أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الزهرة العيفاري - القسم الثاني المسألة القومية















المزيد.....

القسم الثاني المسألة القومية


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 23:07
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حقوق وواجبات !!

ان وجود القوميات المتعددة في بلد مــا يلقي على عاتق الحكومة المركزية واجبات جمة تتعلق بحقوق تلك الـقـوميات ، وقبل كل شيء التعامل معها جميعا ً بالـتسـاوي دون تفريق . فالقومية مهما كانت صغيرة او كبيرة ، لها حق على المركز في التخصيصات المالية للتطوير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وللنشر الثقافي وغير ها . ثــم توفير الحريات لها بممارسة التقا ليد والطقوس الدينية والقومية مع الالتزام بسياسة التآخي القومي وعدم التفريق بين ابناء القوميات المختلفة اذا ما تعلق الامر بالتوظيف في دوائر الدولة على مختلف درجاتها .... وفي حالة توفر الظروف السياسية والامنية والحاجة التنظيمية والاقتصادية .. قــد يصبح من الضروري الانتقال الى نظام الحكم الذاتي او الفيدرالي داخل الدولة نفسها . وذلك لتوطيد اواصر الاخوة الوطنية بين القوميات ولتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق التكامل بين المحافظات ومصادر الثروة . ومن الطبيعي ان كل هذا يرتبط بضمان المحافظة على الوحدة الوطنية وحدود وتراب الوطن . وبذات الوقت يترتب على ابناء القوميات التآخي والتلاحم والاستعداد للدفاع عن وطنهم وحمايته بكل الوسائل التي لديهم . اما في زماننا هذا حيث يستفحل الارهاب فلابد ان يهب ابناء كافة القوميات للقضاء على بؤر الارهاب وحاضناته . ولا عذر لمن يبقى على التل متفرجا ً على محنة بلاده وبالمناسبة ان السياسيين التقدميين من واضعي النظريات والتعاليم الثورية ونخص منهم : الذين كان لهم نصيب وافر في وضع ارائهم ونظرياتهم بخصوص المسألة القومية في مختلف الازمان اقروا مبدأ تـقـرير المصير للشعوب بما فيه حق الانفصا ل بالنسبة للشعوب والبلدان التي كانت تحت التبعية الاستعمارية ، وهم انفسهم شددوا كثيرا على عدم جواز طلب انفصال اية قومية من القوميات التي يتألف منها البلد عن الوطن الام ، ذلك لأن اية خطوة انفصا لية من هذا النوع هي عامل من عوامل تفتيت البلاد بكافة قومياتها وطوائفها وبالتالي اضعافها وتدمير قوتها . علاوة على هذا ان السياسيين المؤثرين على مصائر قوميتهم اذا ما دفعوا قوميتهم بصورة او باخرى وحاولوا تنفيذ الخطأ الفاضح المتمثل بالانـفـصا ل عن شعبها هم قبل كل شيء يعرضون القومية التي يتزعمونها الى الدمار والاضمحلال .
ومن المفيد بهذا الصدد التذكير بالحقبة الزمنية التي يعيشها العالم اليوم . ونقصد هنا زمن العولمة . اي الزمن الذي تتزعمة الشركات الاحتكارية الكبرى . الشركات التي ترى مصلحتها الاقتصادية في بعثرة وتفتيت وحدة البلدان النـامية وفتح حدودها وبالتالي الاستحواذ على ثرواتها النفطية والمعدنية وغيرها وذلك لاضعاف مواقعها الدولية وكي تتحكم بسياستها وبزراعتها وتجارتها الى ان يصل تأثيرها الكلي على تقا ليدها واخلاقها وتغيير اذواق سكانها وغزو اسواقها . سيما وان هناك غرضا ً لا يـنـفـك يرافق " العصرنة والحداثة الاقتصادية " يتعلق بسعي الشركات العملاقة لتصريف البضائع الالكترونية والشبابية التي لم يتعودعليها الناس سابقا بما فيها البضائع التي تتناقض مع الاخلاق والاعراف المحلية . المهم بالنسبة لها في نهاية المطاف الاثراء على حساب ثروات تلك البلدان المقهورة . وعلاقة هذه الظاهرة بموضوع القضايا الوطنية والقومية : ان الطاقم السياسي الذي يدير الخلفية الايديولوجية للغزو الاقتصادي في العالم ( يعطي اهتماما ً متميزا ً للبلدان النامية ) بقصد كسب شبابها واطفالها كادوات لانسياب التفرقة بهدوء في صفوف قومياتها وطوائفها الدينية ابتداء من التفرقة داخل العائلة اعتمادا ً على الشباب . وبما ان العائلة اساس بناء المجتمع فان تشويش عقول الشباب يعني بعث الهوس في المقاييس التقليدية للمجتمع اي لكافة القوميات و في هذا ضمانة لتحقيق سياسة " فرق تسد " ) . اما بالنسبة لنا ــ نحن العراقيين ــ فسيكون الامر ادهى واشد ضررا لو جـرى كل ذلك بتدخل من العنصر الصهيوني وعلى يد اداتها اسرائيل ( مثلا ً ) . فهذه الاخيرة سوف لن تتورع ان تستعير افكار وسياسة منظمة ( البوند ) من القرن التاسع عشر وتنشرها في ربوعنا لتفريق قومياتنا .
