أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - أحمد البحراني ... مشهدية تسعى لتثوير الحس الجمالي














المزيد.....

أحمد البحراني ... مشهدية تسعى لتثوير الحس الجمالي


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 946 - 2004 / 9 / 4 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


يعتبر النحات العراقي أحمد البحراني والمقيم في قطر ، فنانا فاعلا ومرتكزا أساسيا في عملية التجريب ، وتدوين لغة معاصرة في المفردة النحتية العراقية و العربية ، فهو نحات دؤوب ، وفنان يمتلك وعيا كبيرا في التعامل مع الخامة ، والقدرة على ترويض شراستها ، خصوصا وأن البحراني يتعامل مع مادة الحديد بكل صلابتها وقسوتها ، لكنه ينجز أشكاله بديناميكية وإلفة تمنح الخامة النحتية سياق الإيهام الشعري وانسيابية المفردة الموسيقية، محرضا صلابة الحديد على أن تتكشف بكيانات ندية أمام حكمة الفضاء ، حتى يخيل للمرء أن البحراني ينجز نصا يبتهج بكيانه الشكلي ، أحباره النار والحديد وكتل المعدن، وهي تخرج من عدميتها إلى بديهية السحر وسعة اللامتناهي . حيث تتشكل بانسيابية تجريدية هندسية تنحاز إلى الفضاء كبعد يمنح قيامته لجدلية العلاقة بين الكتلة والفراغ .

يحاور البحراني عناصره وينجز أسئلته التي تتشكل بمفاهيم بصرية تنحاز لخصوصيته في تشكيل عجينته ، هذه الخصوصية المنفلتة من طوق الاستنساخ وطقوسية الكيان النحتي وعلافتها بالذائقة البصرية . فهو يعيد بناء الذخيرة الإرثية لحضارات وموروثات تشكل مرجعيته في تكثيف طاقته ودلالته المعرفية البصرية في استلهام الأبعاد الكاملة للعمل النحتي بفضاءاته المحكمة .
يتشكل المشهد البصري لدى البحراني في تحريض الكتلة على أن تنسج كيانها ، وترسيخ إيقاعات حركية عدة للعمل النحتي ، كي تقرأه العين كإيهام يحرر الرؤية من مضمارها السلفي في التعامل مع العمل النحتي ، بل ويحثها على توظيف قراءة مغايرة تبلبل إشكالية النظر إلى كم كبير من الموروث النحتي العربي ، كذلك يغامر البحراني في مشاكسة فيزياء العمل ، من خلال ترسيخ الإستقرار للعمل رغم كبر حجمه وثقل وزنه مع الإخلال بمفهوم الموازنة في تشكيل العمل بصريا .

منحوتات البحراني شخوص وكائنات وانعكاسات حياتية خصبة ، تتعرى من ملامحها وتشكلها المشخص لتغزل بهندسية، فضاءها الخاص ، محتضنة المكان ، منفتحة على حيزها فيه و المتشكل في مخيلة الفنان ، لتندس بأزليتها ضمن الملمح
العام ، لا بثنائية الأبعاد الأفقية أو العمودية ، ولا بثقل العمل والعلاقة مابين الكتلة ومحيطها ، بل بمغامرة الإيماءة وفعلها المندمج في تحقيق المعنى المضمر في تركيبة الفضاء ، هذا المعنى المرسوم في بصيرة البحراني وهو يوقظ فاعلية اليد التي ترسم وتوشم وتلوي أعنة الخيال الكامن في المادة ( الحديد ) ومنطوقها البصري.
وبحركية ديناميكية تنشد منحوتاته الترحال عبر صياغاتها المنحنية والمدورة، لتنفذ بمناخها، المجسد بهندسية جمالية وجاذبية معمارية ، تحيل المكان إلى مقاطع من مرئيات وإيقاعات تبرز سيرة المشهد بتلقائية اختزالية متجسمة في فصاحة المكان .

أعمال البحراني النحتية مشاريع إرساء لقيم وصياغات جديدة في منطوق النحت ، لمضامين لها بعدها الأسطوري والفلسفي ومدارها الدرامي المحكم في صياغة مشروعها المنبعث بمشهدية تسعى لتثوير الحس الجمالي عبر أعراف تتجاوز تكرار المنجز التقليدي ، وتكريس الدلالات البصرية وخصائصه المعرفية في تغيير نمط التذوق السائد للأعمال النحتية والذي كثيرا مايندرج في كسل بصري يلتقط السائد والسهل والمتعارف .

المخيلة هي القيمة الأولى في عمل النحات البحراني ، فهي موروثه وتجلياته منذ طفولته ، حيث الدرس الأول لأشكاله الكتلية التي أنجزها وهو طفل لم يتجاوز الخامسة من عمره بطمى أودعها إياه نهر يندس في وسط مدينته الواقعة على ضفاف الفرات ، حيث تتشكل مشهدية الشكل بيديه ، منفتحا على استمتاع بصري ، منجذبا لعفوية الكتلة المشكلة ، وهي ترسم محسوساتها في كيانه الغض ، لقد كرس البحراني هذه العلاقة التي تكشفت له وظل أمينا للمشهد الأول بكل استحضاراته، منكبا على عفويته في التعبير عن الحلمية التي تنسج هفهفتها في خاماته وإيقاع العمل وتحولات أبعاده وحجومه في حدود الفراغ .
درس الفنان أحمد البحراني ( بابل 1965 ) النحت في معهد الفنون الجميلة- بغداد ، وتخرج منه سنة 1988 ، وهو لا يخفي تأثره بأساتذته من النحاتين العراقيين ومنهم عبد الرحيم الوكيل ، شارك في العديد من المعارض في داخل العراق وخارجه ، ومنها معرض الواسطي ومعرض النحت العراقي في اليمن وكذلك مشاركته في معارض عدة في قطر وبيروت والأمارات وله الكثير من الأعمال النحتية المنجزة في عدة مدن .



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المكان هنا
- استخدام المال السياسي في العصر الأموي
- شاكر حسن آل سعيد ...ذهنية التأويل وشمولية الخطاب الإبداعي
- سورة المحو
- متاهات الأمكنة
- سعيد جبار فرحان ..مفردة بكر تشذب التفاصيل.
- غصة السرد
- منير السعداوي ... قلق يرمم المعرفة ويعري الساكن
- خرائط مدبوغة بالذعر
- ناصر مؤنس.... توق يتخطى السائد
- حسن عبود الكائن عالم يؤرق المخيلة
- هامش الصورة
- زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة
- تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا
- محمد مهر الدين دلالة الأغتراب وفاعليته
- محمد صبري أجندة لذهالة الوجوه
- حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - أحمد البحراني ... مشهدية تسعى لتثوير الحس الجمالي