أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي فودة - من يتحمل مسؤولية ضحايا المجتمع الفلسطيني















المزيد.....

من يتحمل مسؤولية ضحايا المجتمع الفلسطيني


سامي فودة

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 01:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


جميع الكائنات البشرية التي خلقها الله على وجه الكرة الأرضية قد منحها صفة الإنسانية وميزها عن باقي الكائنات الأخرى بالعقل الذي يمتلك المقدرة على الوعي والإبداع والتفكير الصحيح للتمييز ما بين الخطأ و الصواب.. فلا يوجد إنسان لا يعشق تراب وطنه ولا يفتخر بألوان علمه ونشيده الوطني ولا يغار على عرضه وشرفه ولا ينهض للدفاع عن وطنه وحماية أبناء شعبه في أوقات البلاء والشدة والوقوف بحزم وصلابة للتصدي للصوص الخونة الطامعين في خيرات الوطن ونهب ثرواته والشواهد كثيرة على ذلك عندنا من الشرفاء المخلصين الغيورين الذين ضحوا ومازال منهم يضحي بالغالي والنفيس في سبيل تحرير وطنهم وكرامة شعبهم ولكن الفاجعة والطامة الكبرى للأسف الشديد أن تجد من أبناء شعبك في هذا الوطن الغالي على قلوبنا ضمائر مات فيهم الحس الوجداني والوطني والأخلاقي والرحمة والرجولة والنخوة والشرف والشهامة وتمسَحَت جلودهم وارتضوا لأنفسهم خيانة وطنهم وشعبهم ....فإن الخيانة وحل عميق ومستنقع مليء بالقذرات.. فلا يجيد فن السباحة فيه سوى ضعفاء النفوس اليائسة وحثالات المجتمع المتسلقة فوق جثث الشهداء ومعاناة الشعب المنكوب والمغلوب على أمره والمحكوم بشريعة الغاب ...فالخيانة نقض للشرف والعهد والقسم والميثاق والقانون والدستور والوفاء والإخلاص والالتزام والولاء والانتماء المطلق للمؤسسة التي احتضنته وأوفت بالتزاماتها المادية والأدبية والأخلاقية له..فمن يخون وطنه أيها الخائن تلفظه الأرض وتأباه الأوطان.... ومن يخون دينه أيها الهالك تمقته باقي الأديان...ومن يخون شعبه وأمته وأهله وأصدقائه حقاً لا يجار ولا يؤتمن ويعامل باحتقار... وسيعيش أبد الدهر مطأطئ الرأس والعينين مكتسي ثوب الخزي والعار والانكسار......ما أسهل على المرء السادي المتعطش لدماء الشهداء!! والمصاب بجنون العظمة! والمهووس أمنياً والساقط اجتماعياً!! والمهزوز شخصياً والمنهار عصبياً والمضطرب نفسياً وعقلياً والفاقد للأهلية والمنسلخ عن القيم والمبادئ والأعراف والدين والأخلاق الحميدة أن يعتلي فجأة مكانة مرموقة ويتولى منصب حساس شديد الحساسية في شؤون أمن البلاد وحياة العبادة , ويدعي لنفسه صفة الطهارة الوطنية والأمنية والأخلاقية وأنه هو من يمنح الآخرين صكوك الحياة والموت ويعطي لغيرة شهادات بالوطنية ويشرِف ويجسس ويخون ويكفر ويؤسلم وفق أهوائه ومزاجه الأهوج بحق مناضلين شرفاء سجلهم التاريخي والنضالي العريق مجبول من الألف إلى الياء بالدم والعرق والكفاح الطويل وأثقل من وزنه ومن سنوات عمره وأنصع من صفحات حياته. فهذه قمة الخيانة العظمى لمن يمارسها ويستغل منصبه المشبوه لينتقم من أبناء شعبه أشد انتقام إرضاءً لأسياده الجبناء المارقين الذين عجزوا بكل جبروتهم من كسر شوكة هؤلاء الصناديد الأبطال الذين مرغوا أنف العدو في ساحات الوغى والتاريخ يشهد لهم بذلك .....عفواً أعتذر منكم أيها الأخوة والرفاق العظماء فلا وجه للمقارنة لا سمح الله معكم أيها الشرفاء الأفذاذ الأحياء منكم والأموات في المرتبة معه ومن لف لفيفه ودار في فلكه من الذين ظلوا طريقهم وتمرغوا في وحل الخيانة لأن سجله التاريخي الأسود حافل بالإجرام الدموي ومكتوب بدماء الشهداء وتضحيات آلاف الأوفياء من أبناء شعبنا. فكل ذلك لمجرد حقده الدفين وفشله الدريع في الوصول لنجاحهم ومكانتهم الاجتماعية الراقية في المجتمع والممتدة معه منذ سنين من حياته السيئة أو اختلافه معه أو معهم في وجهات النظر السياسية والتنظيمية والاقتصادية والاجتماعية...الخ ومع هذا حقاً فإن الخيانة أمرُ بشع وشيءٍ فظيع لا يقبلها أي كائن عاقل شريف حر وطني مخلص لوطنه وشعبه وأمته ودينه وأهله أن تلصق به هذه التهمة الشنيعة البشعة إلا من خرج بمحط إرادته من صفوف المناضلين الشرفاء الأنقياء وارتضى على نفسه أن يكون واحد من الخونة الجبناء المأجورين المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان وتآمروا على ذبح وإراقة دماء أبناء شعبهم بصمتهم المذل والمخزي على الجرائم التي ترتكب بحق أبناء شعبهم ومشاركة الآخرين بجمع المعلومات عنهم وإفشاء إصرارهم الشخصية والأمنية والمؤسساتية والمجتمعية وتدمير مؤسساتهم الوطنية وتصفية قضيتهم الفلسطينية دون أي مبالاة لجريمة الخيانة التي اقترفوها ضد الشعب والوطن ومؤسساته الوطنية الفلسطينية الذي كانوا ينتمون إليها قبل خيانتهم ...مقابل إغرائه بحفنة من الأموال أو تحقيق مكاسب شخصية رخيصة وتافهة تندرج خيانته تحت عنوان عدم حصوله هو وأمثاله على كرت جوال أو ربطة خبز أو كرتونه بيض أو كيس طحين أو سلة غذائية أو بسبب انقطاع راتبه المالي أو عدم إعفاءه من رسوم الدراسة الجامعية أو ظنه عدم اكتراث التنظيم به كونه أحد أبناءه أو لم يتم تسوية وضعه التنظيمي إسوةً بباقي زملائه أو متذرعاً أن البرنامج السياسي الوطني لم يعد يجدي نفعاً معه بسبب التسوية السياسية وإهمال الجانب العسكري أو انه أخيراً استيقظ وفاق من سباته متأخراً وتذكر أنه كان على ظلال وكفر وبعيداً عن المنهج الإسلامي الحنيف وبتركه المؤسسة التي كان يعمل بها سيصبح بين ليلة وضحاها مسلماً ويكفر عن أخطاءه طوال انتماءه لهذه المؤسسة أو أن المؤسسة متخمة بالسلبيات ولم يعد يحتمل أخطاءها وممارسات القائمين عليها.. ولإيجاد الأوهام والأعذار لخيانته المخزية يطرح هذه الأكاذيب المفبركة حتى يسعى إلى ما يصبوا إليه من تحقق مكانة عسكرية بكل جدارة من خلال انخراطه في إحدى الأجهزة الذي ينوي الالتحاق بها من أجل حصوله على ترقية عسكرية أو وظيفة حكومية ليكون رجلاً مهماً ذو شأن في صفوفهم بعد الثناء والتقدير طبعاً لجهوده الجبارة ومنحه وسام الشجاعة في قمة الخيانة... فقد تناسوا هؤلاء الهاربين من يد العدالة الثورية أنهم منبوذين وفاشلين... وبهروبهم يعتقدوا أنهم قد يتخلصوا من المستلزمات البنكية التي عليهم كما ويطووا بذلك صفحة سوداء من حياتهم المشبوهة جنائياً وأخلاقياً وأمنياً واجتماعياً... فأعلم أيها الخائن المتخاذل أن شعبنا العظيم برئ منك ومن أمثالك كبراءة الذئب من دم يوسف فمثلما سلكت طريق الخيانة وأمعنت بها أنت وغيرك فلم يعد لك مكاناً بين الشرفاء فان مصيرك هو مزابل التاريخ وستنعلك الأجيال القادمة جيل بعد جيل من أبناء شعبنا وإن دماء الشهداء الأبرار التي سفكت بدم بارد أمام الأهل والأصدقاء ستلاحقكم مهما طال الزمن أم قصر في عقر دياركم وسيصيبكم الخزي والعار في أنفسكم لأن دماء شهدائنا أكرم منا جميعاً عند الله ولهم شأن عظيم عند رب العالمين الذي لا يغفل ولا ينام..