وليس بعيدا علينا ، مثلا ،ً تفكيك الاتحاد السوفيتي ذي الجمهوريات الخمس عشرة وصاحب الترسانة النووية والجيوش الجرارة والثروات الطائلة والمساحة التي لا تغرب عنها الشمس . فهذه الدولة التي كانت عظمى في يوم ما قد اشار مؤسس النظام الاشتراكي ( ف . لينين ) الى ضرورة الاحتفاظ بالجمهوريات السوفياتية ملتحمة واقوامها متآخية . وذلك لتبقى قوية ومنيعة . بينما عندما قرر غرباتشوف تفكيك واسقاط الاتحاد السوفياتي لصالح القوى الاجنبية اعلن ما يلي بكل صلافة : ( لتأخذ الجمهوريات "ديمقرااطية " اكثر و" اشتراكية " اكثر ) ثم اعلن " تقرير مصيرها مع الانفصال " حتى اصبحت تلك الجمهوريات الان مثالا للتشرذ م والتآكل الداخلي واكثر سكانها ( حسب مقولة الانـفـصا ل ) يعيش اكثرهم اليوم تحت خط الفقر ، يلفهم الجوع و تنهكهم الفاقة وتهددهم الجريمة المنظمة وفي كل جمهورية يتحكم بها الاغنياء الجدد بعد تسجيل ممتلكات الشعب باسمائهم . الامر الذي جعل كافة جمهورياتها عبارة عن مواقع جغرافية مهلهلة يلعب بها وبمقدراتها لاعبون دوليون من بلدان اخرى (معلومة ). وقد انحدرت احوالها الاقتصادية لتكون في قائمة البلدان النامية . وحتى روسيا الغنية تأتي اليوم من حيث التسلسل الاقتصادي بعد البرازيل والهند بمـسافات شاسعة . وهذه نتيجة من نتائج ( التقسيم والانفصال ) والديمقراطية المزيفة . او نتيجة ( حق تفرير المصير الغرباتشوفي) . وكما تــنــقـل الجرائد ووسائل الاعلام ان ( اللاعبين الدوليين) لم يكتفوا بهذا القدر من اذلال هذه البلاد ولذا اخذوا يعلنون عن خطة جديدة لتقطيع روسيا الى اوصا ل و(كانتونات ) جغرافية . اي تقسيم روسيا الى ثلاثة اقسام و تقسيم مــا بداخلها الى ما يقرب من خمسين رقعة ( فيدرالية او غيرها ) كما جاء في " الجريدة المستقلة " في موسكو . ويقول العارفون علنا انه سوف لن تكون بعد ذلك خارطة تحمل اسم روسيا في الاطلس الجغرافي كما اصبح الامر بالنسبة للاتحاد السوفياتي الان !!! وربما ستأخذ تلك الاوصال الجغرافية تسميات محلية او طائفية . وللعلم ان : ( هذه المادة ليست قطعة انشائية بل مأخوذة من وسائل الاعلام الروسية ) .
ولكننا نرى بجانب هذا المنظر صورة اخرى تعاكسه بكل المقاييس . فدول اوربا اخذ ت تتوحد وتتجمع حسب ظروفها وشروط حياتها وتقاليدها :
• 1ـــ منها دول ذات فيدراليات محكمة النظام وشديدة الارتباط بالمركز وهي لا تسمح باي اضعاف للمركز او تقسيم حدودي بأية حجة كانت .
• 2ـــ ثم انها ديقراطية . وان الفيدراليات نشأت حسب الضرورات الوطنية وليس لتعصب قومي او سياسي .
• 3ـــ يعتبر النظام الفيدرالي قوة للــدولة الاتحادية اقتصاديا ً وعسكريا ً .
وقد اصبحت هذه الموضوعات الثلاث مقدسة ولا تقبل التجزئة ً . ومما يثبت قدسيتها ان فيدرالياتها شديدة الارتباط بالمركز وان خططها مصا دق عليها مركزيا كما ان حساباتها المالية خاضعة للرقابة المركزية اما خططها الثقافية وضمانها الاجتماعي فهو جزء من خطط المركز مع مراعاة تقاليدها وثقافاتها القومية المرتبطة بتأريخها .
لقد فهم الاوربيون حق تقرير المصير انه يعني توحيد شعوبها التي كانت مبعثرة ومضطهدة اوتابعة بعضها للبعض الاخر ثم جمعها في دول اتحادية . مع انها قد تكون مختلفة فيما بينها ببعض التقاليد واحيانا حتى لغــة ً . وكان الحل السياسي والاقتصادي لمشكلة التخلف بالنسبة لها : هو اقامة التكامل الوطني في كافة النشاطات . وبهذه الطريقة ظفرت بالتنمية والازدهار بعد كل التبعثر الذي كان . . واقامت البرهان على ان القومية ( مهما كان حجمها صغيرا ً وتعداد شعبها متواضعا ً ) تكون محترمة دوليا ً فقط اذا ما كانت مرتبطة بوطنها الام . وان البلاد تكون محترمة على النطاق الدولي اذا كانت تتطور بدون انقطاع بفضل جهود قومياتها المتآخية ابتداء ً من رجالاتها البارزين في المجتمع و علمائها وحتى عمالها وفلاحيها !!!

