أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - جدل بيزنطي














المزيد.....

جدل بيزنطي


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3095 - 2010 / 8 / 15 - 17:56
المحور: الادب والفن
    


يحكى ان مجموعة من أحبار مدينة القسطنطينية (اسطنبول حالياً) دخلوا نقاشاً طويلاً عن جنس الملائكة وطبيعة وجودهم، حتى انشغلوا، تماماً، عن ضجيج جيوش السلطان محمد الفاتح العثماني، وهي تطوّق مدينتهم بالكامل، و من كل الجهات، وكان ذلك سنة 1453.

لتسقط ، عاصمة هرقل عظيم الروم، لأول مرة في تاريخها، ولِتتغيّر المدينة إلى الأبد.. ذات الأسوار العظيمة العصيّة على الفاتحين، حتى قيل إن لهذه الحاضرة سرّها الكامن خلف هيبة الحصون.
فكم ذا تبارى الخلفاء والحكام في نيل السبق لإحراز فتحها ، المتحقّق لاحقاً للقائد لعثماني.فما سرّ هذا الفتح؟. أتساءل معتقداً لا صنيع الفاتح ودولته بفتنة الجدل، فهذه الدولة كانت تنشغل بعيداً عن الجدل والحوار الفكري، المنتهي شرّ نهاية، ذهبت مثلاً، حتى صار الجدل البيزنطي عار حوار لا يفضي إلى حكمة؛ فالحكمة تقتضي جدلاً منتجاً، ومنجزاً لشيء مفيد، لا مصدر فتنة وضعف، وربما الانقطاع للتأمل والتبتّل، وأن لا يسود الجدل ليكون هادماً ومعيقاً، يتنافس عبره الناس جميعهم، لإثارة نزعات هذا الجدل وتعزيزها، فتتطوّر أدواتهم، فيصبح -مع الأسف- استخدام العنف بديلاً عن الحوار، أو نمواً واستحالةً بالجدل إلى صورة عنفية مستنكرة،هي أقسى صور الجدل، ونسخة حربية للجدل البيزنطي.
الجدل البيزنطي ،حالة ربما عشناها أو شاهدناها جميعنا، ولكلّ منا حكايته فيها.
في إحدى أحلامي الموؤدة، فاتني ذات يوم حضور فعاليات بيروتية للمهرجان السادس لأفلام الطلاب العرب واللبنانيين..يومها حبّبت إلى نفسي، صديقة شاعرة لبنانية زيارة بيروت لأنها بحق قبلة ثقافية، وطموح لبلد عنيد الثقافة، خرج من الحرب إلى فضاء الحوار، خرج من جراحاته إلى محو آثارها، بالفن الأصيل أحيانا، بالإبداع المضاد للعنف، وحكت لي عن فعاليات ولقاءات شعرية خارقة في مقهى يدعى «جدل بيزنطي» استفزني الاسم وبقي في ذاكرتي حلماً مضافاً إلى تاريخ غده، أشتاق خلاله إلى أن يثمر جدلنا الثقافي عن مقهى بيزنطي في بغداد للسلوى عن كل شيء، ولنسيان كلّ شيء.
مقهى لجدلنا الأفضل، ولكننا سنسمع في جنباته، بالتأكيد، من يتناقش مع الآخرين عن جنس الملائكة، محاولاً تطويع الآخر نحو جهاته، وسنسمع من يناقش آخر (آخر) عن عدد الشياطين التي تستطيع الوقوف واقتسام المساحة على حبة شعير.
وسنسمع من يصرخ من بينهم : يا جماعة، حبة الشعير هذه هي الحكومة، ومن يريد أن يقف عليها من الشياطين، يعني به هذا المتحدث، ساستكم، ورجال دولتكم..
وسنسمع من ينادي بصوت عالٍ: أيها الناس..أما فيكم من مخبر، أما فيكم من يذب عن حُرَم الحكومة. أيها الناس ..ثمة من يريد الشر، ولا تبصرون؟..
وثمة، وثمّة؛ جدل، وجدل.
جدل مواقف،وجدل علاقات، سلباً وفي اتجاهات متضادة. وجدل قصد الجدل، وبأدوات وأساليب، متطوّرة، مكانها كلّ مكان، وربما تحتاج إلى مقهى يستقطبها ويوظفها للفائدة.



#علي_شايع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارض الايجابي
- المحكمة الإعلامية
- خطوات لتحجيم القاعدة
- آثار المسؤول
- عمّاتهم وعمّاتنا
- نجوى العاطل
- محو العماء
- دموع السياب
- احذر إخوتك يا يوسف
- الأرملة السوداء..مقال في ذم الأم!
- تصانيف النهب
- حق عراقي مغصوب بالتقادم
- دور نشر سودانية، والقراء في الأردن!
- سؤال إلى ضمير عربي
- على الطريقة الفرنسية!
- قضية ضدّ الحكومة العراقية
- وكمْ ذا بمصر من المُضْحِكات .. ولكنه ضحك كالبكا
- عزايم عراقية!
- برلمان.. أيْ تام
- فيروز تغني عن الشخص الإيراني


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - جدل بيزنطي