أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - معضلة حطمت التوقعات














المزيد.....

معضلة حطمت التوقعات


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3070 - 2010 / 7 / 21 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توقع الكثيرون ان يكون الشعور الطائفي قادرا على تعجيل الاصطفافات الطائفية التي تقلص من عدد الاطراف المتنازعة على رئاسة الحكومة بما يسرع في تشكيلها، وبدت هذه التوقعات قريبة التصديق، لكنها سرعان ما تبددت مع مرور الوقت دون ان يتمكن متنافسو اليوم وحلفاء الامس من اجتياز عقبة ترشيح رئيس للحكومة وبذلك فقدت السياسة العراقية احدى ادوات التوقع فيها بتقليص القوة السياسية للطائفة وقدرتها على تشكيل التحالفات.
وتوقع الكثيرون ان يكون العامل الامريكي قادرا على تشكيل التحالفات وتوزيع المهام والمناصب بين العراقيين، وبدت هذه التوقعات قريبة التصديق مع ضغط الجداول الزمنية لسحب القوات الامريكية من العراق، بل ان هذه التوقعات انتعشت كثيرا مع زيارة جو بايدن نائب الرئيس الامريكي للعراق ولقائه بمختلف الاطراف والزعامات العراقية، ورغم ان الرجل وطاقمه قال مرارا وتكرارا انه لايحمل مشروعا محددا ولم يقترح اي صفقة على العراقيين، الا ان الكثرة الغالبة من العراقيين لم تقتنع بما قاله بايدن واعتبروا مايقوله نوعا من الدبلوماسية والسلوك المجامل الذي لا يريد اظهار العلاقة بين الامريكان والعراقيين وكأنها علاقة مبنية على الضغوط والتوجيهات، من واشنطن الى بغداد، لكن بايدن عاد الى بلاده ورغم السيناريوهات التي تم تسريبها خلال زيارته لبغداد فأن الايام مرت لتثبت ان بايدن كان صادقا في اقواله او على الاقل انه لم يتمكن من فرض مشروع او صفقة ما على فرض انه طرحها اصلا، وبذلك فقد العراقيون اداة توقع اخرى هي الاداة الامريكية.
وتوقع الكثيرون ان تتمكن دول الجوار وخاصة ايران من اقتراح تركيبة ما تستقطب القوائم الكبيرة لتشكل نواة التحالف الحكومي المقبل، وبدت هذه التوقعات قريبة التصديق مع تواصل الزيارات الى طهران وعقد الاجتماعات بين الفرقاء العراقيين على الاراضي الايرانية كما استقبل الايرانيون ممثلين ووفودا عن القوائم الفائزة وانتعشت هذه التوقعات مع دخول سوريا على خط التفاوضات العراقية لكن يبدو ان لاشيء تمخض عن دور الجيران.
وتوقع الكثيرون ان تساهم السقوف الزمنية الدستورية في اجبار القوائم العراقية على التقارب للاسراع في تشكيل الحكومة خشية الوقوع في المحاذير السياسية والخدمية والامنية والاقتصادية فضلا عن الفراغ الدستوري، وبدت هذه التوقعات قريبة التصديق مع انعقاد الجلسة الاولى للبرلمان في الرابع عشر من حزيران الماضي، لكن التوقعات تبددت وتراكمت المحاذير واتسعت ودخلت البلاد في حلقة الشبهات الدستورية دون حدوث اي اختراق تفاوضي يمهد لتشكيل الحكومة، وبدت جميع الاطراف المتنافسة في حالة استرخاء غريب يتناقض مع درجات الحرارة المرتفعة في بغداد ومع تزايد السخط الشعبي في البلاد، وفقد العراقيون قوة الدستور كأداة للتوقع في بلادهم.
وتوقع الكثيرون ان تتمكن القوائم الفائزة من ابتكار تحالفات او صفقات تساعد في اخراج العملية السياسية والعراق ايضا من المأزق المعقد وانتعشت هذه التوقعات وقاربت التصديق مع سيل الاجتماعات والاعلانات المتلاحقة عن قرب التوصل الى تفاهم سياسي، ومع تواصل القمم بين الزعماء العراقيين، لكن الصورة بهتت وصار كل شيء مألوفا وغير ذي معنى، والتصريحات والاجتماعات واللقاءات كلها امورا يومية لا جديد فيها، وبذلك خسر العراقيون ثقتهم بالعقل السياسي المحلي.
تشكيل الحكومة العراقية تحول الى معضلة تحطمت على صخرتها كل التوقعات والاخطر انها معضلة افقدت العراقيين بوصلة التوقع والتخمين، وهي اذ نسفت او قلصت من تأثير بعض القوى فإنها لم تفصح عن القوى الجديدة المؤثرة في رسم الخارطة السياسية وتشكيل التحالفات، لكن ماذا لو تكن هناك اي قوى اصلا، او ان القوى الموجودة غير مستعجلة في انهاء الازمة، او انها لا تريد انهاءها؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سفير جديد وخطة جديدة
- ما يشبه الرثاء
- منطق الحكومة
- الكلمة الكريهة
- ذكرى هادئة وانسحاب منسي
- قمة ومئة مليون دولار
- ألعاب تفاوضية
- هل انطلق قطار القيود؟
- ملف الغضب
- نسيان أمريكي
- جليد في بغداد
- عندما يضيع الأثر
- ملفات الصحافة في عيدها
- في القراءة الطائفية
- الامن..تحسن أم استقرار؟
- حكومة مصيدة
- عندما لايحدث شيء..جلسة مفتوحة
- واجب وطني وشرعي
- مؤتمرات البعثيين
- خط مستقيم أو صراع ديكة


المزيد.....




- ما حقيقة -الوقفة التكتيكية- للقتال في غزة التي أعلنها الجيش ...
- شاهد: قوات الأمن الروسية تحرر رهائن وتقتل محتجزيهم في مركز ا ...
- الحرب في غزة| قصف مستمر رغم -الهدنة التكتيكية- وبايدن يرسل ...
- شاهد: الشرطة الألمانية تطلق النار على رجل هدد عناصرها بفأس و ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 6 مسيرات في 3 مقاطعات
- غروسي: واشنطن تدرك أن حظر استيراد اليورانيوم الروسي غير واقع ...
- الولايات المتحدة و-القمع- من أجل الحرب!
- حادث تصادم بين قطاري ركاب وبضائع في الهند (فيديوهات)
- -واشنطن بوست- تكشف عدد السجناء الذين يخدمون حاليا بالجيش الأ ...
- دعوة صينية للعالم للتحرك معا دفاعا عن حقوقه في وجه القيود ال ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - معضلة حطمت التوقعات