العصر الفكتوري

باسم العوده

الحوار المتمدن-العدد: 3062 - 2010 / 7 / 13 - 17:53
المحور: الادب والفن
    

العصر الفيكتوري 1873-1901
وظهور الحركة العصرانية
تي أج فرانسز
ترجمة باسم العودة

إن مصطلح العصر الفيكتوري كان يطلق على معظم القرن الثامن عشر الذي شهد الكثير من التطورات الأدبية والدينية والسياسية عندما تسلمت الملكة فيكتوريا عرش انكلترا . الملكة فيكتوريا (Queen Victoria) ملكة بريطانيا العظمى وآيرلندا (1837-1901 م) وإمبراطورة الهند (1876-1901 م) أيضا، كانت حفيدة للملك "جورج الثالث"، تنتمي إلى أسرة هانوفر ذات الأصول الجرمانية. كانت فيكتوريا آخر حاكم بريطاني يترك بصماته على الحياة السياسية في البلاد. عاشت (في لندن - أوزبورن، جزيرة ويت 1901 م)
ولدت في الرابع والعشرين من مايس عام 1819 ، في العاشر من يناير عام 1837 توفي عمها (وليم 1V ) ، حيث أصبحت ملكة بريطانيا في عمر الثامنة عشر ، وعلى نحو عاجل وقعت في حب ابن خالها الألماني الأمير ( ألبرت) وتزوجا في العاشر من شباط عام 1840 ، بين عامي 1841 و 1851 حصلت الملكة على تسعة أولاد ، أربعة من الذكور وخمس بنات ، كان الأمير (ألبرت) مهتما بألاداب والفنون والعلوم والصناعة وكان متحمسا في بناء القصر الكريستالي ، وعلى نحو مفاجئ توفي نتيجة لإصابته بالتيفوئيد عام 1861 ، وقد أثرت هذه الحالة على حياة الملكة تأثيرا كبيرا لبست السواد طيلة حياتها المتبقية ولمدة طويلة لم تظهر في المحافل الاجتماعية مما سبب لها العزلة التامة عن المجتمع الانكليزي ، كتبت في مذكراتها (حياتي كالشخص السعيد الذي أنهيت حياته) توفيت عن عمر ناهز الثمانين في 22 كانون الثاني عام 1901 حيث يدأ العهد ( الادواردي) . لقد حصلت تطورات كبيرة على مختلف المستويات قبل وأثناء العصر الفيكتوري وخاصة في المجال الأدبي حيث ظهر شعراء جدد جددوا في روحية الفنون الأدبية ، الشعراء (كيت ، شيلى ، بايرون) توفوا قبل عام 1830 بعد ذلك التاريخ (ووردسورث) لم يمتاك شيئا يقدمه حتى يضاف إلى الأعمال الأدبية ، بمعنى أخر ان الحركة الرومانسية استمرت دون توقف إلى العهد الفيكتوري ، لكن فترة من الزمن تأخر ظهور شعراء جدد ، أحداث كثيرة ومهمة وقعت في هذا العصر ، وعنما جاء الشعراء الجدد فأن روح العصر قد تغيرت وظهرت مسائل تلفت النظر ، هذه المسائل تهتم بالانتعاش الاجتماعي ورفاهية الفرد في الأمة ، وبعد رد الفعل من إفراط الثورة الفرنسية فقد كان هناك نشاطا مفعما بالحيوية عند الثوريين ومن إحدى النتائج الاهتياج الذي حصل في انكلترا الذي يطمح لإصلاح النظام الدستوري وكان التعليم يتخلل باستمرار الى هذه الطبقات التي لاتزال أمية غير متعلمة ، وان الروح الديمقراطية أخذت تدرك بأن قوتها في نمو مستمر وفي نفس الوقت تقريبا بدأت النظريات العلمية بالانتشار هناك والتي كان لها التأثير العميق في إدراك الإنسان لمفهوم الطبيعة . (ليلي) قرأ في طبقات الأرض ليبرهن دحض الفكرة التي كانت مقبولة في خلقها . وليس من العجب فأن الجيل الفيكتوري كان جادا ولانهم كذلك فقد كانوا مفتاح التدوين في أدبهم ، سوف نجد الكثير من قصائدهم صعبة القراءة وحتى المبهجة منها ، ليس لموضوعها فحسب وإنما بشكلها السائد فهي فكرية تولد بعض العلاقة مع الصعوبات الجديدة التي قد تظهر ، إن طريق الرجال للنزعة سوف يستجيب للصعوبات كأمثال تلك القصائد التي تعتمد إلى حد بعيد على مزاجهم في هذه الفترة . كان (تينسي) متماشيا مع الأفكار العلمية في زمانه ، نذر نفسه كمترجم ومعلم لمواطنيه ، كانت صعوبته الأولى معهم هي كيفية التوفيق بين العلم والدين ، كما وان شعره يتناول تغلب الإخلاص على الشك الساذج ، من جهة أخرى كان ( آرنولد و هاردي) متمردين إضافة إلى ذلك تواقي الإخلاص إلى أسلافهم ، أما( بيرن) فكان وثنيا يبجل أمنا الأرض وقوتها الجوهرية مع عاطفة بدائية . ظهر في هذا العصر كتاب للرواية أيضا بحيث أصبحت الرواية