أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - هام..تحذير من اغتيال سفير














المزيد.....

هام..تحذير من اغتيال سفير


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 08:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مثل آلاف من المتابعين العرب، صدمت بخبر نشر قبل أيام عن قرار الكاتب والمفكّر المصري سيد القمني اعتزاله الكتابة وبراءته عن كل ما كَتبه سابقاً بسبب تهديدات جادة بتصفيته وصلته مؤخرا،وهذه التهديدات الجادة أمر متوقع لأسباب عدّة،لعلّ أهمها موقفه من قوى التكفير الضاربة جذورها في أرض الكنانة،أولاً،وأسباب كنت أشرت أليها في كتابة سابقة نشرتها بتاريخ 20-10-2004 تحت عنوان "قبل أن يبطشوا بسيد القمني"،منبهاً إلى موقفه المناصر لقضايا الإنسان العربي، ووقوفه الدائم بوجه الإرهاب وقوى الظلام الفاشي بطشها في العراق،حتى وجدتني في كتابتي الأولى عنه،أستشرف حال كلّ المثقفين العرب وهم يقرئون بيانه الأخير.
أنها لفجيعة كبرى،لكلّ الكتّاب العرب،وألم يعيد إلى المشهد وقوف غاليلوا غاليلي مكبلاً،لن يمنعه من ارتقاء جلجلته إلا أن يعترف بعدم دوران الأرض،وسخرية ذلك الجندي منه..
إنه ألم هبط به من الصلب،وبقيت الأرض تدور في قلبه وعقله..يدور معها حزننا عليه مصفّدا لأجل ما تتمتع به البشرية من نعماء العلم وتمكينه..
ألم عربي يعيد إلينا ظلام العصور الوسطى بغاليلو عربي،وبفيلسوف يرضى تجرع سقراط، وسموم مصيره كلّها،بانتحار التخلي عن الكتابة..
ألم مرير يستوجب أن استنهض نفسي فيه وأحثها إلى الصراخ أمام صمت الآخر الذي حطمته كلمات رائعة كنّا نقرأها لهذا الكاتب والمفكر الفذ ضد قوى الشرّ وظلامه،وإنها لصرخة نادرة في واقع عربي أصبح المثقف فيه طيعا لأفكار الغوغاء ومرتجل مواقفهم، فهذا المبدع كتب نفسه سيداً يليق به الاسم في صفحة الشهداء الأحياء -أكثر مما هو عليه من خطر بسبب كتبه وبحوثه وإستنطاقاته للتواريخ الدينية- لجرأة ما قاله وأبداه من موقف لا نرى شبيها له عند كتّاب مصريين ركنوا الى ميسور الصمت في زمن قمع السلطات وإرهاب الخناجر، فالسائد المصري كحاله في غالب ارض العرب،يستحث الأمة للثأر في ارض العراق!!. وها قد اجتمعت لأجل هذا أهداف القومجية والإرهاب بكل مشاربه، حتى تكالبت الفضائيات والصحف في سباق محموم ملئه الترويع والهمجية.
هذه كلمات تتداخل بين موقف نعيش لحظته وبين كتابة منشورة قبل سنة من هذا التأريخ،ومحزن حدّ الفجيعة إذ أكرر المزيد منها:
ان رأيا موحدا للكتّاب يعاضد هذا الكاتب صار لزاما الآن، لترسيخ واقع فكري لقاعدة ترفع لعنة اسم "القاعدة" عن الشارع العربي من اجل تشكيل أفق ثقافي واجتماعي يرتقي بالعرب كأمة لها شروطها الاجتماعية كسائر المجتمعات المتقدمة،فالرأي العام أو ما يسميه جان جاك روسو بالإدارة العامة؛ وحدها من يستطيع توجيه قوى الدولة بحسب الغاية من تأسيسها، ومثل هذا الإدارة أضحت الآن تحت تحكم مجاميع من سدنة المنابر والفتوى، تلهج بالدم وتبشر بالهلاك،متحدة في غاياتها،ومشتركة في الجبهات،وتخلط حابل الدين بنابل الكراهية،حتى تراها في مصر تدس كثيرا حين تتحدث عن الفلوجة ليكون حديثها عن حصار الفالوجا أيام عبد الناصر!. وحين يتطلب الأمر حديثا علمانيا تراها بلباس قومي تتراقص وسط الجموع لتذكّرهم بأيام الفالوجا تلك مترنمة بأناشيد أم كلثوم التي كرمت بها أبطال تلك المعركة!.
إن واقعا عربيا صار فيه الخروج عن القطيع بطولة ليس بجديد أبدا، وان بطلا مثل سيد القمني يستحق أن نصرخ لأجل نصرته "وامثقفاه" حتى يسمعها كل من مرّ على ندمه خبر حسين مروة ولم يتكلم،مستنهضين في مروءته دماء فرج فودة وآخرين يعلم براءتهم الله وهم يتساقطون دما بعد دم.
