أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شباط 1963)(3-4)















المزيد.....



في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شباط 1963)(3-4)


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3163 - 2010 / 10 / 23 - 14:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أوضحت مساهمات مراتب قواعد المؤسسة العسكرية، في الوقت نفسه، عن خصلتين هما:
1 ـ كونها حالة فريدة، وفرادتها مشتقة من عدم تكرارها؛
2 ـ توضح عمق ذلك الارتباط الاختياري والواعي بين منتسبي هذه الفئة وسلطة تموز/قاسم، وهي الأخرى لم تتكرر في عراق القرن العشرين.
هذه الصورة تنطبق أيضاً على فقراء الريف (المصدر الأساسي لقاعدة المؤسسة العسكرية) الذين لم يستجيب القسم الاعظم منهم للدعوات الانقلابية ضد السلطة، التي دعى إليها وشارك فيها رؤساء عشائرهم والكثير من رموز المؤسسة الدينية، مما يمثل دليلا قاطعاً على أن وجها من أوجه المجتمع العراقي قد غيرته ثورة 14 تموز بصورة جذرية. إذ فقد الاقطاعيون والملاك الكبار ورؤساء العشائر والقوى التقليدية قوتهم في إحداث تغيّر ما كما كان قبل الثورة. وهذا يعبر من جهة عن دور الفلاحين الحاسم في اختيارهم لدعم هذه القوة أو تلك من القوى السياسية الفعالة. كما أنه، من جهة أخرى، سيفسح المجال أكثر فأكثر لقوى العنف المنظم من التأثير على واقع الاحداث ومجريات الامور.
12 ـ رفعت العديد من القوى الانقلابية، وحتى غيرها، مطاليب تعجيزية لا تستوعبها سنن تطور الثورات الوطنية، كما لا يمكن تحقيقها ضمن الظروف الموضوعية والذاتية السائدة، وبالفترة الزمنية المراد تلبيتها، رغم كون بعضها مُعبرعنه اجتماعياً. هذه الحالة عبرت، في الوقت ذاته، عن عجز فهم هذه القوى لكينونتها وماهيتها، ناهيك عن [معرفة الثورة باعتبارها عملية اجتماعية معقدة يستلزم تحقيقها معرفة آليتها المتميزة. هذه المعرفة ضرورة عملية لنجاح الحركة الثورية. فكم من ثورة في التاريخ فشلت لأن القائمين بها جهلوا تميز منطقها... ان الممارسة السياسية الثورية و (المعرفة العلمية بقوانين التطور التاريخي للبنية الاجتماعية) إذن هي التي تفرض علينا ضرورة التميز داخل حركة التاريخ الاجتماعي(123)]، بغية تكوين رؤية طامحة لواقع اجتماعي أفضل وإلى مشروع سياسي لشكل حكم مناسب للواقع الحي وليس للنظرية الرمادية.
ومن وحي الصراع السياسي الذي شهدته المرحلة النيرة (الجمهورية الاولى) فإن كل القوى السياسية لم تكن تعرف ( تلك الحقيقة التي ما زالت مجهولة ومهملة من قبل محترفي السياسة العرب وهي أن تغيير أي بنية قديمة وتجديدها ( الثورة) ، كما في الأدب والفكر أيضاً، تتطلب معرفة عميقة بتلك البنية ذاتها وعلاقاتها مع البنيات الأخرى ، ومدى اتفاقها مع شروط وروح زمنها وهي ما اتفقنا على تسميته في الحقل الفكري بالابداع ، لكن ضرورته في حقل السياسة أكثر خطورة واهمية.)
(... إن القيمة الحقيقية... تكمن في الامساك بهذه الروح النقدية قبل كل شيء: أن تهدم وتتبنى في آن، أن تحفر ممراتها في دهاليز الواقع المعتمة ومنارات الحلم البعيد الذي يرتبط باليوتوبيا، أن تكشف العلاقة بين الخاص والعام ، بين المحلي والعربي والعالمي، بين الحاضر والمستقبل ، لكن هذه الروح النقدية لم تكن غائية في عمل السياسيين وحدهم وإنما عمل المبدعين ايضاً *** ).
هذا الجهل أفقد صواب القوى الانقلابية بحيث لم تدرك الواقع ولا موقعها فيه. فأخذت تطرح دعوات وشعارات سياسية غير ناضجة، تعبرفي الأساس عن حالة الارتباك هذه. وكان الأكثر حضوراً، شعارالوحدة الفورية، والاصلاحات الجذرية، والبرلمانية الفورية وغيرها من الدعوات التي لم تستوعب الهوية الوطنية وشموليتها، لهذا الطرف أو ذاك، ضمن المؤسسة العسكرية أو التيار القومي (العربي والكردي على السواء) وقد حظيت بمواقع مهمة ورئيسية في عملية الصراع ضد الزعيم قاسم ورغبات مكونات المجتمع العراقي ككل.
لكن، وكمثال، ما أن استلم الحكم، رافِعُو شعار (الوحدة الفورية) من انقلابي (أحزاب التيار القومي)، حتى تنكروا له عملياً. بل بات لي القول: أن أكثر من قتل المشروع الوحدوي هم (الوحدويون) أنفسهم، وكانوا المثل الأسوأ لممارسات الفكرة القومية وتطبيقاتها، والأكثر سوءاً في وأد صيرورة الوحدة العربية، بأي صيغةٍ كانت. وأصبحوا ليس قطريين فحسب، إنما من أكثر الدعاة العمليين للولاءات الدنيا من قبيل: رابطة الدم (الاسرة، العشيرة، القبيلة) والجغرافية الضيقة والنزعات الطائفية. إذ [أن ذلك الصراع لم يكن في جوهره، في الواقع، مجرد صراع حول الوحدة أو الاتحاد، وإنما كان صراعاً سياسياً من أجل السلطة والحكم بالدرجة الأولى] كما شخصها بحق أحد ضباط التيار القومي(124).
وقد توصلت إلى النتيجة ذاتها وإن يكن بصورة متأخرة، القيادة المصرية آنذاك، حيث اقتنعت بأن [العراقيين لم يكونوا دعاة وحدة حقيقيين](125). وحتى حزب البعث [حدد في مؤتمره القومي الخامس (آيار 1962) موقفه من هذا الشعار بوضوح تام لا لبس فيه، وطرح بالحرف الواحد ((محاربة شعار الوحدة الفورية)) ووصف الاتجاه المعبر عن هذا الشعار بـ ((الاتجاه العاطفي السطحي اللاواعي)) الذي يدعو للوحدة لمجرد أنها وحدة](126). لكنهم من جانب أخر يؤكدون على الوحدة الفورية في صراعهم ضد الزعيم قاسم والقوى المناصرة للمشروع الفيدرالي. إنها الشوزفرينية السياسية.