#سامي_فودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرانا البواسل لن ننساكم
- دماء صبرا وشاتيلا وصمة عار على جبين القتلة
- مصالحة خارج التغطية ... نأسف للإزعاج!!!
- غزة جزء من الوطن وفلسطين هي القضية المركزية
- طلبة الثانوية العامة في فلسطين. ومعاناتهم
- دماء شهداء أسطول الحرية..
- شاب قضى حياته بالإدمان أكثر من 32 عام ومازال...
- في ذكرى يوم النكبة والإجرام الصهيوني متواصل
- الأول من أيار...وعمال غزة تدفع فاتورة الانقسام والحصار
- الاسرى هم رمز الحرية
- ذكرى رحيل أمير الشهداء فالفتح.. شلالاً من العطاء
- مفهوم الأرض بيعني قيمة الشرف والعرض
- انتهى السيناريو ....الثعلب فات فات في ذيله سبع لفات
- الرئيس ينجو من تسمم سموم الأفاعي
- تجار القدس وسماسرة الثوابت الوطنية
- حكومة بلا سلطات والفصل بينهم ماذا يعنى لكم؟؟
- التسامح سلاح الأقوياء !!ولغة العقلاء
- الاستبداد والمستبدين بالأرض والطاغين في حكمهم
- التعصب؟! وخطورة غياب التسامح الديني والسياسي!!
- قضايا وحقوق المعاقين ذوو الاحتياجات الخاصة


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي فودة - من يتحمل مسؤولية ضحايا المجتمع الفلسطيني