أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - خيانة المثقفين














المزيد.....

خيانة المثقفين


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1254 - 2005 / 7 / 10 - 23:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"خيانة المثقفين"

يحكى أن لصاً محترفاً أعلن توبته على كِبَرٍ،وكان له أربعة أولاد قد احترفوا صنعته من بعده،غير إنهم كانوا يواجهون مشاكل كثيرة.. طالما سخر منها واستخفّ بها ذلك الأب الحاج للتو وهو يستلقي على قفاه من شدّة الضحك قائلاً: آه لو لم أعلن توبتي،وكنت مكانكم الآن،لفعلت كذا وكذا.وكان في قوله ذاك خير الناصحين لهم بطرق عجيبة تسهلّ عليهم مهمتهم وتعينهم في سرقتهم كلّ مرّة.
هذا الشيخ التائب تتكرّر صورته هذه الأيام في ملامح أيتام الديكتاتور الزائل،والباقي كنهج وعبرة تتساوق في طروحات بعثين سلفيين،وسلفيين تبعثنوا تحت طائلة الرغبة في الهدم.وهو-أي الشيخ- يخرج علينا في كل يوم أكثر ما يخرج عبر كتابات ومقالات كثر،لتوابين من كتبة البعث،كان أخرها ما قرأته للكاتب العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي في صحيفة القدس العربي اللندنية *،الممعن صاحبها غياً وعدواناً في ترويجه للقتل والرعب الحاصل في العراق.. وليس موقفه هذا بغريب لكن ما يثير الاستغراب والدهشة رأي للكاتب (والسفير العراقي) حسن العلوي في شهادته الأخيرة المنشورة قبل أيام حيث يطنب مديحا؛"ومن أحب أصدقائي عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة القدس العربي"!!!..
هذا ما يذهب النفس حسرات،وأكثر منه أن تجد مقال الربيعي الطافح بالرعب والدم،منشورا على مقربة من لقاء مع شاعر عراقي مهم، وأسأل هل ضاقت به السبل حقاً أم إن الصحيفة سرقت اللقاء ونشرته،لتخون الشاعر بما لديه من مواقف..فالشاعر معروف من مواقفه الكبيرة، كنفسه المعذبة مع كلّ ضحية تسقط بفعل الإرهاب في العراق،وهو ليس مثل من يدمنون النشر في تلكم الصحيفة البغيضة،فالمتابع لنشرها اليومي سيفاجئ بعشرات الأسماء العراقية ممن يقولون غير ما ينشرون!..
وكلّ يوم أسأل؛ أفبعد ما جاءتهم البينات عن هذه الصحيفة،ومن وراء مقاصدها؟.
أفبعد أن يقرأوا كتابة عبد الرحمن الربيعي التي يقول في مفتتحها: "عندما يسألنا محب للعراق العربي وهو يتألم لمصابه الفادح: وما الحل؟ نجيبه دون تفكير فالأمر واضح جدا: هي المقاومة فقط!، ومن يحب العراق عليه إن لا ينقاد وراء هذه التفسيرات السمجة التي تقرن المقاومة النبيلة بالإرهاب الوضيع"؟.
أين هي المقاومة النبيلة،وهل لها من وجود خارج تفسيرات هذا الكاتب وأمثاله؟.هل أصبح الدم اليومي في العراق،والإشارة إلى فعل الإرهاب المنكر،تفسيرات سمجة؟.
ألا يجسّد هذا الكاتب الضال والمُضل صورة الشيخ الناصح للإرهابيين،ويكون دليلاً يضلّل عن الحقيقة كلّ سائل وساع لها؟.فالعربي المحب للعراق يتألم لمصاب الدم المـُحدث والمتكاثر في جحيم ما يهدمه الإرهاب،وهيهات أن يجد فيه الحل والمنجى،غير إن السيد الروائي الذي لا يريد لنفسه- وضميره- تعبا في الإجابة،يكتبها واضحة وملخّصة في ثلاث كلمات،كانت كثالثة الأثافي؛ "هي المقاومة إذن". وليته سكت عند هذا الحد،بل راح يكيل السباب والشتم للعراق وشرطته،ويمجد الديكتاتور وأيامه بتكرار عبارة"الرئيس صدام"،محاولاً خديعة القارئ لحظة يعتبرها نكاية بالرئيس العراقي الجديد الطالباني فقط!،وهي في واقعها مركوزة لدية بحتمية رسوخ هذا الديكتاتور البعثي في نفسه حد أن لا يرضى بسقوطه وزواله عن عرش طغيانه لأي سبب.
