أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العراق الذي نريد














المزيد.....

العراق الذي نريد


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 452 - 2003 / 4 / 11 - 02:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


سقط الطاغية ، سقط دهر من الهم والغم وسيل الدم ، سقط زمن الدموية والعبودية والعنف ، سقط النظام بفساده ورذالته ، وعنجهية أجلاف العشيرة التي سحبت العراق وطيلة عقود من الحكم إلى براثن القمع والتجويع والأذلال والحروب المشبوهة ،
سقط الطاغية ، سقط الحرس ( الجمهوري ) ، سقط فدائيو صدام ، سقط جيش ( القدس ) ، سقط مجلس قيادة الأنقلاب المشؤوم ، سقط زمن  يحكم فيه الخونة الشعب والوطن ، سقط الحزب الواحد ، والزعيم الأوحد ، ، سقط قناع الأنظمة العربية ، سقط خداع الشعوب بالشعارات الكاذبة ، سقط تمثال الطاغية ، سقط صدام حسين .
سقطت نسبة 100 في 100 ، سقطت فرق الأعدام ، سقطت سجلات الوشاية ، سقطت عطايا ( القائد ) ، سقطت السجون والمعتقلات ، سقطت مقرات الجيش ( الشعبي ) ، سقطت أسطورة أن يقاتل الخونة من المترفين بالعطايا حتى عن الواهب الأكبر ( لم يذكر لنا التاريخ وعبر دروسه أن قاتل الطغاة وأتباعهم ، من قتلة الشعوب ومصادري حرياتها ، الغزاة .
لقد شاهد العالم فرح العراقيين وخصوصا الأطفال والنساء والشيوخ ، فرح الفقراء والمعدميين ، فرح الأمهات الثكالى ، والأرامل ، والأيتام ، والشباب من مجدوعي الأذان والأنوف ، فرح العراقيين أجمع (عرب ، كرد ، تركمان ، اشوريون ، مسلمون ، مسيحيون ) .
  لقد كان فرحا هستيريا مشروعا ، فرح اختلطت به الدموع بالهتافات ، بتمزيق صور الطاغية ، صور لشباب يرقصون ، وﺁخرون يرميون أنصاب الدكتاتور بأحذيتهم ، صور لشباب يستولون على أبنية الحرس المقبور ، ومقرات الحزب البائد ، ومؤسسات الأبن المشوه للطاغية ويصادرون محتوياتها ( ركزت وسائل الأعلام في العالم ولغرض سياسي طبعا على صور الأطفال والشباب وهم يحملون مقاعد و طاولات و مقتنيات ﺁخرى ، ووصفتها بعمليات نهب وسلب تعمّ العاصمة ) ، ورغم أن مثل هذه الحالات هي بديهية في فوضى التسيب وأنعدام الأمن والسلطة أو في الحروب ، ولكن ماحصل البارحة كان للغزاة دور كبير في اشاعة الظاهرة وأعطائها الضوء الأخضر ، فكان لفعل الناس مايبرره لكسر حاجز الخوف والكبت الجاثم فوق أنفاسهم طيلة ثلاث عقود ، و كان للغزاة مقاصد أخرى سيستثمرونها  مستقبلها في العراق .
لقد سقط الطاغية ولكنه أبى أن تكتمل فرحتنا ، فلم يذهب طواعية  أو بأيدي العراقيين ، لقد رحل بعدما أنجز ﺁخر خراب قميء ، رحل الطاغية ولكن بعدما أورثنا الأحتلال .
لقد رفع العلم الأمريكي أكثر من مرة بيد جنود الغزو ( ولهذا دلالاته ) ، ورفع أيضا بيد شباب عراقيين مع صور ( الفاتح ) بوش مصحوبا بالهتافات ( ربما لهول المفاجأة ولهيستيريا الفرح ، الذي لم ينعم به العراقيون ومنذ حكم الرعاع ) ، رفع الشباب البسطاء والطيبون العلم الأمريكي ربما دون دلالة ، بل نوع من العرفان لمن أسقط الطاغية ( دون التفكير بمن أوجد الطاغية والثمن الذي دفعه الأبرياء لهذا السقوط ) وأتمنى أن تكون طريقة العرفان هذه ، هفوة غير مقصودة وليس سلوكا يترسّخ ، دعونا نكون أكثر رزانة في فرحنا لكي لانخسر الحرية والفرح والوطن .
العراق الذي نريد
