أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - السعادة بإيحاء من مندليف














المزيد.....

السعادة بإيحاء من مندليف


محمد علي ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 3048 - 2010 / 6 / 29 - 08:36
المحور: الادب والفن
    


كل ذرة أو فتفوتة سعادة بندوقها وكل تجربة بنخوضها وكل كيان بشري من كياناتنا الكتير الكتير بتكون عاملة - في رأيي - زي بونبوناية صغيورة ملفوفة في ورق سيلوفان أصفر شيك قوي وبيلمع، أخدتها في حفلة عيد ميلاد أو كعينة أو هدية في مول كبير أو اشتريتها من بقال صغير عشان تحلي بقك بعد أكلة سمك. قلب البونبوناية (النواة) عبارة عن كورة فيها حاجات إيجابية (بروتونات) شبه السكاكر الملونة أو الفواكه المجففة أو فرافيت البستلية بتاعت زمان، منها مثلاً إنك تحلم بأمنيات وإنك تشارك وإنك تحب وتتحب وإنك تجتهد وإنك تخطط وإنك تنفذ وإنك تعافر وتقاوح وإنك تحاول تاني بعد ما تفشل وإنك تغلط من جديد وإنك تتعلم من غلطك وإنك تطور نفسك بعد كل محاولة وإنك تتجرأ وتتجاسر وإنك تكر وتهجم وتهاجم. والكورة اللي في القلب فيها كمان حاجات محايدة (نيوترونات) زي قشر البندق المطحون اللي مش بيجيب حساسية إلا لأقلية منّا، زي إنك تتجنب المشاكل اللي ممكن تعطلك وإنك تتجنب النقاش مع اللي مش بيحترموا أساساً إيمانك بحرية التعبير ولا حقك في النقاش والجدل وإنك تبعد عن الناس المؤذية الشريرة اللي بتجيد الحقد والمكر أكتر ما بتجيد أي حاجة تانية في دنيتها الضيقة المظلمة وإنك تنسحب من الساحة بثقة لما تلاقي المكان مش مكانك وإن دخولك له من الأول كان غلط ومكانش مدروس صح وإن استمرارك في التواجد فيه تكريس لغلطك السابق. وفي قلب البونبوناية برضه فتافيت أصغر وأصغر (الكواركات) شبه بودرة جوز الهند المطحونة كذا مرة ملهاش دور محدد ولا طاقة كبيرة ولا وزن له قيمة بس أكيد الفتافيت دي بتؤثر علينا كل ما تتراكم على المدى البعيد أو كل ما نكون محتاجين حاجات بسيطة مختلفة تملا أيامنا وتجدد طعمها في عيوننا، زي ماتش فيفا 2009 مع نفسك ضد الكمبيوتر في مستوى صعوبة عالي جداً زي وورلد كلاس أو ماتش سكواش مع صديق قديم أو إنك تاكل شوكولاتية جميلة بالبندق تكافئ بيها نفسك على نجاح بسيط ومتوقع أو إنك تلاقي هدية بسيطة ورقيقة ومجهولة المصدر محطوطة على مكتبك في يوم غير عيد ميلادك وبدون مناسبة وبعدين تخمن صاحبها مين ويطلع صح أو إنك تتوقع حاجة جميلة زي إنك تترقى في شغلك تقوم تلاقيها بتتحقق بسرعة أو إنك تفكر في حد بتحبه تقوم تلاقيه بيطلبك أو بيرن الجرس عليك إو إنك ترسم رسمة لبيت وجنينة تحت المطر والشمس طالعة أو تشخبط شخبطاية عشوائية في وسط محاضرة والدكتور يشوفك ويطنش. وحوالين قلب البونبوناية بتدور حاجات سلبية صغيرة (الإلكترونات)، عددها ممكن يكون كبير وممكن يكون صغير، بتلف حوالين القلب بصورة عشوائية، بسرعات متفاوتة، في مدارات شبه متوازية، وكل ما تحاول ترصدها تلاقي نفسك أثرت عليها وغيرت مساراتها وخليتها أغمض وأغرب. حاجات سلبية زي عاداتك القبيحة اللي مش عايز أو مش قادر تغيرها (سجايرك الصبح، صوتك العالي وتشويحك في الكلام، مقاطعتك المستمرة لغيرك في الكلام، تحرشك بالبنوتات الجميلات في الأتوبيس وانت صغير اللي فضل مستمر معاك لحد معاكستك الستات المحترمات في المول وانت كبير، تجسسك على مراتك وعلى ولادك، الخ الخ)، وزي إصرارك على إدخال ناس أشرار في حياتك وإبقائهم فيها والاعتزاز بدورهم فيها رغم إنك فاهم وعارف بس بتكابر أو عينك على دروس مجانية في الشر منهم، وزي تقييمك للناس بالمظاهر قبل أي حاجة، وزي طمعك، حبك للنميمة، غيظك من نجاحات الآخرين اللي بتعرف تداريه كويس، استلذاذك عذاباتهم، الخ الخ. وكل ما كان عدد الحاجات السلبية دي كبير كل ما حتكون أغلس وظلك أتقل وبيشع غبار ثقيل وخطير على اللي حواليك يؤذيهم بشدة (كأن كيانك أصبح ذرة يورانيوم رقمها الذري كبير ووزنها الذري أكبر). إنما لو كانت الحاجات السلبية دي اللي بتغلف لبك الداخلي قليلة العدد حتلاقي نفسك أحسن وأخف وأطيب وأنقى ومش بتشع على اللي حواليك غير ترطيب مستحب كأنك نسمة أو ذرة هيدروجين عندها إلكترون واحد حوالين نواتها مستكفية بيه من الطبيعة ومش بتبص لفوق كتير بس بتعرف تحلق فوق عالي قوي عشان خفتها. وجنب كل ده، فيه حاجات غامضة أو شبه غامضة جواك - قصدي جوة البونبوناية - أو عوامل حواليك أو فيك تأثيرك عليها شبه صفري، زي أجسام ألفا (عواملك الوراثية وتأثراتك المجتمعية) وأجسام بيتا (الأحلام اللي بتشوفها في منامك، تعبك واضطرارك للنوم كل يوم حتى في عز ما بتكون محتاج كل ثانية نشاط، الخ الخ)، وجايز كمان يكون جوة ذرات سعادتك أو تجاربك أو كيانك مادة سودا معتمة (ممكن تكون فيها شيفرة موتك: طريقته المرجحة في ضوء نمط حياتك ومدى ميلك للمخاطرة، ميعاده المتوقع في ضوء عدد خلاياك غير القابلة للتجدد اللي بتفنيها يومياً، الخ الخ). لكن المهم إن السعادة ممكن تتحقق من غير ما نفهم كل العوامل دي بالتفصيل وبعمق،، أو قصدي أقول إن الاستمتاع بطعم الونبوناية ممكن يتحقق بدون الحاجة لتحليلها كيميائياً وفصل عناصرها عن بعضها في المعمل.. البساطة والقناعة والرضا والتخطيط المبدئي فيهم سر كبير، مع بعض ومش فرادى.



