أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - حوار عن تموز وقاسم















المزيد.....



حوار عن تموز وقاسم


عقيل الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2710 - 2009 / 7 / 17 - 09:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حوار: كاظم غيلان
لعل الباحث في شأن تموز وسيرة الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم د/ عقيل الناصري الأبرز في تحليل العديد من المفاهيم والاشكالات التي رافقت تجربة ثورة الرابع عشر من تموز، سواء كان ذلك في اصداراته، أو في الحوارات والندوات التي اجريت معه، وفي هذا الحوار يجيب الناصري عن العديد من الالتباسات ، التي من ابرزها مفهوم تموز ثورة كانت ام انقلابا عسكريا
وحقيقة دوافع مقتل العائلة الملكية، فضلاً عن العديد من المحاور التي اجاب عليها بصراحته المعهودة.

الغور في الأعماق
* هناك التباس في تسمية ثورة الرابع عشر من تموز فالبعض يجدها انقلابا عسكرياً لطبيعة القائمين بها وأعني حركة الضباط الأحرار.. فما وجهة نظركم بهذا الصدد؟
ـ في الحقيقة إن هذا الالتباس يمكن ان نصادفه في كل ظاهرة اجتماعية عميقة.. طالما ان فهم الظهور والاعتراف بها، كحقائق نسبية، ينطلق من مدى تقارب ماهياتها مع أبعاد مصالحنا الخاصة والعامة وتحققها، بغض النظر عن شكل تجسدها، سواءًً أكانت اقتصادية أم سياسية ، فكرية أم اجتماعية، روحية أم مادية. ومن هذا المنطلق يرى البعض ثورة تموز من خلال النظر إلى وسيلة تحققها ، فيرى انها انقلاب عسكري بحت.. متناسين أو ناسين مضامين ابعادها الاجتصادية السياسية والفكرية التي اعقبت ( هذا الانقلاب!) وما تمخض عنه من تغيرات في البنية الاقتصادية وانماط الانتاج الاجتماعي و كذلك الحراك الاجتماعي الذي حققته أغلب الطبقات والفئات وبالاخص الطبقة الوسطى، بأغلب فئاتها، وتبوئها المركز الأرأس في السلطة لأول مرة في تاريخ العراق المعاصر، أذ مسكت بزمام القرار المركزي للدولة
كما ان ناعتي التغيير الجذري (ثورة 14 تموز) بكونها انقلابا عسكريا، فانهم لم يغوروا في عمق الظاهرة العراقية ولا في مسبباتها الاجتصادية والسياسية.. في سياق تحققها التاريخي في العصر الحديث وخاصة منذ تأسيس الدولة العراقية. إذ من السهولة بمكان إصدار حكم عن ثورة تموز ولكن الاصعب هو التعمق في حراكها المنجز وفهم ماهياتها وغائيتها ومدى تتبع الماهيات الأرأسية المتجسدة على ارض الواقع .
يمكننا التاكيد على ان ثورة 14 تموز كانت حبلى بكم كبير من الصيرورات والافكار والاهداف المنصبة على تطوير الانسان كقيمة مطلقة بذاته..
كما ان للثورة ( كمفهوم وظاهرة اجتماعية) معاني عديدة عكس الانقلاب العسكري ذي المعنى الأحادي المتمركز حول التغيير الشكلي للسلطة،. إذ يختلف معنى الثورة باختلاف المجال الذي تقع فيه من جهة وباختلاف الأسلوب الذي يمارس لتحقيقها من جهة أخرى. فمثلا الثورتان الصناعية والفكرية تقعان في حقل مشترك وتتشابهان في أوجههما العامة. لكن يختلف مضمون (الثورة السياسية) وأسبابها باختلاف حقل الرؤية لكل من:
ـ الابعاد الفلسفية للحياة؛
ـ زاوية النظر الطبقية؛
ـ المنطلق في مدى مشروعيتها وشرعيتها التي تتجاوز القانون الوضعي، طالما أن حق الشعب في مقاومة الطغيان مشروع واحترام ارادته واجبة.
فلسفيا تدل الثورة بمعناها العام على كونها { نقطة التحول في الحياة الاجتماعية التي تدل على الإطاحة بما عفا عليه الزمن وإقامة نظام اجتماعي جديد}.
وفي سياق التأكيد على الاختلاف بين مفهومي الانقلاب والثورة أزعم بكل موضوعية أن ثورة 14 تموز1958.. مثلت انقطاعا تاريخيا في الأمور الأرأسية مقارنةً بالمرحلة الملكية، وقد كانت استجابة للضرورة الموضوعية لسيرورة التطور الارتقائي وصيرورة مساراته التاريخية، نتيجة ما احدثته من تغيرات عميقة في بنية وأوليات الانماط الاقتصادية وتركيبتها الاجتماعية المناظرة .. حيث بدأ الاقتصاد التخلص من صفته الريعية الزراعية أو الهامشية (النفطية) ليحل محلها اقتصاد متعدد الانماط الغلبة فيه {لنمط الانتاج الرأسمالي الموجه} وكان من عاقبة ذلك تغير في ماهية علاقات الانتاج السائدة بحيث ترتب عليها طرد الطبقات القديمة: الاقطاعية والارستقراطية التقليدية وفئة الكومبرادور من الموقع الأرأس في السلطة السياسية والتأثير الاجتماعي.
