عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 2810 - 2009 / 10 / 25 - 07:08
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ناقوس الخطر بدأ يدق بقوة .
السياسة الوطنية العراقية تتطلب اتخاذ الاجراءات الجادة .
اعادة النظر بالادارة الفيدرالية مؤقتا ً، نراها ضرورة وطنية .
ممايؤسف له ان موضوعا ً او نظاما ً هو النظام الفيدرالي ، المعروف بايجابيته التنظيمية والسياسية ادخل من قبل الطرف السياسي المعني بالفيد رالية ، في دهليز معتم ــ اذا لم نقل مظلم ــ دون ان يشعر ذلك الطرف بمسؤوليته تجاه الوطن الأم و تجاه المنطقة الفيدرالية ذاتها ، حتى تحول النظام المذكور الى عامل من عوامل القلق والاضطراب السياسي في البلاد كلها بل و انه استخدم هكذا في اخطر لـحظة من لحظات نضال الشعب من اجل الاعمار والتنمية . كل هذا والجميع على علم بان الحركة الديمقراطية العراقية الكردية والعربية ( وليس الكردية وحدها فقط ) ما كان لها ان تظفر باية حقوق قومية للاخوان الاكراد دون النضال المشترك للكرد والعرب والتركمان وغيرهم . فقد اقر لهم العراق الجديد لهم حقهم بالسلطة السياسية وبالحقوق الثقافية والسياسية وغيرها في اطار بلادنا المشتركة ــ العراق الجديد . ومن الطريف بل والمشرف ان الشعب العربي العراقي بكل طوائفه الدينية المتآخية هب من حدود زاخو الى الفاو ، لمساندة ومؤازرة الكرد في مطا لبهم القومية . ولم يكن الاخوان التركمان بعيدين عن ذلك النضال وقدموا حصتهم من التضحيات الغالية . ونحن اذ نؤكد ذلك لأن بعض الجهات ترغب كما يبدو بتغييب دور التركمان المشرف في هذه العملية . بينما قدم عشرات الالوف من الشباب العراقي ارواحهم فداء ً لمطالب الحركة الكردية . وهذا امــر لم يلحظه احد من الناس في بلد آخر يسكنه اكراد كتركيا وايران وسوريا . ولــذا يحز في نفوسنا اليوم ان القائمين على الحركة الكردية والحكم الفيدرالي لم يشاءوا ان يذكروا رفقة العرب والتركمان لهم في هذا النضال . وهذا امر مؤسف للغاية حقا ً . والانكى من ذلك ان حكومة الاقليم تسعى للتوسع الجـغـرافي على حساب المسا حات الجغرافية لبعض المحافظات. الامـــر الذي اخذ يثير الاستغراب بل والضحك من (شر البلية ) التي وصلت اليه اطماع " الفيدراليين "!!!التي كما يبدو ليس لها نهاية !!؟؟ وذلك بعد ان اطلقت تسمية : " المناطق المتنازع عليها " !! او مشكلة كركوك !!! . والسؤال هنا : ماذا يتوخى " الفيدراليون " من ادخال العراق بمشكلة على الاكثر انها مفتعلة او بحكم المفتعلة و ذات اخطار ليس لها حصر ، وعلى رأسها احتمال ضياع المكتسبات العراقية التي حقـقـتها الحكومة المنتخبة وقواتها المسلحة اضافة الى خطر عودة الطائفية اللعينة سيما وان "" ابطالها "" ما يزالون يتربصون بالعراق وهم "حاضرون " للقيام ، من جديد ، بتهجير الناس من بيوتهم او قتلهم على الهوية وجاهزون لاشعال الخلافات بين العشائر باسم التيار الفلاني و" المكتب " او الفيلق العلاني ، وذلك لتخريب العلاقات الوطنية و ازالة العلاقات الاخوية بين العشائر التي كافحت الحكومة كثيرا ً لتحقيقها في السنة الاخيرة . وليس هذا حسب بل ولافشال الجهود غير العادية التي جعلت الدول والشركات والبنوك العالمية تتسابق للوصول الى العراق والمساهمة ببنائه و تعميره . فهل ان خلق المعوقات لهذه الانتصا رات الكبرى للشعب هي جزاء الاحسان ؟ ، وهل هذه هي الثمرة التي كان ينتظرها الوطن من " الفيدراليين ؟؟؟!!! ولا بد ان نذكر هنا قول النائب (سـعد البرزنجي ) بلقاء تلفزيوني عندما عبر صراحة عن فكر غريب !!! وهو ان الاكراد يريدون الحصول على مكاسب طالما ان الحكومة ضعيفة !!! فاذا صارت قوية لم نحصل على شيء !!! وعندما يعقب هذا التصريح الافلج والخالي من اي اثر للـحس الوطني اعتداء من دول الجوار على القرى الكردية بالمد فعية تاتي الاصوات من صاحب ذلك التصريح وغيره مطالبة باحترام سيادة العراق . اذن حماية قرانا ومدننا مقرونة بقوة وطننا ايها السادة وانتم نواب في برلمانه . واذا اردنا الكلام بصراحة سياسية يجب الاعتراف بان الفدرالية نفسها اذن ستكون مهددة دائما ً بدون الدفاع عنها من جانب دولة وحكومة العراق!!! اليس كذلك ؟؟؟ . اذن مصير العراق واحد .... والذي يتصور غير ذلك فهو مجرد واحد من السياسيين الاستفزازيين او الطارئين على القظية وليس اكثر من ذلك .