#محمد_علي_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساراتٌ شتى - قصة قصيرة
- حكايات النظريات: ماكيافيللي والمتنبي، بين الغاية والوسيلة
- حكايات النظريات: سبينوزا وشمول الألوهية
- قبل أن تضع حرب البسوس 2009 أوزارها
- من دفتر يومياتٍ معتاد
- حكايات النظريات: رفاعة الطهطاوي، والتنوير عبر بوابة الاستغرا ...
- حكايات النظريات: ماركس والحتمية المادية للتاريخ
- حكايات النظريات: طه حسين ونظرية التأويل السياقي
- حكايات النظريات: الإدارة الإنسانية والحق في الإبداع
- حكايات النظريات: ابن رُشد ومحاكم التفتيش
- حكايات النظريات: اليد الخفية وحرية السوق
- حكايات النظريات: الشك المنهجي ونظرية الأفكار
- متوالية، بين نقل وعقل
- حكايات النظريات: الماجنا كارتا وحقوق المحكومين
- حكايات النظريات: البقاء للأصلح
- سيميترية التطرف - الجزء الأول
- سيميترية التطرف - الجزء الثاني
- وداعاً مروة
- ديالوج - قصة قصيرة
- لو زارني فرح ساعات


المزيد.....




- الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة بوليتزر للتعليق الصحفي ع ...
- رسوم ترامب على الأفلام -غير الأميركية-.. هل تكتب نهاية هوليو ...
- السفير الفلسطيني.. بين التمثيل الرسمي وحمل الذاكرة الوطنية
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أكثر 70 فنانا يوقعون على عريضة تدعو لإقصاء إسرائيل من مسابقة ...
- -الديمومة-.. كيف تصمد القضية الفلسطينية أمام النكبات؟
- ترامب يواصل حرب الرسوم.. صناعة السينما تحت الضغط
- من فاغنر إلى سلاف فواخرجي: ثقافة -الإلغاء- وحقّ الجمهور بال ...
- سيرسكي يكشف رواية جديدة عن أهداف مغامرة كورسك
- الأفلام السينمائية على بوصلة ترمب الجمركية


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي ثابت - السعادة بإيحاء من مندليف