أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - نبرة اليمين..تشدّد واقع














المزيد.....

نبرة اليمين..تشدّد واقع


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 07:16
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


خيرت فيلدرز، زعيم اليمين الهولندي المتشدّد، والواثب سياسياً، ومؤسس حزب (الحريّة) الداعي إلى فرض التشدّد على الإسلام والمسلمين، يصعّد من نبرة التضاد هذه الأيام، في بلد يعتبر من أكثر البلدان اعتدالاً قانونياً في النظرة المتساوية للمقيمين فيه، رغم ما يصاحب هذه الإقامات من ظروف وقضايا لا ترقى أحيانا إلى الصفة الإنسانية؛ مثل كارثة حالية تتمثل بمواصلة سجن عوائل تضمّ أطفالاً في أماكن معزولة، بحجّة النظر في قضية ترحيلهم.
هذه القصة المرعبة تستدعي التوقف والتأمل، والسؤال ترى لم يجري ما يجري في مثل هذه الأيام، تزامناً وخلافات حادة بين الفرقاء السياسيين في هولندا، شبيهة من حيث الفارق الزمني مع العراق، فالفارق ثلاثة أشهر فقط، أعقبت فيها هولندا العراق في الإنتخابات،ولم تتشكّل إلى الآن أي من الحكومتين، ولكن "الفرق بين ديارنا وذيج الديار.. فرق ما بين لندن والدغارة" على حدّ قول الشاعر صاحب الضويري في إحدى قصائده، ولا مجال للحديث في الشعر هنا، ولا مكان للمقارنات المأساوية بين أي بلد شرقي وبين هولندا أصلاً.
هولندا كانت في كل تاريخها رمزاً للتسامح الديني والمذهبي والعرقي، واستفادت إلى أقصى حدّ من تجارب تناحرات دينية سابقة، ويقرّ الغالبية العظمى في الأراضي المنخفضة، بضرورة التعايش السلمي، والتفاهم الإيجابي، لخلق مجتمع موحد منتج، دافع للضريبة، ومستحصل على حقوقه التامة.
هذا البلد اشتهر عبر تاريخه بمرور موجات تطرّف سرعان ما تنحسر إلى قضايا تخصّ الوطن كبنية واحدة، يخدمه كون نسبة سكانه الأكثرية من الأعمار الكبيرة، أي إن صانع القرار والمتحكم بالرأي العام والفاعل الانتخابي الأكبر، هم من كبار السن، وممن شهد أغلبهم وبشكل شخصي وقائع تاريخية يجد إنها مهينة، فالتطرّف فعل أثنائها فعلته، لذلك تجد إن النسبة الغالبة من كبار السن لا يخالط نفوسهم تأييد اليمين المتشدّد.

نبرة "خيرات فيلدرز" الغاضبة ليست بجديدة على المجتمع الهولندي، ولكن الجديد فيها هو نسبة التأييد المتزايد لحزب الحرية، وهذه النبرة تتفاعل مع روح خطابية حماسية تذكّر المطلعين بصورة هتلر مخاطباً حشود أتباعه، أو تشبّه أي صورة يمكن استحضارها لزعيم يميني يمنّي المريدين بعذاب واقع، والحال واحد في المآل بين يمين حزبي ويمين ديني، فما بين أسامة بن لادن وبين خيرت فيلدرز رابط تشدّد، وساحة حرب ترفع حصيلة المواجهات اليومية، في معارك أكبر من رهان فهمها وتفسيرها، و إلا كيف يمكن تفسير خبر يقول إن تنظيم القاعدة الإرهابية يريد مبادلة رهائن مقابل قاتل تيو فان خوخ، الخبر الذي نقلته صحيفة دي تلخراف عن فرع شمال أفريقيا للمنظمة الإرهابية في المغرب الإسلامي من مخطط و محاولة لمبادلة رهائن غربيين مقابل محمد بويري، المسجون مدى الحياة، كأقصى عقوبة في القضاء الهولندي لجريمة قتله (تيو فان خوخ) المخرج السينمائي عام 2004. وجاء هذا الخبر في تقرير للمنسق الوطني لمكافحة الإرهاب، قدّمه للبرلمان مؤخراً، كشف خطط التنظيم، مدعياً إنها لا تمثّل تهديداً مباشراً بخطف مواطنين هولنديين، ولكنها ستعمل بها حال أخذ رهائن هولنديين ستستخدامهم كوسيلة مساومة لتحرير البويري.
قراءة عاجلة للخبر تكشف الإنزياح في مستوى فهم الصراع، فتنظيم القاعدة الإرهابي يسعى في هذا الوقت الى تكثيف الضوء على مثل هذا الخبر، لأن السامع له لا يُخرج التنظيم عن سياق ربطه بالمسلمين، وبضمنهم بالطبع المجنّسين والمقيمين في هولندا. وهذا لعمرك خطر مبير، فهو عزّ الطلب اليميني في تشديد النبرة، كصورة حال للمواجهة الواقعة لا محالة.
والسؤال ..كيف يمكن للمسلمين المقيمين في هولندا إثبات الولاء؟.. وهل سيستنكرون على هذا التنظيم تلك المساومة الإرهابية ، حديثاً بتخليص رهائن، مقابل الإفراج عن قاتل مدان؟.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعادة العمل
- في العراق..كلّنا طبيب نفسه!
- كتابة للنسيان
- إرهاب الدواء في العراق!
- طائر التمساح!
- جدل بيزنطي
- المعارض الايجابي
- المحكمة الإعلامية
- خطوات لتحجيم القاعدة
- آثار المسؤول
- عمّاتهم وعمّاتنا
- نجوى العاطل
- محو العماء
- دموع السياب
- احذر إخوتك يا يوسف
- الأرملة السوداء..مقال في ذم الأم!
- تصانيف النهب
- حق عراقي مغصوب بالتقادم
- دور نشر سودانية، والقراء في الأردن!
- سؤال إلى ضمير عربي


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - نبرة اليمين..تشدّد واقع