في الوقت نفسه لم يكن الزعيم قاسم وحده الذي نادى بالتدرج في تطبيق الوحدة، بل شاركته الأغلبية المطلقة من القوى الاجتماعية في العراق:
من الوطنيين الديمقراطيين والشيوعيين، من الاكراد والتركمان وبقية الاثنيات القومية، من الطائفة الشيعية والحزب الاسلامي، حتى من بعض رموز التيار القومي ذاته مثل محمد نجيب الربيعي وصديق شنشل ومحمد مهدي كبة وعبد الرحمن البزاز. وقد اقتنع حتى الرئيس عبد الناصر بهذه الفكرة، حسب ما ذكر محمد حسنين هيكل. وهكذا [غدا الصراع في العراق بين الوحدة الاندماجية الفورية والاتحاد الفيدرالي صراعاً على السلطة، من الذي يحكم العراق ويدوس على عنق خصمه](127) بواسطة مؤسسات العنف المنظم. إذ أنهم اتخذوا من (الوحدة) ذريعة لتلافي الهزيمة ومن الذريعة أسلوباً ماكرا للسياسة ، ومن السياسة أداة لاستلام السلطة ومن السلطة غاية للهيمنة وما أدت إليه من تضارب في النتائج ، عادة بالبلاء ليس على مناهضيهم ، بل عليهم بالذات وبالفكر الذي يبشرون به.

13 ـ مثّل القتال في كردستان واستمراريته وتحالف قيادة الحركة الكردية (مع الشيطان)، حسب تعبير مصطفى البارزاني، أحد أهم المفاصل الأرأسية التي أضعفت سلطة تموز/ قاسم، والحركة الكردية ذاتها، وساعدت في الوقت ذاته القوى الانقلابية على تحقيق غايتها. ويجدر القول هنا أن بدايات انطلاق الحركة كانت بعيدة جداً عن المضمون التحرري للشعب الكردي وتطلعاته القومية. لقد عقدت قيادة الحركة منذ بداياتها تحالفات، خارجية وداخلية، مناهضة لجوهرها الإنساني الحقيقي، أن مرحلة تموز/ قاسم كانت أفضل المراحل الزمنية والعملية، في القرن العشرين، قرباً لتحقيق المضامين القومية الشرعية لمطامح الشعب الكردي(128).
أبرمت قيادة الحركة، في تشرين الثاني من عام 1962، حلفاً مع قادة انقلاب شباط بغية إضعاف السلطة آنذاك(129). كما نسقت مختلف المنظمات المهنية والاجتماعية التابعة للحركة الكردية، أعمالها مع مثيلاتها من أحزاب التيار القومي العربي التي كانت تعد لانقلابها الأخير، لأجل الاطاحة بالحكم، على أمل تحقيق المطامح القومية الكردية. لكن حالما نجح الانقلابيون في استلام السلطة، تنكروا لتحالفهم مع الحركة وحاربوها بأبشع وسائل الابادة (130). يشير بطاطو إلى الموضوع بالقول: " قبل ذلك بحوالي شهر( من إضراب الطلبة القوميين في 24 كانون اول 1962) كان الاكراد الديمقراطيون قد تقدموا إلى الشيوعيين باقتراح للعمل سويةً ضد قاسم. وقالوا ( إذا وحدنا قوانا فإننا تستطيع الاستيلاء على السلطة). لكن الشيوعيين لم يكونوا يعتقدون أن إتلافاً كهذا يمكنه أن يميل كفة الميزان لصالحهم ورفضوا الاقتراح. عندها أدار الاكراد الديمقراطيون وجههم إلى الناحية الأخرى وأمروا الطلبة اتباعهم بالوقوف إلى جانب البعثيين ****"
إن السياسات التحالفية القصيرة النظر (وخاصةً مع شاه إيران والغرب(131)) قد أثرت قبل غيرها على الحركة الكردية وتطور مضمونها. وهذا ما دللت عليه وقائع تاريخ الحركة منذ بدايات القرن الماضي (حركة محمود الحفيد عام 1919)، حيث طبق الحلفاء الوقتيون (داخلياً وخارجياً) للحركة الكردية سياسة إجهاض ماهياتها التحررية وتمزيقها. إن الترابط العضوي والتلاحم الواقعي بين أوضاع الاكراد في مناطق تواجدهم التاريخي و الاوضاع العامة لكل المنطقة يتطلب تعزيز العلاقات مع القوى الاجتماعية التقدمية باعتبارها الحليف الاستراتيجي لحركة الشعب الكردي، الطامح لتكوين دولته القومية المشروعة في عموم كردستان ولا تقتصر على جزء دون آخر، ويشكل على الأقل خطوة نحو الشمول الكلي لوحدة الشعب الكردي.
إن الإقتتال السائد ( في منتصف التسعينات من القرن المنصرم) بين فصائل الحركة الكردية في أغلب أجزاء كردستان، يُفسر في بعض أوجهه، كنتاج لتلك السياسات التحالفية (مع الشيطان) الخاطئة التي أبرمتها قيادات الحركة منذ البدء، وخاصةً في مرحلة تموز/ قاسم، سواءٍ مع إيران أو تركيا، مع الغرب أو مع قوى الانقلابية والإقطاعيين.
14 ـ خطت قيادة عبد الكريم قاسم السياسية لنفسها، نهجاً متميزاً إزاء المشاركين في هذه الانقلابات، ينفي مضمونه ما هو سائداً من القيم الاجتماعية البالية من ثأرية وعنفية. إذ انطلق في تعامله من مبادئ إنسانية رفيعة، يصب مجراها العام في صلب حالة التحضر للمجتمع المدني الذي صَبَت الثورة لبلوغه، وقد جسدتها مقولتيه الشهيرتين: (عفا الله عما سلف) و (الرحمة فوق القانون)(132).
وتأسيساً على ذلك رُصد أن الكم الأغلب من المشاركين في هذه المحاولات، غالباً ما كان يعفى عنهم، أو على الأقل تخفض محكومياتهم إلى حدودها الدنيا، حتى بلغ بالبعض منهم العودة إلى احتلال ذات مناصبهم الحساسة في مؤسسات الدولة كالمؤسسة العسكرية، رغم ضلوعهم في العمليات الانقلابية. مثلت هذه الحالة سابقة لم يصادفها المجتمع العراقي لا في الزمن السابق للثورة ولا بعدها.
