أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - هل تنجح محاولة نقل التفاوض من مسار اوسلو والعودة الى مسار مدريد؛















المزيد.....

هل تنجح محاولة نقل التفاوض من مسار اوسلو والعودة الى مسار مدريد؛


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 21:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


كلنا يعلم ان تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي انطلقت من مسار مؤتمر مدريد. وهو المسار الذي اعتمد مرجعية له مبدأ الارض مقابل السلام, وقرارات الشرعية الدولية. وكلنا يعلم ان مسار اوسلو كان حركة التفافية على مسار مدريد, وان مرجعيته الرئيسية هي قبول الطرفين ما ينتج عن عملية تفاوض مباشر بينهما,
إن الفارق الرئيسي بين المسارين هو ان مسار اوسلو يخضع في تحديد نتائج التفاوض _ لخلل موازين القوى المحلي المباشر بين الطرفين_, في حين ان مسار مدريد يخضع تحديد نتائجه التفاوضية لخلل _ موازين القوى العالمي_, وهي فوارق لم يكن المفاوض الفلسطيني يدرك مدلولاتها الاستراتيجية, او انه طمع بامل سرعة الوصول الى حل, دون الارتهان الى الية تفاوض عالمية تنطوي عليها عملية التفاوض المحلية,
اليوم يبدو ان منظمة التحرير الفلسطينية وقيادة السلطة وقيادة حركة فتح, باتت على قناعة ان مسار اوسلو التفاوضي, جعلها رهينة الاستفراد الصهيوني الامريكي, وان مسار اوسلو بات مسار يؤدي الى هاوية فقدان كل الحقوق الفلسطينية القومية وما تنطوي عليه من تطلعات طبقية برجوازية, وان النتيجة الحتمية ستكون ترسيخ الاحتلال الصهيوني على الارض التي تاخذ اتجاه تفريغ السلطة من صلاحياتها السيادية والاستقلالية, وتفريغها من السعة الديموغرافية بواسطة الاستيطان والتهويد, الامر الذي لا يقتل امل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مباشرة او عبر تفريغ مقولة الدولة من ما يجب ان تنطوي عليه تكوين استقلالي سيادي ديموغرافي. لتتحول الى جهاز امن في خدمة الواقع الاحتلالي, وليجري عبرها تنفيذ مرحلة لعملية ترانسفير لفلسطيني منطقة 1948م ومن ثم ترانسفير اخر لاحقا لهم ولاهل الضفة الغربية, الى خارج فلسطين المحتلة كلها.
بل يبدو ان تنفيذ هذا المخطط الصهيوني بدأ فعلا, ففي موازاة توسع الاستيطان في الضفة الغربية نجد تصاعدا للنهج العنصري داخل منطقة 1948 وايضا تصاعد محاولة تجريدهم من _ مكان السكن_ المحاصر والمحجم اصلا. الامر الي سيقود ولا شك الى الية تهجير الاولى من داخل 1948 الى الضفة في نفس اللحظة التي ستعمل بها الية تهجير من الضفة الى خارج فلسطين. واذا كانت المضايقة الاقتصادية المعيشية هي السلاح الصهيوني في داخل 1948 فاننا يجب ان نرى اضافة السلاح الامني اليهما في الضفة الغربية.
في النهاية كان لا بد وان تنتبه قيادة المنظمة والسلطة وحركة فتح الى الاتجاه الذي يؤدي اليه عمليا استمرار ركوب قطار اوسلو. وكان لا بد لها من ان تتخذ موقفا من ذلك, ويبدو ان النزول من قطار مسار اوسلو كان القرار النهائي الحاسم لهذه القيادة والذي اتجهت لتنفيذه منذ فشل محاولة التفاوض المباشر الاخيرة التي استمرت اسابيع فقط, حيث ابتدات قيادة المنظمة والسلطة ركوب قطار مدريد التفاوضي في محاولة اخرى للوصول الى طلباتها التفاوضية. حيث شكلت جولة الرئيس عباس في امريكا اللاتينية انطلاقتها,
ان الطابع الرئيسي للتحرك الفلسطيني الان هو في هذه المحاولة التي تجمع بين رغبة البقاء على مسار التفاوض التزاما بالاعلان الفلسطيني عن التمسك بخيار السلام, والتحلل من مسار اوسلو الذي يبقي الطرف الفلسطيني مقيدا بالاستفراد الصهيوني الامريكي, وهو اتجاه وإن بدأ خجولا إلآ انه بات واضحا سافرا بعد الضربة القاسية التي وجهتها الولايات المتحدة الى الموقف التفاوضي الفلسطيني باعلان وقف محاولة تمديد تجميد الاستيطان. حيث اسفر الطرف الفلسطيني بكل وضوح عن نيته واتجاهه جاعلا من القضية الفلسطيني احد قضايا الصراع العالمي التي على اسرائيل والولايات المتحدة مواجهتها الى جانب الملف الايراني والملف الكوري وملف الازمة الاقتصادية....الخ من ملفات ساخنة.
بهذا الصدد لنا ان نلاحظ مؤشرات فلسطينية تؤكد هذا الاستنتاج:
1- تعويم القضية الفلسطينية دوليا ومحاولة تحديد الحد الادنى من نتائج العملية التفاوضية بطلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة تبعا لقرارات الشرعية الدولية _ حول الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية_ والذي لاقى استجابات دولية ايجابية الحد الاعلى منها اعترافات دول امريكية لاتينية بالدولة الفلسطينية المستقلة والحد الادنى منها الوعد الاوروبي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في _ الوقت المناسب _ وبينهما رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني الذي قررته بعض الدول مثل فرنسا والنرويج
