أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - مشوار














المزيد.....

مشوار


محمد علي ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 3074 - 2010 / 7 / 25 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


أول الحكاية
لو الحكاية لها أول
إني كنت في زيارة
وماكنتش ناوي أطوّل
لكن زيارة لمين؟
مش عارف
حقيقي مش عارف
جايز لحد أعرفه
وجايز لحد معرفوش
جايز لحد بحبه
أو لحد مابطيقهوش
مش عارف
ولا فاكر
وماتفرقش كتير
المهم إني نزلت في ميعادي
اللي أصلاً معرفش مين حدده
وفضلت ماشي، ماشي
شوارع تشيلني
وشوارع تحطني
شوارع فيها مطرة
وشوارع حر نار
شوارع فيها ناس
وشوارع كما الصحرا
شوارع زحمة
وشوارع ضلمة
شوارع فيها خُضرة
وشوارع من عَدَم
وفي كل شارع رصيف
وإشارة مرور خضرا
وبقيت أنا محتار
في أي اتجاه أمشي؟
وإزاي إذا مشيت في اتجاه
أضمن إني ماندمشي؟
وإكمني كنت مستعجل
ولا يمكن أبدأ م الأول
وعايز أرجع أوام
من تاني على بيتي
من تاني على أوضتي
لقيتني بقول خلااااص
أنا أحط لنفسي أساس
وعليه أمشي على طول
يعني أطاوع الصوت اللي جوايا
يقول يمين، أروح يمين
ناحية الشمساية، والحَر، والرملة
يقول شمال، أروح شمال
ناحية المطرة، والسقعة والضلمة
يقول الصوت طوالي
أخليني ماشي طوالي
يقول وَقَّف شوية
أركن على أي جنب
وآخد نفس عميق
بس المهم أفتكر
أنا مشيت إزاي
عشان أعرف أرجع من تاني
لنفس مكاني الأولاني
وفعلاً بدأت أطاوع خيالي
وأمشي في اتجاهه
شوية طوالي
وشوية داير مايدور
شوية يمين، شمال، قدام، ورا
وهكذا، بقيت عَبد لخيالي
مش من كُتر خصوبته
ده أنا مُرْغَم لا بطل
وهو كان قدامي بديل تاني؟
وبقيت بسيب ورايا علامات
أو تقدر تقول،
بقيت أحفر في الطريق ذكريات
مرة على رصيف حطيت صورة حد غالي
ومرة حفرت اسمي على لون الإشارة الأخضر
ومرة بنيت جبل رملة على شط من الشطوط
وعلى حيطة مهجورة فضلت أرسم خطوط
وهكذا دواليك
علامات، معاليك
لحد ما علِّمت الطريق كله
طريقي اللي اخترته أنا
بخيالي، وبصوتي الداخلي، وبكياني، وبحدسي
طريقي المفروش علامات من يومي ومن أمسي
وفضلت ماشي، ماشي
مش فاكر كام ساعة بالضبط
أو جايز كام يوم
معرفش
وتعبت طبعاً من المشي
وعطشت جامد أوي
والمياه اللي معايا خلصت
ولا كانت فيه أي مياه حواليا
ولا حتى مياه مالحة
لأني مشيت أكتر في ناحية الصحرا
وبقيت جعان جوع كافر
وخلااااص، بقيت مش قادر
ولا نخلة ولا بلحة
ولا فوقي طيور سارحة
تحط عالأرض، وبزلطة أرجمها كما الصياد
ولا سمكة قدامي سابحة
أصطادها برمح أصنعه من خشب الطريق
ولا حواليا بشر
أتاريني بالمختصر
وصلت في النهاية
لطريق مسدود
في آخره سد عالي
سور ضخم وغريب
مقدرش أتسلقه
أعلى من خيالي
وأعلى من عينيا
ووصلت لحد عنده
ولسه فيَّا بقايا عِند
ودقيت عليه كتير
قال إيه بحاول أهدمه
في الأول كان شديد
زيي تماماً، عنيد
خَلاني أترعب
لكني لقيت في السور فجوة
لقيتها بالصُدفة
حقيقي، بالصُدفة
جايز تكون مَخْرَج ليَّا من هنا
أعبرها وأنجز منها مشواري
