عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 22:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ترشيح دولة نوري المالكي ـــ
رموز مشبوهة اخذت تـتـنـا دى لمعارضة الحكومة الوطنية العراقية !!!
كان هذا الامر متوقعا ً . فـلـقـد استنفرت الرجعية دائما ً ، يساندها الانتهازيون الجاهزون ً لخدمتها مهما كان لونـها وعائديتها . ذلك ان الهدف الوحيد لهذه الشراذم التي آذ ت وطننا وشعبنا على مدى عشرات السنين هو الوقوف سدا ً مانعا ً بيننا وبين الحياة الآمنة . ولا ننكر انهم استطاعوا بقدر كبير تحقيق ما رسمت اياديهم من خطط وما اتخذت ادمغتهم من نوايا اجرامية في احيان كثيرة .
وهذه الـحـقيـقـة التي نشاهدها اليوم وهي تجري على المسرح السياسي ، بما فيها تحرك القوى المنا وئـة لحكومتنا الوطنية تذكرنا ، نحن العراقيين ، بتلك الظروف الصعبة و المعقدة التي رافقت حياة البلاد السياسية في فترات سابقة ، وسببت لنا الكثير من المآسي واصبح لها اثر سوف لن يمحى من ذاكرة الشعب . فجيلنا لايزال يتذكر حلقات من تاريخنا الحديث ( بعد ثورة تموز تحديدا ً ) عندما تجمعت وتـنا دت بسرعة خاطفة رموز مشبوهة وقوى ظلامية ، عملت ايضا ً على سـد الطريق امامنا طالما كانت تلك الطريق مرشحة ان تؤدي بنا الى رحاب الديمقرا طية والحريات لابناء الشعب وبالتالي الى بناء الاقتصاد وما يتصل بذلك من انجازات تقدمية !!! . الامر وما فيه ، ان خليطا ً من العناصر الرجعية والانتهازية واشباح السياسات المتذبذبة لا يروق لها البتة النظر الى العراق وهو يعيش حياته الديمقراطية . فالديمقراطية سيتبعها البناء والاعمار على الارض وكذلك تحرير الانسان العراقي الذي يؤدي دور بطل ذلك البناء والاعمار . والعجيب في امر هذه العناصر البائسة انها تملك قابلية التلون والتبدل كما تعمل الحرباء التي تعيش في اوساط بيئية متلونة . بل وربما يقوم هؤلاء بتغيير الوان جلودهم بصورة اسرع من هذا الحيوان المتذبذب !!! .
ومما يذكرنا بصدد هذه الزمر الضالة هو النشاط المشبوه الذي يمارسونه . سيما وانه اصبح الاطلاع عليه امرا ً متيسرا ً بفضل الصحافة الالكترونية خاصة . اذ انهم اخذوا يستخدمون هذا اللون من النشر بكثافة ملحوظة وذلك لاشهار افكارهم ومفاهيمهم الحاقدة على الارض العراقية . ونقصد بها تلك المفاهيم التي تسعى لقلب الابيض الى اسود والغث الى سمين و ضياء الشمس الى فحم اسود ...... والعجيب في الامر انهم يقترفون ذلك بدون حياء شأنهم شأن بنات الهوى في النوادي الليلية . فبالامس كان الشغل الشاغل لهؤلاء هو استخدام شماعة الاحتلال في مجال الاعلام . كاسلوب من اساليب توجيه اسلحتهم ضد الحكومة العراقية الوطنية مباشرة وهي تكافح الارهاب وتخطط للتحرر من هذا الاحتلال . . انهم يذكرون ذلك لا لشيء الا ليقولوا ان الوجود الاجنبي يؤلف مثلبة على الحكومة القائمة!! وكأن الامر كله ليس له علاقة بسياسة الطاغية ونظامه البائد . تلك السياسة التي ادت الى كل هذه المآسي التي يعيشها شعبنا اليوم من موت ودمار بما في ذلك الاحتلال !! . ولكن الحقيقة ان غايتهم من هذا التباكي هوللتعبير عن الاحنجاج على اسقاط النظام الدكتاتوري من قبل جيوش التحالف وهم ممن كانوا يجنون المنافع منه . لذا فهم ، في الواقع ، يحنون اليه الى اليوم . وتبعا ً لذلك ، ليس من الصدف ، انهم لم يدينوا الارهاب الاسود المفروض علينا وهو يخطف كل يوم من ابناء وطننا العشرات من الابرياء واحيانا ً المئات . بالاضافة الى ذلك انهم يخفون حقيقة ان هذا الارهاب ، في واقع الحال ، هو بالاساس من نتاج النظام البعثي المقيت حيث استخدمه ضد شعبنا لسنوات طوال . وان عناصره كانوا من جلادي الاقبية والزنزانات البعثية ومن حفاري المقابر الجماعية . والارهاب هذا بالذات بقي بعد سقوط النظام الدموي . ثم جرى اسناده بالمرتزقة من شراذم القاعدة واوكار البعث في دول الجوار ليملأ وا ارضنا دماء ورعبا ً ! .