يلاحظ المرء، عند تصفح أسماء قيادات الانقلاب التاسع والثلاثون (8 شباط 1963)، أن أغلبهم سبق وأن ساهموا في محاولات انقلابية سابقة وكانوا محكومين أو معتقلين وتم الاعفاء عنهم تمشياً مع المقولتين أعلاه، أوفي أحسن الاحوال أُحيلوا على التقاعد أو حُكم عليهم بعقوبات مخففة جداً لا تتناسب والجرم المقترف.
كما أن سلطة تموز/ قاسم لم تستوزر وازرة بأخرى، بالنسبة للمتهم أو المجرم، كما لا تعقبها إجراءات احترازية تطال عائلة المتهم أو أقربائه كما ساد في الجمهورية الثانية ( شباط 1963- نيسان 2003). فبعد انقلاب الشواف ومقتله بقى أخويه في مناصبهم الحساسة. إذ كان أحدهم وزيراً للصحة، وترأس اللجنة الطبية التي عالجت الزعيم قاسم بعد محاولة الاغتيال التي تعرض إليها في تشرين أول 1959 في رأس القرية، والآخر في المؤسسة العسكرية، كما تسنم ابن عمه منصباً وزارياً وساهم في القرارات الجدية للحكم لغاية الاطاحة به في 8 شباط.
كما بقى في الخدمة الضابطان فائق ومدحت الحاج سري بعد إعدام أخيهما رفعت، ولم يلاحقا قضائياً بجريرته. ومع أن مدحت نشط في العمل الانقلابي، إذ [بعد محاولة الإغتيال في رأس القرية وورود إسمه في التحقيقات، وبعد سنتين من هروبه كلف الزعيم عبد الكريم قاسم أخيه اللواء فائق الحاج سري بالسفر إلى دمشق وإعادة مدحت. فسافر وعاد برفقته إلى بغداد](133). لكنه أُعدم من قبل رفاقه في حزب البعث العراقي عام 1970، بعد إتهامه بالتآمر والتجسس. كذلك الأمر ينطبق على الزعيم عبد الرحمن عارف شقيق عبد السلام عارف الذي استمر في الخدمة العسكرية لغاية آب 1962.
إن هذه السُنة التي سار عليها الحكم كانت تمثل النقيض لأسوأ ما في قيم البداوة والمجتمعات الفلاحية والحواظر الصغيرة المتريّفة. وهي حالة حضارية متقدمة على ما كان سائدا في الزمن المقبور، عندما يعاقب المشارك بتهم ضد الدولة لتشمل العقوبة حتى أقربائه من الدرجة الرابعة.
كان الزعيم قاسم يؤكد على هذه القيم النبيلة التي تتجاوز الموروث السائد ويعمم فكرة التسامح. يقول في إحدى خطبه:
[سامحوا حتى أولئك الذين أساءوا إليكم، إننا لا نحمل الإبن وزر الأب، ذلك لأن أبناء الحاضر سيخلفون جيلاً طيباً للمستقبل].
ويؤكد في موضع آخر على:
[سنبقى متسامحين حتى بالنسبة للأشرار من رجال العهد المباد...].

لكن هيهات للقوى الانقلابية أن تعي هذه المواقف الحضارية**، إذ قرأوها، خلافاً لمنطقها، كأنها ضعف في الحكم، مما دفعهم إلى تكثيف المحاولات الانقلابية والممارسات العنفية.. لنا من اعترافات طالب شبيب ما يؤيد ما استنتجناه، عندما يعلل عفو الزعيم قاسم عن الذين حاولوا اغتياله بالضعف، بالقول:
[لكن عبد الكريم قاسم قدم إلينا بتراجعه عن تنفيذ أحكام الاعدام بالفريق الذي حاول اغتياله فرصة ذهبية جديدة. فقد فهم مؤيدو حزبنا تراجعه ذلك ضعفاً له وقوة لنا. وبدورنا استثمرنا تلك الفرصة إلى أبعد حدود](134). ولكن طالب شبيب ورفاقه لم يدركوا أنه: [مهما كانت الحسابات المنطقية وراء قرار قاسم، ففي أعمق غور من الدواعي والأسباب، يجب على المرء أن لا يغفل السمتين الغالبتين على طبع عبد الكريم قاسم... وهما انعدام الروح الانتقامية عنده والوزن الكبير الذي يعطيه للحياة البشرية](135).
كما لم تكن شخصيته [ تتأثر بردود الفعل الانتقامية إزاء منتقدي سياسته ومعارضيه الشخصيين. ففي الوقت الذي كان فيه الشاعر عدنان الراوي يقدم برنامجه اليومي من إذاعة صوت العرب في القاهرة والموجه ضد عبد الكريم قاسم كانت عائلته تتمتع بكامل حقوقها المدنية والإنسانية، وفي الوقت الذي كان فيه الشاعر محمد مهدي الجواهري، يتعرض بقصائده في الخارج بشخصية عبد الكريم قاسم، فيقول عن نفسه.. إذ رأى العيش مداراة زنيم لا يدارى، كان الجواهري موضوعاً يدرس في كتاب الادب العربي لطلبة الصف الثالث المتوسط وكانت الصحف تنشر قصائده الجديدة... كما لم يحدث خلال فترة حكمه لأحد معارضيه أن تعرض لعملية إغتيال أو إختطاف سواء داخل العراق أم خارجه، بل كان عبد الكريم قاسم نفسه عرضة لمحاولة إغتيال قام بها معارضوه](136).

15 ـ ساهمت الأغلبية العظمى من دول الجوار والمنطقة، العربية وغير العربية، في العمليات الانقلابية. وإن اختلفت طبيعة مساهماتها ودرجة تدخلها، التي تراوحت بين مد يد العون المادي أو المعنوي إلى التدخل المباشر أو غير المباشر، أو/و ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية، عبر الطرق الدبلوماسية أوالتلويح بالتهديدات العسكرية وغير العسكرية، كقطع المياه عن روافد نهر ديالى وتخفيض المنسوب المتدفق عبر نهري دجلة والفرات وإثارة أزمة شط العرب والأهم التقليل المتعمد لإنتاج النفط وتخفيض أسعاره، بغية خلق إختناقات اقتصادية تعرقل الاستقرار السياسي الذي لا يمكن تحققه إلا على أساس التطور الاقتصادي، مما يخلق مناخاً مواتياً للتوتر والانقلابات.