ومن الناحية الشكلية (السطحية) فحسب يمكننا الاتفاق مع المنادين بان 14 تموز هو انقلاب ، لكون أن الاستيلاء على السلطة قد قامت به أحدى اجنحة الطبقة الوسطى وهي( الانتلجنسيا العسكرية).. أؤكد على أن هذه المقاربة تعكس المنهج الشكلي لقراءة الظواهر.. لكن المنهج الجدلي يغور في عمق الظاهرة ويحلل ماهياتها ومدى التطابق بين شكل الظاهرة وماهيتها. وعمليا فقد حظي هذا التغيير (الثورة) بالترحاب والتأييد المطلق من مختلف القوى الاجتماعية المالكة لفلسفة المستقبل والحداثة . ومن هذا المنطلق المفاهيمي المتطابق مع ما ابداه الاكاديميان ( الزوجان أديث و أف بنزور) من أن: 14 تموز هو أول حدث من نوعه في تاريخ العراق الحديث الذي يقدر ان يسجل كثورة. وهذا ما أكده الاكاديمي القدير حنا بطاطو والخبير البريطاني في مجلس الاعمار كاراكتاكوس والمستشرق الفرنسي مكسيم رودنسون الذي نعت 14 تموز بكونها الثورة الوحيدة في العالم العربي. ومن المعروف منهجيا إننا لا يمكن أن نكشف عن المضامين الحقيقية للثورة إلا بمعرفة درجة ترابطها وتجانسها مع ضرورات العلاقات الاجتماعية والأوضاع التاريخية المحسوسة التي ظهرت فيها ،ليس بصورة مجردة بل ضمن الضرورات الملموسة التي افرزتها طبيعة الصراع الاجتماعي لتحقيق جملة مهام وعلى العديد من المستويات مثل:
ـ الانسان والجماعة وحقوقهما الطبيعية والمكتسبة؛
ـ البناء الاقتصادي / المادي وتطويرهما؛
ـ البناء الاجتماعي وتحقيق ما أمكن من المساواة النسبية وعدالة توزيع الثروة المادية؛
ـ البناء السياسي المنطلق من واقعية تركيبته الاجتماعية/الاثنية؛
ـ البناء الفوقي وتطوير وتحديث مكوناته وماهياتها وعصرنتها.
أن الطبقات والفئات الاجتماعية التي تضررت من فعل الثورة أو من خلال تعمق التغيرات التي حققتها تطلق على هذا التغيير الجذري أسم (انقلاب) .. في الوقت ذاته نلاحظ أن المستفيدين من هذا التغيير وهم طبقات وفئات اجتماعية واسعة من حيث الكم ومن حيث الموقع في عملية الانتاج الاجتماعي.. أطلقت على هذا التغيير اسم (ثورة) لانها رأت فيه المعبر عن احلامها وتطلعاتها المستقبلية في الحياة الكريمة .. وهؤلاء يمثلون غاية التاريخ الانساني ومادته. وبصورة مكثفة يمكننا القول أن ثورة تموز لم تكن ظاهرة عابرة ولا انقلابا فوقيا قدر كونها تغييرا اجتماعيا جذريا ترتبت عليها تغيرات بنيوية في طبيعة وماهية كل من القاعدة المادية للتطورالاجتماعي- الاقتصادي والطبقات الاجتماعية ودور كل منها في قرار السلطة المركزي. وبالتالي فقد مهدت هذه الظروف وتلك التغيرات ليرتقي هذه التغيير بذاته ومضمونه إلى مفهوم الثورة وابتعد عن كونه مجرد انقلاب عسكري فوقي، إذ:
ـ استلام السلطة من قبل طبقة اجتماعية جديدة- الطبقة الوسطى؛
ـ إحداث تغيرات في المواقع الاجتصادية السياسية للطبقات والفئات الاجتماعية؛
ـ دشنت سياقا تاريخيا يختلف جذريا عما سبقه من نواحي القضايا التي تبنتها القوى المحركة؛
ـ تغيير الطبيعة المادية للقاعدة الاقتصادية وأولويات انماطها وعلاقاتها وقضاياها المتبناة؛
ـ تحديد الافق التاريخي لمشروع الثورة النهضوي؛
ـ تدشين تعددية سياسية مع مفهوم كاريزماتي للرئاسة.

