق لهم سوى خمسة عشر يوما فقط ، بعدها يسقط حقهم فى الإعتراض، ويضيع عليهم كدح عمرهم وثمرة جهادهم ، وتصبح ملكيتهم مستباحة للإقطاعى الجديد. ... رغم عدم دستورية تلك المادة فإن الهيئة العامة للإصلاح لا تلقى بالا لمثل هذا الدفع ولا تكلف نفسها حتى عناء الرد عليه ، ولماذ ترد عليه وهى تملك من السلطات الإدارية ما يمكنها من حبس أى معترض ؟؟ ...، هل يعرف أحدكم إقطاعيا آخر شهدته مصر خلال تاريخها كله يفوق فى طغيانه وبطشه هذا الإقطاعى المصرى الحكومى الجديد المستظل بمظلة القانون.
[email protected]





#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة
- الدستور يناقض الدستور!!
- الرسام الضرير
- عقوبة الإخصاء!!
- صورة من الذاكرة
- الخنزير الذى أكل خنزيرا
- تحية إلى البديل
- العجوزة ... ونوال
- فوز الليبية
- جوهرة الجزيرة
- قانون مكافحة العدالة !!!
- مدنى وهنيدى وعبده
- الحاخام يسرائيل وايس
- تلك المغالطة
- - كونتى - فين ...يابطة !!
- عن أرقام التوزيع !!
- الأحذية : وجهات نظر


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر