أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا














المزيد.....

تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 712 - 2004 / 1 / 13 - 05:34
المحور: الادب والفن
    


فنان ينتمي إلى عصر الرهان الصّعب ، إلى فن لايمنح نفسه بألفة إلى عاشقيه ، بل يختبر اصرارهم على المكوث في حضرة الفعل ومكائد التعبير . فن لاتطيح أكاليله المعصية ، ولايفتح أبوابه لكسالى التلاميذ .
فن يبحر إلى أفق متسع ، أفق لايبح انفتاحه بل يؤول مكامنه ببلاغة عصيّة ، أفق يجرد اللون من عصيانه ويختزل قساوة الأشكال بانثيالاتها على قماش شرس يلتهم حدود المخيلة .

تجارب تركي عبد الأمير تفرد خصوصية هذا الفنان المتمكن من أن يوثق بصماته كفنان ينتمي إلى الرعيل الأول ( تشكلت بصماته في بداية الستينيات حيث أقام أول معرض شخصي له عام 1961 وكان يمثل مع أقرانه الجيل الأول ما بعد الرواد ومنهم سعدي الكعبي وصالح الجميعي وعلي النجار وآخرون ) ، كذلك يمثل تركي ( كما جيله ) مرجعية ثقافية خاضت غمار التجريب والنهل من عالمية الفن ،  حيث السفر والبحث والدراسة في معاهد وأكاديميات الغرب .

كثيرا ماتحيلنا أعمال الفنان تركي عبد الأمير إلى الصحراء بأفقها اللامتناهي ، ولكن الصحراء معه ترنّم وليس معصية ، ايقاع بصري وليس قساوة متاهة ، هكذا يؤالف مراميه بمخيلة الفضاء
اختزال يتناغم وايقاع تجريدي زاخر بابتكار بصري .
يمتلك تركي عبد الأمير قدرة على الأدهاش بتحقيق ايقاع تتابعي لوني يملأ فضاء العمل المتحرك أصلا ( أصفر ،، أوكر ،، يتلقّف اندهاش البياض ليزيح عنه شرط الصمت . أشكال تتناغم بتجريدية لونية وبأحالة تعبيرية تنطق أشكالها ) وبمدلولات تختزل التفاصيل من خلال تسليط الضوء على فضاء لوني ينعم بالسرد ، متحرر من صلابة الخط وثبات الأشكال ، انه إدراك ابداعي وقراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا .
اللون لدى تركي عبد الأمير يكتسب قيمة روحية تستنبط كثافة الصدفة ورهافة الأشكال ، اللون قدرة على التحول من الملموس الضاج بالرتابة إلى حيوية المتخيّل بتحقيق استقلاليّته في التجسيد البصري المتناغم و بسردية تقترب من الشاسع .
اللوحة لديه اقتراب من الذات ، وتأكيد لفاعلية الوجود ، وبالرغم من صناعة ماهرة أفرزتها التجربة ، تبقى اللوحة مستسلمة لعفوية وبساطة الإيماء ، غير مثقلة بقوانين الحرفة التي يمسك الفنان بأدق تفاصيلها .
 تفرز أعماله في السنوات الأخيرة هاجسا آخر ، أنه الكائن ( الانسان ) الذي يتسلل إلى فضاء ، كتل لونية تستوطن ألفة الفضاء ، محاولة أن تقود هجراتها الجماعية في أفق رحب بعدما أثقلتها هجراتها العدمية في واقع مرير .
تركي عبد الأمير عودة من مواليد 1941  ميسان – العراق ، خريج معهد الفنون الجميلة –بغداد و حاصل على دبلوم عالي من أكاديمية الفنون الجميلة روما – ايطاليا  ، درّس مادة اللون ولمدة عشرين عاما في معهد الفنون الجميلة – بغداد ، ومادة التصميم في عمان ، أقتنيت أعماله في العديد من المتاحف ومنها المتحف العراقي ، وعمل جدارية في مطار بغداد الدولي أقام وشارك في  العديد من المعارض منذ بداية الستينات وفي العديد من الدول ومنها العراق ، الاردن ، ايطاليا ، السعودية العربية ، الكويت ، لبنان ، تركيا ،انكلترا ، المانيا ، وهولندا حيث يقيم منذ 1994 .



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد مهر الدين دلالة الأغتراب وفاعليته
- محمد صبري أجندة لذهالة الوجوه
- حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا