أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تفكك الشخصية














المزيد.....

تفكك الشخصية


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 929 - 2004 / 8 / 18 - 13:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعدد المعايير وازدواج الواجبات وضمور الحق

تعدد المفاهيم والعناصر الأساسية يفرض تعدد المعايير,وكما في الواقع الموضوعي نحتاج لمعايير متعددة ومختلفة كالمتر والكيلو والأمبير والواط الخ..,لتحديد ومعرفة المواد المختلفة والمتنوعة, كذلك في حقول المعرفة نحتاج لمعايير مختلفة,وذلك أمر مفهوم ولا خلاف جدّي عليه.
لكن تعدد الواجبات وبالأخص ازدواجها مشكلة جوهرية,ينجم عنها تفكك الشخصية بشكل مباشر وفوضى اجتماعية وانحطاط أخلاقي مهلك. منذ قرنين أثبتت تجارب بافلوف التي اقتصرت على الحيوانات(لنفاذ بصيرة عميق), أن العصاب يمكن إنتاجه دوما بازدواج الغاية أو المؤثر, والحيوان المسكين الذي يتعرض لذلك الشرط, لا يختلف عن شبيهه البشري عندما يوضع في مناخ مشابه. في مجتمعاتنا العربية والإسلامية نتعرض يوميا لأضعاف شروط بافلوف البسيطة, وتفتك العصابات المختلفة والعقد بسلامة الشخصية وأمنها الأساسي, وبدلا عن مواجهة المشاكل المباشرة والواضحة, لحلّها أو للتخفيف من مضارّها, نهرب ونتهرب إلى التنظير والتعميم وهنا أقصد العقلاء فينا,وبذلك نؤمّن حاضنات ملائمة لمختلف الأمراض النفسية والاجتماعية, وعندما نتطلع إلى الوراء نجد الأسلاف أكثر جرأة ونزاهة ومعرفة,أمثال الكواكبي وطه حسين وسواهم, ممن تصدّوا للمشاكل الاجتماعية والمعرفية, وأخفقوا في تغيير الأسباب والشروط,التي نرزح تحت وطأتها بدرجات أكثر قتامة.
الحقوق والواجبات وجها عملة واحدة,لا يمكن الفصل بينهما, إلا بتخريب العملة وفقدان قيمتها, كما هو حاصل اليوم, جهة وأفراد يحتكرون الحقوق, والبقية مجبرون على تنفيذ الواجبات المتناقضة, وعند أي اختبار جدّي كما نعرف جميعا, يفرّ أصحاب الحق أو اللذين احتكروه طويلا(لينجوا بجلودهم فقط), وتستسلم الأكثرية لقدرها وسادتها الجدد, كما فعل ميشيل عون وصدام حسين وأسامة بن لادن والملا عمر, وكما فعل اللبنانيون والأفغان والعراقيون وكما فعل قبلهم الفرنسيون و الألمان والروس واليابانيون, سيفعل الجميع ما دام الحق والواجب مفصولين بمسافات فلكية, وستبقى العلاقة بين من لا يملك ومن يملك مقتصرة على الحسد والكراهية أو والترفع والاحتقار. المشكلة في ضخامة الواجبات وهزال الحقوق,وكل الباقي تفاصيل مهملة لا ينفع النفخ فيها.
من هذا المنظور تركزت كتابتي على الشأن السوري, وقضية الفرد, واقترنت بالتجربة المعيشية والثقافية, وعندما تدخل الجميع في القضية العراقية, تركز رأيي بضرورة الإصغاء للعراقيين وتكوين معرفة فعلية بما يحدث في العراق, وضع المرأة والطفل والفقير والمختلف, وأجملت مخاوفي الأساسية في اختزال العراق والعراقيين بالجانب السياسي, وتحويل المعاناة البشرية إلى مشهد مسرحي ومناظرات خطابية,هدفها وغايتها حصة أكبر من الكعكة المدمّاة, ويبقى الخوف والخطر في تربية العراقيين مجددا على ثقافة الموت, التي تعتبر قطرة الماء وحبة الرمل وبقية الشعارات الطنّانة أهم من الحياة. كيف يمكن تفسير حالة الحماس الزائد والمتهور في قتل النفس وقتل الآخر؟ هل هو اليأس وانعدام الثقة بالمستقبل, أم ثقافة الموت التي تضخّها وسائل الإعلام المختلفة,ألا يوجد دور مختلف للأدب والفكر عن البرامج السياسية والتحريض الغوغائي؟
لا يمكن لعاقل إهمال الدور الذي لعبته الحكومات العربية في الانحطاط الذي تعيشه منطقتنا, لكن الوضع العراقي يكشف أن الأزمة لا تقتصر على مشكلة الحكم, وغياب الإصلاحات الديمقراطية وعدم الالتزام بحقوق الإنسان من قبل السلطات الحاكمة _على أهميتها ,بل تتعداها إلى أزمة أخلاقية وفكرية تطال المكونات الأساسية في الشخصية العربية والمسلمة, وتبرر الشك في البديهيات والمسلمات جميعها, وقبل ذلك الشك في القيم السائدة ,الموروث منها والمستجد.
كيف يتحول الرأي العام في البلدان العربية, من التضامن والتأييد الذي يقتصر على حق الموت للفلسطيني والعراقي إلى الـتأكيد على حق الحياة!؟
المعيار الأخلاقي الموحّد عند الفرد يتوافق مع مبدأ تكافؤ الفرص في المجتمع, على العكس من حالة تعدد المعايير الأخلاقية التي تتغذى من, وتغذي مبدأ العلاقات العائلية والطائفية والعرقية, التي تستبدل الأفراد المتساويين في الحقوق والواجبات,بالأخوة وأبناء العمومة والغرباء.


حسين عجيب



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة
- وردة المتوسط
- موقع الرأي
- رأي هامشي سوري حول موقع الرأي الشيوعي السوري
- خيبة الثقافة العربية
- الشخصية اللصوصية
- جفاف عاطفي 2
- جفاف عاطفي أو الرماد السوري
- لا بد من الشعور بالمرارة
- الرأي والحقيقة
- مجّانية الرأي
- بؤس الأيديولوجيا
- تحولات أيديولوجية_2
- خداع الذات
- الليبرالية في سوريا - 3
- الليبراليون والأيديولوجيا - 2
- الليبراليون الجدد وحظائر الأيديولوجيا
- حقائق بوذا


المزيد.....




- نظرة على ترسانة إسرائيل النووية.. هل هي سرية وما مخاطر قصف ا ...
- قبل ساعات من اجتماع بالغ الأهمية.. ماكرون يكشف عن عرض أوروبي ...
- المغرب.. طلبة يحتجون على هدم مساكنهم الجامعية
- غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم كان ي ...
- أضرار في مفاعل آراك الإيراني جراء غارات إسرائيل وتطمينات بشأ ...
- قطر تحذّر من خطورة القصف الإسرائيلي لإيران على إمدادات الطاق ...
- آمال وآلام.. آلاف الطلبة بغزة لم يشملهم امتحان -التوجيهي- لع ...
- كاتب إيراني: أعارض النظام الحالي ولكن حبي لإيران يفوق كل شيء ...
- استهداف إسرائيلي جديد لمنتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط ...
- غارات إسرائيلية على مناطق مختلفة بقطاع غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - تفكك الشخصية