العالم كله يشاهد ونحن ابناء العراق معه وبا ستغراب ، ان جانبا من النقاشات المطولة ًحول قانون الانتخابات تجري " بحماس " منقطع النظير . ونسمع على لسان بعض الفئات القومية المتزمتة خلالها اشياء واشياء ، قريبة وبعيدة ، ما عدا شيء واحد مغيب عندهم وهو العراق ، مصلحة العراق ، مستقبل العراق ، ظروف العراق ... واخيرا ً العملية الديمقراطية الجارية في وطننا ... الخ . !! وعندما يتكلم اولئك القوميون حول الانتخابات في كركوك يجعلونك تحس وكأن لا وجود للتركما ن في هذه المدينة العراقية. هذا فضلا ً عن ان الشحن الفكري يجري بين ابناء الشمال الفيدرالي مستخرج من جعبة الافكار الانفصالية و الانعزالية البائسة . واتساقا ً مع هذا لم نسمع منهم كلمة واحدة تذكر العرب والتركمان على اعتبارهم اخوة للاكراد كما يفعل ذلك اي واحد من المواطنين العرب عندما يتكلم اثناء المقابلات التلفزيونية و باية مناسبة كانت . على ان اشعال فتيل الازمة بخصوص الانتخابات لم تأت بدون التحريض من بعض دول الجوار !!! (هكذا جاء بالاخبار) . اذن هناك تحريض على العراق ؟؟!! والمنفذون هم من اهلنا !! ويساهم في هذه اللعبة جماعة الفيدرالية !!! لماذا ؟ ...
الاستنتاج ربما يكون واحدا ً .
الفيدرالية بهذا الوضع الذي هي فيه ، تؤلف تهديدا ً للعراق عموما ً بسبب عدم الجهوزية لدى هذه المنطقة لسلطة من هذا النوع ! وقد يكون وجود هذه الفيدرالية نفسها مصدرا ً لتهديد العراق مستقبلا ًمن بعض الجوار ( لاسباب امنية عندها ) بينما في واقع الامر ان العراق غير مستعد عسكريا ً كما يجب لدرء اخطار من هذا الحجم ! وان المحافظات الشمالية بفيدراليتها هذه معزولة عن التكامل الاقتصادي والتنمية الشاملة بينها وبين بقية المحافظات مما يؤلف خسارة وطنية ( يعرف حجمها الاقتصاديون الستراتيجيون ووزارة التخطيط بصورة كاملة ) هذا فضلا ً عن ان العراق ( شماله وجنوبه ) غير جاهز بعد لادارة النظام الفيدرالي بصورة تخدم العراق من حيث تماسك الدولة وترابط اجزائها . وفي هذا ضياع للفرص التنموية والسياسية وحتى الامنية وسلامة البلاد عموما ً . اذن يجب اللجوء الى مبدأ التـد رج من درجة الحكم الذاتي والحقوق الديمقراطية الواسعة .لعدة سنوات قادمة ...... ومن ثم ...وبعد اكمال البناء والاعمار وبلوغ درجة من النضوج الدستوري والقانوني والتآلف السياسي وبعد ان يصفى الارهاب تماما ً ويستعيد العراق قوته العسكرية اللائقة بالد ولة النفطية العظمى .,... فسيكون البناء الفيدرالي واجبا ً وستعود الفيدرالية وبنفس الوقت ستؤلف قوة اضافية للوطن العراقي وستكون الفيدرالية بعهدة الشعب الكردي باجمعه ومؤسساته الدستورية ومنظمات المجتمع المدني وليس بعهدة حزب واحد اوحزبين ( خاصة اذا ماجرى استبعاد بقية الشعب الكردي وربما ان ما يستبعد هم الاكثرية ــ كما هو الحال الان ) . انه اقتراح لايرضي من بيده الفيدرالية اليوم ولكن للضرورة احكام . خاصة وان هذه الضرورة تصب في مصلحة البلاد بما فيها كردستان العراق . وهكذا نرى ان تأجيل النظام الفيدرالي انما هو بالنسبة للشعب ضرورة حياتية .
25/9/2009 موسكو الدكتور عبد الزهرة العيفاري
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