لكن ثواني ثواني
آه يا حيرتي ياني
الفجوة مش أد جسمي
أصغر مني بكتير
محتاج عشان أدخلها
أرجع عقدين لوَرَا
أو أبذل دلوقتي مجهود كبير
شوية دقدقة بالعضلات
شوية تخبيط وتوسيع، بالمخ
وشوية طبطبة بحنيَّة
وعملت ده كله
وإديت للفجوة بوسة كمان
وقلتلها: يا ست يا فجوة
اتفتحي يا فجوة
لجل ما أشوف فيه إيه وراكي
إيه مستخبيلي على ناحيتك التانية
يمكن يكون بحر
يمكن جبل
يمكن إشار مرور حمرا أو خضرا
ويمكن بشر يعرفني ما ينكرني
والحق يا سادة
إن الطبطبة جابت نتيجة أحسن من الدقدقة
وكمان من التخبيط
ولمحت، وأنا بطبطب، فوق الفجوة بشبرين
أو قول تلاتة
مشروع فجوة تانية
يادوب مستنية على خبطة
من اللي بالعقل
نفسها تتخبطها
عشان تتفتح عالآخر
وأوامك اتصرفت
وإديتها طبعاً فوق الخبطة
كذا خبطة وخبطة
ولقيتها بسرعة بتتفتح
مش هي بس
دي فتحت مجرى طويل
بينها وبين الفجوة الأقدم
وزي الرهوان عَدِّيت من بين الفجوتين
بمنتهى السهولة
وقمت بدور البطولة
ونطيت عالبر التاني
اللي ورا السد الغريب
اللي كان من شوية راعبني وماليني بالإحباط
وفجأة لقيتني بقرَّب، بقرَّب من مشواري
من الناس اللي رايح لهم، من غير ما أعرفهم
والحاجات اللي لازم أقولها وأعملها، من غير ما أفهمها
ولما دخلت البر التاني
كانت صدمتي كبيرة
وسخريتي من نفسي أكبر
أصلي، في آخر الحكاية
لقيتني في نفس مكاني الأولاني
اللي اتحركت أصلاً منه
والسور أتاريه كان جدار أوضتي
وطبعاً بقيت أضحك على خيبتي
وبقيت مش عارف أنا اتحركت ليه
أو مين على الحركة زقني
ومين على الرحيل وزِّني
وما نابني غير إني اتعطلت عن بُكرة
وخسرت بالمرة مجهود وكام ذكرى
بالذات صورة الحد الغالي
اللي كان طيب قوي
ومكانش باقي عندي من ريحته
غير الصورة
بس بعد نوم عميق على سريري
صحيت مبسوط ومنفرجة أساريري
وقلت لنفسي،
وأنا بشرب كوباية الشاي الصباحية،
إيه يعني مشوار فِشِنْك؟
مش اتعلمت وطُفت وشُفت؟



#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعادة بإيحاء من مندليف
- مساراتٌ شتى - قصة قصيرة
- حكايات النظريات: ماكيافيللي والمتنبي، بين الغاية والوسيلة
- حكايات النظريات: سبينوزا وشمول الألوهية
- قبل أن تضع حرب البسوس 2009 أوزارها
- من دفتر يومياتٍ معتاد
- حكايات النظريات: رفاعة الطهطاوي، والتنوير عبر بوابة الاستغرا ...
- حكايات النظريات: ماركس والحتمية المادية للتاريخ
- حكايات النظريات: طه حسين ونظرية التأويل السياقي
- حكايات النظريات: الإدارة الإنسانية والحق في الإبداع
- حكايات النظريات: ابن رُشد ومحاكم التفتيش
- حكايات النظريات: اليد الخفية وحرية السوق
- حكايات النظريات: الشك المنهجي ونظرية الأفكار
- متوالية، بين نقل وعقل
- حكايات النظريات: الماجنا كارتا وحقوق المحكومين
- حكايات النظريات: البقاء للأصلح
- سيميترية التطرف - الجزء الأول
- سيميترية التطرف - الجزء الثاني
- وداعاً مروة
- ديالوج - قصة قصيرة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - مشوار