أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - ضرورة الدولة














المزيد.....

ضرورة الدولة


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضرورة الدولة
عباس عبد الرزاق الصباغ
مازالت كينونة الدولة مفاهيميا وفلسفيا واجرائيا ملتبسة بكينونة الحكومة / السلطة ومازال المشوار طويلا أمام النخب السياسية فضلا عن الرأي العام للانعتاق من إسار الدولة / السلطة الى فضاء الدولة / الامة ومازال المجتمع المدني / الاهلي يعيش بعيدا عن إرهاصات المجتمع السياسي هذا ما كشفت عنه التجاذبات السياسية في السباق الماراثوني المحموم نحو تشكيل الحكومة المرتقبة والتي لو قدر لها ان تتشكل وفق ما يتطلع اليه الناخبون وحسب ما طرح في برامج السياسيين الانتخابية فانها ستكون اولى الخطوات باتجاه المشروع السياسي الاكثر نضوجا من المشاريع التي سبقته وضمن الحراك السياسي المستمر والفاعلية الديمقراطية التي بدأت تترسخ شيئا فشيئا في البلد .
هنالك بون ـ مازال شاسعا ـ مابين ما يجب ان يتطلع اليه السياسيون المنضوون تحت يافطة العملية السياسية نحو ضرورة الدولة (الدولة هي تجمع سياسي يؤسس كيانا ذا اختصاص سيادي في نطاق إقليمي محدد ويمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة ) وبين ما يطمحون اليه من ضرورة الحكومة التي هي( السلطة التي تمارس السيادة في الدولة لحفظ النظام وتنظيم الأمور داخليا وخارجيا تتألف من أجهزة ومؤسسات الحكم في الدولة التي تقوم بوضع القواعد القانونية وتنفيذها مشتملة على أعمال التشريع و التنفيذ و القضاء ) فضلا عن ضرورة الممارسة العملية والاجرائية للسلطة (التشريعية والتنفيذية والقضائية) فالمعادلة ما بين مايجب ان يتمأسس ويعمل به (ضرورة الدولة) وما بين يتنافس حوله السياسيون ومايطمحون اليه (ضرورة الحكومة / السلطة) تبدو معكوسة او بعيدة المنال في احسن الاحوال عمّا يتطلع اليه الشارع العراقي المنهك بحزمة من التداعيات الأمنية والمعاناة المترتبة عن المشاكل الخدماتية والمعيشية فضلا عن سلبيات ملفات الفساد الاداري والمالي التي ماتزال مستحكمة بالكثير من هياكل الدولة ومفاصلها ناهيك عن اشكاليات المحاصصة والتوافق السياسي والحزبوي ما اثر سلبا على مجمل الاداء الحكومي واضعف من هيبة الدولة ونأى بالكثير من الكفاءات والتكنوقراط عن اداء ادوارهم الفاعلة في عمليات البناء واعادة الاعمار والتنمية والاستثمار واعادة تأهيل وانتاج البنى التحتية اللازمة لذلك والمساهمة في تطوير القطاعات الاخرى المرادفة للقطاع النفطي الذي اتسم به الاقتصاد العراقي بالسمة الريعية المزمنة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة في عشرينيات القرن المنصرم ولحد الآن.
وهنا تكمن ضرورة الدولة كخيار لابد منه ومقدمة ضرورية وأولوية استراتيجية يجب ان تتقدم على جميع الاهتمامات والانشغالات والاشتغالات والجدالات البيزنطية والتخندقات الفئوية والفيتوات المتقابلة والآيدلوجيات المتصارعة حول توزيع المناصب والفوز بالحصص الدسمة والتوافقات التحاصصية ضمن برامج الصفقات التي يراد بها ارضاء جميع "الشركاء" على حساب اولوية الدولة باعتبارها الحاضنة الجامعة لجميع اطراف التعاقد الاجتماعي وعلى حساب الناخب الذي ادلى بصوته من اجل اداء حكومي يوفر له الحد الادنى من متطلبات الحياة كالامن والخدمات والتعليم وان كان من حقه حدود اعلى بكثير مما هو عليه الان ، وهذا السباق من قبل النخب السياسية ليست فيه أية اشارة على القبول بدور المعارضة مايدل على ان ضرورة الدولة ليست هي الشاغل الاول من قبل هذه النخب .
ان الدولة هي البودقة التي تنصهر بها كافة التطلعات النخبوية والجماهيرية وهي الاساس الذي تتمركز حوله جميع الحراكات السياسية والفعاليات المجتمعية وينصهر فيها المجتمع السياسي المنبثق عن المجتمع الاهلي فتكون ـ اي الدولة ـ هي الغاية المتوخاة من اي حراك او فعاية وليس العكس وذلك اذا ما اريد انتاج دولة مدنية وعصرية طالما داعبت تجلياتها مخيلة العراقيين الجمعية وهم ينظرون ليس فقط الى العالم المتقدم وهو يخوض غمار التطور الدؤوب والمستمر على جميع الانساق ومنها النماذج الدولتية المتطورة او التي في تطور مستمر باعتبارها الستراتيجية المتقدمة على جميع الاستراتيجيات الحكومية او السلطوية وهم ينظرون ايضا الى دول الجوار وبقية دول الشرق الاوسط وهي تتخذ طريقها وإن بنسب متفاوتة في هذا المجال والكثير من هذه الدول لم تكن بذات الاهمية الجيبولوتيكية او الجيوستراتيجة التي يتمتع بها العراق ومع هذا فقد عبر الكثير منها الحاجز الحكوماتي / السلطوي نحو الافق الدولتي وهذا ما يؤمل من الطبقة السياسية العراقية ان تفعله بعد ان تؤمن به .

إعلامي وكاتب عراقي [email protected]




#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طبقة وسطى عراقية ناهضة
- الفيتو ...سلاحا سياسيا
- العراق وجدوى مقاييس الفشل؟
- الديمقراطية وفوضى التعبير
- تسييس الازمات
- الوطنية العراقية
- مسؤولية المجتمع الدولي تجاه العراق
- المعارضة ليست ترفا سياسيا
- العشائرية في المجتمع العراقي
- هل دخل العراق النفق مرة اخرى ؟
- المحلل السياسي
- الدولة العراقية وتحديات النجاح
- سلطة عراقية رابعة
- الانتخابات والمواطنة
- ثقافة التحزب وشخصنة الدولة
- بانوراما انتخابية
- الصدامية ... بين حلم العودة وكابوس الاجتثاث
- أصنام المالكي تغزو كربلاء
- عقدة الاستجواب
- هاجس المربع الأول


المزيد.....




- -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو ...
- قوة متعددة الجنسيات في غزة.. انفتاح -عربي- على فكرة سبق رفضه ...
- كيف يتحرك سكان القطاع المحاصر بحراً وجواً وأرضاً منذ 15 عاما ...
- هربًا من أزمات نفسية تلاحقة منذ السابع من أكتوبر.. جندي إسرا ...
- خطاب منتظر لبايدن في ذكرى المحرقة يركز على -الحاضر-
- الحرب في غزة تهيمن على جوائز بوليتز الأمريكية مع مكافأة للرو ...
- بلقاسم بوقنة.. سفير الأهازيج والأشعار البدوية التونسية
- أبو عبيدة يعلن وفاة أسيرة إسرائيلية بعد إصابتها بقصف الاحتلا ...
- خبير عسكري: سيطرة الاحتلال على معبر رفح بداية العمليات المحد ...
- ماذا يعني احتلال معبر رفح سياسيا وإنسانيا؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - ضرورة الدولة