أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي شايع - عصور ما قبل الحلاقة














المزيد.....

عصور ما قبل الحلاقة


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    


قالت الشرطة العراقية "إن مسلحين قتلوا 27 حلاقاً في مدينة البصرة خلال يوم واحد"
الحلاق.. ذلك الإنسان الذي يأمن الجميع على رؤوسهم بين يديه، ولا يعصى له رئيس أو ملك أمراً.. ها أصبح مطارداً ولا يأمن على رأسه في العراق!. وخبر البصرة بالطبع أشد وحشة وأكثر فجيعة، لما يحمله الرقم من كارثة حدثت في يوم واحد، ورسالة غامضة لا تحمل سوى دلالة العودة الى عصور ما قبل الحلاقة، وهذه العصور لا تقف عند حضارة بلاد ما بين النهرين بل تعود الى العصور الحجرية قبل أكثر من ثلاثين ألف سنة حيث ظهرت في الرسوم الحجرية صوراً لأصداف المحار تستخدم كملاقط وموسى للحلاقة.فما الذي يريده الآن من يستهدف الحلاق غير العودة الى الكهف؟.. وهل يعقل؛ أن يجد الكهفيون من البصرة مكاناً لتطبيق تعاليمهم بعد أن تجاوزها أهل سومر قبل آلاف السنوات، وهم يبتكرون أدوات حلاقة من النحاس؟..أم هل يعقل أن يحدث مثل هذا في بغداد، بعد أن كان أول رجل يفتتح مدرسة لتعليم الحلاقة في الأندلس بغدادياً يتفنن في صناعات الأدوية والمستحضرات الطبية أيضاً؟..وكيف يحدث هذا في البصرة، وقديماً، ما إن يرد أسم البصرةِ حتى يتهادى إلى الأذهانِ مجد خزانة العرب، وعينهم على الدنيا.. فالبصرة العظمى، والبصرة الزاهرة، والفيحاء، وقبة العلم؛كلّها أسماء لهذه الحاضرة العامرة، فلا شيء ينفع ولا جدوى للعالم "بعد خراب البصرة"؛كلمات ذهبت مثلاً في الزوال، وإشارةً إلى جهة للمجد عرفها العالم باسم العراق قبل أن تبنى بغداد، وكانت تقاسمُ الكوفة مجد المدرستين وتفوقها حين تسميان بالبصرتين؟..
وليست جزافاً؛ الألقاب المُطلقة على البصرة، فهي نتاج أولى تفاعلات تلك المدينة مع واقع حضاري مرّ على زمانها منذ أزمنة بعيدة ولا زلنا نفتقد معايشته اليوم..فها خلف بن المثنى يذكر في أخباره عن سمو الاختلاف والتعايش البصري المذهل، حين يقول: شَهدنا عشرة في البصرة يجتمعون في مجلس لا يعرف مثلهم في الدنيا علماً ونباهة وهم : الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب النحو، وهو((سني))، -التصنيفات لإبن المثنى كما أوردها في النص- والحميري الشاعر، وهو((شيعي))، وصالح بن عبد القدوس، قيل عنه انه ((زنديق ثَنوي))، وسفيان بن مجاشع، وهو "خارجي صُفري"، وبشار بن برد، قيل عنه انه شعوبي ((خليع ماجن))، وحماد عجرد، قيل عنه انه ((زنديق شعوبي))، وابن رأس جالوت، وهو((يهودي))، وابن نظير المتكلم، وهو((نصراني))، وعمر ابن المؤيد، وهو ((مجوسي))، وابن سنان الحراني، وهو ((صابئي)).
رواية مفتوحة على أفق إنساني عظيم، والأجدر ان تترك هكذا دون أي تعليق.فقط فسحة من تأمّل بعد إعادة قراءة خبر المقدمة، للمقارنة بين واقع ما يجري في العراق الآن، وزمن من التعايش والتسامح قبل أكثر من 1200 سنة.. زمن يحتمل مثل هذه الاجتماعات اليومية بكلّ سهولة ويسر. وآخر حديث لا يحتمل مشهد دكان لحلاق يختلف معه ظلامي حدّ القتل مجادلاً في فتوى حلق اللحية.



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !الصفصاف يثمر أجاصاً
- ربطة عنق
- ! العراق.. خطية
- كمبيوتر كوفي عنان !
- ليست دعوة لاصطياد الساحرات
- لجوء عراقي
- !دع أرأيت في اليمن
- قضية ضد الحكومة العراقية
- القرى الظالم أهلها والمضحكات بمصر
- عيد الجيش العراقي!
- صدام ..حتى في الإعدام
- مغالطات رويترز والبي بي سي العربية
- الحل عند الجعفري
- !انغلاق القمة وانفتاح القاعدة
- حملة دعم ناجي صبري الحديثي
- إجحاف الإعلام في تغطية محاكمة صدام
- رقيق عراقي
- ..أسدٌ على اللاجئين
- الحقيقة أعزّ من الأمريكان
- عن شكسبير ومحاكمة صدام والصحافة


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي شايع - عصور ما قبل الحلاقة