" وقامت الكويت بتوزيع الأموال على شيوخ العشائر واقطاعي الأمس المنصرم لأجل توتير العلاقات الداخلية بعد مطالبة الزعيم قاسم بالكويت.**** "
كانت مصر الناصرية أبرز هذه الدول الإقليمية تدخلاً في الشأن العراقي آنذاك. إذ رمت بكل ثقلها لأجل تغيير الحكم عن طريق مساندة القوى الانقلابية، وبغض النظر عن مدى تطابق أهدافه مع هذه القوى. وحين سرت الموجة الناصرية في المجتمعات العربية، بعد ولوجها فترتها الذاتوية المظلمة [كانت هديتها تصدير نهجها ((الأهلي)) إليها. وهي أي الناصرية لم تضع الحروب الأهلية العربية ولا سيما المشرقية منها بديهة. لكنها لم تول أحوال المجتمعات التي نشدت استمالة جماهيرها، وحشدها، الاعتبار ولا أحتسب أثر مثالها... فأسهمت، من حيث تدري، في اضطراب الدول والمجتمعات هذه على شفيرة الحرب الأهلية. وكان حظ الاردن (وبعض) فلسطين الملحقة به وسوريا والعراق واليمن من الهاوية الأهلية بين 1954 و 1970 وفيراً وثقيلاً](137)، نتيجة ميلها نحو التوسع الخارجي وحل مشاكلها الاقتصادية عبر المحيط العربي، طالما لا تستطيع حلها بــإمكانياتها الداخلية المتوفرة.
أوكلت الولايات المتحدة، بصورة غير مباشرة، مسألة [تصفية الإتجاهات الرئيسية في الثورة العراقية إلى الحركة الناصرية، كما تبين الوثائق الأمريكية السرية التي نشرها هيكل، سنوات الغليان، الوثيقة 28 في الملحق الوثائقي](138).
لقد شعر الرئيس عبد الناصر [بنشوة ثورية جعلته يعتقد أن الوطن العربي كله سرعان ما ينضوي موحداً تحت قيادته، ولم يحسب جيداً القوى العظمى التي ستقف دون ذلك. وفي سياق نشوته تصرف باستعجال وتورط بسهولة بالتدخل في شؤون أقطار عربية كالعراق وسوريا واليمن والجزائر وغيرها، وأظهر ميلاً من اللامبالاة عندما انحاز في تلك البلدان... إلى الأطراف التي رشحتها المخابرات المصرية. ففي العراق تدخل منحازاً بعد خمسة أيام فقط من نجاح ثورة 1958، فتحدث مع عبد السلام عارف، الذي ذهب على رأس وفد لمقابلته في دمشق، عن مصير عبد الكريم قاسم... والغريب أن الحكومة المصرية وظفت في تدخلاتها موظفين رفيعي المستوى، بدءاً من المشير عامر وانتهاءً بأصغر ملحق عسكري...](139).
ويشير إلى هذه الحقيقة الضابط الناصري، العميد خليل إبراهيم حسين عندما يعترف بالقول:
[ترك عبد الناصر مقاومة مخططات الحزب الشيوعي في العراق إلى شخصين اثنين، أولهما عبد الحميد السراج (مدير المكتب الثاني للاستخبارات العسكرية في سوريا قبل الوحدة ووزير داخلية الاقليم الشمالي بعدئذ) والثاني عبد المجيد فريد الملحق العسكري للعربية المتحدة في العراق. تولت الملحقية العسكرية... الاتصال بكافة القوى القومية في العراق عسكرية ومدنية، أحزاب وهيئات وفئات وأشخاص لدعمهم في خططها الرامية إلى الاطاحة بالشيوعية وعبد الكريم قاسم، وتولى السيد عبد الحميد السراج وأجهزته الامنية والاستخبارية الاتصال بالضباط القوميين والعناصر السياسية المدنية لإسنادهم في محاولاتهم للإطاحة بالحزب الشيوعي وعبد الكريم قاسم وخاصة في الموصل كما مر بنا، وكان اتصال الجهتين يقتصر على عبد الناصر شخصياً فقط...](140). كما يعترف طالب شبيب حول بعض مساهمات مصر بالقول:
[وللأمانة أذكر أن بعض الأسلحة التي قدمتها مصر لعبد الوهاب الشواف، استلمها حزب البعث بطريقةٍ أو أخرى وأوصلها إلى بغداد وكانت هي أسلحة التنفيذ في محاولة الاغتيال، وقد جاءت إلى الشواف ضمن أسلحة أخرى ومحطة إذاعة سرية من مصر عبد الناصر عبر الاراضي السورية في بداية عام 1959 بــإشراف مباشر من عبد الحميد السراج وتم تنسيق الأمر مع السفارة المصرية من قبل فؤاد الركابي للحصول على بعض الأسلحة وكانت السفارة تعلم علم اليقين بما نخطط له. كما علمت أن هناك مبلغ عشرين ألف دينار أو جنيه مصري قد استلمها الحزب لتمويل وإدامة نشاطه وأعمال التحضير للعملية (يقصد محاولة إغتيال الزعيم في رأس القرية ـ الناصري)، ولا يسعني إلا أن أذكر إن السلاح الذي استخدمناه في ثورة 14 رمضان كان أكثره مصرياً](141). والذي يؤكد حقيقة مصدره معاون مدير الاستخبارات العسكرية آنذاك بالقول:
[ والحقيقة يجب أن تذكر، أن أسلحة كثيرة، رشاشات ورمانات كانت تنقل من سوريا عن طريق السيد عبد الحميد السراج، إلى قادة الضباط الاحرار عن طريق أحمد صافية ثم محمد كبول بالتعاقب سكرتيران في السفارة السورية. وكانت الغاية منها توزيعها على المدنيين عند قيام الثورة. وقد استمر تدفق الأسلحة بواسطة عراقيين. ولما تقرر اقتحام مقر عبد الكريم قاسم عند قيام الثورة لتصحيح مسيرة العراق، نقل كثير من هذه الرشاشات إلى مديرية الاستخبارات العسكرية...] التي كان مديرها آنذاك العقيد رفعت الحاج سري(142).
وأكد ذات الموضوعة خالد علي الصالح الدليمي، عضو القيادة القطرية لحزب البعث آنذاك في مذكراته بالقول: [ومن هنا طلبنا أن تساعدنا الجمهورية العربية المتحدة بما تستطيع مساعدتنا به. وبالفعل تسلمنا مبلغاً في حدود 6 آلاف دينار على دفعتين...] وكذلك أكد ذات الموضوع عضو القيادة القطرية فيصل حبيب الخيزران بالقول: [في هذه الأثناء استلمت 27 ألف دينار من طلعت صدقي عن بقية المبلغ الذي قدمه عبد الناصر للحزب ووضعناه في حسابنا في البنك باسم شخص سوري وبالتالي اٌستثمر المبلغ في بيروت لبناء عمارة ] (143).