2- التهديد بحل السلطة الفلسطينية وهي خطوة تعني عملية الغاء كاملة لكل ما ترتب بين الجانبين على اتفاقات اوسلو بما فيها الالتزامات الامنية وما يعنيه ذلك من اطلاق لخيار المقاومة المسلحة ,,,, الخ, لن تنجح محاولة اعادة وسمه ووصفه بالارهاب, بل ستكون له شرعية عالمية لن يشلها نفوذ الولايات المتحدة عالميا
3- اعادة هيكلة الوضع الداخلي الفلسطيني الذي ياخذ اتجاه ضرب الرموز الفلسطينية التي تؤيد التمسك بمسار اوسلو بدءا بمجموعة محمد دحلان واحمد قريع...الخ, وبهذا الصدد فان قيادة فتح والسلطة والمنظمة اعادت فتح ملف الفساد للوصول الى ابعاد هذه الرموز واستبدالها برموز تؤيد العودة لمسار مؤتمر مدريد, اما الاتجاه الاخر فهو في ابداء نية التقارب مع الرموز والقوى التي ستؤيد العودة لمسار مؤتمر مدريد واعطائها دورا ووزنا في الفاعلية السياسية الفلسطينية ولعل في مصالحة عباس القدومي مؤشرا على ذلك, وليس بعيدا عن ذلك طلب حركة فتح التقاء حركة حماس مرة اخرى, الامر الذي لو نجح في تحقيق المصالحة فانه سيكون معبرا فلسطينيا الى اعادة التقاطع بين خياري التفاوض والمقاومة المسلحة.
4- اعادة تموضع فاعلية الطرف الفلسطيني السياسية في موقع اقرب الى محور تحالف الممانعة الاقليمي, وهو مؤشر وان لم تتبدى ملامحه بشكل جلي وواضح بعد, إلا ان المؤشرات السابقة تقود الى استنتاج وجوده. لكن مؤشر بيان اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي حمل صيغة لغوية نقدية لموقف الولايات المتحدة الامريكية اعلى وزنا من الصيغة اللغوية التي حملها بيان اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير, يشكل دليلا على حالة الغضب العربي من الموقف الامريكي الذي يدفع بالطرف الفلسطيني الى هذا الخيار. ويعكس نفسه سلبا على توجهاتها السلمية.
ان توقعاتنا هذه هي نتيجة _ لاعادة قراءة _ مؤشرات الفترة الماضية القريبة, وهي توقعات تتحدث عن وجود حالة مراجعة فلسطينية لا تتعدى خيار التفاوض إلا انها لم تعد كما يبدو تطرحه كخيار وحيد كما في السابق, بل هي تطرح تعددية مساراته التفاوضية وقابلية تفعيلها,
اننا نشجع تحرر قيادة حركة فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية من الاستكانة السابقة لحالة الاستفراد الصهيوني الامريكي بها, كما اننا نثمن الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية كانجازات ذات اثار ايجابية استراتيجية جاءت مباشرة جراء الانتقال الى مسار مدريد التفاوضي او _ تفعيل بعض الياته _ حتى الان, ونرى ان على الفصائل والقوى الفلسطينية ان تشجع هذه القيادة على استكمال الانتقال الذي بدأته لا ان تتخذ منها موقفا سلبيا محبطا يتطلب تكيفها عقائديا معها كما هو جوهر موقف حركة حماس ومستشاريتها السياسية, التي يعبر عن سلبية عالية لها تصريحات السيد رزقة المستشار السياسي للسيد هنية حين يطال محمود عباس باعلان فشل المفاوضات والعودة للشعب مقدمة لاجراء مصالحة فلسطينية فلسطينية, في حين لا تزال حركة حماس نفسها تتخبط في قراءة الصراع الفلسطيني بين ان يكون صراعا عقائديا تبشيريا او حالة كفاح من اجل التحرر الوطني للقومية الفلسطينية.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جديد الصراع حول القضية الفلسطينية؛
- بيان المنظمة وقرار المحكمة الفلسطينية العليا والمفاوضات؛
- الولايات المتحدة باتت اكثر من شريك مفاوضات و اقل من وسيط سلا ...
- ملاحظات على مقال ( الدولة الفلسطينية افاق ومهمات )
- تماسكوا على الروح الهجومي:
- القييادة الفلسطينية... ما خاب من استشار:
- تحصيل اعتراف من البرازيل بالدولة الفلسطينية انجاز سياسي سليم ...
- ماذا يحدث في الساحة الخلفية الفلسطينية؟ اعلمونا:
- وجهة نظر في ورقة نقاش حركة اليسار الاجتماعي الاردني:
- مونديال التطبيع في قطر سنة 2022م:
- خيار التوجه للشرعية الدولية من سيء الى اسوأ:
- الدكتور صائب عريقات واللاعنف :
- التعديل الحكومي الفلسطيني القادم, الى اين؟ :
- لفلسطين فجر ات
- لانقلاب التركي, عملية تحرر من هزيمة الحرب العالمية الاولى:
- الجزيرة الكورية/ بين قطبين بعد ان كانت بين معسكرين:
- ماذا يعني اعادة تكليف الرفاعي:
- حزب فلسطين الحر..... وعلى بركة الله:
- ابن الجنوب للمرة الاخيرة:
- متى نكف عن اخصاء اطفال فلسطين:


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - هل تنجح محاولة نقل التفاوض من مسار اوسلو والعودة الى مسار مدريد؛