أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الحزب والناخب














المزيد.....

الحزب والناخب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3111 - 2010 / 8 / 31 - 08:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزب جماعة بشرية،تسعى لأن تمثل تشكيلة اجتماعية محددة لخدمة مصالحها وتحقيقبعض طموحاتها الإقتصادية والثقافية،ولأن السلطة لم تعد تستمد سلطتها من ذاتها،بل من سلطة أخرى تشرع لها،فإن كل حزب يسعى للحصول على الأغلبية داخل هذه المؤسسة التمثيلية،والحزب يتكون من أفراديخضعون لنظام تراتبي وظيفي،يحدد به كيفيات اتخاذ قراراته ونشرها وتعميمهاعلى المواطنين،لكنه يتكون أيضا من فئة أخرى منتجة لمقوماته الإستراتيجية،تلك التي يسعى لتحقيقها كأهداف عندما يتسلم السلطة أ, يفوز بها،هذه هي قوة الحزب التي بها يكتسب كتلة ناخبةليست منتمية تنظيميا له،تصوت ثم تنسحب إلى انشغالاتها ،إلا من له مهارات سياسية إعلامية أو حتى تجارية تكون مفيدة للحزب،تخدم توجهاته،سواء كان في السلطة أو المعارضة،فأن يكون الحزب عماليا ليس معناه وجود كل العمال فيه،أو تحول قيادته إلى بروليتاريا،كما أن يمينية الحزب لاتعني احتكار الأغنياء له،فكم من غني دافع عن العدالة أكثر من الفقراء،وهذا ينطبق حتى على الأحزاب،التي لا تظل رهينة الإيديولوجي أ, الدوغمائي،فتغير تبعا لذلك توجهاتها المحكومة بابتداع كل ما يحقق مصالح بلدانها وأغلب فئات المجتمع الذي تسعى لتدبير شؤونه،هكذا هو الحزب في دول الحداثة،ليس جماعة تتوسع بانخراط الناس فيها،والسعي الدؤوب لأن يصير كل ناخب عضوا في الحزب يستقوي به في لحظات الإحتجاج أو حتى التمرد والمواجهة،ولا يرجع ذلك فقط إلى طبيعة الحزب فقط،بل إلى تركيبة الدولة وتاريخ المجتمع،بل حتى تاريخها هي أيضا،وهي تجربة الدول التي عرفت ثورات وعاشت بعدها تجربة الحزب الواحد، المالك للدولة سياسيا واقتصاديا وثقافيا،ومنها من اقتنع أو اضطر للقبول بالمشاركة في التنافس السياسي لأجل الفوز برضا الناخبين فانتصر في الإنتخابات ومنها من انهزم فتلاشى أو غير اسمه وتوجهاته السياسية والإيديولوجية ممتثلا لرغبة الناخبين معتبرا هزيمته انتصارا للديمقراطية ،ثم عاد للسلطة بعد أن جرب المجتمع غيره من الأحزاب السياسية،إنها لعبة الديمقراطية التي بها يتعلم المجتع نسبية الأحكام و المعايير القيمية التي يدافع الناس عنها دون تعصب أو عنف،بها ايضا تتعلم الدولة التخلص من عنفها مدركة أنه أبشع وسيلة تدافع بها الدول عن وجودها واختياراتها حتى لو كانت صحيحة،فكيف هي أحزابنا في المغرب؟؟
الحزب في المغرب له تاريخه،بحيث لا يمكن فصله عن صيرورة المجتمع المغربي نفسه،بحيث كانت هناك مرحلة الإستعمار،التي عايشتها الأحزاب الوطنية وتفاعلت معها،باقتراحاتها وحتى بمقاومتها في المدن والبوادي المغربية،ربما ترسخ بالتاريخ ارتباط الحزب بالحرية والمقاومة،كما أن سلطة ما بعد الحماية لم تتح للأحزاب المغربية إمكانية مراكمة تجربة الحكم واختارت بدلا عنها قوى ممثلة للأعيان ثقافيا واقتصاديا مما أدى فيما بعد للكثير من الإصطدامات التي دارت رحاها في الداخل والخارج،فرسخ في الحزب ضرورة الإنتماء التنظيمي كقوة فاعلة قادرة على تحريك الشارع والتحكم فيه احتياطا للمواجهات،وكل أشكال الإنتقام التي لجأ لها الحكم في بداية الإستقلال،فكانت قوة الحزب تقاس بقوته العددية ومؤسساته الموازية من جمعيات ونقابات وغيرها من الدروع الواقية كلجان الأحياء ،لكن حاليا يبدو أن الأحزاب الديمقراطية أدركت أن قوة الحزب في فعاليته التي لا تقاس بحضوره الجماهيري بل بعدد الأصوات المحصل عليها،إنها ما يؤهله كقوة لتمثيل الناس في المؤسسات التي تساهم إلى حد ما في تصريف القرارات او التأثير في فيها على الأقل.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزبية والحضارة
- غزة محاصرة,شعرزجل مغربي
- العلمانية والدين واليسار
- ثقافة السياسة
- حكومة القلق الفاسي
- تحايلات وتحالفات
- الحملات الإنتخابية
- اليسار المغربي
- التاريخ السياسي في المغرب
- الحزب في المغرب والحداثة
- المجتمع والسلطة في المغرب
- مغربي المفارقات
- الثقافة بين الرفض والإذعان
- سياسة الحقيقة وسياسة الحقيبة
- سياسة المثقف
- تحالفات سياسية
- متاهات التخلف
- اليتم قراءة في ديوان أشياء أخرى للمصطفى غزلاني
- الهروب من الجسد والهروب إلى الجسد
- دولة التنوير ودولة التهويل


المزيد.....




- الكويت.. شخصية صباح خالد الحمد المبارك الصباح بعد تزكيته ولي ...
- بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج دون تصريح في السع ...
- الرئيس الإماراتي يستقبل أمير قطر في أبو ظبي
- وزير خارجية ليتوانيا: رغم خطاباتنا الرنانة أوكرانيا اليوم في ...
- -مسؤول واحد يحبط التعيين الأهم بزمن الحرب-.. القناة 11: -شقة ...
- وزير تركي يكشف سبب انهيار المبنى السكني في اسطنبول
- 99 مليون مكسيكي يختارون أول رئيسة لبلادهم
- إعلان بيت حانون ومخيم جباليا منكوبتين وانتشال 120 شهيدا بالش ...
- بطلة -بريدجيرتون- الأيرلندية نيكولا كوغلان تجمع 1.2 مليون دو ...
- إعلام إسرائيلي: بايدن تجاوز نتنياهو وطالب الجمهور برفع الصوت ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الحزب والناخب