الشكل القيادي للأدب في اللغة الانكليزية ، الكتاب في هذه الفترة كانوا أكثر اهتماما لمواجهة الذوق العام لقراء الطبقة الوسطى من محاباة أصحاب المؤسسات الارستقراطية ورؤساء المحافل الماسونية . الأعمال المعروفة والمشهورة في هذا العصر هي تلك الأعمال التي تشتمل على الروايات العاطفية (للأخوات برونتي) ، المقطوعة الهجائية ( (VanityFair للكاتب (وليم ماكبيس) كما وتشمل الروايات الواقعية التي كتبت من قبل (جورج اليوت) و ( أنتوني ترولوبس) الذي صور حياة ملاكي الأرض وطبقة المحترفين للمهن الحرة . على هذا المشهد الأدبي ظهر (تشارلز ديكنز) في ثلاثينات القرن الثامن عشر والذي كان نشره متسلسلا ، كتب حول لندن المفعمة بالحياة وكفاح الفقراء بشكل رائع وكانت كتاباته مرغوبة من قبل كل طبقات القراء ، أعماله المبكرة كانت أعمالا كوميدية مثل (وثائق بيكويك) أما أعماله اللاحقة فكانت تتسم بالغموض دون ضياع نزعته في التصوير بطريقة كاريكاتورية . عام 1847 ظهرت روايات مثل (جين اير) للمؤلف (شارلوت) (مرتفعات وذرنج) للروائية (أميلي) و (Agnes Grey) للروائي (آن) بعد أن بحث هؤلاء المؤلفين عن دور نشر مضمونة كي تنشر أعمالهم . أيضا هناك روايات ظهرت تناولت مواضيعها الأمور الريفية والحالة الاجتماعية والاقتصادية المتغيرة للريف نلاحظها في روايات (ثوماس هاردي ، اليزابث ، كليغورن كاسكل) وآخرون . أما الرموز الشعرية المتقدمة في هذا العصر فهي (الفرد تينسون ، كريستيانا روستي ، روبرت براوننك , اليزابث باريت ، دانتي كابريل روستي ، ماثيو ارنولد ) .وفي هذا العصر تطور أيضا أدب الأطفال كنوع أدبي منفصل وقسم من هذه الأعمال حصل على شهرة عالمية كأعمال (لويس كارول ، أدورد لير) وكلاهما استعملا يما يسمى ب(شعر الهراء) . ومن ضمن الروايات التي ظهرت في هذا العصر سميت بروايات المغامرات ، كروايات (انتوني هوب) و ( روبرت لويس ستيفنسن) كتبت هذه الروايات للبالغين في وقتها لكنها صنفت ضمن أدب الأطفال فيما بعد . من كتاب أدب الأطفال أيضا المؤلفة (هلن بياتركس بوتر) وكانت مؤلفة انكليزية رائعة على مستوى عال من الشهرة في أدب الأطفال والتي أظهرت شخصيات الحيوانات ، وفى عقدها الرابع طبعت (بوتر) كتابها الذي نال شهرة واسعة ونجاحا كبيرا (حكاية الأرنب بيتر) وتواصلت في الإنتاج حتى وصلت أعمالها إلى ثلاثة وعشرون كتابا للأطفال وعلى أثرها أصبحت امرأة غنية ..مؤلفاتها تقرأ كما تقرأ أعمال (لويس كارول) وتطبع إلى يومنا هذا . إن حركة الحداثة المعروفة (بالعصرانية) في الأدب الانكليزي نتجت من الإحساس العام بالتحرر من الوهم والاسترشاد بالاتجاهات الحقيقية للعصر الفيكتوري ، إن هذه الحركة تأثرت بصورة كبيرة بالأفكار الخيالية ، كتابات (كارل ماركس) السياسية ، بنظريات التحليل النفسي إلى اللاشعور – سيكموند فرويد – إضافة إلى ذلك حركات الفن القارية نحو الانطباعية ثم ظهور التكعيبية كلها كانت إلهاما مهما للكتاب العصريين بالرغم من إن الحركة الأدبية العصرية وصلت إلى قمتها بين الحربين العالميتين الأولى والثانية . (جيرارد مانلي ، أي هوزمان )، الشاعر والروائي ( ثوماس هاردي ) كتبوا قليلا في هذه الحداثة المبكرة في انكلترا خلال العصر الفيكتوري . بعدها ظهرت أعمال رئيسية تتصف بالحداثة وتواكب العصر من ضمنها مجموعة القصة القصيرة ((Dubliners للقاص (جيمس جويس) و (قلب الظلام) للكاتب (جوزيف كونراد) وأعمال شعرية ودرامية إلى (وليم بوتلر يتس) . أما الروائيون المهمون بين الحربين (فرجينيا وولف ، أي أم فورستر، ايفالين ووف ، بي جي ودهاوس ، دي أج لاورنس) إضافة إلى (تي أس آليوت) كان من متفوقي هذه الفترة . وهناك عبر الأطلسي الروائيون (أرنست همنجواي ، وليم فوكنر) والشعراء (والاس ستيفنسن ،روبرت فروست) طوروا هذه الحداثة الجمالية في أعمالهم الأدبية الى ابعد مايمكن .

#باسم_العوده (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات