أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - الفيتو ...سلاحا سياسيا














المزيد.....

الفيتو ...سلاحا سياسيا


عباس عبد الرزاق الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 3103 - 2010 / 8 / 23 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في غمار التجاذبات والتحاورات والتفاهمات ضمن الديالكتيك المتصاعد بين الكتل السياسية لتشكيل خارطة البرلمان العراقي القادم (الدورة التشريعية2010 ـ2015 )الذي ستنبثق عنه الحكومة العراقية المقبلة تتردد في بعض الأوساط التي ترشحت لخوض الانتخابات البرلمانية الأخيرة ما يشكل أهم معرقلات ديناميكية العملية السياسية الجارية الآن واستمراريتها بمقارباتها وآلياتها الديمقراطية وتطورها المؤمل في الدورة المقبلة نحو الأفضل سياسيا واقتصاديا وامنيا وخدماتيا .. ومن هذه المعرقلات سلاح الفيتو المقابل او المتقابل الذي فرضته سياقات المحاصصة التوافقية المبنية على اسس التمثيل الحصصي القسري ضمن كل كتلة او حزب او جهة بحسب مرجعياتها المذهبية او القومية او العرقية والاثنية الداخلية منها او الاقليمية. وقد خرج هذا الفيتو (وهو تعبير لاتيني معناه أنا أمنع ويستعمل بمعنى حق الاعتراض) من أنساقه الديمقراطية الطبيعية والمشروعة والمستساغة ـ باعتبار ان العملية السياسية في العراق هي عملية ديمقراطية وذات ريادة على مستوى الشرق الاوسط ـ الى فضاءات أخرى ربما تكون غير مقبولة وكسلاح سياسي كيدي ومتبادل بل يكون في بعض الأحيان سلاحا "استباقيا" مشخصنا وبعيدا عن المصلحة الوطنية العليا وعن إبداء المرونة الكافية لسبل إنجاح العملية السياسية كونها الهم المشترك بين الفاعلين السياسيين والهدف المتوخى من الفعاليات السياسية وفي ظروف شديدة الخطورة والحساسية تجعل الجميع على مفترق طرق ومصير الوطن في غياهب المجهول ،لاسمح الله ...
ان الانتقال من الممارسات الديمقراطية الى المناكفات السياسية بوضع فيتوات ورسم خطوط حمر أمام هذا الشخص او هذه الجهة (وبعضها وضع قبل الانتخابات!!!) لا يشكل قصورا في الفكر او الأداء او التصور او الرؤى فحسب بل يتشيأ كعاهة مستديمة تضعضع ثقة المواطن بمجمل العملية السياسية فضلا عن جدوى الانتخابات كما إنها تكرس دوغمائيا ميكانيكية التحاصص التي تشكل بدورها خللا بنيويا يعكس في أهم تمظهراته نوعا من اللاتوافق السياسي والتناشز الاجتماعي والتغافل عن المسؤولية الجماعية تجاه الظرف الراهن ..
الشروط التعجيزية والاشتراطات المسبقة فضلا عن الخطوط الحمر المتقابلة والتي بعضها من غير الممكن القفز عليها او التناور حولها بين المشتركين في الترشيح لمجلس النواب القادم والمتشاركين فيه مستقبلا تجعل هؤلاء لا يتحملون فقط مسؤولية عبور الحد الادنى من التوافقات السياسية التي تستعجل مهمة الاتفاقات بحسب الاستحقاق الانتخابي او مبدأ المصالح لتشكيل الحكومة المقبلة بكافة مؤسساتها الدستورية لما لذلك من تأثير مباشر على سايكلوجية المواطن العراقي وطمأنة الرأي العام وإنعاش الحركة الاقتصادية لتوفير المال العام وتقديم الخدمات والأمن (وهذه أقصى سقف المطالب الشعبية لحياة كريمة) ، وانما يتحملون أوزار استمرار التصارع والتناحر والتخندقات بكافة أنواعها واستمرار التدخلات الإقليمية في الشأن العراقي وتسرطن الفساد المالي والإداري ليغدو داء عضالا لاشفاء له وتكرار اخطاء الماضي وبعض كوارثه التي كادت ان تعيد العراق الى المربع الاول وذلك بتبادل الفيتوات للتحالف او عدم التحالف مع هذا الشخص او تلك الجهة لوجود حساسيات او عداوات او عقد او احترابات حزبية او طائفية او شخصية حتى وان كانت تتنافى مع مصلحة وسلامة واستقرار البلاد في وقت مازال العراقيون يتطلعون الى خروج بلدهم من طائلة البند السابع الذي مازال العراق يعاني من تداعيات ملفاته واسقاطاته المدمرة وكذلك الى تنفيذ الاتفاقية الإطارية بين الولايات المتحدة والعراق كخطوة نحو الامام للخروج من مشكلة الاحتلال وهذه وغيرها ملفات استراتيجية تقع ضمن سقف المطالب الشعبية كاستحقاقات وحقوق على المتصدين للعملية السياسية في طورها المقبل، ناهيك عن الملف الأمني غير المستقر وضرورة معالجته بمهنية وجدية .
إن من يضع الفيتو كمصدات أمام غيره (بذات الاستحقاق الانتخابي) او يرسم أمامه خطا احمر عليه ان لا ينسى ان الفيتو هو احتكار لاستحقاق انتخابي ومصادرة لأصوات قطاعات واسعة من الشعب أدلت برأيها وقناعتها بمن رأته مؤهلا لتمثيلها، فالمطلوب الكثير من الواقعية السياسية والابتعاد عن التشنجات والمواقف المرتجلة وغير المحسوبة التي تجعل من العملية السياسية مجرد سيناريو لتبادل الأدوار وإعادة إنتاج الخرائط الحزبوية واقتناص الفرص وتوزيع المغانم ووضع الألغام أمام الآخرين لدواع ٍ شخصية او مزاجية بحتة او لتوجهات بعضها عابر لتخوم الوطن او لمستويات في التعاطي السياسي مازال أمامها الطريق واسعا لتخرج من طور المراهقة السياسية.
اعلامي وكاتب عراقي [email protected]



