أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - الحل عند الجعفري














المزيد.....

الحل عند الجعفري


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1518 - 2006 / 4 / 12 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا العنوان أعنيه في كلمة( الحلّ) ولا أعني الجعفري كاسم، لسببين: الأول ليس لشخصه هو،فلو كان الجعفري ينتمي للجهة التي أتمناها ديموقراطياً لأسميتها بالاسم وقلت: الحل عند مرشحها الجديد،والثاني لأني لا أعنيه بمثل ما عناه وقصده من حملوا صوره في مشهدٍ تسأمه الذاكرة العراقية منذ عهد قديم، له فيها حكايا مريرة لا تختصرها صور الطاغية التي ضمنتْ في نهاية عهده وقوداً للعراقيين، دفع عنهم الحاجة القصوى إلى النفط ومشتقاته، في الاحتياجات المنزلية لأيام الفوضى الأولى،فأهل هذا البلد مـُنحوا الخبرة والفطنة في أشياء كثيرة أيام الحصار الجائر وأيام التصنيع والعيش(المـُعاد) بضم الميم وبفتحها في (المـَعاد) لأن القائد الضرورة وحزب(البعث) منحا أهل العراق قدرات جديدة في اكتشاف الوقود بعيداً عن مشاكل النفط الموهوبة كوبوناته نهباً لمريديه، فالتحطيب في زمن المدنية الصدامية،وفي بريـّة قراها العصرية التي بنى بعضها خصيصاً في صحراء ليا ليضيّف فيها أهل الدجيل ومن تبعهم من المعارضين..هذا التحطيب صار سراً للحرية التي يخرج أليها منفيون في هواء طلق،والتي يحسدهم عليها الديكتاتور هذه الأيام ومن يلهج بمودته في الإعلام العربي..
أما ما حكاية التحطيب وأين مربط الكلمات؟.. إن صح التعبير،وحتى ال"صح التعبير هذه"لها ماركة سياسية عراقية، لشخصية خطرة،لذا أخشى الإفصاح عن سرّ هذا الاصطلاح، وذكر القائل به؛لأسباب أمنية تخصني ف"التحطيب" متوارث في العراق ولازال يطال الأعناق بحراب شتى..لكني في هذه اللحظة أقدرُ على الجعفري أكثر مما أمون عليه (مثلما نقول في الدارج العراقي) على الأقل الآن؛ مدحاً ونقداً،وليته لا يقبل المديح مثل القاضي رؤوف عبد الرحمن..

السيد الطبيب الجعفري "سياسي رغماً عنه" والاشتقاق أتعمّده هنا معتمداً على عنوان مسرحية للكاتب الفرنسي موليير"الطبيب رغماً عنه" وحكايتها عن الحطاب الذي أصبح طبيباً رغماً عنه ليعالج ابنة غنيّ لم يكن فيها من علّة سوى العشق..
السيد الجعفري طبيب حـَطـَبَ من الزمن العراقي الكثير،وخـَطـَبَ فيه الكثير أيضاً،وحين أقول "عنده الحل"،أصر هنا على مسألتين لغويتين في هذين الكلمتين "الحل" و"عند":الأولى تكشف سرّ من يصرون على تنحيه،فأكثرهم لحّ في هذا،و"لح" هي مقلوب كلمة (حل)،فلعل في هذا بشرى خير.. وثانياً..في كلمة (عند) الدالة على معنيين؛ (عند) من العناد،وقيل كثيراً هذه الأيام عن عناد الجعفري،فأمريكا ومن معها يريدون قوياً ولا يريدون عنيداً..وربما القوي المطاوع..والمعنى الآخر ل(عند) التي في مثلها خبر جهينة ويقينه..فالخبر يقول تواً أن السيد الجعفري تنحى عن منصبه،ووجدت في هذا الخبر دلالة شؤم لا أتمناه وأتمنى أن يبقى في هواجسي ولا يخرج إلى الواقع،ومردّ هذا الشؤم هو البداية القلقة والمخاض المتذبذب الذي سبق المشكلة التي أصبح السيد الجعفري فيها محوراً،فدولة جديدة تبدأ بهذه الصورة الديموقراطية الحزينة لا يعول عليها أبداً،لأن الديموقراطية لها معنى واحد معروف وليس أربعة معانٍ بعدد جهات التيه العراقي،فالمعاني الثلاثة الباقيات(الغير صالحات)،أولهن ديموقراطية من ضغطوا من الجهة الأخرى لأجل انسحاب السيد الجعفري وانتخاب غيره من الائتلاف في مشهد غريب ولا يليق كبداية لحكومة وحدة وطنية،لأن حكومة الوحدة الوطنية تعني ذوبان المعارضة في صفوف الحكومة،والمعارضة هنا لا يبدو أنها ستذوب بل ستكون حصى في الماكنة متى شاءت،والمعنى الثاني للديموقراطية معنى مستورد من الجماهيرية الليبية العظمى، حيث فسّر عقيدها عقدة المعنى في الديموقراطية بإعادتها إلى أصلها في ديمو كراسي، وديمومة الكراسي يعرفها هو كأقدم زعيم عربي حي على الأرض وربما سينال لقب العالمية،ومثل تلك الديمومة أردها حملة الصور -وبأفق ضيق- للجعفري مع كرسيه،والمعنى الثالث للديموقراطية يكمن في الدم قراطية ،مفصولاً فيها الدم فصل الرأس عن جثة أي ضحية في أعراف الإرهابيين القتلة..