إن مساهمة مصر الناصرية في العمليات التآمرية، يجب أن يؤخذ في إطار التحالفات الدولية والإقليمية ونزعة الناصرية نحو الهيمنة والضم، التي كان من مفرداتها تحريم النشاطات السياسية والحزبية لكل القوى الاجتماعية وخاصةً اليسارية منها التي كان لها مد جماهيري واسع في حينها. لقد خطط عبد الناصر لشطب القوى اليسارية هذه من الخريطة السياسية العربية، في حالة رفضها الانضواء تحت خيمته وإدارته السياسية، وهذا ما تم فعلاً. وسرت نزعة الشطب هذه حتى بالنسبة للأنظمة الوطنية الأخرى في الدول العربية التي تلتقي مع جوهر المشروع الاجتصادي للرئيس ناصر، لكن لا تسايره في الهيمنة، كما كان الحال مع عراق تموز/ قاسم(144).
16 ـ ساهمت المراكز الرأسمالية الغربية عامةً والامريكية والبريطانية بخاصةً، في هذه المحاولات الانقلابية، بعضها كان مباشرة والبعض الآخر بصورة غير مباشرة، بدءً من الحرب الدبلوماسية، ومروراً بالحرب الاعلامية والضغوطات الدولية وخلق الازمات، الاقتصادية والسياسية، وإثارة النعرات بكل أنواعها وتهييج مكامن المشاكل والتناقضات الموضوعية الكامنة في رحم التكوين الاجتماعي العراقي، بصورة مصطنعة وانتهاءً بتقديم المعونة المادية والمعنوية للقوى الانقلابية، لإسقاط نظام الحكم الوطني.
بلغت هذه التهديدات مرحلة خطرة، حينما هدد فيها رئيس الوزراء البريطاني العراق باستخدام القنبلة النووية، في حالة تعذر احتلاله عسكرياً، عندما طالب عراق الزعيم قاسم بالكويت. وكذلك اتهام الزعيم قاسم بريطانيا وأمريكا وشركات النفط الاجنبية بتحريض الاقطاعيين الاكراد على التمرد ليمارسوا ضغطاً على العرا ق في مجال النفط والمطالبة بالكويت. وذكر ما قامت به السفارة البريطانية من صرف [ما يقارب نصف مليون دينار على هذه الاعمال العدوانية الخبيثة التي لفت الاقطاع والرجعية وقطاع الطرق والسراق والاقطاعيين والانتهازيين وعملاء الاستعمار](145). وكذلك الحال بالنسبة إلى أمريكا التي هددت الحكم الوطني مرات عديدة، جئنا سابقاً على بعضها وسنورد البعض الآخر لاحقاً.
وقد أشار الزعيم قاسم في آخر تصريح له في 5 شباط 1963 إلى هذه التهديدات بالقول:
[إلا إنني لا أقول ذات الشيء حيال الانكليز والامريكان. فما الذي لم يفعله هؤلاء لكي يستعبدوا العراق ولكي يحكموا قبضتهم على ثرواتنا؟ والأدهى من ذلك أنني استلمت قبل بضعة أيام فقط، مذكرة تهددني فيها واشنطن بفرض عقوبات ضد العراق إذا تمسكت بمواقفي، ولا أدري كيف يعطون لأنفسهم الحق بــاستخدام لغةٍ كهذه](146).

لقد ارتبط [الصراع العقائدي في العراق دوماً بالعوامل الخارجية مثل ارتباطه بالعوامل المحلية، وما من خطوة اتخذتها حكومة عبد الكريم قاسم إلا وكانت ـ حين النظر إليها نظراً صحيحاً ـ ترتبط بالعوامل الاقليمية أو عوامل أمن الدولة في العراق. وليس بالإمكان الحكم على قاسم دون الأخذ بالحسبان الظروف الخارجية التي واجهته والتي كانت دوماً تهديداً للاستقرار الداخلي ومصدراً حقيقاً أو متوقعاً للإنقسام في الرأي والولاء في الداخل وكانت لها عقابيل داخلية ودولية أو اقليمية](147).
وهذا مستنبط من عوامل عدة أهمها جغرافية العراق ـ كموقع وثروات ـ بحيث مثلت أحد أهم الاسباب لخلق مثل هذه الظروف التي زادها تعقيداً التاريخ الطويل للاستحواذ على ثرواته منذ سقوط بغداد على يد المغول يضاف إلى ذلك الصراع الإقليمي وتعدد وغنى مكوناته الاجتماعية/الاثنية/الدينية الذي كان يمثل عامل قوة وضعف في نفس الوقت.

17 ـ في الوقت تفسه لعب الاتحاد السوفيتي ومنظومة الدول الاشتراكية السابقة دوراً مهماً في الكشف عن كثير من هذه المحاولات الانقلابية، وعن تحركات دول الجوار التآمرية وعلاقات بعض المتآمرين ببعض الضباط والأحزاب السياسية(148) التي نوت وخططت للفعل الانقلابي، وقد تم احباط بعضها قبل وقوعها. وقد تم الكشف رسمياً عن بعض هذه المحاولات، منها تلك التي أشار إليها الجواهري الكبير في مذكراته، ضمن شرحه لطبيعة علاقته الشخصية المعقدة مع الزعيم قاسم، بالشكل التالي:
[وفي الصميم من هذه اللقطات وهاهي بنصها وفصها كما يقولون: فلقد اخترت من دون كل الذوات والزعامات لأوتمن على سر خطير يقول أن الزعيم سيصفى في يوم كذا.
وذلك عندما طلبني السفير السوفييتي عن طريق سكرتير السفارة ليقول لي:
لوكنت قادراً على المجيء لاتيت لك، فذهبت إليه ليختلي بي ومعه المترجم ويقول: لدينا يا جواهري علم اليقين أن عبد الكريم قاسم سيصفى جسدياً يوم المولد النبوي.. ولم نجد غيرك من نثق به لتبليغ الرجل.
فقلت: هذا فخر لي ولطف منك وانطلقت إلى الرجل وقصدت مرافقه الخاص (وصفي طاهر) الذي أبلغني أن الزعيم مجتمع مع (بهجت العطية).. بعد دقائق خرج العطية وأبلغه المرافق بوجودي.. فوجدته يجيء الي، إلى غرفة ((وصفي طاهر)) ويجلس بجانبي متسائلاً.. خير انشاء الله. قلت له خيراً.. وأخبرته بحقيقة الأمر، وأخبرته عن أهمية مصدر الخبر.
فقال لي: الأمر بيد الله، بيد الأقدار.
قلت له: هذا صحيح ولكن الله مع عبده مادام العبد مع نفسه، وأنت لست بالمسؤول عن نفسك فحسب بل عن بلد كبير عريق.
وعى الرجل خطورة المسألة وسألني: أهذا ما بلغت به حرفياً؟ قلت: نعم وستتم العملية في نادي الضباط.. وكان مصداق ذلك أن قبض على مرافق عبد السلام عارف متلبساً بالجريمة متربصاً ويده على الزناد](149).


الهوامش:

(123) مهدي عامل، مقدمات نظرية، ص 37 ـ 38، مصدر سابق
** فاضل العزاوي ، الروح الحية، ص. 71، مصدر سابق.
(124) راجع رسالة ناجي طالب المنشورة في، الموسوعة، الجزء الثاني، ص 308، مصدر سابق.
(125) راجع مذكرات عبد اللطيف البغدادي، الجزء الثاني، ص 79، القاهرة.
(126) راجع نضال البعث، الجزء السادس ص 85. مستل من، محمد جمال باروت، حركة القوميين العرب ص 79 مصدر سابق.
(127) زكي خيري، صدى السنين في ذاكرة شيوعي عراقي مخضرم، مصدر سابق، ص 190.
(128) يذكر د. كمال مجيد أنه: [بحلول أيلول 1961 كان جلال الطالباني وشرطة سعيد قزاز وعملاء السافاك الايراني الآخرون، قد نجحوا في تحشيد عدد كبير من الإقطاعيين الأكراد مثل عباس مامند آغا البشدري وحاجي إبراهيم إسماعيل عزيزي ومحمود فقي ومحمد الهاموندي، الذي كان نائباً في البرلمان الملكي... وتأكدت بأن المناوشات المسلحة قد بدأت فعلاً من قبل الأكراد من عشيرة بشدر عن طريق السطو على مخافر الشرطة العراقية...لأن قانون الاصلاح الزراعي لهؤلاء الأغوات كان قد منعهم من جمع مئات الألوف من الدنانير سنوياً نتيجة لبيع المخدرات إلى الأسواق السرية العراقية بل وإلى المهربين الايرانيين من أفراد نفس العشيرة عبر الحدود]. الأكراد والنفط، مصدر سابق، ص 44.
(129) حول هذا الموضوع راجع أوريل دان، مصدر سابق، كذلك جرجيس فتح الله، مصدر سابق، وطالب شبيب، مصدر سابق: كذلك اسماعيل العارف، مصدر سابق. ود. عزيز الحاج، القضية الكردية في العراق ¸ التاريخ والآفاق، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 1994، البرفسور كمال مجيد، النفط والأكراد، المصدر السابق. ويبدو أن هذا الحلف بين الحركة الكردية والقوى القومانية العربية كان بتأثيرات واضحة من إبراهيم أحمد سكرتير الحزب الديمقراطي الكردستاني ( كان إبراهيم أحمد يرى مستقبل حكم العراق وبالتالي مصلحة الكورد مع القوميين العرب والناصرين والبعثيين فيتقرب منهم فينال الحزب قليلا من الترحاب تارة والكثير من الخصام من غيرها) عثمان الراوندوزي ، استجواب صدام جسين ، رجل التناقضات، ص. 188، الدار الاندلسية لندن 1999. ورغم ان اشاعات قد تطايرت آنذاك حول صلة إبراهيم أحمد بالكثير من مراكز القوى الخارجية لمساعدة الحركة الكردية في تحقيق ذاتها القومية.
(130) ربطت أحزاب التيار القومي، البعث على سبيل المثال، المسألة الكردية آنذاك، بالتحالف الصهيوني الرجعي باعتبا، رغم ان الاشاعات رها [مصدر التآمر المتربص بالوحدة العامل على تفكيكها، وتفجيرها من داخلها. فقد شهد عام 1961 تآمرا مزدوجاً على القضية القومية، كلاهما ذو مظهر انفصالي: الأول ساحته العراق، والأخر كانت ساحته الجمهورية العربية المتحدة. والغريب أن شهر أيلول كان توقيتاً زمنياً مشتركاً لهما كشف بجلاء ووضوح مخطط أعداء الوحدة لعربية. فمنذ الحادي عشر من شهر أيلول 1961، بدأت المعارك المسلحة بين قوات الجيش العراقي ورجال العشائر الكردية الذين أعلنوا العصيان المسلح ورفعوا شعار تجزئة العراق. فقد كان المخطط الاستعماري يستخدم الدكتاتورية العسكرية آنذاك لتثبيت التفرقة العنصرية وتشويه حركة الثورة العربية وطابعها الإنساني الحضاري التقدمي] د. الياس فرح، تطور الايديواوجية العربية الثورية الفكر القومي، ص 175، مستل من عزيز الحاج، مع الاعوام، ط. الأولى، ص 86، بيروت 1981، المؤسسة العربية للدراسات والنشر.
**** راجع حنا بطاطو، الجزء الثالث، ص. 286، مصدر سابق.
(131) راجع د. حامد محمود عيسى، المشكلة الكردية في الشرق الأوسط، مكتبة مدبولي، القاهرة 1991، والكتاب هو أطروحة لنيل الدكتوراة من جامعة عين شمس؛ كذلك د. خليل الجندي، حركة التحرر الوطني الكردستاني في كردستان الجنوبية، دار APEC ستوكهولم 199، هي الأخرى أطروحة دكتوراة من معهد الاستشراق الجيكوسلفاكي. لقد كانت القضية الكردية، ولا تزال، وبسبب موقعها الجغرافي، قد وقعت في حالة المراوحة عند اختيار البدائل، بين الدعم الإقليمي أو حل الموضوع مع المركز في بغداد. ونتيجة قصر النظر تحالفت قيادة الحركة آنذاك مع (العدو) الاستراتيجي لهما عوضاً عن حل المشكلة مع المركز.
