أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - برلمان.. أيْ تام














المزيد.....

برلمان.. أيْ تام


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1970 - 2007 / 7 / 8 - 11:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يستقيم المعنى لكلمة البرلمان تعبيراً عن سياسيين انتخبهم الشعب لتمثيله -مجتمِعاً- في التشريع،ما لم يكن البرلمان تام النصاب قانونا .
وتمام مجلس نواب الشعب العراقي لم يحصل لمرة واحدة منذ تأسيسه،حيث الغياب البرلماني صار مثار سخرية يومية شعبية لملايين تنتظر قوانين وتشريعات،متواتراً قلقها مع إدراك عام؛ ان فاقد الشيء لا يعطيه.وهي ليست شتيمة بحق برلمان لم يجد الى الآن قانوناً داخلياً يعرّف الغائب البرلماني الذي هو في الغالب ضمير مستتر خلف أفضح الأعذار.وكم مرة لا يجد البرلمان نصاباً أقله حضور (138) عضواً،أي نصف عدد النواب، مضافاً له رقماً يتيماً، حالفنا الحظ بجعله حجة لاكتمال النصاب. والبرلماني يغيب، ليغيّب صوت من انتخبوه،هكذا يظن البعض،لكن الحقيقة أبعد من هذا بالطبع،فكلّ عضو في مجلس النواب ينتمي في لحظة وجوده الى ممثلية الشعب التشريعية من دون طائفة أو جهة،وربما يمثل حضوره رقماً لمن يمثلهم،لكن غيابه يحسب على البرلمان كنقص هوية للديموقراطية في العراق.يغيب البرلماني، أو تعلّق كتلته عضوية أعضائها،لتعلّق الآمال الكثيرة وتدفع بها بعيداً في أفق التأجيل،والأدهى حين لا يعلن في جلسات البرلمان تعليق تلك العضوية،بل تأتي في الغالب عبر وسائل الإعلام،كرغبة إعلامية وإعلانية،وفي مفارقة غريبة،تحسب لثقل الإعلام حسابه،لكنها تتغاضى عن أهمية هذا الإعلام وجدواه لحظة لا تُنشر أسماء الغائبين عقب كلّ جلسة، ليتسنى خلالها لكلّ ناخب عراقي معرفة اسم الغائب عن تمثيله في إصدار أي قرار. وبمعنى أدق،ليعرف حجم مسؤوليته كناخب في صنع القرار وبالتالي تقصيره الذاتي في رسم الصورة النهائية للوضع السياسي.

برلمان أيتام!

تماماً مثلما تكشّفت سوءات المسؤولين عن ذلك الميتم، تكشفت عيوب برلماننا،فالميتم الكبير معلن منذ زمن طويل،لكن صورته الإعلامية مغيبة،وما أقسى حاجتنا الى فصيل من القوات المتعددة الجنسيات ليداهم البرلمان، معلناً مشهداً مروعاً، ربما سيفاجئ العالم عن وجه ديموقراطيتنا المستتر،وسيبدو المشهد فجائعياً نلعن بعده فصيل الاحتلال المُغرض،هذا الذي كشف لنا ان رئيساً للبرلمان عين أحد أولاده مديرا عاماً في الأمانة العامة لمجلس النواب، ليعيّن بدوره شقيقين له وشقيقة في ممثلية مجلس النواب في اربيل.والأمر موصول حسب المحاصصة على عدد كبير من اعضاء البرلمان.فهل ستختلف صورة الأطفال الجياع العراة في مشهد الحزن الأول،عن صورة البرلمان منهوباً وعارياً؟.. لن يختلف المشهد بالطبع لكن الأزمنة تشابهت علينا،و ليس لنا خلالها على ما نعاني من يشاركنا،ذكرا بذكرى ونسياناً بنسيان،فالزميل الذي هوجم بسبب عموده في الصباح سيجد من يتذكره الآن وهو يقرأ ان حديثاً يدور بالفعل عن وجود مخصصات تقاعدية ب 40 مليون دينار عراقي شهرياً يجري التفاوض عليها لإقناع مسؤول كبير لإستحقاقها مستقبلاً.المسؤول ذاته من وقف ليشتم الصباح بكل إشراق حقيقتها واستشرافها قبل حين من الحزن لما نحن فيه الآن،قائلاً: " انتخبنا الشعب..فهل يريد هؤلاء في الصحافة ان يعلمونا كيف نشتغل في البرلمان؟!"..لحظتها ضحكت من القلب مجيباً على سؤال المسؤول؛مثل هذا الأمر يحتاج الى معجزة.واستذكرت حكاية طريفة..عن الرئيس الاميركي ترومن أيام كان نائباً للرئيس روزفلت حيث وقف أمام قاض لشهادة ما، وكان القاضي فظ الطباع وضيق الصدر، ولما أفاضَ " ترومن" في سرد ما لديه تضايق منه وصاح فيه:
- مستر ترومن..أو جئت هنا لتعلمني القانون؟
فأجابه ترومن بهدوء الواثق:
- لا ..لأني وببساطة لا أستطع عمل المعجزات!





#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيروز تغني عن الشخص الإيراني
- عصور ما قبل الحلاقة
- !الصفصاف يثمر أجاصاً
- ربطة عنق
- ! العراق.. خطية
- كمبيوتر كوفي عنان !
- ليست دعوة لاصطياد الساحرات
- لجوء عراقي
- !دع أرأيت في اليمن
- قضية ضد الحكومة العراقية
- القرى الظالم أهلها والمضحكات بمصر
- عيد الجيش العراقي!
- صدام ..حتى في الإعدام
- مغالطات رويترز والبي بي سي العربية
- الحل عند الجعفري
- !انغلاق القمة وانفتاح القاعدة
- حملة دعم ناجي صبري الحديثي
- إجحاف الإعلام في تغطية محاكمة صدام
- رقيق عراقي
- ..أسدٌ على اللاجئين


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - برلمان.. أيْ تام