أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - صور آل البرادعي على فيس-بوك














المزيد.....

صور آل البرادعي على فيس-بوك


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 19:51
المحور: حقوق الانسان
    


راسلتني قبل أسبوع محررةٌ أدبية تعدُّ أنطولوجيا شعرية عالمية، تستأذن في تضمين بعض قصائدي المترجمة لتمثّل جزءًا من الصوت العربي. رحبتُ. فسألتني إن كنتُ أمتلك حقَّ نشر الترجمات. فأجبتها بأنني أظن ذلك، بما إن مترجمي مهرجان روتردام الشعري، الذي شاركتُ فيه قبل أعوام، قد ترجموها من العربية لتُنشر في منشوراتهم آنذاك، ثم نُشرت بعد ذلك في الصحف الهولندية. فأجابتني بأن القانون "مفيهوش أظن!"، ومن ثم راسلتْ هي المترجمَ ورئيس المهرجان المذكور، لتستأذن في نشر القصائد بكتابها. يحدث هذا بينما القصائد قصائدي؛ لكنها الآن، في صورتها المُترجَمة، أصبحت ملكيةً مشتركة بين المترجم والمهرجان وبيني. الأمر ذاته يحدث مع صوري الشخصية حين تطلبها مجلات أو صحفٌ غربية. يسألون: مَن المصوِّر، لكي نستأذنه في النشر؟ وقبل أعوام كنت أقرأ قصائدي على مسرح زيوريخ بسويسرا، ولاحظتُ مصوّرةً تدور حولي على المنصّة، وتلتقط لي الصور أثناء قراءتي. وعند نهاية المهرجان، أهدتني المصوّرةُ الألمانية سي دي عليها صور، فوجئتُ أن كلها زووم لمعصمي، حيث كنتُ أضعُ حُليًّا فضيّة فرعونية. غاب وجهي عن الصور، ومع هذا قالت لي بحسم، فيما تناولني كارتها الشخصي، إنني لو أردتُ نشر أيٍّ من هذه الصور، فلابد أن أذكر أنها بعدستها. كلُّ مَن تعامل مع الغرب يعرف أن مسائل الملكية الفكرية، بديهياتٌ لم تعد محلّ نقاش فيما بينهم. لكنهم يجادلوننا بشأنها لأننا عربٌ، لم نتعلّم بعد تلك البديهيات! رغم إننا ’الوحيدين‘، من بين شعوب الله، الذين نتكلم آناء الليل وأطراف النهار عن الفضيلة والشرف والعفاف، مختزلينها، وحسب، في غطاء شَعر، وطول لحية، ورجل وامرأة! بينما أولى درجات سُلَّم الفضيلة، الذي هو "صعبٌ طويلٌ سُلَّمُه"، هي معرفةُ حقوق الآخر، وعدم استلابها. لأن في حفظ حقوق الآخر، حفظًا ضمنيًّا لحقوق النفس، وبالتالي، حفظًا لحقوق المجتمع كاملاً.
لذلك يشعرُ المرءُ بالدهشة، بقدر ما يشعر بالتقزز والنفور، حينما يجد صورًا تخصُّ الرجلَ العظيم، الذي قطفَ لمصرَ ثمرةَ نوبلَ الرابعة، مستباحةً على الفيس-بوك! آل بيت البرادعي من النساء في ملابس البحر، وفي مناسبات خاصة من زفاف وحفلات عائلية! نشرها ذاك الذي نشر(!)، دون وجل من انتهاك خصوصية عائلية؛ هكذا على الملأ دون استئذان!! (وبعد برهة من ارتكابه الذنب، سيستصرخُ الفضيلةَ ويبكي ضياعها! تلك هي النكتة السخيفة).
ولأن صانعي الفيس-بوك غربٌ، يسألونك، قبل بثّ أية صورة، أن تُقرّ بأنك مالكٌ حقوق نشرها، مفترضين أنك صادقٌ في إقرارك. لكننا نكذب! ولا نشعر بأننا نأثم! بل نُؤثِّـمُ أولئك الذين نشرنا صورهم، قسرًا، لأنهم يسبحون في مياه الله، وتحت شمسه!
تلك حروبٌ رخيصة عليها دمغةٌ عريضة تقول: "صُنعَ في المنطقة العربية". فالعالمُ كلّه بات يعرف أننا أربابُ الشكليات، وأعداءُ المضمون. ننظر إلى المظهر، ونغفلُ، عامدين، أن ننظر ’في‘ الجوهر. نُطيل اللحى إلى النحور، ثم نأتي كل ألوان الموبقات من سرقة أموال الكادحين، والزواج من قاصرات غافلات، بعدما نلوّح لهن بقطعة حُليّ أو حفنة نقود! نغطي شعرنا، ثم نفعل كلَّ ما تحرّمه السماءُ من شائنات!
لن أسأل ماذا يُفترَضُ أن تلبسَ النساءُ حين يسبحن، بل أسائلُ مَن أطلق تلك المعركة الرخيصة: ثم ماذا؟ لكن وعي الشباب المصريّ لا يخيّب ظننا، ويجيبُ عن السؤال. ففي مقابل آحاد الأصوات الغافلة التي هاجمتِ الرجل وآل بيته، نجد المئات رفضوا أن يقعوا في الفخ. تعليقات مستنيرة طالبت بالفصل بين حياة الناس الخاصة، ودورهم الاجتماعي والسياسيّ في محاولة تغيير ما ظلَّ عصيًّا على التغيير منذ قرن. ثمة أملٌ في شباب هذا البلد الأمين. .



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فليحاسبْني القانونُ على ذلك!
- شكرًا للصّ زهرة الخُشخاش
- الرحابُ فى جفاف
- مسرحية -قطط الشارع-
- مجدي أحمد علي مُخرج اللقطات الملهمة
- عسلٌ أسود، مرآةُ ميدوزا
- البنت المصرية سعاد حسني
- مسرحية -أوديب وشفيقة-
- مسرحية -العميان--أشعرُ بالقمر فوق يدي
- جبل راشمور في الشيخ زايد
- متشوّقون للجمال
- عقيدتُك ليست تعنيني
- محمود سلطان، الإعلاميُّ الجميل
- تثقيفُ البسطاء في ثقافة الجيزة
- صديقي المبدع، بهيج إسماعيل
- عبدةُ الزهور الجميلة
- الثالثُ المرفوع، وغير المرفوع
- لأن معي أتعاب المحامي
- أزمة الإنسان واحدةٌ فوق المكان والزمان
- درسُ سلماوي الصعب!


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - صور آل البرادعي على فيس-بوك