ولا اخفي على القاريء الكريم ان ما دعاني الى تسليط الضوء على هذا الموضوع هو استمرار بعض الرجعيين وحلفائهم من الانتهازيين ، في هذه الحقبة المثقلة بالمخاطر في مزاولة سياسة التخريب لعلهم يحققون هدفهم الرامي الى بعث العداء بين الشعب والحكومة الوطنية . فاخذوا يستخدمون بعض الفضائيات المأجورة وينشرون المقالات المفضوحة في صحف الانترنيت وغالبا ً ما يقدمون انفسهم كمحللين سياسيين وما هم الا رموز ( عراقيون بالجنسية ) بينما هم انصار اذلاء للقوى المعادية لأمن العراق وحياة اهله . فنجدهم في الفترة الاخيرة يتنا ولون الاتفاقية العراقية ــ الامريكية المتعلقة با نسحاب القوات من العراق بالتشكيك في جدواها ، بل واكثر من هذا يعمدون الى اتهام الحكومة بالخيانة ( !! ) بالنسبة لهذا الامر بحجة ان امريكا سوف تبقى في العراق بالرغم من كل شيء نتيجة مؤامرة . ثم يلمحون الى اشتراك حكومة الما لكي في ذلك !!! . والطريف في الامر ان احد ( الباحثين و" المفكرين ") كان قبل بدء الانسحاب ينوح ويتباكى ( بدموع التماسيح طبعا ً ) في مقالاته الكثيرة من جراء ( الاحتلال ) فقط . وليس يعنيه الارهاب الذي يمسك برقاب ابناء شعبنا . اضافة الى انه يكتب بعقلية مهادنة للارهابيين دون ان يذكر شيئا ً عن قتلهم للناس و لم يـمـسهم بسوء !!! . على ان هذا " الكاتب " ليس الوحيد في الجـوقـة بل يجد بجانبه خلال هذه الحملة واحد من الرجعيين المغمورين ولكنه اليوم يقدم نفسه بمقالات تقطر سموما ً طائفية . حيث اخذ على عاتقه في احدى مقالات الاخيرة دحض ( الشيعسلامويين ) الذين رشحوا المالكي . واكثر من هذا انه اخذ يستميت في توسله للقائمة الـعـراقـيــة صراحة ً لتبقى على رفضها للا تفاق مع الحكومة . ثم يطلب منها الابتعاد عن التحالف الوطني لانه ( شيعي اسلاموي ) !!! . نعم بهذه العقلية يطبل الرجعيون على طبل الطائفية التي تحاول سياسة المالكي تصفيتها وتوجيه البلاد الى علاقات الاخاء والمصالحة وبناء الوطن بايدي ابنائه مهما كانت طوائفهم وقومياتهم .
ومن الطبيعي ان يزج التروتسكيون ( من امثال قوجمان ) انفسهم لنصرة الجبهة الارهابية المفتوحة على العراق . فيطلقون " النظريات " لما يسمونه " المقاومة " ويدعون الى تشديد الحملات الارهابية الجبانة ضد شعبنا تحت ستار كلمات يستعملها الارهابيون ، ومنها كلمة " الاحتلال ". هذه الكلمة التي شاع استعمالها لغرض ( ذر الرماد في العيون ) وهي في الواقع ، تعتبر الورقة الممزقة التي يريد ون منها تغطية عوراتهم ولكن بدون جدوى . ان تيار التروتسكية مفهوم بصورة جيدة لدينا . وهو مأ خوذ من ( بروتوكولات حكماء الحركة الصهيونية ) المتخذة في نهاية القرن التاسع عشر . ونقـول لانصار التروتسكية ان افكاركم مفهومة لدينا لاننا رأيناها على حقيقتها من خلال التاريخ السياسي العالمي الحديث . وكذلك من خلال السياسة ( الساسونية ) التي عانينا منها في زمن مر علينا بسرعة خاطفة ولكنه كان مريرا ً. فمن اهداف التروتسكية ـــ ايهام السياسيين بالشعارات النارية لحرفهم عن اتخاذ الموقف السياسي الصائب !!. وان ( حسقيل) يدرك اننا نعرف تلك الافكار جيدا ً !!! ولكنه يتجاهل حتى عقول الناس .
و هكذا . نختم هذا المقال بشيء قد يثـيـر كثيرا ً اولئك الذين رأوا مصيبتهم في اتفاق السياسيين العراقيين على ترشبح المالكي ليغذ السير مع زملائه لاكمال بناء الدولة وتنفـيـذ ارادة الشعب بالبناء والاعمار وبالتالي رفع رأس العراق عاليا ً في المحافل الدولية و داخل العراق . نعــم ايها السادة ان العراق مصمم على تصفية الارهاب اللعين ومحو اثار حكم البعث من الحياة العراقية واخيرا مصمم ايضا ً على ً بناء الحياة الكريمة في وطننا . اما الرجعيون والنتهازيون القدماء والجدد فهم زائلون . والشعب هو الباقي .وان الحكـومة القادمة ستستفـيد من التجا رب انشاء الله وستكون حـازمة ازاء الفاسدين .
الكتور عبد الزهرة العيفاري 5/10/2010 موسكو
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