أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - حسن عبود الكائن عالم يؤرق المخيلة














المزيد.....

حسن عبود الكائن عالم يؤرق المخيلة


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 727 - 2004 / 1 / 28 - 06:15
المحور: الادب والفن
    


تمتد تجربة الفنان العراقي حسن عبود إلى  السبعينيات , حيث الحركة الفنية في العراق على اشدها متفجرة بالتجريب , ومحاولة إيجاد مغايرا منفلتا  من علاقة العمل بقوانين كانت تمسك بالمخيلة , وكان هذا الخروج امتداد لمرحلة ما بعد الرواد (الأوائل). لذلك كان حسن عبود حضورا تشكيليا معبرا عن مرحلة (التجريب) , وعن جيل (السبعينيات), وعن جماعة (أحد مؤسسي جماعة الأربعة) , وعن حركة تشكيلية انتمائية لأرشفة الفن في العراق .

 وكان له تأثيره على طلبته ( أستاذ في معهد الفنون الجميلة ) في قدرته على العطاء بل وقدرته على العدوى . إن ما يميّز الفنان حسن عبود هو انتماءه ليس فقط إلى المهارة الإبداعية ,  بل إلى السلوك والقيم الإبداعية أيضا , فتنسجم العلاقة الوثيقة لديه بين الإنسان وعفويته والعمل الفني الذي هو تواصل لصدقه الإنساني .

البدء خارج اللوحة , في المخيلة حيث تربض أعنة لحوار اكثر جموحا من المساحة الممنوحة للعمل . إنه الكائن ...عالم يؤرق المخيلة , يتوغل في عفوية الأشكال , وفي وسامة المفردة (نقطة , خط منساب , دائرة) ,هكذا يوظف حواراته , وهي تحاول أن تكسر عزلتها أو حدة الأشكال وصلابتها , لتنفلت في فضاء اكثر بهجة و بتدرجات لونية متناغمة لتؤسس نورها من تركيب لوني تتابعي . إنها رحلة مقدسة يسايرها وهي تتحرك على القماش باعثة حياتها , منتصرا لها وبشفافية عالية وبلمسات متقنة تبرز الكائن وانعكاسه الروحي .

منذ أول معرض شخصي له في قاعة الرواق 1980, كان الحس الكربلائي متمثلا بموروث طقوسي و بفحائعية الواقعة (العاشر من محرم) وامتدادها التاريخي الدرامي , هي المفردة التي توسدت أعمال الفنان حسن عبود من ناحية التقنية ومعالجة الشكل , والمساحة , واللون (كتل لونية كبيرة وكثيفة) والتركيز على الكتلة كرمز بنائي يحيل إلى مساقط ضوئية , تنتشر بتدرج وبسحر عالي , معتمدا على انسيابية الخط وبلورة الشكل والمساحة الممنوحة لخلق المشهد وتفاعلاته الروحية , مستخدما الأخضر  أو الأحمر الفاقع ليشاغب به سكونية الرمادي أو الرصاصي المختزل أو مساحة الأسود المتدرج مبتعدا عن بهرجة اللون وزخم الأشكال , إنه اقتصاد ثري في تأسيس اللوحة لدى فنان يمتلك أدواته الفنية وبمهارة عالية .

 اللوحة لدى الفنان حسن عبود  شاغل يومي , و حالة من المتغيّرات المشهدية والذهنية , و تحولات انسانية وعاطفية تفرز حوار خفي متصل مع الذات , فتبسط قياماتها على مساحة البياض , برموز اختزالية بسيطة لتشيع استقرار اليد والمخيلة . كثيرا ماتتوسط اشكاله (الكتلة) مساحة اللوحة , أو تركن في زوايا تلك المساحة , لتمثل المشهد بأستقرارها, بعدما يخوض الفنان صراعا معرفيا مع هذه الكتلة , لخلق إيقاع  انسيابي المنحى , وكثيرا مايوزع مفرداته بعفوية مستخدما مواد عدة ( كثافة لونية , قماش , كارتون , أحبار) , يبدأ بعدها بأختزال العمل تاركا بقع لونية أو كتلة ضبابية تتداخل وفضاء العمل كمحصلة لما يصبوا اليه .

كانت تجربة الفنان حسن عبود ضمن جماعة الاربعة ( فاخر محمد و عاصم عبد الامير وحسن عبود والراحل محمد صبري) متميزة , فمنذ المعرض الأول لجماعة الاربعة 1981 , عام التأسيس على ( قاعة المتحف الوطني للفن الحديث) بدى واضحا التكوين الفني لدى أفراد الجماعة , والتأثير الذي أرتبط بتكوينها كحركة تشكيلية ثمانينية شبابية , ثم جاء المعرض الثاني للجماعة (قاعة الرواق) ليّوطن البصمة التي ستخلد هذه الجماعة في تاريخ الفن التشكيلي العراقي الحديث, حتى انتبه النقاد إلى أهمية جماعة الاربعة في تنشيط الحركة التشكيلية في الثمانينات  . كانت مشاركة الفنان حسن (مدرس لمادة الكرافيك في معهد الفنون الجميلة آنذاك) في أغلب معارض الجماعة كرافيكية (حفر على الزنك) , وبمشهدية تشخيصية ممثلة بالعلاقة الانسانية (المرأة والرجل) وتفاعلاتها الحياتية اليومية . ولكونه كان يعي الحصار العام للأنسان وأغترابه الداخلي  , كانت شخوصه محاطة بهندسية حادة حتى انها كثيرا ماتنمسخ داخل المربعات التي تحيطها , وكأن الفنان يلتمس شفاعة الحامض (مادة كرافيكية) في انضاج الهزيمة الحياتية لشخوصه من خلال تآكل ملامحها بفعل عذاباتها و شراهة الحامض , محاولة منه في صدم المتلقي وحثّه على الالتفات إلى هزائمه خارج مساحة العمل .

شارك الفنان حسن عبود في العديد من المعارض المشتركة والجماعية  وأقام العديد من المعارض الفردية داخل وخارج العراق منها : بينالي النرويج للكرافيك 1985 , وبينالي يوغسلافيا للكرافيك 1986 , وبينالي روما للكرافيك 1990 , وبينالي الشارقة1995 - 1999 . حصل على الجائزة الأولى للكرافيك عام 1986 في مهرجان الواسطي السادس- بغداد, وشهادات تقديرية من نقابة وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين ,شارك في العديد من المعارض في هولندا حيث يقيم منذ 1996.

 



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هامش الصورة
- زمن الوأد وجاهلية المرأة العورة
- تركي عبد الامير قراءة لقيم جمالية تتلمسها الرؤيا
- محمد مهر الدين دلالة الأغتراب وفاعليته
- محمد صبري أجندة لذهالة الوجوه
- حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - حسن عبود الكائن عالم يؤرق المخيلة