دوافع متباينة
* مقتل العائلة المالكة على ايدي بعض الضباط سجل مؤاخذة كبرى على الثورة، الا تجدون ان خرقاً قد حصل لتشويهها؟
ـ نعم وبكل تأكيد فقد أمست هذه الواقعة سلاحاً يستخدم ضد الثورة وفي كثير من الاحيان بصورة لا اخلاقية ولا مبدئية وبعيدة جدا عن الموضوعية .. إذ يتناولونها من دون التمحيص في ماهيتها وفي تفاصيل حراكها الزمني، إذ توجد وراء ذلك دوافع متباينة ذات صبغة نفعية أكثر من كونها دراسة موضوعية .. قولي هذا لا يعني التسويغ لهذا الفعل غير المبرر.. بقدر ما انه يتوجب علينا وضعه في إطاره الزمني السيكولوجي وضمن مقومات الصراع الاجتماعي ومسبباته في المرحلة الملكية برمتها وأيضاً ضمن الارث الثقافي/ السيسيولوجي للمجتمع العراقي ومنظومة قيمه المتباينة وبعضها المتناقضة مع العصر والحداثة المرغوب ببلوغهما. علما بأن الزعيم قاسم قد اشار في خطاب له وبالنص قال:{إننا قمنا بثورة ولم نستهدف أشخاصاً بل كنا نريد أن نزيل نظاماً} من جهة، ومن جهة ثانية أود الإشارة إلى حقيقة مستقاة من التاريخ العراقي ومضمونها أنه لا توجد أية رابطة مباشرة تربط العائلة الهاشمية المالكة بالعراق قبيل تأسيس الدولة العراقية واستيراد ملك لها. إذ كانت الملكية تفتقر إلى جذور تنتمي إلى تاريخ العراق أو تقاليده تمدها بالتغذية اللازمة أو تمنحها تلك القوة غير الملموسة.. ولولا قوة الدعم من المحتل البريطاني لكان حظ الملكية في التواجد ضئيلا جداً.
من جانب ثالث يُِوسِم العديد من الكتاب والسياسيين ثورة 14 تموز بالعنف والدموية ويعتبرونها بداية بروز الظاهرة السلطوية وفتح باب السلطة أمام (اخصائي العنف المنظم- الضباط) متخذين من واقعة قصر الرحاب مدخلا . لكن من خلال تحليلي للواقعة كمنطلق ومن الناحية الجمعية الاجتماعية فسيصعب من فلسفية هذا المنطلق وتاريخية الصراع الاجتماعي وحدوده وقواه ، الحسم في حتمية ما جرى من عنف في واقعة قصر الرحاب صبيحة يوم الثورة، نرى:
ـ فهل هو امتداد لما سبقه من عنف اجتماعي؟
ـ أم كان نتاجا لردود الأفعال الآتية لتلك الحشود المسلوبة الإرادة والمغيبة عن واقعها؟
ـ أم هو نتاج لحظتها الزمنية المتوترة غير المحسوبة لعاطفة القوات المسلحة : المدافعة عن القصر أوالمهاجمة عليه على وجه الخصوص؟
ـ ام أن هذا العنف والموقف منه هو نتاج سيسيولوجي لواقع العراق وتخلفه وسيادة القيم القبلية والعشائرية؟
ـ ثم نتساءل أيستغرب أن تنبع {اللاإنسانية من الأوضاع اللا إنسانية} التي كانت تعيشها الطبقات الاجتماعية المسحوقة والهامشيون والبروليتاريا الرثة ومدقعو الريف وفقرائه؟
إن وسم ثورة 14 تموز بالعنف واتهامها بما يتنافى وطبيعتها وماهيتها وتحميلها وزر الآخرين هي نظرة مجتزئة، إذ هي:
ـ بقدر ما هي جزئية تنظر إلى نصف الكأس الفارغ فقط؛
ـ بالقدر ذاته تعبر عن منهج الشكلي في رؤيته للظواهر؛
ـ تفصح عن جهالة بتاريخية النظام السياسي للعراق وعدم دراية بما لعبه عنف الدولة في تثبيت كيانها وسيطرتها وضمان تنفيذ قرارها؛
ـ غير مدركة لأهمية العنف ودوره في التحولات الجذرية؛
ـ تتناسى منهجيا عدم إمكانية النظر في التاريخ من زاوية متجردة، طالما ان التاريخ هو حصيلة تداخل الذاتي بالموضوعي، المرغوب بالمفروض والخيالي بالواقعي؛
ـ انها تنطلق من واقع السكون وقيمه وليس من واقع الحركة وديناميكيتها التي تستوجب التفاعل والصراع وضرورتيهما للتطور.
نؤكد ثانية أن ما نقوله ليس تسويغا لما حدث صبيحة يوم 14 تموز ولا استحساناً للعنف لذا العنف قدر القول إلى كونه حالة اجتماعية ملموسة ومرصودة علمياً في تاريخ الشعوب قاطبةً.. لذا أرى ان سمة العنف التي توسم الثورة بها غير موضوعية ومبالغ فيها. لقد نجم هذا التصور من خلال جملة من المسببات التي رافقت الثورة أثناء سيرورة تحقيق ذاتها وغائيتها.. أزعم أن اهمها هي:
ـ إن العنف قد طال أقطاب الحكم الثلاثة : الملك وولي العهد ونوري السعيد؛
ـ وقد عمقه القتل غير المقصود لبعض اعضاء العائلة المالكة؛
ـ التمثيل بجثمان عبد الإله والسعيد؛
ـ صغر سن الملك المقتول ولا مسؤوليته عن اغلب موبقات نخبة الحكم؛
ـ ما لعبه الاعلام المناوئ للثورة من تهويل للجوانب اللا انسانية التي ارتكبت عفوياً؛
ـ تبني القوى الاجتماعية المهزومة للعنف(الثورةالمضادة ) لأجل اجهاض أو/و عرقلة مسيرة الثورة؛
ـ تبني العنف من قبل بعض القوى السياسية التي كانت مع الثورة في البدء وافترقت عنها بعد فترة وعمقته بعد استلابها للسلطة بالمعونة الخارجية في الجمهورية الثانية (شباط 1963- نيسان 2003)؛
ـ الضغط الاجتماعي السياسي الذي مارسته الطبقات والفئات الاجتماعية الدنيا والذي اقترنت بعض مفاصله بالعنف المادي؛
ـ التيه الذي ميز مسارات الثورة صعودا وهبوطا، نتيجة للصراع الاجتماعي وانقسام الطبقة الوسطى، وهو من قانونيات تطورها وتبلورها نتيجة تعدد وتضارب مصالح فئاتها؛
ـ الانشقاق ومن ثم الصراع بين الضباط الأحرار وخاصة المحوريين منهم وتبنيهم الانقلابية العسكرية مجدداً؛
ـ الممارسات العنفية القاسية والخالية من المعايير الانسانية التي استخدمتها أنظمة الحكم التي إغتصبت سلطة تموز طيلة الجمهورية الثانية والتي كانت فاجعة رمضان محطتها الأولى؛
ـ ما لعبته القوى الخارجية ( الإقليمية - عربية وغير عربية- والدولية) من تحريض ومن ثم التبني العملي للعنف باشكاله المتعددة بغية إسقاط الثورة ؛
ـ تكرار وتكاثف الحركات الانقلابية من قبل القوى المتضررة؛
ـ كما لعبت التركيبة النفسية للمجتمع وأرثه الثقافي السيسيولوجي والعلاقات البطريكية ومنظومة القيم العشائرية البالية، دورها في تصعيد ذلك التصور وان ما حدث، بلغة التحليل النفسي، هو أشبه بجريمة قتل الأب الروحي للنظام.
وتأسيسا على ذلك فمن حقنا التساؤل ، إذا ما انطلقنا من (عنفية الثورة) هل:
ـ نجم عنها إنجازات حضارية أفادت المجتمع برمته وخاصةً طبقاته الفقيرة والكادحة؟
ـ وهل أن هذا العنف، المبالغ في تصويره، كان من دون مسوغ مستساغ؟
ـ ولماذا ننطلق من فكرة السكون لتقييم حراك اجتماعي جذري كثورة تموز؟
ـ وهل هناك تطور وتغيير، مهما بلغت نسب جذريته في أي مجتمع بدون تكاليف اجتماعية ونفسية وعنفية؟
ـ وهل حدث تطور حقيقي في أي مجتمع كان بدون العنف وتكاليفه؟
ـ فهل كان انتشار الاسلام بدون تكاليف باهظة تكبدتها الأنفس البشرية؟
ـ أم كان نشوء النظام الراسمالي من دون تكاليف باهظة تكبدتها الطبقة العاملة في مراكزها وشعوب عالم الأطراف في استغلالها؟
ـ وهل قامت الدولة العراقية المعاصرة بدون تكاليف عنفية على مدها الزمني؟.
لذا علينا التركيز والنظر بموضوعية في ماهية العنف الذي تم استخدامه، وهل كان نتاجا مقصودا أم كان عرضيا اشتق دوره من غائية الثورة ذاتها ذات الابعاد النبيلة. إو انه كان رد فعل على الطبقات المغلوبة.
وتشير أكثر الرؤى موضوعية إلى حصول اتفاق شبه موحد بين المحوريين من الضباط الاحرار على ضرورة التخلص من الثنائي عبد الإله-السعيد ومحاكمتهما وتنفيذ الحكم بهما مباشرة، أما مصير الملك فقد تعددت الآراء فيه
ـ فمنهم من اقترح اجباره على التنازل ومن ثم تسفيره؛
ـ ومنهم من اراد التخلص منه فورا كالثنائي؛
ـ واقترح آخرون إجبار الملك على تشكيل وزارة دستورية وإجراء انتخابات دستورية تقرر السلطة التشريعية نفي الملك واعلان الجمهورية؛
ـ اما كتلة المنصورية بقيادة الزعيم الراحل، فقد ارادت اختزال الحل الأخير من خلال اعلان الجمهورية مباشرة وليس على مرحلتين كما في الاقتراح السابق. وكان اقتراح قاسم اكثرها قبولا وماهيته تكمن في احتجازالملك ومن ثم اجباره على التنازل عن العرش وبعد استقرار الوضع يُسفر الى الخارج. إذ أن قاسم، وهذا ما ميز إدارته للصراع الاجتماعي، كان يختار {الوسائل النبيلة لتحقيق الغاية النبيلة} عكس كل حكام العراق في القرن العشرين.فلم يكن من اهدافه إعدامحياة العائلة المالكة قدر ما كان يهدف إلى تغيير النظام. وهذا ما اشار إليه ممثل الملكية في الوقت الحاضرالشريف علي بن الحسين في أحد احاديثه لجريدة المشرق البغدادية في الفترة القريبة الماضية. ومما يدلل على ذلك أيضاً ما صرح به أحد المهاجمين على القصر الضابط حميد السراج حيث اشار إلى عدم ارتياح قادة الثورة لمقتل العائلة المالكة وأن قاسم وعارف قد رفضا استقباله بعد خروجه من المستشفى بعد اصابته بطلق ناري من ضابط الحرس الملكي ثابت يونس أثناء عملية احتلال القصر. علماً بإن عدد القتلى في اليومين الأولين للثورة لم يتجاوز تسعة عشر شخصاً كما قال الزعيم لكني احصيت عددهم فكانوا 22 شخصاً (4 من العائلة المالكة فحسب مع طفل متبنى و3 من العاملين في القصر ). وهو رقم يكاد لا يذكر مقارنةً بالثورات التاريخية والتغييرات الجذرية في العالم ودول المنطقة ..
