بمناسبة تأليف الحكومة العراقية الجديدة

عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 3191 - 2010 / 11 / 20 - 14:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

بمنا سبة تأ لـيف الحكـومة العـراقـية !
الانتصار السياسي يستدعي انتصارا ًعلى الجبهة الاقتصادية ! ً
لقد احرز الشعب العراقي العظيم انتصارا ً مؤزرا ً عندما اتخذ البرلمان قرارا ً بخصوص انتخاب رئيس الجمهورية وتكليف دولة السيد المالكي لتأليف الوزارة . وانتصار الشعب هذا اقترن بصبره الشجاع وتأ ييده الواعي للحكومة الوطنية ونهجها الديمقراطي . ولم يكن ذلك بدون معـا ناة ووجل وانتظار طويل . اضافة الى الاجواء الارهابية العاصفة التي كانت تأخذ كل يوم كوكبة من ابنائنا وتدمر جانبا ً مـمـا بناه الانسان العراقي على مدى سنين وسنين وبجهد جهـيد .
ولكن مـا ذا عن الاقـتـصـا د ؟؟ برأينا ان الكلام يجب ان يتوجه الى الحكومة المنتظرة او بالاحرى الى ( الوزارة الجديدة ) مع الاشارة الى ما ينتظره الشعب منها من جهود استثنائية بالنسبة للميدان الاقتصادي . و انا كمواطن عراقي ، اود ان ارى الحكومة الوطنية وهي تأخذ هــذه المهمة في ضوء علم الــتــخــطـيـط مع مراعاة قوانين النزاهة والانضباط العملي ، اضافة الى دروس التجربة والمما رسة العالمية والعراقية معــا ً في هذا المضمار . على ان العراق ـــ كما يعلم الجميــع ـــ له خواص ايجابية مشجعة لقيادة هذه العملية الاقتصادية بنجاح وثقة . مما يعني ان الدعوة للتخطيط الاقتصادي لم تكن شعارا ً من الشعارات البراقة الـمـغرية ، بل اننا نملك لتنفيذ خطط البناء والاعمار وزيادة الثروة الوطنية ارضية حقيقية ومتينة . ولكن الامر يتطلب القيادة الرشيدة والحازمة من قبل الحكومة الوطنية . واخيرا ً نرى ان الخطة ينبغي ان تنطلق من الخواص التي يتميز بها الوطن العراقي وهي ـــ برأينا ـــ كما يلي : 1 ـــ العراق بلد صغير من حيث المساحة . ولكنه كبيربأهميته الجغرافية و بنفوسه التي هي في تزايد عدديا ً . وقد عانى التخريب على ايدي الجناة بصورة واسعة . مما يعني ان الحكومة ملزمة باعتبار بناء المساكن للعائلات واعمار المدن والشوارع والمؤسسات من بين الاولويات في الخطة الاقتصادية القادمة . 2 ـــ للاسواق العراقية خاصية استيعابية كبيرة للتجارة وللصناعات الحديثة والحرف اليدوية التقليدية . هذا عدا قابلية بلادنا على الاكتفاء الذاتي بالنسبة لزراعة المحاصيل الحقلية والخضروات والفواكه .وان العراق يمتاز بالتمور النادرة التي تعد من افضل انواع التمور في العالم . وللمناخ فضل كبير في ذلك . اي ان العراق جاهز لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية باعلى المقاييس الممكنة . 3 ـــ ان بلادنا واحدة من اغنى بلدان العالم بالبترول والغاز . ( وكما اكد الخبراء العالميون مؤخرا ً : ان العراق يحتل المرتبة الاولى في العالم من حيث احتياط الثروة النفطية ). مما يشير الى ان الموارد المالية متوفرة دائما ً لاغراض تمويل الخطط الاقتصادية التي ستقرها الحكومة مهما كانت تلك الخطط طموحة . 4 ـــ العراق بلد سياحي من الدرجة الاولى . فهناك السياحة الدينية في العتبات لمقدسة المنتشرة في اكثر المحافظات . اضافة الى الأد يرة والمعابد وهي ذات قاعدة عريضة في المنطقة الجنوبية وفي منطقة كردستان العراق . اضافة الى الاثار التاريخية في جنوب ووسط البلاد وكذلك البحيرات ( الحبانية والرزازة ) والاهوار الجنوبية . فهي قابلة ان تصبح مصدرا ً آخر للموارد المالية بعد النفط والغاز وذلك بعد تأهيلها وتشغيلها وعندما تشرع الدولة والقطاع الخاص ببناء المدن السياحية في تلك المواقع وتزويدها بالمصحات وبيوت الاستجمام والمرافق الترفيهية ( للاطفال والكبار ) ... الخ !! . 5 ـــ الموقع الجغراقي للعراق يسمح له ان يصبح مركزا ً صناعيا ً و تجاريا ً لتـمـوين بلدان الشرق الاوسط وافريقيا بالبضائع ذات التقنية الاليكترونية الدقيقة اذا مــا تــم توفيرها وتجميعها بالاشتراك مع شركات اليابان والصين وكوريا الجنوبية واميركا وفرنسا وبريطانيا وغيرها . 6 ـــ لدى العراق وفرة من الايادي العاملة الماهرة وجيش من الشباب المتعلمين ، ولكنهم مايزالون يؤلفون الجمهرة الغفيرة من بين العاطلين عن العمل . هذا عدا وجود الاعداد الهائلة نسبيا ً من العلماء واصحاب الاختصاصات النـادرة في كافة الميادين العلمية . ان هذه الالاف المتعلمة من الشباب جاهزة للعمل التقني مهما كانت متطلباته . 7 ـــ يمتلك العراق الافا ً مؤلفة من اصحاب الكفاءات العلمية والايادي العاملة في المنافي . وهم سيعودون الى الوطن عند تهيئة الظروف الحياتية لهم من سكن وامان وعمل . وهم الان يعتبرون الاحتياط الثمين للدفاع عن الوطن و لتنفيذ الخطط الاقتصادية فيه .
