أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - أفلام قمعٍ تعرض لأول مرّة














المزيد.....

أفلام قمعٍ تعرض لأول مرّة


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:44
المحور: الادب والفن
    


أكتب، والرعب يعصف بالأحرف ويسبقها أليّ..
لأن في كلّ حرف يتدفق إلى الكتابة وجع دماء بلون الصباح العراقي..حتى لا تكفيها صرخة بابلو نيرودا حزينا على شعبه،ومستنجدا بالعالم:
تعالوا أنظروا الدم في الشوارع..
تعالوا أنظروا الدم في الشوارع..

عند هذا السطر تحديدا..فكرت بترك هذه الكتابة..
شعرت باللاجدوى/الحزن والقلق..لأن ما سأقوله ربما لا ينشر..!!أو ربما لا يأبه به أحد..لذا كان علي أن أوضّح:
هذه الكلمات ليست دعاية للعراق الجديد الذي نطمح إليه!! فالبعض يستفزهم الحديث عن هكذا عراق..!
وليست دعاية عن المقابر الجماعية..التي يقول البعض:"سئمنا حديثكم عنها"!!..
وليست دعاية عن أربعين سنة من التيه الديكتاتوري..فلا زال ركام ديكتاتوري هائل يعيث فساداً في المنطقة،ويشيع في الخلق لا جدوى الخروج على سلطته،ضارباً في العراق الأمثال..
وليست دعاية لإعلام عراقي..فالكثير من الفضائيات تتنصل عن إنسانيتها حين تتحدث عن القضية العراقية لتكتب تحت المادة التي تتحدث عن العراق وحلمنا فيه..؛"الإعلان مدفوع الثمن"!!..
أيضا، هذه الكتابة ليست شأننا لوحدنا في العراق،بل هي شأن إنساني وعربي..ولعلّها تكون تذكرة لمن يعتبر حزناً وإنسانيةً،ويتقي ربّه أن كان له ما يعبد،أو ليكون حراً في دنياه،أن لم يكن له دين،فيجسّد استحقاق هذه الحرية بقول الحق حيثما وجد،وأين كانت جهته..

أكتب، والرعب يعصف بالأحرف ويسبقها أليّ..
فما شاهدته من وثيقة جديدة تستحق بحق أن نقف عند تفاصيلها جميعاً..

مشاهد لأناس يحاصرهم الجيش الصدامي أيام انتفاضة الشعب العراقي عام 1991ضد نظام الطاغية المخلوع..المشهد في عمق مسجد عراقي في مدينة كربلاء..والمكان يضج بالمئات ممن دفعهم خوفهم من الجيش الذي اجتاح المدينة،ليحتموا في هذا المكان المقدّس..
الارتباك يعمّ المشهد..وأصوات إنفجارات تقترب..وهم يستغيثون من خطر قريب..
صوت ممرضة تردد كلمة "إبادة"..وترفع بيدها علاجاً شحيحاً..في المشهد يظهر أطفال بالعشرات،ونساء متشحات بالحزن والرعب،ووجوه رجال تكبّر وتهلّل لإله واحد حتى نهاية المشهد..

التصوير كان لشخص محاصر معهم..وهذه اللقطات كانت محطات عالمية سابقة قد عرضتها،غير إن مصير هؤلاء بقي مجهولا..و هو ما يعلن عنه الشريط الجديد..
اليوم جمعت اللقطات القديمة بالجديد من مصائر المحاصرين..ليظهر بكاميرا أخرى قادمة من خارج المكان؛مشهد يصوّر الخراب والدمار الذي لحق بشوارع مدينة كربلاء من كلّ صوب..وما أن تدخل الكاميرا المكان حتى تظهر جثث المحاصرين وقد أحرقت وشوهت تماماً..
بين الكاميرا الأولى والكاميرا الثانية مصادفة أنقذت فلم الأولى،ليعرض بعد حين في محطة ال cnn،عبر برنامج عن انتفاضة 1991..
بينما بقي فلم الكاميرا الثانية في سلّة المخابرات الصدامية التي أودعته في خزانات الممنوع..
و ما خفي كان أعظم..
فصور اليوم جديدة ولم تعرض من قبل،وهي بكاميرا مصور عراقي كان ضمن كادر المخابرات العراقية..أحتفظ بها كلّ هذه السنوات حتى أرسلها وبدافع ضمير حيّ إلى السياسي والإعلامي العراقي كريم بدر الذي سلّمها بدوره إلى قناة الفيحاء.. مشاهد ألم ورعب ستكون بالقطع وثيقة هامة في إدانة البعث وأتباعه..وصور أجزم إن الإعلام العربي لن يأبه بها لو كانت أرسلت أليه..ولن توضع في موضعها المرجو لها في فضح الجرائم البشعة التي ارتكبها الطاغية وأعوانه..
نسأل أين الإعلام العربي الذي لازال محابياً بالنسيان،ومناغياً بالحسرات أزلام النظام..؟
وكيف نريد لمثل هذا الإعلام تجاوبا بالموقف مع ماض وحشي مرّت سنوات رعبه كابوساً على العراق وأهله،وهو يحاول جاهداً بعد كلّ الأدلة التي ظهرت التستر على الكثير من جرائم النظام القمعي،مثلما يحاول تزوير حقائق ما يحدث اليوم في العراق؟..
أين المثقف العربي من كلّ ما جرى ويجري الآن؟..
أين الشعر؟..
أين نيرودا؟..

هذه الوثيقة ليست سبقاً إعلامياً..بل هي إضافة وتأكيد لكلّ من أنكر موتنا الجماعي،أو تستّر عليه.. ففي الشمس أكثر مما ينبغي،وقد أثبتت الأيام أن الجديد يأتي كلّ يوم،ولن تنفع كلّ غيوم الفضائيات ولا ضباب الصحف،عن حجب شمسه الدامية.. وستبقى الحكاية العراقية مع الإرهاب وبقايا نظام الطاغية من جهة،و بعض الأقنية الإعلامية والصحفية العربية من جهة أخرى،ممن تجمعهم مصلحة و"غاية في نفس يعقوب"..؛حكاية يلخّصها قول شاعر:
وربّ شخصين قطّ ما اجتمعا إلاّ على هرت حاضرٍ فهمـا
ما مرّ يومٌ إلاّ وعنـدهـمـا لحم رجالٍ أو يولغان دمـا



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكم ذا بمصر من المضحكات
- مصرع القاسم..المشترك
- منامات عربية
- قد أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ياموسى
- ! أحسنتَ إلى العصفور سيدي الرئيس
- كراج النهضة
- !ما لهذا الدستور ينسى تلكم الكبيرة
- هام..تحذير من اغتيال سفير
- خيانة المثقفين
- السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون
- وصل السيل الزبى
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي


المزيد.....




- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...
- شعراء أرادوا أن يغيروا العالم
- صحوة أم صدمة ثقافية؟.. -طوفان الأقصى- وتحولات الفكر الغربي
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم -
- وفاة الفنان العراقي عامر جهاد
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم
- غَيْرُ المَأسُوْفِ عَلَيْهِم .
- الفنان السوداني أبو عركي البخيت فنار في زمن الحرب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - أفلام قمعٍ تعرض لأول مرّة