أما حيثيات وقائع مقتل العائلة المالكة، خاصة بعد انغلاق ابواب حصول عبد الإله على المساندة من قبل القوات المناط بها حفظ بغداد؛ وانضمام كتبية الهاشمي إلى الثورة؛ وتطويق القوة المهاجمة للقصر للحيلولة دون هروبه؛ واخيرا الانضمام المعنوي لآمر الحرس الملكي للثورة، طه البامرني.. آنذاك قرر الوصي الاستسلام إلى القوة المهاجمة التي كانت تعتقد إن هذا الاستسلام هو لعبة يخوضها الوصي لكسب الوقت .. فكان الترقب والتوجس قد حكم الوضع بين الساعة السادسة صباحا والسابعة والنصف بين الطرفين.. وبين المدافع عن القصر والمهاجم عليه.
لقد اثارت وقائع عملية مقتل العائلة بعضا من الاشكاليات التي تكمن في الاساس في الجواب على تساؤل كبير: من بدأ أولاً في اطلاق النار ولماذا تم ذلك؟. لقد اختلفت الروايات وتناقضت الاجابات.. واختلط الواقع بالفنطازيا والمرغوب باللامرغوب والعام بالخاص عند تحليل هذه الواقعة والاجابة على التساؤلات والاستفهامات التي تطرحها الواقعة ومجرياتها.. لكن يمكن جمع هذه الرؤى في روايتين اساسيتين متناقضتين في الوقت نفسه في الطرح والسبب والمضمون.
ـ الرواية الأولى المتبناة من انصار الملكية والتي رواها ضابط استخبارات الحرس الملكي آنذاك الدكتور فالح حنظل.. وفحواها أن عبد الستار العبوسي هو الذي بدأ باطلاق النار ومن ثم فتح مصطفى عبد الله نيرانه على العائلة وتم قتلهم جميعا باستثناء السيدة هيام الحبيب زوجة عبد الإله
ـ الرواية الثانية: التي اعتقد وأزعم انهاالاقرب الى الواقع ويشير مضمونها إلى أن النقيب ثابت يونس، وكان من المتحمسين إلى العائلة المالكة، قد صعد إلى الطابق العلوي بغية التصدي للمهاجمين .. رغم تحذير عبد الإله له وللعسكريين الذين كانوا معه، بضرورة الاستسلام بدون قيد وشرط، وبدون عنف.
لقد بدأ هذا الضابط خلافا لرغبة سيده برمي القوة المهاجمة ( قيل برشاشة كان يحملها) فاصيب النقيب مصطفى عبد الله بطلق ناري في صدره وسقط أرضا والدم ينزف منه كما تهاوى النقيب حميد السراج وقد اصابته طلقة نارية في كعبه وسقط ضابط صف برتبة رئيس عرفاء قتيلا من بين المهاجمين، ما أعاد إثارة الشكوك والمخاوف والتوجس لدى القوة المهاجمة من مسألة الاستسلام وحفزهم، لا شعوريا، هذا الوضع الجديد الناجم عن هجوم ثابت يونس عليهم، على الرد، دفاعا عن انفسهم، بفتح النار بكثافة عالية على العائلة المالكة وقتلتهم جميعا وكذلك ذات الضابط.
وعليه واستنادا الى الكثير من الدراسات والوثائق القول بموضوعية:
ـ أولاً: أن الفعل غير المنضبط والتصرف غير المتزن من قبل النقيب ثابت يونس وقبله التفاوض غير الدقيق من قبله مع القوة المهاجمة من جهة .
ومن جهة ثانية الإدارة السيئة للمفاوضات التي قادها عبد الإله عبر ثابت يونس ومن ثم طه الآمرلي قد اشعلت لهيب النفوس المتوجسة التي لم تستطع السيطرة على ذاتها .
ـ ثانياً: وفي كل الاحوال يمكن القول بأن إطلاق النار سواءً من ثابت يونس أو القوة المهاجمة كان قرارا فرديا وانفعاليا وابن ظرفه الزمني والنفسي.. لذا لا يجوز، علميا واخلاقيا، نسبه إلى الثورة أو قيادتها بأي حال من الأحوال.
ـ ثالثاً: إن ما قيل من ان عبد السلام عارف كان وراء قتلهم عبر الاذاعة والطلب من الجماهير المؤيدة للثورة (دك القصور الملكية ومهاجمتها) فقد كان وصول هذه الجماهير بعد انتهاء الواقعة وجمع الجثث لارسالها الى الطب العدلي قبيل دفنها.
ـ رابعاً: رميت جثة الوصي عبد الاله إلى الجماهير كان من قبل ضابط صغير من المرافقين لجثمان الملك والوصي وليس من قبل عبد الكريم قاسم كما اشار السياسي الراحل زكي خيري. وهكذا أن التحليل العلمي يوضح أن تشويهات كبيرة قد أُلحقت بالثورة وواحد منها هذا المتعلق بمقتل العائلة المالكة.
برغم اقرارنا وفق المنطق العقلاني إن هذا العمل كان لا اخلاقياً .. لكن التساؤل المطروح هل كانت نخبة الحكم الملكي وعلى رأسها الثنائي الوصي والسعيد قد مارست الحكم وادارة الصراع الاجتماعي باخلاقية سياسية؟ وكيف كانا ينظران باستخفاف إلى القوى الاجتماعية الجديدة التي بدأت تظهر في المجتمع العراقي؟! حتى انهما أغلقا تبادل السلطة وتداولها سلميا بين مختلف القوى الاجتماعية.. بل وحتى داخل نخبة الحكم.. كما أنهما ومعهم اغلبية بقية نخبة الحكم ، لم تأخذ بتطوير النظام نفسه وإعادة انتاج مكوناته.. هذه الظروف وغيرها قد حطمت الابواب امام دخول الانتلجنسيا العسكرية لتغيير النظام بعد أن عجزت القوى الاجتماعية واحزابها السياسية عن الدخول في اللعبة البرلمانية التي كان مثلث الحكم ( مؤسسة العرش ورئاسة الوزارة والسفارة البريطانية) يزورها بإستمرار.
اما مقتل العائلة المالكة فقد كان نتاجا غير مقصود بالمطلق. وهذا ما دلل عليه قاسم عندما سمح لبقية اعضاء العائلة المالكة من السفر إلى خارج العراق بدون اية معوقات.

غسل العقل الجمعي
* دعوة صدام لإعادة كتابة التاريخ استجاب لها نفر من المأجورين الذين عمدوا لتشويه صورة الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم.. بماذا تفسرون دوافع هذه الدعوة؟
ـ في سؤالك هذا، قد لعبت اللعبة الفلسفية التي اطلقها الروائي الكبير غابريل ماركيز عندما قال قولته الشهيرة: {للأشياء حياتها الخاصة .. علينا أن نوقظ روحها}. لذا تصب ماهية سؤالك في هذا التوجه .. خاصةً إذا علمنا أن التاريخ هو الخميرة الوحيدة التي لا تفسدها الحذلقة المبتذلة للكتاب والسياسيين اللا موضوعيين.. إذ حالما نعي مكونات التاريخ الخاصة بالزعيم قاسم فإننا سنكون وعياً غير عادي عنه، ربما بشكل اسطوري، ونخرجه خارج تخوم الزمان والمكان.. إن هذه العملية الشائكة من تداخل حلقات الزمن الثلاث في عقولنا وافعالنا ستكون متباينة بفعل اختلاف مصالحنا (الفردية او الجمعية)، وفي رؤانا للواقع وأفاق تطوره. ومن هنا كانت محاولة النظام السابق في إلغاء ما امكن من ( الظاهرة القاسمية)، التي هي : ظاهرة عراقية ربطت هوية الانسان ببيئته المتعددة الانتماءات ومحيطه الاجتماعي ذي الألوان المختلفة وارثه الثقافي وانتمائه القومي، المنبثقة جميعها من جغرافية العراق وحقل زمنيته الطويل.
في الوقت نفسه علمتنا الوقائع ان القادة العظام في التاريخ لا يظهرون عفوياً بل طبقاً للضرورة التاريخية ذاتهاعندما تنضج الظروف الموضوعية والذاتية كون موهبتهم هي ضرورة للتاريخ وكلما كانت سجاياهم الشخصية تستجيب للضرورة كان دورهم في التاريخ أكبر شأنا وبروزا خاصةً إذا كانوا مدركين للمجرى الموضوعي للتاريخ. علماً ان قوة شخصية القائد تستنبط من قوة الحركة الاجتماعية التي يعبر عنها ويتولى تحقيقها.
إذ من المتفق عليه بين جمهرة كبيرة من الكتاب والباحثين والسياسيين أنه ليست هنالك من شخصية كبرى في تاريخ العراق المعاصر استطاعت أن تستثير خفايا الوعي والضمير الاجتماعيين وتثير الاستفهامات والتقييمات المتضاربة كشخصية عبد الكريم قاسم.. حيث كتب عنها مناوئه قبل صديقه، وقد اضفى الناس، وبخاصة فقراؤهم، على سيرته أبعاد ميثولوجية ذات هالة أسطورية لما تنطوي عليه من فكرتين اخلاقية وروحية معاً علمية وعملية. هذا الموقف الشعبي، كما أرى، قد أُستنبط من جملة مزايا تميزت بها الجمهورية الأولى (14 تموز1958-8شباط 1963) ، أو كما سبق وان اطلقت عليها إسم {المرحلة النيرة}، ومن هذه المزايا، كون أن مرحلة قاسم/ تموز قد انطلقت من فكرتين أرأسيتين هما:
ـ فكرة الوحدة الوطنية العراقية؛
ـ فكرة المساواة الاجتماعية ودلالتها؛
وهنالك فكرة ثالثة هي تأسيسه للنظام الجمهوري. فقد أحدث قاسم تاريخا جديدا للعراق، إذا انطلقنا من أن التاريخ { هو عملية تغيير الإنسان لبيئته، وإنه حيثما لا يوجد تغييرفليس ثمة تاريخ}. كما قال هيغل. إذ هنالك تماثل كبير ، كما أرى، بين هذه المقولة الهيغلية والماهيات الحقيقية لاعمال قاسم وما غيره من واقع العراق الاجتصادي السياسي الفكري.. التي كانت نتيجة للتفاعل الجدلي لعدة عناصر كما ازعم، منها:
ـ عمق مضمون عملية التغيير الجذري (14 تموز) ذاته؛
ـ مكونات ومفردات برنامجه العملي والاهداف المبتغاة تحقيقها؛
ـ طبيعة إدارته للحكم وكيفية حله للصراع الاجتماعي وتناقضاته الداخلية والخارجية؛
ـ موقفه كوسيط في المجال الحيوي للعلاقات المتبادلة بين الطبقات غير المتبلورة؛
ـ شرعيته السياسية المنبثقة من سعة تأييدالأغلبية الشعبية واختياره الواعي والعفوي له ؛
ـ غائية التغيير المستهدف للطبقات الفقيرة - مادة التاريخ الانساني؛
ـ المنطلق الفكري المرتكز على قاعدة الحداثة؛
ـ من ممارسته الاخلاقية والمعايير الانسانية التي وسمت إدارته للسلطة.