(132) أُشيع آنذاك أن رجال القضاء في العراق قد احتجوا على تسامح عبد الكريم قاسم، وكانوا يتذمرون من أنهم يصدرون الاحكام اليوم ليلغيها الزعيم غداً. وقد انبرى في الآونة الأخيرة الصحفي طلال شاكر لدحض أهمية هاتين المقولتين بالقول: [كان بالأساس يهدف نشر جملة من القيم الانشائية منها العدل والتسامح، لكن طريقة فهمه والغرض من التطبيق اقترنت بالمزاجية واللامسؤولية في بلد لم يستقر فيه القانون وبالتالي فقدَ هذا المبدأ معناه]. طلال شاكر، التعصب السياسي: تأييداً ورفضاً جريدة الزمان في 26/10/2001. يحاول طلال شاكر هنا تأنيب الزعيم قاسم في عدم فعالية هاتين المقولتين وليس النظر إليهما بـاعتبارهما قيم إنسانية رفعية المستوى. كما لا يحمل اولائك المتآمرين على الحكم مسؤولية تجنيهم المتكرر. هذا المنطلق ينبع، بصورة خفية، من الايمان بمبدأ القوة في الحياة العملية، ويؤكد ذلك بصورة لا شعورية عندما يقرن الأمر بعدم استقرار القانون. بمعنى يجب استخدام العنف.
(133) د. علي كريم سعيد، مراجعات، مصدر سابق، ص 28.
**- لم تستجب قوى التآمر لنداءات قاسم وبقى كل الذين عفا قاسم عنهم يتآمرون ضده من أمثال عبد السلام عارف، احمد حسن البكر التكريتي، عبد الكريم فرحان الزبيدي، عارف عبد الرزاق، صالح مهدي عماش، رشيد مصلح التكريتي، حردان عبد الغفار التكريتي، طاهر يحيى التكريتي، عبد الغني الرواي، وغيرهم من الاسماء الأخرى من الضباط ( الذين يعفو عنهم قاسم بعد اشتراكهم في مؤامرة ضده ، يخرجون من السجن ليحيكوا مؤامرة جديدة، ما هي نفسيتهم؟؟؟ وهذا البعثي الذي يحاول قتل قاسم ويصيبه بجراح ويعود بعد سنة ونصف يعود لأهله معافياً ، ويشترك في محاولة إغتيال جديدة؟ ما هي نفسيته؟) د. علاء الدين الظاهر، تفكيك التجني،الحلقة 2، جريدة الزمان ، لندن العدد 572.
(134) المصدر سابق، ص 33.
(135) أوريل دان، مصدر سابق، ص 325.
***- يقول إبراهيم الزبيدي كيف أنه والمغني الريفي داخل حسن قابلا في الكويت عراقي مقيم فيها وصاحب مقهى ، قص لهما: ( أن الكويت أثناء الأزمة في عام 1962 كلفته بتوزيع بعض الأموال على بعض شيوخ القبائل في جنوب العراق...) وبعد مدة قامت المخابرات العراقية باستجواب إبراهيم الزبيدي وداخل حسن عن الاقعة.. وكيف أنكرا التعرف على هذا الذي أفضى لهما بسر خطير. راجع: دولة الإذاعة- سيرة وشاهدات عراقية 1956- 1974، دار الحكمة لندن .
(136) حسن العلوي، رؤوية بعد العشرين، ص 85، مصدر سابق. ويورد في نفس الكتاب العديد من الامثلة يقول في أحدها أنه: [خصص لكل موقوف من الدرجة الأولى 400 فلس يومياً و300 فلس للدرجة الثانية. وكلف متعهد بالحضور مساء كل يوم لتسجيل طلباتنا... وكانت المواد التموينية تصلنا صباحاً، وتسدد أثمانها من مخصصاتنا اليومية. أما رواتبنا في الدوائر أو الشركات، فتصرف أنصافها على أن تجمع الأنصاف الأخرى، بعد الخروج من المعتقل، وهي فرصة ثمينة لمن يريد التوفير. فقد رفضت استلام أنصاف الرواتب إلى حين إطلاق سراحي، وكنت قد أستلمت كتاباً من المديرية بترفيعي إلى راتب 36 ديناراً اسمياً وأنا في المعتقل] ص 9.
(137) وضاح شرارة، جريدة الحياة في 7 آب 1999، ص 14. للمزيد راجع د. سيار الجميل، تفكيك هيكل، الأهلية للنشر والتوزيع، عمان 2000، ط. الأولى. وقد أشار اللواء عبد الكريم زهر الدين، قائد الجيش السوري في عهد الانفصال في مذكراته إلى أنه: [تعاونت عدة فئات على إزالة عهد الإنفصال وكان الممول والمخطط المستتر امريكا، أما المخطط والممول الظاهر فكان القاهرة. لقد دلت مباحثات الوحدة الثلاثية في القاهرة والتي جرت بعد انقلاب الثامن من أذار/مارس 1963 على صدق ذلك، إذ اعترف الرئيس جمال عبد الناصر بأنه وضع مبلغاً من المال تحت تصرف ميشيل عفلق وصلاح البيطار لمقاومة عهد الإنفصال في سورية وترشحت معلومات بأن القاهرة قد اتفقت مع عناصر العقيد عبد الكريم النحلاوي الذي قاد حركة الإنتفاضة...] مستل من مطيع نونو، دولة البعث وإسلام عفلق، ص 200 القاهرة 1994 دار النشر بلا.
(138) نجم محمود، المقايضة، مصدر سابق، ص 163، كذلك محمد حسنين هيكل، سنوات الغليان، الجزء الأول، ص 855، الملحق 28، بعنوان تقرير خاص شامل من المخابرات الامريكية CIA بعنوان: القومية العربية بوصفها من العوامل المؤثرة في الوضع في الشرق الأوسط، كتبه مدير الوكالة. كذلك راجع مذكرات أكرم الحوراني ، المجلد الخامس على موقعه الشخصي .www.akramhurani.com
(139) د. علي كريم سعيد، مراجعات، مصدر سابق، ص 283. كما أشار إلى هذه التدخلات في الشأن العراقي كل من صلاح نصر / مدير المخابرلت المصرية في المرحلة الناصرية في كتابه: (عبد الناصر وتجربة الوحدة) ص 178؛ وعبد اللطيف بغدادي في الجزء الثاني من مذكراته ص 83 وما بعدها. وأكرم الحوراني في مذكراته، وحتى عبد الناصر نفسه أثناء مباحثات الوحدة الثلاثية، وهذا ماسنعود إليه لاحقاً.
