أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي شايع - احذر إخوتك يا يوسف














المزيد.....

احذر إخوتك يا يوسف


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 10:53
المحور: الصحافة والاعلام
    


رثاء يسبق مقتل كلّ صحفي بمسافة لا يحدّها سوى الشعر؛ زماناً ومكاناً..
إذا كان الرب خاطب يوسف- مغدور أخوته - و نبيّه الحق؛بالصدّيق..فلي أن أخاطب يوسف كما لو أنه أخي وأنا أراه برداء صحفي تمتلئ عيونه بالبوح..وفي يده قلم لا يريد له أن يصبح مقلوبا ك (ملق)..فما بين التملق وصلابة القلم..لحظة ينادي عبر ترادف زمانها صوت أن " لاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم.. إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا " وما الأولاد في النص القرآني -وبقدر ما يتعلق الأمر بك- إلا كلماتك..الكلمات أبناء يدعوك قول حقّ أن لا تقتلهم بحظوة سلطان جائر، أو طاغوت سادر في الغيّ..وان لا تقتلهم بالصمت..

أخي يوسف..بعضهم يقول لك كنّ في الفتنة كالابن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب..كن حملاً وديعاً واصمت على ما نفعل، وإلا فإن لنا ما نفعله حتى بالابن اللبون الغرّ..إن لنا قتلة وجناة وذمم مشتراة برخيص المتاع.. وسنسميك متاعاً يا يوسف دونما معترض..

سيكيدوا لك كيداً فأحذرهم..وليتهم يأتون إلى يعقوب ليقولوا كذباً ؛أكلهُ الذئب..بل سيقول شيخ منهم: ".. يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ.. ".

وسيصرخ يعقوب مكلوماً ..ويلي على يوسف .."أيوسف أكل متاعكم فقتلتموه"..بلى يا يوسف ..سيعجب حتى الذئب من دهاء إخوتك يا أخي..

ربما سيأتي سيارة فيحملوك معهم..بعيدا عن أرض بطشهم..سيقول البعض من إخوتك ..آه ما أسعده مع إمرأة العزيز..هاهو الآن في منفى لياليه العامرة بدم مُقطِّعات الأيدي..وما يدرون!..

أخي يوسف..أنا لست منهم فهل تقبلني في هذه التسمية؟..
يوسف لا تُعرِض عن هذا..وسأقول لك يا أخي ويا بنيّ ؛ بل اقصص رؤياك وأجعلها ذائعة في الأقاصي..اقصص رؤياك وأعمل بها ولا تكن مثل الذي يعلّم الناس خيراً لا يعمل به، كمثل أعمى بيده سراج يستضيء به غريمه وهو لا يبصره.افرح بنصيحة الفيلسوف هذا ..وأحزن كثيراً لأعمى هذه الحكمة..احزن له أعمى ينقب ملهوفاً في الصحراء عن بئرك وهو يسمع مناداتك من بعيد ولا يجد الطريق إلى هاويتك..وأحزن له أكثر يكلمك وتكلمه من غيابة الجبّ و تهزم بصيرته بصره باحثاً عن حبل يخرجك به من الأسفل إلى الأعلى، وليس كأخ يدفعك بالحبل من الأعلى إلى الأسفل..

استمع له يسهر على ليل اغترابك بلحن معرضٍّ للاغتيال هو الآخر في آخر الزمان، في مدن غنت ريح جنوبها بالنايات قبل أن يقبّلها السومري فماً بفم..

سيمنحك بالحبل حياة..أنْزَلَها أخوتك إلى الغياب بالحبل ذاتها..
أنزلوها واختلفوا على الحبل..أين يضعوه؟..على أي غارب لأكذوبة ستزاحم غيرها من الأكاذيب دفعاً ووصولاً للتصديق؟..

سيعيّرك الأعمى بالقول..أيها المُبصر أفتح عينك حين تفتحها..فهل ترى من أحد؟..
لن تلوم الأعمى بعدها لأنه يبحث عن شيء لم يره مبصر بعد..

يوسف أيها الصديق الصدّيق..ذلك الأعمى ديوجين الفيلسوف حامل المصباح في ظهيرة أثينا لعلّ من يبصر الحقيقة مثله.. يقول أريد أن أرى الرجل الفاضل..وستذهل عند مشهده وهو يستقبل الإسكندر زائراً له ممتعضا من احتفاء الناس برجل يتخذ من برميل مأوى..
قال له أنا الإسكندر الكبير..فيجيب وأنا ديوجين الكلبي..
-جئت لأسألك عن ما تحتاج ياديوجين؟.
- أحتاج شيئاً واحداً فقط..
- وهو لك..قل..
- أحتاج أن لا تحجب عني الشمس بحصانك الهائل..
وسيعيش مؤمنا بأن الفضيلة تظهر في الأفعال لا الأقوال..مجرباً إحراق براقع الفساد بنور مصباحه..