وتأسيسا على ما ذكر يمكننا الحكم بالقول: إن قاسم كان من صنف القادة العظام وصانعي التاريخ لبلادهم ومن الذين ثبتت اعمالهم وغائيتها مكانتهم الاجتماعية
والسؤال الذي يثار هنا ذو شقين: الأول لماذا طلب صدام حسين اعادة كتابة التاريخ؟
وهل ان منطلقه لتبيان الحقيقة والكشف العلمي على ما هو مستور منه؟ أم كان يريد اسقاط رؤيته الذاتوية على واقع العراق ليبرر لذاته والآخرين اغتصابهم للسلطة؟ أم هو إجبار الباحثين على الخضوع لمنطق السلطة ورؤاها؟
أم كان يحاول قدر الإمكان (غسل العقل الجمعي) للناس بغية تهيأتهم لقبول الخضوع المذل للسلطة ومسايرتها في اجراءاتها المتخذة من دون نقاش؟
أم انه كان لا اراديا يقارن نفسه بما قام به قاسم؟ لأن قاسم كان يقض مضاجع كل الحكام من بعده .. وإن العراقيين كما اشار الجاحظ، بما معناه، اعتادوا منذ الزمن القديم على المقارنة بين الحكام والبحث عن حسناتهم وسيئاتهم وبالتالي يكون الطعن والقدح والترجيح والتمييز بينهم وبالتالي إظهار عيوبهم واخراجهم من الوعي الاجتماعي.
أني أميل إن هذه الفكرة (إعادة كتابة التاريخ) كانت لعبة لعينة لاجل بسط نفوذ وسيادة اللون الواحد والنسق الواحد والفكرة الواحدة والحزب الواحد.. ومن ثم إلغاء هذا التنوع الاجتماعي / الفكري الذي يزخر به المجتمع العراقي ،
فنظرية قاسم كانت زراعة نخيل مثلتها مُثًل جديدة منها على سبيل المثال: عفا الله عما سلف، والرحمة فوق القانون واصبحت المساواة أمام القانون، الزهد في الحكم وعفة اليد، التشبع بروح التسامح، كره للعنف، عفة اللسان، خلوص النية ، التفاني في خدمة الشعب، أنصاف الضعفاء، المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية، النظر للعراقيين بعين متساوية، مناهضةً العصبوية والطائفية والالتزام بمصالح العراق وجعلها محورا مركزيا في العمل،عدم التخندق في عراقيتنا والانطلاق منها نحو الأرحب..
وهو بذلك انطلق من الخاص إلى العام. ما جعله أكثر حكام العراق شعبية ،حسب وصف باتريك كوبيروون وحنا بطاطو..
تدريس التاريخ
ـ الا تتفق معي بضرورة ادراج ثورة تموز ضمن المناهج الاكاديمية بغية تدريسها للأجيال الحالية بعناية؟
ـ يذكرني سؤالك هذا بفكرة سبق وان طرحها الراحل الخالد المفكر هادي العلوي عندما رصد حالة بحثية عندما قال: { إن التقييم الموضوعي للشخصيات التاريخية بما فيه الملتبسة بالدين ، يبدأ في تاريخنا كنزعة إنصاف}.
وهذا يصدق على ثورة 14 تموز وقاسم في الوقت الحاضر طالما لا نستطيع فصل الفعل عن الفاعل.. إن نزعة الإنصاف تبلورت في ذاتي منذ أكثر من ثلاثة عقود وأنا أدرس وأبحث في ثنايا الثورة وشخوصها المحوريين ومنعطفاتها الجذرية واهميتها في تاريخ العراق الحديث وغائيتها الاجتصادية والاجتماتاريخية. وقد وقفت كثيرا على حثيثيات فعل التغيير ومسبباته وماهية الظروف الاجتما سياسية التي وفرت أرضية التغيير وحقول مسارته.. إذ توصلت إلى قناعة مستنبطة من موضوعية الرؤية إلى ان هذه الثورة جاءت تعبيرا عن الآراء التي تبلورت ونضجت قبل وقوعها وأن كل ما حدث كان امرا متوقعاً.