أيها القمني الجميل قد نرى تقلّب وجهك في أرجاء مصر بألم مرير وأنت تكتب: "تساندهم صحفنا بغباء منقطع النظير يصور كل ما يحدث في العراق على أنه مجازر أمريكية لمزيد من تجييش الناس تحت راية الجهاد والكراهية"..لا يحزنك الذين يسارعون في البغي..ولعلّي اذكّرك بكتابة رئيس تحرير صحيفة عربية تصدر في الخارج بعد صباح مدريد الدموي،مسارعا في التباشر بما اعتبره صباحا مباركا وانتصارا كبيرا للقاعدة.
ايها السيد القمني النبيل أن قاعدة الجهاد التي هددتك هي ذاتها في الاسم والصلة التي ارتكبت مجزرة لندن،حيث تصدر تلك الصحيفة وينعم صاحبها بموفور أمنه. تلك الجريمة،أرعبتكَ أنت أيضا،وفـَرِح لفعلها وطاويط الدم.
وإني لأكرّر أسئلة السنة الماضية ذاتها: متى سيبقى المغنم الأكبر لهؤلاء في صمت النسبة الغالبة من كتّاب العرب؟.
لهفي عليك..ولم يجبكَ من مثقف على سؤالكِ: "قولوا لنا سادتي ما هو الوطن وما هي هويتنا؟ هل الوطن هو الإسلام أم هو مصر؟.وعلى الإجابة يمكن البناء أو يمكن الهدم والدم"، لم يجبكَ على وطنيتك الرائعة سوى مجاميع إرهابية،أنتَ أكثر المحذرين من شرورهم،وجدتْ من يهلّل لها سابقا من كتّاب مصر ومثقفيها،حيث وقفتَ أنت من بين مجموعة قليلة تستنكر"مؤامرة السابع من أكتوبر" للسنة الماضية،وخيانة المثقفين من أدباء الأقاليم في مصر الذين عقدوا مؤتمرهم في الأقصر وتبنوا الإرهاب تحت شعار تحويل العراق إلى فيتنام ثانية لأمريكا!!..
لهفي عليك يا سيدي القمني، لهفي عليك وأنت تردد "يا لهفي عليك يا عراق"..
لهفي عليك في ثلـّة قليل نصيرها،ولكن هيهات لمثلك أن يستوحش طريق الحق لقلة سالكيه كما يقول علي "ع" حتى أتذكّر قولا آخر له،أعاتب فيه أقلام مصر التي لا تنتفض اليوم لأجلك: "فيا عجباً..والله يميت القلب ويجلب الهم اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم"..
والعتب موصول إلى حكومة مصر التي يرى بعض أركانها في اغتيال السفير المصري قصوراً من لدن الحكومة العراقية الضعيفة أمام استحقاقات الأمن والاستقرار للشعب العراقي..ربما كانوا محقّين في هذا، ولكن كيف يـُطلب من دولة وليدة حماية شعب كامل،بينما تـَهمل دولة مهمة مثل مصر أمن كاتب مبدع كبير صار عرضة للابتزاز..فإذا كان سفير مصر الذي عوتبت فيه الحكومة العراقية رجلاً مهما،فالسيد القمني كان سفيراً للمثقفين العرب في القاهرة،ولازال سفيراً للكلمة الحرّة، فمن يحمي هذا السفير الآن؟!.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة المثقفين
- السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون
- وصل السيل الزبى
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
- اضحك مع الإعلام العربي
- الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
- حكاية رئيس تحرير
- ! مؤامرة القول بنظرية المؤامرة
- عاليا يا سبابة التشهد الديموقراطي


المزيد.....




- أمريكا تعلن تفاصيل جديدة عن الرصيف العائم قبالة غزة
- بوليانسكي: الحملة التي تشنها إسرائيل ضد وكالة -الأنروا- هي م ...
- بعد احتجاجات تؤيد غزة.. دول أوروبية نحو الاعتراف بدولة فلسطي ...
- بوليانسكي: أوكرانيا تتفاخر بتورطها في قتل الصحفيين الروس
- كاميرا تسجل مجموعة من الحمر الوحشية الهاربة بضواحي سياتل الأ ...
- فرنسا.. أوامر حكومية بإتلاف مليوني عبوة مياه معدنية لتلوثها ...
- رويترز: محققو الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبي ...
- حماس تبحث الرد على مقترح لوقف إطلاق النار ووفدها يغادر القاه ...
- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - هام..تحذير من اغتيال سفير