أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - لجوء عراقي















المزيد.....

لجوء عراقي


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 05:22
المحور: حقوق الانسان
    


مؤسف أن يصبح أسم العراق معنى وإشارة إلى مكان للخوف،وأن يتلبس العراقي الخارج منه صورة اللاجئ في كلّ أرض، فالمتراكم التاريخي،والجغرافيا العجيبة لهذا البلد،كان من المفترض أن تجعله الأغنى والأجمل،والأكثر عرضة لاستقطاب اللاجئين!!..
ولكن……………………………………………………………………………………………..
…………………………….................
وهل تكفي هذا الأسطر المتروكة لمخيلة القارئ أن تختصر التاريخ،وأن تضجّ بجغرافيا شوهها الطغاة،وأن يختصر فيها نكبات العراقيين؛ نزوحاً مريراً في كلّ زمان؟..
ستتعدد عبرها الأبعاد لمعنى العراقي المطارد في التاريخ كلما اقتربنا من الحاضر لنصل إلى أقسى مراحل المعنى في الهزيمة والتشرد والوجع..فإحصاءات مفوضية اللاجئين هي الفرقان وهي ما يفصل الخيط الأبيض عن الأسود في الدليل،وكلمة المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط للإشراف على برامج مساعدة مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين في المنطقة، وتأكيده على ازدياد أعداد الفارين من العراق عن خمسين ألف كل شهر، توثّق لأهم رقم وحركة نزوح في الشرق الأوسط بعد الفلسطينيين في 1948..

أخبار قومية سارة

سيفرح المتقومجون الجدد باقتران اسم العراق بفلسطين،وربما سيعتبرون إنهم حققوا جزءاً من أهدافهم بالوصول إلى هذا الاقتران كخطوة أولى،وبجعل العراق قضية مركزية كخطوة ثانية،طالما كانت من أولويات نظام ديكتاتوري دفع أروح الآلاف بحثاً واهماً عن معادل موضوعي في تحرير سينتهي بفلسطين..
وسيجد كلّ ذي غرض حاجته الآن في استثمار مثل هذه الأخبار،بدءاً من تجار الخضار السوري!!،حيث أُعلن عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سوريا بسبب ازدياد أعداد اللاجئين العراقيين!.. وانتهاء بالمافيات التي ستتشكل إمعاناً في الفساد من أجل تنفيذ طلبات المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين لزيادة موازنة المساعدة للمهجرين في الداخل واللاجئين في الخارج..فالقاعدة في النكبات العربية تقول: مصائب قوم عند قوم فوائد.
أقولها و بي وجع تجربة لجوء عراقي عشت تفاصيلها لسنوات،وخَبرتُ آلامها ابتداءً من رعب مافيا تشكلت في معسكر اللجوء،تسطو وتسرق رغيف اللجوء اليومي،وانتهاءً بتجارة الرقيق في ذلك المعسكر على مشارف العولمة..
كتبت عن هذا وأنشغل في كتابة طويلة عن ما أسميته "برزخ بين جنتين" في وصف الماضي وأمل المستقبل مع المعاش والمجترح من آلام اللجوء..ولم يكن العراق جنة بالطبع لكنه الخطوة المحيرة في الحنين إلى الأهل..وفي حسرة العراقي الأخيرة على الحدود..

يوم كان العراق معسكر لجوء كبير

بعد هزيمة الطاغية وتوقيعه على وثيقة صفوان للاستسلام، أصبح العراق كلّه معسكراً للاجئين تنفق عليهم الأمم المتحدة في برنامج "النفط مقابل الغذاء"،وكان العالم ينشغل عن العراق ومأساته تلك بثلاث كلمات أخرى هي" السلام مقابل الأرض"..في مدريد 1991 حيث صدح العرب بأناشيد سلام الشجعان ومدريد السلام القائم على العدل!!..ولم يكن ثمة عدل في النظر إلى المشهد العراقي..ففي تلك السنة سجّلت أكبر موجة نزوح في تاريخ الشرق بعد أن دخل جيش الطاغية إلى شمال وجنوب العراق..وبدأت مرحلة من أخطر مراحل التاريخ العراقي عبث خلالها الديكتاتور الأهوج بأرواح العراقيين أي عبث،وكانت الأمم المتحدة شريكاً أثبت تورطه في ملفات النفط مقابل علف الماشية وفاسد الأغذية ومشبوه الصفقات..حتى ذاق أهل العراق هواناً اقتصادياً ليس له مثيل،دفعهم للهجرة بالملايين هرباً من ضغوط السياسات اليائسة للطاغية ورعب اليوم العراقي..
وضاعت دموعهم؛دماً بين القبائل..واحتشدت بهم أرصفة البلدان،وتاجر بدمائهم كلَ مفلس،حتى قتل منهم في يوم واحد أكثر من 400 لاجئ ابتلعتهم أمواج المحيط ليصبحوا شهود الدهر على مأساة اللجوء العراقي..