كما كانت الثورة نتاجا عراقيا بحتاً ولم تكن مدينة لأحد لا في التخطيط لها ولا في تنفيذها.. برغم أن بعض القوى الخارجية المساندة لها لعبت دورا كبيرا في ايقاف الغزو الخارجي من قبل دول حلف بغداد وبعض المراكز الرأسمالية العالمية.
لذا علينا أن نرفع الصوت العلمي والمعرفي لأجل تدريس تاريخ العراق المعاصر بروح موضوعية وعلمية .. والوقوف طويلا أمام المتغيرات وتحليل مكوناتها وآفاقها ومدى تأثيراتها على واقع العراق وما احدثته من تطور فيه.. ومن هذه المتغيرات ثورة 14 تموز.. بحيث يشمل البحث في ماهيات العراق المعاصر في كل من:
ـ الانظمة السياسية التي تعاقبت على العراق والمقارنة بينها وتقسيمها إلى ثلاث مراحل: الاولى: تتعلق بتأسيس الدولة والمرحلة الملكية برمتها ما لها وما عليها باعتبارها نقلة نوعية جرت حسب السيسيولوجي القدير فالح عبد الجبار من الامبراطورية الدينية المقدسة (العثمانية) إلى عالم الدولة المركزية الحديثة ومن عالم التجمعات الزراعية إلى الدولة؛ الثانية: ثورة 14 تموز (الجمهورية الأولى) وموقعها في النقل الحضاري للعراق ووضعه على سكة الحداثة؛ الثالثة: تتعلق بالجمهورية الثانية وحقبها المتعددة وما حملت للعراق من عوامل بايجابيتها وسلبيتها وحروبها الداخلية والخارجية. ويختتم الموضوع بدراسة المرحلة الحالية الممتدة من سقوط النظام السابق ولغاية الحاضر مع استشفاف المستقبل المنظور
ـ الانظمة الاجتماعية وروابطها والولاءات وانتقال انماطها وتطور كل من المدينة والريف والهجرات الواسعة الداخلية والخارجية وتغيير البنى الطبقية وغيرها من المواضيع الاجتماعية المترابطة ببعضها .
ـ النظام والتطور الاقتصادي وماهية الانماط الاقتصادية التي سادت في المجتمع العراقي المعاصر ومن ثم تحديد الأولويات في كل مرحلة من مراحل التطور والبحث في سبل الاسراع به والتعجيل بايقاعه.
ـ النظام الثقافي والصراع الفكري واتجاهاته وسبل زيادة ثقافة المدن على ثقافة الريف كمدخل لعصرنة الحياة..
هذه المواضيع العامة تتطلب منا التخصص في مجالاتها المتعددة ..
وان الوقوف عليها بروح علمية ستغير الكثير مما اطلق عليه سابقا (حقائق) أو مسلمات وهذا سيشمل ليس الافعال فحسب بل حتى القيادات السياسية ومسؤولياتها في تطوير العراق أو تراجعه..
طالما أن هنالك علاقة جدلية بين الفعل والفاعل .
أضم صوتي إلى فكرتك الجميلة ولنمارس حقنا في الدفاع عن الثورة التي دفعت بنا إلى واجهة الحيـاة وزرعت الآمل الجميل ..
لنعمل جميعا لاستكمال هذه المهمة الاخلاقية والعملية والعلميـة في الوقت ذاته.



#عقيل_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق واسرار الصراع السياسي العراقي في حقبة الخمسينيات
- ما يزال العراق يدفع ثمن إغتيال ثورة 14 تموز
- الانتفاضات الشعبية.. إرهاصات مهدت للثورة الثرية:
- مرثية الرحيل القسري- كامل شياع
- من تاريخية مناهضة الأحلاف العسكرية:حلف بغداد- في ذكرى إنهيار ...
- شخصية عبد الكريم قاسم تمثل شموخ الثقافة الشعبية
- القاعدة الاجتماعية لثورة 14 تموز
- - البيئة والمنطلقات الفكرية لعبد الكريم قاسم: (4-4)
- البيئة والمنطلقات الفكرية لعبد الكريم قاسم: (3-4)
- البيئة والمنطلقات الفكرية لعبد الكريم قاسم: (2-4)
- - - البيئة والمنطلق الفكري لعبد الكريم قاسم: (1-4)
- من تاريخية الجمهورية الأولى: ثورة 14 تموز وردود الفعل الإقلي ...
- من تاريخية الجمهورية الأولى: ثورة 14 تموز وردود الفعل الإقلي ...
- من تاريخية الجمهورية الأولى: ثورة 14 تموز وردود الفعل الإقلي ...
- من تاريخية الجمهورية الأولى: - ثورة 14 تموز وردود الفعل الإق ...
- من تاريخية الجمهورية الأولى: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة ...
- من تاريخية الجمهورية الأولى: واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة ...
- من تاريخية الجمهورية الأولى:واقعة قصر الرحاب ومقتل العائلة ا ...
- مرثية الروح.. في وداع الدكتور عطا الخطيب
- 14 تموز_ العطاء الدائم، مقابلة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عقيل الناصري - حوار عن تموز وقاسم