علي عجيل منهل
الحوار المتمدن-العدد: 3212 - 2010 / 12 / 11 - 21:56
المحور:
الصحافة والاعلام
قيام الحكومة العراقية --بإغلاق استوديو قناة "البغدادية" الفضائية،-- التى تبث من القاهرة، فى العراق، وتحظى هذه القناة بشهرة كبيرة خارج العراق بفضل مراسلها منتظر الزيدى، الذى ألقى بحذائه على الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فى مؤتمر صحفى عام 2008.
وقد اكتسبت هذه القناة سمعة- ببرامجها الإخبارية المشاكسة -بما فى ذلك البرنامج الصباحى،- الذى يقدم منتدى --مفتوحاً للمواطنين -لانتقاد الحكومة -.
وكانت- قوات الأمن العراقية قد اعتقلت فى نهاية أكتوبر الماضى- اثنين من العاملين بالمحطة الذين --وجهت إليهما اتهامات بالتعامل --مع الإرهابيين،- وخلال بث القناة فى الصباح التالى قام الأمن بقطع الكهرباء عن استوديو بغداد وأمروا الجميع بترك المبنى.
أن قوات الامن - لم تسمح لأحد بأخذ أى شىء معه،- وأنهم أرادوا أن يوقفوا القناة، لأنها تحرجهم، ويأتى موقف الحكومة -على ما يبدو نتيجة التغطية التى قدمتها القناة لحادث الهجوم على --كنيسة سيدة النجاة فى بغداد،-- الذى قام فيه المسلحون باحتجاز الرهائن واستخدموا أحزمة ناسفة،-- مما أودى بحياة العشرات، وذكر المهاجمون المنتمون لما يسمى-- بتنظيم دولة العراق الإسلامى،- أحد فروع تنظيم القاعدة،-- اسم قناة البغدادية أربعة أو خمس مرات،-- وقامت القناة بدورها-- ببث مطالبهم على الهواء مباشرة.
أن-- البغدادية-- بما فعلته --خرقت المعايير- المهنية واللوائح- التى اعتمدتها-- لجنة الاتصال والإعلام،-- غير أن جهات المراقبة الإعلامية وصحفيين آخرين فى البغدادية قالوا إن هذه الإجراءات لها علاقة ببرامجها، وأن الأمر كله يتعلق بالسياسة،
اغلاق -- مكاتب قناة البغدادية --في فترة يفترض فيها أن يتجه -العمل الصحفي - إلى الاستقرار في ظل المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان والدستور العراقي”.
”.
أن -قرار اغلاق مكاتب البغدادية --هو جزء من الادارة السيئة للملف الاعلامي في البلاد،-- لأن العراق ليس دولة مؤسسات دستورية،- ويعطى انطباع ان العراق- - هو دولة اجتهادات خاصة،-- فموقع --ويكيليكس- كشف في وثائقه عن الانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين العراقيين-- في حين لم تشر تلك الوثائق إلى الانتهاكات التي ارتكبت بحق الصحفيين-
هناك --مسؤولية كبيرة ملقاة -على عاتق - البرلمان المقبل-- من خلال النظر إلى- مسودة قانون حماية الصحفيين --الذي أقرته النقابة لتشريع - قانون حماية الصحفيين واقرار- جملة من القوانين لحماية حرية العمل الصحفي-- وضمان الوصول إلى المعلومة للارتقاء- بعمل الصحافة دون جعلها عرضة للضغوط والتجاذبات السياسية-
إن - اغلاق- مكاتب اي مؤسسة اعلامية --دون الرجوع إلى القضاء
يعتبر مخالفة للدستور العراقي وللمواثيق والقوانين الدولية التي صادق عليها العراق-.
و قرارهيئة الإتصالات والإعلام القاضي بإغلاق مكاتب قناة البغدادية في بغداد والمحافظات، بدعوى مخالفتها شروط البث، الامر الذي- يتقاطع جملة وتفصيلا مع - حرية الصحافة -وحرية التعبير،- و مع الدعوات المطالبة باحترام الاعلام العراقي المستقل--
أن المسلحين الذين ---اقتحموا كنيسة سيدة النجاة وسط بغداد -- خاطبوا قناة البغدادية --في اتصال هاتفي مطالبين بالإفراج عن سجناء من جماعتهم مقابل الافراج عن عشرات الرهائن من المسيحيين الذين كانوا يقيمون قداسا في الكنيسة.
إن --القرار هو اجراء قانوني قد أتخذ بناءً على-- تراكمات لمخالفات ارتكتبتها البغدادية ---للمعايير المهنية التي وضعتها هيئة الاعلام والاتصالات للعمل الاعلامي-
كما أن- لدى الهيئة ملاحظات على-- برنامج خلّ نبوك --الذي بثّته البغدادية في رمضان وقد أنذرنا البغدادية عدة مرات بضرورة ايقاف عرضه أو اعادة صياغته، إلا أن البغدادية لم تعر انذاراتنا اهتماما وعليه فقد اتخذت لجنة الاستماع والشكاوى المشكلة من قبل الهيئة التي تضم خمسة قضاة ومحامين قراراً باغلاق مكاتب البغدادية في عموم العراق وايقاف نشاطاتها الاعلامية كافة”.
أن --“هيئة الاعلام والاتصالات طالبت وزارة الداخلية وقيادة عمليات بغداد -- بتنفيذ ذلك القرار--، إلا أنه لم ينفذ إلى أن قامت البغدادية بتغطيتها لحادثة كنيسة سيدة النجاة إذ روّجت البغدادية لمطالب المسلحين والارهابيين من تنظيم القاعدة وعليه جاء تنفيذ القرار بعد أن أصبحت البغدادية منبراً للترويج للجهات الخارجة عن القانون--
وأشار إلى أن---هيئة الاعلام والاتصالات هي الجهة القانونية الوحيدة المسؤولة عن تنظيم عمل أجهزة الاعلام والاتصالات في العراق، ولدى الهيئة دائرة للرصد الاعلامي ودائرة اخرى لرصد الاتصالات وجميع المؤسسات الاعلامية العراقية بما في ذلك القنوات الفضائية وتخضع لرقابة تلك الدائرة على مدى 24 ساعة”.
وأضاف أن “هناك تقارير نصف شهرية تصدرها الدائرة تتضمن ملاحظاتها عن وسائل الاعلام التي لاتراعي ضوابط المهنية المعتمدة من قبل الهيئة، و”الضوابط المهنية المعتمدة لدينا هي ذاتها المعايير الدولية المتبعة من قبل وسائل الاعلام العالمية وتتضمن عدم التحريض على العنف أو الترويج له او الاساءة إلى مكونات الشعب والمقدسات الدينية او اثارة الفتنة والنعرة الطائفية”.
أن -الهيئة تتعامل --بمهنية -مع جميع القنوات وبدرجة مختلفة من الحساسية تبعا لمدى خروجها عن المعايير التي تطبق على الجميع وليس البغدادية فحسب، علماً أنه منذ البدء بتنفيذ القرار وحتى هذه اللحظة تواصل القناة عبر بثها المباشر من مصر وسوريا التشهير والاساءة، لذلك فإن قرارنا لا يشكل تجاوزاً على حرية الصحافة بقدر ما يراد به تنظيم العمل الصحفي”.
ان وسائل الاعلام في --الدول الديمقراطية --تبث مقابلات وأشرطة تسجيلية --لزعماء الارهاب في العالم - ولم يحسب ذلك كارتباط او تعامل مع الارهابيين بل يدرج ضمن حق وسائل الاعلام في الحصول على المعلومات والمصادر وحقها في عرضها على الجمهور.وبالنظر للطريقة المعروفة التي تشكلت فيها "هيئة الاعلام والاتصالات -- والخلفيات الحزبية لاعضائها --فان جمعية الدفاع عن حرية الصحافة -- تعد القرار قرارا سياسيا بامتياز-- ولايمت باي صلة الى المهنية --، وانحرافة خطيرة للتحول الديمقراطي في البلاد ، ومحاولة للسيطرة على وسائل الاعلام واعادة تدجينها بما يتلائم ومزاج وارادة السلطة .وانه يحق "للبغدادية " وجميع كادرها والمتضررين من القرار رفع دعاوى قضائية لرد الاعتبار او للتعويض عن الاضرار والخسائر الناتج عن هذا القرار
وعملية إغلاق مكاتب قناة البغدادية الفضائية في عموم العراق، - بانها أحدى الوسائل التي تمارسها الانظمة الشمولية،- فيما نفت البغدادية تعاملها مع أية جهة إرهابية.
وعد-العمل الذي قامت به البغدادية -- بأنه عمل يندرج ضمن إطار الترويج- للجماعات المسلحة.
"اقتحام-- قوات تابعة لعمليات بغداد مكتب قناة البغدادية الفضائية -- غير قانوني وقرار سيء وغير مدروس - حيث، كان من الممكن اللجوء إلى القضاء وليس إلى التدخل العسكري وان -أهمية وجود- سلطة القانون في العراق-- لأنه بلد دستوري ويجب أن تبنى جميع الخطوات تحت أساليب دستورية وليست مزاجية -
أن --عامل البدالة في قناة البغدادية - والمخرج الخفر - على هواتف القناة المتاحة على موقعها الالكتروني تلقى اتصالين من المسلحين الذين احتجزوا عددا من المواطنين رهائن في كنيسة النجاة بمنطقة الكرادة، وابلغ الإرهابيون عامل البدالة بمعلومات عن انتمائهم لما يسمى بدولة العراق الإسلامية، وأنهم يطالبون بإطلاق سراح معتقليهم في السجون، وقد بثت البغدادية عبر إخبارها العاجلة هذه الأنباء ليتم التعرف على طبيعتهم.
أن - مسؤول الاستخبارات في عمليات بغداد طلب التعاون من خلال الاتصال على الأرقام التي ظهرت من المتصلين لاستدراجهم وإطالة الكلام معهم، وتم إبلاغ إدارة القناة بالطلب وبذل مزيد من التعاون في احتواء الموقف، والتي طلبت فورا أن يساهم عامل البدالة والمخرج الخفر بتسليم الهواتف إلى عمليات بغداد ودعوتهم للتعامل مباشرة مع إي اتصال يرد عليها.
إن--- البغدادية تلقت تهديدات كثيرة - بإغلاق مكتبها في العراق منذ شهر رمضان الماضي من قبل هيئة الإعلام والاتصالات بسبب بثها برنامج الكاميرا الخفية (خلن بوكا)"، مبينا أن "البرامج التي تعرضها البغدادية قريبة من معاناة المواطن العراقي والتي تكشف حالات فساد المالي والإداري.
ان استمرار اغلاق القناق عمل مخالف للدستور وحرية الاعلام وتدفق المعلومات والمطلوب اعادة فتحها فورا..
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