صورة العراقي لاجئاً

ازداد فرار العراقيين بشكل طردي مع ارتفاع مناسيب الرعب والقمع، وصولاً إلى أقسى أنواع التعذيب والترهيب بقطع الأطراف والآذان وسمل العيون..و لم تكن كل هذه الصور كافية لاستحقاق العراقي لجوءاً في أكثر بلدان الأرض فطالما بقي الآلاف منهم رهن التحقيق والتدقيق لسنوات مريرة، أملاً من هذه الدول بحلول سريعة للملف العراقي بسقوط النظام وعودة الملايين..لكن هذا الملف تعقّد بشكل أكبر بعد زوال الطاغية.ودخل ملف اللاجئين مرحلة معقدة أخرى،مع الضغط الدولي الهائل للحد من ظاهرة الهجرة واللجوء. وتمت اتفاقات بين الدول الأوربية خاصة للتعاون بشكل أكثر جدية،وكانت جديتهم مثار سخرية بالمقارنة وبقية قوانينهم، حيث تتعارض القوانين الجديدة بحق اللاجئين مع ما ألزموا به أنفسهم قانوناً لحقوق الإنسان..

في الجانب الأشد قتامة من الحكاية كان موضوع اللجوء عملا مربحاً للمهربين ومافيا التزوير،حتى وصلت الاتهامات إلى متنفذين سياسيين كبار اكتشف تورطهم في ملفات التهريب والتزوير،معروفة أسمائهم في بعض المطارات العربية والشرق أوسطية،ورجالهم أصحاب سطوة وبطش،يتحكمون بالمصائر ويمتلكون الكثير..في الوقت الذي بقيت فيه صورة العراقي لاجئاً مثار شك لدى سلطات البلدان التي يصل إليها باعتبار وجوده غير شرعي والطريقة التي سلكها غير قانونية ظناً منهم بتعامل الكثير من اللاجئين بالتزوير والخداع،حتى التبس الأمر واختلطت الأوراق وأمتدّ الاتهام ليطال كلّ وجه عراقي في بعض البلدان..وليصبح التعامل مع اللاجئ موحشاً ومنفراً،بعد تقليص الممنوح له إلى أدنى حد،وتضييق الخناق عليه في أماكن تواجده في معسكرات اللجوء بانتظار الحلول..

وهم الحلول العالمية لأزمة اللاجئين العراقيين

يعوّل بعض اللاجئين في دول الجوار على حلول عالمية الآن لأزمة طال أمدها،وبالكاد تتناقلها وسائل الإعلام..فمن سمع بجهرم و ازنا وزيوا؟..هي ليست أسماء نجوم في المجرات البعيدة..وإنما معسكرات لجوء أبعد من تلك المجرات تضيع في غياهب الجارة إيران..
وأي مكيدة للمصائر تلك التي تبقي معسكراً لطالبي اللجوء 16 عشر عاماً في عمق الصحراء العربية لا لشيء إلا الخروج على سلطة الطاغية؟
وكم يبدو سعيداً المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انطونيو غوتيريس وهو يشرف على إغلاق معسكر رفحاء..بحثاً عن فرصة لإنشاء معسرات أخرى جديدة في دول الجوار؟!..
وكم ستبدو ألمانيا بائسة العطايا وهي تتبرع بنصف مليون يورو لإغاثة الممتحنين في سوريا والأردن؟..مبلغاً تنفق ألمانيا أضعافه المضاعفة شهرياً على مركز واحد لاستقبال اللاجئين على أراضيها؟..لكنها مع هذا خطوة في اتجاه الإنسانية بالنظر إلى ما تواجه به الكثير من الدول ميسورة الحال مصائر اللاجئين..

مصائر ما أسهل أن تصبح صيداً في مقامرات دول الجوار..المنتظر لها عما قريب إقامة مؤتمر موسع حول هذا الموضوع..ما الذي سيضيفه هذا المؤتمر غير ركام جديد من التوصيات؟..

وما الذي ستقوله اللجنة الأخيرة التي أوعز الكونغرس بتشكيلها لدراسة وضع اللاجئين العراقيين؟..

أسئلة لن تجد وافي الإجابات بالقطع..فمعضلة اللاجئين العراقيين تبقى قضية تمتد مع الألم اليومي في الشارع العراقي،وتنزف عنه سيلاً دامياً من المشردين.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !دع أرأيت في اليمن
- قضية ضد الحكومة العراقية
- القرى الظالم أهلها والمضحكات بمصر
- عيد الجيش العراقي!
- صدام ..حتى في الإعدام
- مغالطات رويترز والبي بي سي العربية
- الحل عند الجعفري
- !انغلاق القمة وانفتاح القاعدة
- حملة دعم ناجي صبري الحديثي
- إجحاف الإعلام في تغطية محاكمة صدام
- رقيق عراقي
- ..أسدٌ على اللاجئين
- الحقيقة أعزّ من الأمريكان
- عن شكسبير ومحاكمة صدام والصحافة
- أرقام القوائم الانتخابية والقرآن
- أمتعة المُخرِج
- !ألف دولار للقاضي الكردي
- !شعوبية عروبية
- الشاعر حيث أتى
- !أنصالح من يطالح؟


المزيد.....




- سفينة مساعدات إماراتية في طريقها إلى غزة بحرا لأول مرة بعد م ...
- القسام:القصف الهمجي الاسرائيلي تسبب بمقتل الأسرى الذين بأيدي ...
- الولايات المتحدة.. اعتقال 100 شخص في إحدى جامعات بوسطن خلال ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...
- يديعوت أحرونوت: بن غفير طلب قتل بعض المعتقلين بمجمع الشفاء
- أرادوا إدخال مساعدات.. اعتقال حاخامات ونشطاء على الحدود مع غ ...
- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي شايع - لجوء عراقي