لمثل أقوال هذا الروائي يحمد السكوت،ويحقّ اللعن بكل ما أوتيت الكلمات من جرأة،وليس اللعن بمجدٍ الآن أكثر من فضح سيرة ذلك الكاتب المعتاش دهرا على عطايا ومـُنح نظام قمعي عيّنه كدبلوماسي لسنوات طويلة، ومنحه تسهيلات كبيرة جعلت منه نجماً عربياً في الحضور والعلاقات،حتى كان يفتخر في محافل الثقافة العراقية عن عشرات الدارسين العرب ممن مُنحوا شهادة الدكتوراه في دراسات عن رواياته، ليكون-ويا للعجب- أكثر عراقي نال هذا الاهتمام.
هذا ما يبرّر إذن لمقاله الإرهابي المتحامل،ويشفع لقوله الدموي: " المقاومة لا تلعب بل تقاوم وبالسلاح".وكأنه بعيد عن حصاد الحزن اليومي لفوضى السلاح تلك،فهو و"بجرّة قلم" على الطريقة البعثية يسوق مجموعة من الأخطاء والهنّات في أداء الحكومة الجديدة لينتهي به الحل إلى استخدام السلاح..وبطريقة تعلنه مجدّدا كروائي سلطوي،ينتمي بالموقف الثقافي لهزيمتها وافتعالها المقاومة الدموية.
هذا الكاتب وغيره يتجمعون في مآدب الدم،عبر منافذ صحفية و إعلامية حيث عكاظ النصح الإرهابي له سوقه الرائج، وتجارته الرابحة،فيغترفون المواقف البائسة كآخر الحلول،متناسين،ومتجاوزين الحقيقة،بل هم يخون تلك الحقيقة في مشاوير وفائهم للقمع وسلطته،حيث نهلوا المغانم تلو المغانم.إنهم يعيشون واقع "خيانة المثقفين" بكل ما لصرخة جوليان بيندا من حزن كشفه قبل أكثر من ثمانين سنة عن سرّ المثقف السلطوي الخائن لأسمه،والمبتعد كثيرا عن قيم العدالة والدفاع عن الضعيف،حيث يقف. مضافا إلى هذا ملايين الصفحات مما قالت فيه العرب،وأورثونا مجلداته عن الكتبة الكسبة- حسب الجاحظ.
وإذا اعتبرنا موقفهم السلطوي السابق خيانة للضمير،فكيف نسمي الإمعان بتسويق الرعب والدم الآن؟.وكيف سنميز بين موقف مثقف من سفاح؟.. بين مفخّخ إسلامي متطرّف،وآخر علماني روائي متثيقف؟.لقد تشابه البقر علينا،تشابه رعاته أيضا!.

----------------------------------------------
* مقال الربيعي في القدس العربي اللندنية
#علي_شايع (هاشتاغ)      




اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد الجعفري.. قل الثقافة، وانسَ الرمح
- !سجين أخطر من الديكتاتور نفسه؟
- تأخير العدالة؛ظلم آخر..لو تعلمون
- وصل السيل الزبى
- دموع ماري
- مقال منعه موقع إيلاف من النشر
- الحصان الملكي وحيداً
- عندما يصمت المغني
- وماذا عن الجنجاويد البعثي،والآخر الإعلامي؟
- المربد العراقي ومرابط الكلام
- الدجيلي وباطل القول بأفضال الأردن على الشعب العراقي
- !أكان سيفعلها ملك الأردن؟
- المكيال أردني
- أيها العراقيون:آثاركم في المزاد الهولندي
- اضحك مع الإعلام العربي
- الإعلام العربي والشراكة في الجرم !
- حكاية رئيس تحرير
- ! مؤامرة القول بنظرية المؤامرة
- عاليا يا سبابة التشهد الديموقراطي
- حوار أثار استغرابي


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - خيانة المثقفين