(140) خليل إبراهيم حسين، الموسوعة، الجزء الثاني، ص 15. ومما يذكر أن المؤلف شرح بالتفاصيل والاسماء تدخل الاجهزة المصرية في الشأن العراقي منذ قيام الثورة ولغاية انقلاب الشواف بالموصل. كما أشار، في الجزء الأول من الموسوعة ص 235،، وهذا يحمل أهميته الخاصة، إلى التقرير الذي رفعه العقيد الركن عبد الوهاب الامين أحد أعضاء الهيئة العليا للضباط الاحرار، الذي عينته الثورة ملحقاً عسكرياً في القاهرة، إلى الزعيم قاسم، وأشار فيه إلى أنه: [عاد إلى العراق في 30 تشرين أول (1958 ـ الناصري) وقدمت تقريراً يحتوي على النقاط التالية: أن الرئيس عبد الناصر بعد عودته من موسكو، جمع مجلس قيادة الثورة وبحث ثورة العراق في 16 تموز (أي بعد عودته من موسكو) وفي نتيجة بحثهم لثورة العراق، كان رأي عبد الناصر أن العراق قام بثورة لم تجارها ثورة مصر 23 يوليو، ويعني ذلك أن قادة الثورة رجال أكفاء (يقصد العراقيين) وبــإمكانياته ونجاح ثورتهم بهذا الشكل الخاطف، فالاحتمال أنه سيقوم العراق (لإمكانياته الكبيرة) يقود الامة العربية وتصبح مصر في الخلف، وإذاً فيجب تدميرالثورة العراقية بأي ثمن... وقد حصلت على المعلومات من العميد فلان... وقد اجتمعت به كثيراً وقد كان معجباً بثورة العراق... حتى ذكر لي قائلاً نحن لم نقم بثورة، إنما أدينا التحية للملك فاروق، والثورة الحقيقية هي ثورتكم.] وقد ذكر عبد الوهاب الامين اسم هذا الضابط المصري ورتبت ومنصبه إلى المؤلف وطلب عدم ذكر إسمه] وكان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة. و (يحتمل) أنه العميد يوسف صديق إذ [يذكر هيكل في كتابه (أبو الهول والقومسيار ص 111) أن العميد يوسف منصور صديق كان قد أبعد من مجلس قيادة الثورة بسبب علاقته بالحزب الشيوعي المصري لكنه ظل على علاقة ودية مع عبد الناصر]، نجم محمود المقايضة ص 332، مصدر سابق.
(141) د. علي كريم سعيد، مراجعات، ص 282، مصدر سابق.
(142) راجع خليل إبراهيم حسين، الموسوعة، الجزء 2، هامش ص 99. عندما كان بمنصب معاون مدير الاستخبارات العسكرية. كما أشار إليه أكرم الحوراني في مذكراته ن المجلد 5 ، سنة 1958ن مصدر سابق.

(143) للمزيد راجع خالد علي الصالح، طريق النوايا الطيبة، ص 86، دار الريس بيروت 2000، أما بالنسبة للخيزران، راجع مذكراته المنشورة في جريدة الزمان في13 حلقة بدءً من20/07/ ولغاية 02/08/2001، الحلقة الرابعة، ص 13 . ويشير أكرم الحوراني إلى أن قيادة الجمهورية العربية المتحدة قد تعاملت معهم من منطلقات مخابراتية ، يقول ( لقد أصبحنا نجهل جهلا تاما بعد قيام الوحدة ما كان يجري في العراق ، لأن اتصال الحزب أصبح مباشراً مع المخابرات المصرية... وكان اتصال الحزب في العراق بالعربية المتحدة يتم أحياناً عن طريق السغير المصري .. الذي أفهم الحزب بعد الثورة مباشرةً أن لا نتصل بالملحق العسكري المصري العقيد عبد المجيد...) مصدر سابق ، سنة 1958 أ الموضوعة 5
(144) للمزيد راجع، هيلين دانكوس، السياسة السوفيتية في الشرق الاوسط 1955 ـ 1975، تعريب عبد الله اسكندر، دار الكلمة بيروت 1983، ط. الثانية، ص 76.

(145) راجع المؤتمر الصحفي الذي عقده الزعيم في مبنى وزارة الدفاع بتاريخ 23 أيلول 1961. مستل من ليث الزبيدي، مصدر سابق، ص 256. ومما يذكر أن السفير البريطاني آنذاك (هنري تريفليان) قد أكد في مذكراته (الشرق الاوسط في ثورة) قيامه بجولة في المنطقة واجتماعه بشيوخها وزعمائها. لكنه لم يتطرق إلى مسألة الدعم المادي الذي أشار إليه الزعيم قاسم. وهذا ما يتطلبه العمل الدبلوماسي وإلا أعتبر ذلك تدخلاٌ سافراً. كذلك راجع اسماعيل العارف، في مذكراته وسرده لطبيعة الموضوع. مصدر سابق.
(146) راجع نص ترجمة الحديث في مجلة أصوات العدد 13، باريس. 1993 مصدر سابق
(147) راجع الأكاديميان بينروز، مصدر سابق، ص 459، الجزء الأول.
(148) لقد أكد هذه الحقيقة وزير الخارجية هاشم جواد، عندما صرح: [كنا نعرف بالصلة بين البعث والمخابرات المركزية الامريكية] راجع الفصل الثالث من كتاب (صدام حسين ـ سياسات الانتقام) تأليف سعيد أبو الريش، الطبعة الانكليزية. أني مدين للاخ عزام مكي، المعيد في جامعة مانشستر على ترجمته لهذا الفصل.
(149) محمد مهدي الجواهري، ذكرياتي، الجزء الثاني، ص 217، مصدر سابق. لم يشر الجواهري الكبير إلى تاريخ هذه المقابلة، ولا جاسم العزاوي في مذكراته، ويتوقع أنها كانت في مطلع عام 1959. علماً بأن الجواهري الكبير خصص الفصل الثالث من الجزء الثاني من مذكراته، للحديث عن علاقته بالزعيم قاسم، وقد سرد الكثير منها بروح غير موضوعية، رغم اعترافاته العديدة بموقف الزعيم قاسم منه، حتى أنه لا يناديه إلا بلقب الاستاذ الجواهري؟ لنا عودة للموضوع في مكان أخر.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شب ...
- في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شب ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- في الظروف العامة لتأسيس الدولة العراقية واختيار فيصل الأول ( ...
- الحركات العلمانية في العراق المعاصر (3-3)
- الحركات العلمانية في العراق المعاصر ( 2-3)
- حوار عن العلمانية في العراق المعاصر (1-3)
- في رحاب التغيير الجذري وأفقه المستقبلي-حوار
- حوار هادئ مع الباحث عقيل الناصري 2-2
- حوار هادئ مع الباحث عقيل الناصري 1-2
- الفلكلور والنهوض به
- ذكرى رحيل الروح المتصوفة
- عن البناء الديمقراطي في العراق
- سياحة فكرية مع الباحث في القاسمية
- دردشة على ضفاف تموز
- حوار عن تموز وقاسم


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - في جذور الظاهرة الانقلابية في الجمهورية الأولى (تموز1958- شباط 1963)(3-4)