أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - مصر الولادة














المزيد.....

مصر الولادة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 17:00
المحور: الادب والفن
    



قبل أن يرحل أسامة أنور عكاشه ، كان عبدالرحيم كمال قد ولد فعلا ، كبيرا وناضجا ، وقادرا على أن يمسك باقتدار شديد بخيوط عمله وقلوب متلقيه معا منذ اللحظة الأولى فى أى عمل وحتى المشهد الأخير ... الذين شاهدوا : "الرحايا" فى العام الماضى ... شعروا أنهم إزاء قامة لا تقل شأنا عن أكثر القامات شموخا وتمرسا فى هذا الجنس الجديد من أجناس الكتابة الأدبية ، وأعنى به الدراما التليفزيونية، ....الذين شاهدوا الرحايا فى العام الماضى شعروا أنهم إزاء واحد من القلة القليلة فى تاريخ الكتابة التى نجحت فى حل المعادلة الصعبة: ما بين تحقيق الجماهيرية الواسعة من ناحية والوفاء بمتطلبات الفن الرفيع من ناحية أخرى ، ... وما بين العمل ذى الإيقاع السريع الذى يبدو ظاهريا وكأنه قائم على الحدث الخارجى : الآكشن ، (هل هناك فى مجال الآكشن ما يفوق أن تنطوى الحلقة الأولى على جريمة قتل ؟؟) ما بين ذلك...وما بين الغوص إلى الداخل ، إلى أعمق مكونات النفس البشرية، لكى يقدم لنا تشريحا دقيقا وعميقا للمشاعر الإنسانية، وبوجه خاص تلك التى تدفع بمن تتملكه إلى الغدر بأقرب الأقربين إليه، ( إنها نفس المشاعر التى دفعت بإخوة يوسف لأن يلقوا به إلى الجب فانفطر قلب أبيه حزنا عليه) ، نحن الصعايدة لدينا سبب إضافى لكى نعشق أعمال عبدالرحيم كمال ...فهو لا يمتعنا، ولا يكشف لنا دقائق النفس الإنسانية بتعقيداتها وتناقضاتها فحسب، ولكنه يتيح لنا الفرصة لكى نرى أنفسنا فى نماذج صعيدية صادقة نشعر أنها بالفعل أقرب ما تكون إلينا ، وليست مثل تلك النماذج المصنعة خصيصا لكى تطابق مواصفات الصورة الجاهزة سلفا للإنسان الصعيدى ، سواء على مستوى حياته الشخصية أو على مستوى علاقاته الإجتماعية ، وهى صورة سطحية وزائفة فى معظم الأحيان .،...فى هذا العام قدم لنا عبدالرحيم كمال عمله الرائع الجديد :" شيخ العرب همام "،وقد صاحبته مرة أخرى تلك الباقة الجميلة المكملة لدلالات النص وإيحاءاته، وهى باقة مكونة من كلمات عبدالرحمن الأبنودى وألحان عمار الشريعى وصوت على الحجار، فى هذا العمل يتخذ المؤلف من تاريخ شيخ العرب همام بن يوسف نقطة انطلاق لكى ينسج منها عملا دراميا تمتزج فيه عناصر كثيرة أغلبها من التاريخ والتراث ، ومن خلال تلك العناصر يحاول عبدالرحيم كمال أن يعيد خلق عالم صعيدى غنى بالإيحاءات والدلالات التى تذكرنا بهمومنا وأوجاعنا المعاصرة ونحن نتطلع إلى الأمان والعدل والمساواة، ...الصراع الرئيس فى هذا العمل هو الصراع بين شيخ العرب والمماليك الذين يستأثرون بخيرات الصعيد بل بخيرات مصر كلها، ثم لا يشغلهم من أمرها إلا الإقتتال على كراسى السلطة ، وقبائل الهوارة شأنها شأن سائر القبائل العربية يمكن أن تتحول إلى قوة ذات شأن ، فقط إذا وجدت الزعيم الذى يوحدها ، وقد وجدته فى همام !!، لكن قيادة همام تتعرض للهزات ، وأخطرها تلك الهزات هى تلك التى يواجهها من الداخل، والتى كثيرا ما يكون الدافع إليها مأربا شخصيا، لكن ما هو شخصى سرعان ما يتسلل إلى ماهو عام فيسهم فى صنع الكارثة فى نهاية المطاف ، أخطر تلك الهزات هى الهزة التى نشأت نتيجة لشرخ العلاقة بين همام وبين أقرب أقاربه ومعاونيه (إسماعيل: أو عبدالعزيز مخيون) الذى كان كثيرا ما ينتابه إحساس بأن همام لا يمنحه الموقع ولا المكانة التى ترقى إلى مستوى إخلاصه وتفانيه، وأن همام يتحكم فى كل شىء حتى فى حياته الشخصية ، إلى حد أنه يتعاطف مع قاطع طريق لقيط تاب إلى الله هو "جابر" ، لمجرد أن اللقيط قد أعاد" ليلة "إلى أهلها دون أن يمسها بسوء ، هذا التعاطف يصل إلى حد أن همام يتحمس لطرح إمكانية زواج "ليله" بنت إسماعيل وبنت الأصول الهوارية العريقة من ذلك الذى لا تشفع له فروسيته الشخصية فى رأى إسماعيل كونه لقيطا لا تعرف له أصول ، جابر الذى يهيم عشقا بليله ( .. فلنقل إنه مجنون ليلى الرحيمى الكمالى )، والذى تمثل حكايته صراعا موازيا للصراع الرئيس فى العمل ، جنبا إلى جنب مع خيوط كثيرة تتآزر جميعها فى صنع الدلالات والإسقاطات والتى نجح المخرج حسنى صالح فى إخراجها باقتدار ، مقدما بذلك برهانا آخر على أن مصر ولادة ، ( لكنها ليست ولادة بنت المستكفى ... ولكنها بنت الذى لا يستكفى )
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقيدة الآميش
- كذب الأخطبوط ولو صدق!!
- الأبنودى يتبرع بجسمه
- رحيق العمر
- عن المرأة والقضاء
- فيللا النقراشى باشا
- لابد من تشريع عاجل
- هزيمة وانتصار
- أحمد كامل ( 2)
- أحمد كامل (1)
- صاحب المعالى
- ترتيبنا فى الشفافية
- عن جامعة القاهرة
- شخصيتان من تاسا
- تلك النهاية المروعة
- الإقطاعى الوحيد المتبقى فى مصر
- ذكرى رحيل فارس نبيل
- أيام مجاور
- كتاب الأهرام
- عام البغلة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نصارعبدالله - مصر الولادة