#عباس_عبد_الرزاق_الصباغ (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وجدوى مقاييس الفشل؟
- الديمقراطية وفوضى التعبير
- تسييس الازمات
- الوطنية العراقية
- مسؤولية المجتمع الدولي تجاه العراق
- المعارضة ليست ترفا سياسيا
- العشائرية في المجتمع العراقي
- هل دخل العراق النفق مرة اخرى ؟
- المحلل السياسي
- الدولة العراقية وتحديات النجاح
- سلطة عراقية رابعة
- الانتخابات والمواطنة
- ثقافة التحزب وشخصنة الدولة
- بانوراما انتخابية
- الصدامية ... بين حلم العودة وكابوس الاجتثاث
- أصنام المالكي تغزو كربلاء
- عقدة الاستجواب
- هاجس المربع الأول
- الواقع المزري في كربلاء (2 2)
- العراق وفضاؤه الإقليمي


المزيد.....




- حصلا على قطعة منها.. صائدا نيازك يبحثان عن شظايا بعد سقوط إح ...
- شاهد.. دبان تسلّلا خارج حظيرتهما للاستمتاع بالعسل ووجبات خفي ...
- رحلات -اليوم الواحد الفائقة-.. صيحة سفر ذكية أم مغامرة مرهقة ...
- -ما الجملة الأخيرة التي قالها لك قبل أن يستشهد-؟ غزيون يستحض ...
- مقتل خمسة فلسطينيين أثناء انتظار المساعدات، وترامب يحث الطرف ...
- نتنياهو يشكر ترامب: معًا سنجعل الشرق الأوسط عظيمًا من جديد.. ...
- استمر ثلاثة أيام وقوبل باحتجاجات... حفل زفاف باذخ لمؤسس أماز ...
- -وحدة سهم- قوة أمنية غزية تلاحق عملاء الاحتلال الإسرائيلي
- تعرف على الآلية الأميركية الإسرائيلية في توزيع المساعدات على ...
- أميركا وإيران.. اتهامات متبادلة يتخللها حديث عن مباحثات بينه ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس عبد الرزاق الصباغ - الفيتو ...سلاحا سياسيا