لا يريد للحقيقة أن تكون أمرأة جميلة؛ مثلما اشتهاها أفلاطون؛ليحبها الناس جميعاً..وسيناكده أفلاطون المتبختر والمشمئز من منظر ديوجين الأجير غاسلاً للخس؟
- آه ديوجين المسكين لو تودّدت لحاكم زمانك ما اضطررت لغسل الخسّ..
- ولو أنك غسلت الخس لما اضطررت لتملّق الحاكم!..
يوسف يا أخي المغدور ..هذا هو الفرق إذن بين (قلم) و(ملق)..أن تبحث عن الحقيقة دون أن تقلب الوقائع في الطريق إليها..
يوسف يا أخي..يا أيها النبي ابعد عن دينهم ..بقدر ما تدع عنك دعيّ دين باع آخرته بدنيا غيره.ويريد أن يطيع ربه بقلبه ويعصيه بيده..فالحق لا يلتبس وهو واضح..وضوح الشاعر جبران خليل جبران -النبي في كتابه- وهو يصف البحر بين جزره ومدّه..والقمر بين الهلال مروراً بالبدر حتى المحاق..والزمن بصيفه وشتائه ..لكن الحق ثابت في معناه لا زوال له بقوة ولا تغيير له بإرادة..

وما الإرادة يا أخي يا يوسف إلا أن تكون أنت ..كما خلقتَ أملك بالأفضل؛ حياةً تعيشها لغيرك و تسرّ الأملين..

الحياة بإرادة الضمير يا يوسفي.. يا أيها الصحفي.. فلا تك في فصولها مثل (سينكا الفيلسوف)..فتقف خلف طاغية صنعتَه للفتك..وكتبت له خطاب العرش، ومجدتّه حتى صدّقتما معاً كذبتك في تعظيم شأنه..وتجد له الحلول وتعينه عليك حتى يتمكّن..فيقف ليسخر من حكمتك..سيقول لك ذات انتقام : يا (سينكا) أيها المعلم..وكيف السعادة تمنع الألم؟..فتقول أنا أشعر بسعادة الدرس هنا..فأنسى أي ألم آخر..وسيرمي لك (نيرون) خنجره آمراً إن تقطع وريدك وأنت تعطي تلاميذك درسهم..ملطِخاً الفلسفة بالدم..ومنادياً هل أبصرتم الحقيقة..إنها السعادة التي تدفع بالألم إلى زواله..سعادة لا يملك الآخر أرادتك فيها..لأنه حين يقتلك ويقطع سنابلك ستبذرك الأخبار..فتتكاثر بنا..فلا تك في مرية مما يفعلون..

سيجتمع إلى نفسك الزكية من سبقوك ..سيغمرك الحلاج بإيمانه.. والحسين بعطشه..و سبارتاكوس بقدرته على تثوير الخانعين..وسيطعمك (ليلين) بصحن من الحساء لا يُشبِع رئيساً لبلد..ويلقي عبد الكريم قاسم على عيني الأعمى برداء تشم فيه دماً حقيقياً ليوسف..وسيواري سوأة المغدورين بالتراب فقراء من عمال الطابوق..خشية أن لا يغدر بهم قاتل جديد..
وسيدلي ديوجين بمصباحه إلى بئر يوسف..ليتسلّق المغدور بخيط من نور..هو الحقيقة.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرملة السوداء..مقال في ذم الأم!
- تصانيف النهب
- حق عراقي مغصوب بالتقادم
- دور نشر سودانية، والقراء في الأردن!
- سؤال إلى ضمير عربي
- على الطريقة الفرنسية!
- قضية ضدّ الحكومة العراقية
- وكمْ ذا بمصر من المُضْحِكات .. ولكنه ضحك كالبكا
- عزايم عراقية!
- برلمان.. أيْ تام
- فيروز تغني عن الشخص الإيراني
- عصور ما قبل الحلاقة
- !الصفصاف يثمر أجاصاً
- ربطة عنق
- ! العراق.. خطية
- كمبيوتر كوفي عنان !
- ليست دعوة لاصطياد الساحرات
- لجوء عراقي
- !دع أرأيت في اليمن
- قضية ضد الحكومة العراقية


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - علي شايع - احذر إخوتك يا يوسف