وبهذا الصدد ، يحق لنا ــ نحن العراقيين ــ ان نميز انفسنا في العالم المتمدن . اننا عملنا جميعا ً من اجل ان نكون متآخين في وطننا وباركنا لاخوتنا الكرد كيانهم القومي بكامل حقوقه ضمن جمهورية العراق . وان جبال كردستان العراق تشهد ان الارض هناك تضم رفات ٍمن كافة قومياتنا . قدمها ابناؤنا لحرية الشعب الكردي العظيم . وعلى قادة بلادنا توطيد هذه الرابطة الاخوية . فهي سر عظمة شعبنا .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسم الاول المسألة القومية
- بمناسبة تأليف الحكومة العراقية الجديدة
- حول الاعتداء الايراني على الاراضي الزراعية العراقية
- جواب على تعليق بخصوص الحكومة العراقية
- بعد ترشيح دولة السيد المالكي
- يا حكومة العراق ..... الحذر ، الحذر من الارهاب الزراعي !!!
- ملاحظات حول الانتخابات
- حول اشكالية -غياب الاستراتيجية التنموية - في العراق (مع الاخ ...
- السياسة العراقية و مشكلة تكريس الطائفية
- ارادة الشعب بين الدعا ية والمزايدات !!! هل سنرى برنامجا اقت ...
- التراجيد يا والكوارث الوطنية -مأساة تصنعها اليوم كيانات سياس ...
- ما ذا بعد الا نتخا با ت 3 ؟ رسالة الى الحكومة العراقية القا ...
- ماذا بعد الانتخابات؟ ( 2 ): رسالة الى الحكومة العراقية القاد ...
- ماذا بعد الانتخابات؟
- الشعب العراقي على حق حين يشكو من التخلف الاقتصادي
- الصلابة في مواقف الحكومة هي الطريق لكسب احترام العا لم للعر ...
- على الائتلاف الوطني ان يترفع عن الخداع الاعلامي بدافع الانتخ ...
- هل العرب لا يسمعون ولا يبصرون؟
- الى انظار دولة رئيس الوزراء السيد نوري الما لكي المحترم
- ماذا ننتظر من البرلمان الجد يد


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبد الزهرة العيفاري - القسم الثاني المسألة القومية