أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - منامات عربية














المزيد.....

منامات عربية


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1311 - 2005 / 9 / 8 - 11:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




قالت العرب: إذا خفت لا تقل،وإن قلت لا تخف.وقديما كان الكاتب الخائف يكتب مناماته،فيقول حلمت بكذا وكذا،ليسرد أفكاره وآرائه،في مأمن من اليقظة وعواقبها،ويبدو أن أية طريقة لا تشفع في عصرنا التكفيري، فما إن تكتب حتى يسارع إلى بريدك المتسارعون بالشتم والسب،والويل والثبور،ولا فرق بين تكفيري ديني وآخر سياسي،فالجميع لهم قدرة القتل بالقلم،آخذين بذلك مثلا أعلى في مقولة سياسي تكفيري حكم العراق بالبندقية والقلم تحت شعار:" للقلم والبندقية فوهة واحدة"!..
ولحزن الذاكرة العراقية ألم طويل بين قلم (الرصاص!) المدرسي ورصاص الديكتاتور،يعرفه الضحايا أكثر من أي تكفيري يحاول اليوم تكرار الحزن إلينا؛بالشتيمة، بعد أن تقطعت بهم السبل الرصاصية،وآخر شتائم تكفيري غاضب وصلتني لم أتبين منها إن كان إسلامياً متشدداً أم قومياً مزايداً،فالألوان الظالمة التي لطّخ بها الأسطر جعلتني في حيص بيص كحال من "تشابه البقر عليهم"،فهو يجمع في رسالته تلك؛أحاديث دينية،ومقولات قومية لأسماء معروفة النهج كنت سأورد بعضاً منها لولا خشية تعكير مزاج القارئ الكريم..
ربما نسي الشاتم في لحظة ما،أو مضى عميقاً في حزنه العروبي،حتى خاطبني ب"يا أخي"،ولكن سرعان ما وجدتني رافضاً لأخوة ملثم يدفع إليَّ كلمات معسولة السم،فأي "يا أخي" بعد التهديد والوعيد؟!..رفضتها لأن لقصة الأخوة العربية ريبة تعلمها أهل العراق في فصول رعب طويلة،حتى كنتَ ترتعد حين يقترب منك رجل من عسس الطاغية يكرّر إليك كلمة "يا أخي.. ياأخي" فتأمنه مسترخياً قبل صفعة يذهب لها رشدك..وهو مشهد يتكرّر على حدود (سايكس بيكو) العربية..هكذا تردّد خطاباتهم ويردّد الفضاء صدى الصفعات..
ولقصة "يا أخي" مع العراقيين حكاية ظلم ذو القربى الأشد مضاضة من وقع الحسام المهند؛ كأمضى سلاح عصرٍ كان في زمن الشاعر طرفة بن العبد يومها، ليجد فيه توصيفا مفجعاً لما أراد البوح به ،ولو كان هذا القتيل - غدراً- قد شهد ما جُرِب فينا من أسلحة لكان قوله عن مضاضة أهول من الأسلحة الكيمياوية، والمقابر الجماعية،وأحواض التيزاب،ووضع القنابل في جيوب القمصان، وفاكهة الثاليوم،وربط الرضيع بالحبال لصق ثدي خرقه الرصاص....والى قائمة يطول معها الدمع والدم العراقي.،ما كان للديكتاتور فيها أن يميز بين صغير وكبير أو عاجز،وبين مستيقظ أو حالم،ومعروفة للجميع حكاية إعدام عراقي في زمن الديكتاتور، روى في مجلس وشاة أنه رأى في مناماته كيف أصبح رئيساً للجمهورية العراقية..
الديكتاتور ولى،غير إن ديكتاتوريات تكفيرية هائلة تعم الخارطة العراقية والعربية اليوم،تحاسب وتقتص على الأمنيات والأحلام،وتقف لنا بمراصد الاستعداء عداً لكلّ نأمة ونفس..
فلو سألتْ سراة الحي سلمى على أن قد تلوّن بي زماني
لخبّرها بنو أحساب قومـي وأعدائي فكلٌ قد بـلانـي
ولا نعلم في العراق سرّ هذا العداء الدفين لنا،والإمعان فيه.ربما يعتبرنا أغلبهم من ألدّ أعداءه فيوصي بعضهم البعض شراً:العدو عدوان، عدوٌ ظلمك وعدو ظلمته، فأما العدو الذي ظلمته فلا تثق إليه واحترز منه مهما أمكنك، وأما العدو الذي ظلمك فلا تخفه كل الخوف فإنه ربما استحيا من ظلمك وندم فرجع لك إلى ما تحب منه، وإن أصر على ظلمك انتصف لك منه من إليه يلجأ المظلومون..
وها يقرّون بظلمهم لنا فلا نخافهم ويخافون..




#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد أُوتِيتَ سُؤْلَكَ ياموسى
- ! أحسنتَ إلى العصفور سيدي الرئيس
- كراج النهضة
- !ما لهذا الدستور ينسى تلكم الكبيرة
- هام..تحذير من اغتيال سفير
- خيانة المثقفين
- السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون
- وصل السيل الزبى
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي شايع - منامات عربية