أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - !الصفصاف يثمر أجاصاً














المزيد.....

!الصفصاف يثمر أجاصاً


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1943 - 2007 / 6 / 11 - 12:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"يسعدني أن أعرب لفخامتكم عن اصدق التهاني والتبريكات لمناسبة تجديد ولايتكم الدستورية رئيسا للجمهورية العربية السورية"
من رسالة الرئيس الطالباني إلى نظيره بشار الأسد

أقف أمام كلمات رسالة رئيسنا حزيناً وحاسر الأمل،متسائلاً:هل انتخب الأسد حقا لولاية جديدة من سبع سنوات بموجب استفتاء دستوري على الطريقة التي أسس لها ديكتاتور العراق سابقاً؟..وقبل أن أجد جواباً عن سؤال مرعب كهذا،تختلط عليّ الأحداث فلم أعد أتذكر أي رئيس ذلك الذي سمعته يهنئ الرئيس السوري؟..هل كان الرئيس العراقي المهنئ؟..أبعدُ هذه الفكرة عن تصوري،لأن معادلها المعنوي يعني أن شيئاً لم يتغيّر في العراق،والنتيجة واحدة..نتيجة لم يترك لي غيرها صدق الخبر الذي وجدته منشوراً في صحف العراق الرسمية..تذكرت قول الشاعر وأزداد حزني فجيعةًً بذلك الخبر:
حـتى إذا لـم يدع لـي صدقـه أمـلاً شَـرِقتُ بِـالدمعِ حتى كـادَ يشرَقُ بي..
وعاد بي كابوس اللحظة إلى آخر استفتاء قسري أجري في العراق يوم 15-10-2002 وكانت نتيجته غير مسبوقة في تاريخ الاستفتاءات العالمية وبإجماع لا يمكن أن يحصل عليه أي رمز مقدس أو نبي مرسل ولا حتى طوطم لشعوب بدائية،فالنتيجة كانت 100%. ولكن ليس هذا هو المهم الآن، فالأهم لدي؛ ما ذكرني بتهنئة الرئيس لنظيره السوري، هو حضور رؤساء سابقين الى الاستفتاء الأخير الذي أجري للطاغية في العراق!،فكم ذا انتظرنا نشرة الأخبار بعد أن أطلت مذيعة قناة الجزيرة بغنج يليق بالمناسبة لتعلن: " رئيسان سابقان يدليان بصوتيهما في الانتخابات الرئاسية في العراق"..هكذا قالت، لحظتها أحسست بفيض من حلم يراودني منذ أيام..حلم في الديموقراطية والتغيير المرتقب في العراق،رؤساء سابقين أحياء ياالله!!.... وتحسست جسدي بلمسة من يريد التأكد من صحوته، نعم كنت مستيقظاً وكانت الساعة تعلن السادسة مساء يوم الاستفتاء الرئاسي الأغرب. ولكن...من هما الرئيسان السابقان في العراق؟؟! هل بُعث أهل القبور؟..هل المقصود فعلاً رؤساء جمهورية؟..أم رؤساء عرفاء من أصحاب انقلاب الدبابة الواحدة؟.وما أسرع خيبات الأمل في الرجاء السياسي العراقي..خاب ظني بعد انتظاري دوران عقارب الساعة حتى نشرة الأخبار التالية لأرى احمد بن بيلا الرئيس الجزائري المخلوع ورئيس أفريقي آخر مخلوع هو الآخر يدليان ضمن من أدلوا بأصواتهم تأييداً وانتخاباً لرمز الرعب العراقي..
وقتها استفتي له-بالوهم-على سبع سنوات ،كسنين يوسف التي سيعدّ مثيلاتها الشعب السوري الآن،فالجوار الشعبي،لا السياسي الحاكم في المنطقة، كان يتأمل خيراً وفيراً بزوال ديكتاتور بغداد وصعود معارضة عانت لسنوات طويلة من جور هذا الطاغية..وكانت تبث شكواها في دول جوار احتضنتهم كمعارضين؛ وسوريا واحدة من دول الجوار الأهم في ملف المعارضة العراقية،وربما قدمت الكثير لهم سابقاً،قلت: فهل سيكون من واجب الحكومة الجديدة في عراق الديموقراطية ان يهبّ رئيس دولتها مع من سارعوا مهنئين على حساب معاناة الشعب السوري وآماله؟!..وربما يحتج من يحتج بالقول:ان في هذا بروتوكولات ودبلوماسيات وعلاقات دول..وأجيب هنا كعراقي عاش زمن الرعب الصدامي،مستحضراً فجيعة أن نقف متجمدين قرب التلفاز الذي لا يبث سوى أخبار الديكتاتور ومناصراته للديكتاتوريات، ولست أنسى كيف غُيّبَ أحد معارفي بسبب نكتة كنا نتبادلها يوم خرج الطاغية ليقرأ بنفسه برقية تأييد لتشاوشيسكو ديكتاتور رومانيا الذي كان محاصراً بالتظاهرات الشعبية العارمة أمام قصره.بعد يوم واحد من تمثيلية "بيعة بوخارست" التي جمع لها الشعب الروماني للإيهام بشعبيته، حيث القى خطابه الأخير قائلا "إن رومانيا لن تشهد أي تغيير،قبل أن يثمر الصفصاف أجاصاً "..
وأثمر الصفصاف دماً غمر شوارع بوخارست بالربيع،وبقي العراق،وكنا نتأمل مشهد الحرية اينما حلّ بالرجاء والأمل..وربما يتأمل الآخر الآن في دول الجوار مشهدا مشابهاً لا نريد لسياسيينا الإجهاز عليه،فهو حجتنا التي دفعنا لأجلها الكثير وما زلنا ندفع دماً بلون الأجاص الذي أثمره الصفصاف العراقي.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربطة عنق
- ! العراق.. خطية
- كمبيوتر كوفي عنان !
- ليست دعوة لاصطياد الساحرات
- لجوء عراقي
- !دع أرأيت في اليمن
- قضية ضد الحكومة العراقية
- القرى الظالم أهلها والمضحكات بمصر
- عيد الجيش العراقي!
- صدام ..حتى في الإعدام
- مغالطات رويترز والبي بي سي العربية
- الحل عند الجعفري
- !انغلاق القمة وانفتاح القاعدة
- حملة دعم ناجي صبري الحديثي
- إجحاف الإعلام في تغطية محاكمة صدام
- رقيق عراقي
- ..أسدٌ على اللاجئين
- الحقيقة أعزّ من الأمريكان
- عن شكسبير ومحاكمة صدام والصحافة
- أرقام القوائم الانتخابية والقرآن


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي شايع - !الصفصاف يثمر أجاصاً