وأما لم بدأت مشكلة الجعفري ولم وصلت إلى هذا الطريق؟. ربما لأن الدولة تأكل أبنائها كما الثورة،والسيد الجلبي مثالاً، وربما ستبدي لنا الأيام ما نجهله عن التنحي والضغط،في صفقة من بدأ الفتنة ومن افتتنوا معه في التحالف للضغط على الجعفري،لأن المرحلة القادمة هي أهم مرحلة في تأريخ العراق على الإطلاق،ففيها سيحدد شكل الدستور النهائي وترسم ملامح الدولة الواضحة،ودولة الجعفري هي دولة العراق دون تقسيمات واقتطاعات،فهذا السيد الجرّاح أجده الأعلم برتق الجراح وكان ضد من لوحوا بالبتر والانفصال،وفي ضياع فرصة تكملته المشوار خطر مبير،لا لرهانٍ على شخصه كما أسلفنا بل على الموضوعية في تناول موضوعة الخلاف ،وإتلاف الائتلاف بصورة معارضة مستترة في جبة الحكومة الوطنية، وستكون قادرة على فعل ما تشاء،لتنقلب على صوت الأكثرية بحجج لا سلطان لنا على الغيب لمعرفتها،لأنها أثبتت قدرتها منذ البدء،وقد قالت كسابقةٍ في تنحي الجعفري وفعلت،فانتظروا منها المزيد من آياتٍ ستريكم من أيامها العجب ولا ينفع نفساً ندمها، فما كانت لتؤمن بمعنى الديموقراطية الأول ،لتكسب فيه خيرا عن باقي المعاني..قل انتظروا فإنا معكم منتظرون.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !انغلاق القمة وانفتاح القاعدة
- حملة دعم ناجي صبري الحديثي
- إجحاف الإعلام في تغطية محاكمة صدام
- رقيق عراقي
- ..أسدٌ على اللاجئين
- الحقيقة أعزّ من الأمريكان
- عن شكسبير ومحاكمة صدام والصحافة
- أرقام القوائم الانتخابية والقرآن
- أمتعة المُخرِج
- !ألف دولار للقاضي الكردي
- !شعوبية عروبية
- الشاعر حيث أتى
- !أنصالح من يطالح؟
- أفلام قمعٍ تعرض لأول مرّة
- وكم ذا بمصر من المضحكات
- مصرع القاسم..المشترك
- منامات عربية
- قد أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ياموسى
- ! أحسنتَ إلى العصفور سيدي الرئيس
- كراج النهضة


المزيد.....




- رجل يتنكّر كطائر ويسير 85 كيلومترًا في بريطانيا.. ما السبب؟ ...
- مشاهد تحبس الأنفاس لمغامر يقف على حافة شاهقة في جبل جيس بالإ ...
- مقتل شخصين وإصابة آخرين في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان ...
- أوكرانيا: مقتل شخصين وإصابة 15 في غارات روسية على مدينتيْ أو ...
- إسرائيل تعيد فتح طرق رئيسية أغلقتها الحرائق ودول تمد يد العو ...
- بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصه ...
- برلماني أوكراني: اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن فوق القوان ...
- نتنياهو يستعد لتوسيع العمليات القتالية بغزة
- القوات الأوكرانية تستهدف سوقا في مدينة أليوشكي في خيرسون
- موسكو.. شجار جماعي عنيف في مباراة دوري الهوكي الوطني للشباب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - الحل عند الجعفري