العراق الذي نحلم به ، هو عراق دون طغاة  ، دون زعيم أوحد ، دون مؤسسات قمع ، وجهاز أمن خاص ، دون استفراد حزب واحد أوقومية واحدة أوطائفة واحدة ، دون إعلام مسيّر بل إعلام حر ، دون تضليل أو شعارات كاذبة تقود إلى الهاوية ، دون مثقفي سلطة أو مثقفين أميين ( مثقفي السبسيدي ) ، دون هتافين ، دون وشاة أو كتاب تقارير ، دون قصائد تتغزل بأمجاد القائد( المقبل ) ، دون مقالات تمجد زيف الأفعال، دون ثقافة الحياد ( لأن الكلّ له دوره في بناء العراق ، وتصحيح الأخطاء ، وليس الحياد منها و الذي سيجلب كوارث وأخطاء أخرى ) ، نريد عراقا نقول فيه الرأي بحرية ونسمع المشورة ونسمي الأسماء بمسمياتها ونحتكم لعقولنا ولحاجة الوطن  دون الأكثار بالاستشهادات ( فلا نكثر من ، كما قال أودونيس أو عباس بيضون أو لينين أو ﺁية الله ) دعونا نقول قولنا ونفعل فعلنا في بناء عراق مابعد الطاغية ،  نريد عراقا يحكمه أبناؤه الطيبون المختصون  فالرئيس حكيم وبقلب رحيم ( غير ملوث أوعميل ) ، وهو ليس أكثر من موظف كبير له راتبه الخاص وبروتوكالاته دون زيادة أونقصان، ورئيس الوزراء موسوعي العلم والثقافة والمعرفة ، ووزير الصناعة عالم ، ووزير الثقافة أديب متخصص أوفنان ...... ، والوزير له حق الاعتراض ( المشروع ) على الحكومة وحسب اختصاصه (ودون نسيان شرط الأخلاق والنزاهة وحسن السيرة) ، عراق دون تأليه .
عراق ، له وحده القصائد ، والهتافات  والأغاني ، والتضحية والانتماء ، والتكبير والأجلال ، عراق له وحده الحب والفعل والأمنيات .
هذا هو العراق الذي نحلم به ( وربما سيزيد الطيبون من أبنائه أحلاما أخرى )
أسئلة مشروعة :
• هل سيسمح الاحتلال بعراق كما نحلم به ، أم أن للاحتلال صورة العراق المرسومة منذ سنين ، بل ومنذ مجيئهم بالطاغية .
• هل سيسمح كلّ رموز العهد البائد وربيبي أخلاقياته ( ممّن انتموا إلى المعارضة حديثا والذين تعج بهم الفضائيات الغربية والعربية ، والمطروحين كرموز لمرحلة مابعد صدام ، و حتى العملاء ممن تعاونوا مع الغزاة وينتظرون المكافأة ) من تحقيق الحلم .
هامش :
أظهرت الفضائيات صورا لعدد من مقاتلي جيش العراقيين المتأمركين ، وهم يهتفون أمام قائدهم المزهو بقبعته الأمريكية والتي يبدو بها كواحد من  الجنرالات الفاتحين الجدد ، فأوشكت أن أفيق من الحلم (العراق الذي نحلم ونريد ) بسبب ضجيج الهتافات ، تلبسني الاشمئزاز من فكرة أن الهتافين بصدد صنع طاغية ﺁخر . 




#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد
- تفاصيل الذاكرة
- عواء البنادق


المزيد.....




- لبنان.. لقطات توثق لحظة وقوع الانفجار بمطعم في بيروت وأسفر ع ...
- القبض على الإعلامية الكويتية حليمة بولند لاتهامها بـ-التحريض ...
- مصر.. موقف عفوي للطبيب الشهير حسام موافي يتسبب بجدل واسع (صو ...
- -شهداء الأقصى- التابعة لـ-فتح- تطالب بمحاسبة قتلة أبو الفول. ...
- مقتل قائد في الجيش الأوكراني
- جامعة إيرانية: سنقدم منحا دراسية لطلاب وأساتذة جامعات أمريكا ...
- أنطونوف: عقوبات أمريكا ضد روسيا تعزز الشكوك حول مدى دورها ال ...
- الاحتلال يواصل اقتحامات الضفة ويعتقل أسيرا محررا في الخليل
- تحقيق 7 أكتوبر.. نتنياهو وهاليفي بمرمى انتقادات مراقب الدولة ...
- ماذا قالت -حماس- عن إعلان كولومبيا قطع علاقاتها الدبلوماسية ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي رشيد - العراق الذي نريد