المجلس الاعلى للتنمية الاقتصادية
نقترح الاجراءات التالية : (1) تشكيل مجلس مركزي للتنمية الاقتصادية ، ويتألف من وزارة التخطيط كعضو رئيسي ومن ممثلي الوزارات واتحاد الصناعات والغرف التجارية ( و خبراء من القطاع الخاص ايضا ً ) ( 2 ) يرتبط مجلس التنمية الاقتصادية بمجلس الوزراء . ويفضل ان يكون رئيسه ــ نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية . (3) تلحق بالمجلس دائرة متابعة وتقييم تنفيذ الخطط الاقتصادية . ( 4 ) تقدم الوزارات ، بالتنسيق مع المحافظات جميعها ( الاتحادية والفيدرالية ) والغرف التجارية واتحاد الصناعات خلاصة لمشاريعها المطلوب تحقيقها حسب الاولويات التي يقرها التسلسل التخطيطي خلال السنوات الـمـحد دة لتنفيذ الخطة . ويعتبر تنفذ الخطط هـــذه شأن من الشئون الرسمية لمجلس الوزراء . ( 5 ) تحديد فترة زمنية للخطة . ولتكن 4 او 5 سنوات . ( 6 ) العمل على اقامة مشاريع صناعية وزراعية وسياحية وخدمية مما يخلق مصادر اضافية للدخل الوطني من غير النفط . (7) حماية الصناعات الوطنية امام السلع الاجنبية . ( 8 ) الكف عن بيع الدولار بالمزاد العلني ومراقبة تهريبه الى حسابات مشبوهة . واستعمال الدولار لشراء البضائع الضرورية للاستهلاك وكذلك لشراء المعامل الجديدة للبلاد وعن طريق الاعتمادات المصرفية .
المشاريع الملحة ا التي يجب ان تعتبر من الاولويات ويباشر بتنفيذها منذ بداية الخطة ! .
( 1 ) بناء الوحدات السكنية الممكن بناؤها في مراكز المحافظات والمدن والقرى وفق برنامج طموح للحكومة. ( 2 ) تأهيل المصانع والمؤسسات الانتاجية المتضررة وتأمين استمرارية الانتاج فيها ( 3 ) بناء وتجهيز مدارس ابـتدائية واخرى مهنية ( صناعية وزراعية وخدمية ) في مراكز المحافظـات و مدن الاطراف لسد الحاجة اليها (4) بناء وتجهيز مراكز صحية حسب خطة وزارة الصحة ( 5 ) بناء قصور ثقافية وملاعب رياضية ...... وغيرها ( 6 ) بناء اقسام داخلية ملحقة بالجامعات وتأهيل بيوت الطلبة المهدمة ووضع برنامج للتعليم العالي حسب المتطلبات التخطيطية . ( 7 ) . العمل توا ً على سد احتياجات عوائل الشهداء وابنائهم في السكن والتعليم وغيرهما .
المشاريع الجديدة في الخطة الاقتصادية !
( 1 ) البدء تدريجيا ً بتأسيس الصناعات البتروكيمياوية ـــ واستيراد المصانع الجديدة لها .
( 2 ) عقد اتفاقيات مع الدول ذات الصناعات الاليكترونية لتأسيس صناعات لتجميع الاجهزة الدقيقة واجهزة الاتصالات الحديثة ( تلفزيونات ، كومبيوترات ، تلفونات ...) . بهدف جعل العراق مركزا ً صناعيا ً ـــ تجاريا ً في الشرق الاوسط . ( 3 ) استيراد وتشغيل معامل وورش للصناعات الخفيفة وللموبليات والنجارة ، وكذلك للحدادة وللمواد الانشائية المختلفة .... ( 4 ) وضع خطة خاصة للزراعة وزيادة الانتاج المواد الغذائية للامتناع عن استيراد المواد الغذائية الضرورية . ( 5 )
مشاريع الكهرباء والماء الصالح للشرب
( 1 ) نشر محطات توليد القوة الكهربائية بالطرق التقليدية المتبعة من قبل الحكومة . مع الاخذ بنظر الاعتبار الزيادات السكانية المنتظـرة . ( 2 ) استخدام الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء ( الاطلاع على التجربة التركية بهذا الشأن ) .
وننتظر من الحكومة الجديدة العمل الجاد لجلب الاستثمارات للصناعات والزراعة والتشييد وكذلك للبنى التحتية وغيرها للبلاد .مع سن قوانين ضامنة للمستثمرين . مع توسيع الاستثمارات الداخلية ( من جانب القطاع الخاص ) ....

#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل