أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - قرض المريض وقرظه!














المزيد.....

قرض المريض وقرظه!


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3172 - 2010 / 11 / 1 - 00:11
المحور: حقوق الانسان
    


أوصى الحكماء، وأهل الرأي والعقل والرشاد، مذ وثّق الإنسان صلته بهذا الاسم؛ الإنسان، وما يحفل به من أنس النفس..أوصوه بالآخر، في ضرّاء ما يكابده. ليكون قريباً منه، أكثر من وقت سرّاء تمنحه نصيب سعادة، قد يتوارى ويغيب في ثنايا مرض يصيبه.

آه من المرض..
ومن ذا منّا من لم تخالجه مثل هذه الآه، من ذا لم تترقرق دموعه بين جفنيه، حزناً على حاله، مغتماً بهذا المرض ولو لأيام معدودات.

أعجَبُ حقاً كيف ينسى الإنسان، أعجب حدّ تصديق من يقول إن تسمية ( الإنسان) جاءت من النسيان!.
أعجب من نسيانه لحظات الألم، كيف ينسى صراع آلامه الخاصة..آلام تشغله، وتنغّص عليه متعة وجوده حياً.
أعجَبُ أن لا يبادر- متطوعاً- بعد تجربة، ربما ظنّ أنها بالغت بإيجاعهُ غاية البلوغ. يتذكّرها ليبذل ما يستطيعه إعانةً لمريض، هو شريكه في الإحساس بالألم.
أعجَبُ أن يتوقف الإحساس بالألم عند حدود الإنسان نفسه. أليس حرياً به أن يستشعر الآخر عن بعد. أليس حرياً به أن يعود مريضاً كأهم موجبات الأخوّة الخمسة، إن كان من أهل الدين. أليس حرياً به، أن يكون مدافعاً عن حق المريض بالمناصرة ضد الألم.
و أعجَبُ أكثر العجب حين يكون الإنسان على حصيلة من قدرة الغوث ولا يغيث. وأعجَبُ العجب لدي أن يكون من أهل السلطة ولا يساند الحاجة إلى حكومة أو دولة إنسانية.

في الدولة الإنسانية، المرضى سواسية، تماماً مثل تساوي استشعارهم بالألم، فلا مستشفيات لأغنياء دون قاصري اليد، والمريض مكفول حقّه في الأمن الصحي؛ أمن شخصي، وعائلي، يجعل الإنسان واثقاً من حياته، يعيش اندفاع الواثق للعمل، مستشعراً أهميته الذاتية، وساعياً إلى ردّ جميل الآخر، حيث يؤدي كلّ عمله، بأقصى ما أوتي من إخلاص ووفاء؛ وفاءً لنفس بتذكّر لحظة آلامها، وإخلاصاً للآخر، يوازي حجم المشاركة بدفع هذا الألم إلى البعيد.
لنتذكّر بعرفان؛ كم من إبداع استحقّ الخلود، لأنه منجز مريض ثابر رغم أوجاعه، هل ننسى السياب مثلاً مريضاً منهكاً. يستحق المديح والتقريظ حياً وميتاً.ويستحق أمثاله كل القرظ، والقرض أيضاً؛ بمعناه المادي، أي دفع الدولة مبالغ لكلّ مريض وفق تقرير طبي مُستحق، شريطة أن يعيده إلى رصيد الدولة بعد حين. قرض تتعهّد به كلّ وزارة لمنتسبيها، حتى لتجدّن قرضاً لمن لا يملك عملاً أو وظيفة في تلك الدولة، لأنه سيجد من يعينه لحيازة هذا الاستحقاق. فهل هذا حلم عصي التحقيق؟!.
هل عصي أن يتحقّق دفع القرض للمريض، دون أن يُفتح باب جديد للفساد والرشوة والمحسوبية، وبقية الأمراض. دون أن نتسارق من جديد، فيأكل بعضنا لحم أخيه مريضاً، ليكون الدواء بالتي كانت هي الداء، ونستجير من الرمضاء بالنار؟!.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن سعيكم لشتى!
- انتصار إنساني
- كلّه قبر مالك
- نقص القادرين
- علاج المدمن .. مهمة الدولة
- آثارهم!
- نبرة اليمين..تشدّد واقع
- سعادة العمل
- في العراق..كلّنا طبيب نفسه!
- كتابة للنسيان
- إرهاب الدواء في العراق!
- طائر التمساح!
- جدل بيزنطي
- المعارض الايجابي
- المحكمة الإعلامية
- خطوات لتحجيم القاعدة
- آثار المسؤول
- عمّاتهم وعمّاتنا
- نجوى العاطل
- محو العماء


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - قرض المريض وقرظه!