أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل














المزيد.....

الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 925 - 2004 / 8 / 14 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تمر هذه الأيام الذكرى المئوية لرحيل الكاتب الفذ أنطون تشيخوف, أكثر من رأى البشر بدون أقنعة وأوهام القضايا الكبرى,وابصر شخصيات الإنسان الصغير في مختلف المواقع والمواقف,وكان يدرك بنفاذ بصيرة استثنائي أن للإنسان الصغير دورا واحدا يؤديه في خدمة الرمز أو القضية,وهو مسلوب الإرادة والهدف دائما. ومن المفارقات المحزنة التي صارت معروفة بعد موت الكاتب, أن حياة تشيخوف وموته عبث بهما الإنسان الصغير,وكأنه في قصة ضيموف ينبأ بمصيره الشخصي بعد سنين, حيث تجهض زوجته في منزل بعيد ومجهول ودون أن يعلم بذلك مؤلف عنبر رقم 6 وموت موظف ووحشة وسواها,وبقي مترفعا عن الحكم الأخلاقي , الذي يتبارى الكثيرون في عصر الانترنيت وحقوق الإنسان, في استخدامه سلاحا مزدوجا وبديلا عن التبصر وسعة الأفق. مات تشيخوف دون أن يعلم أن الإنسان الصغير سيحكم روسيا ثم بقية العالم بأسماء لينين وستالين وبوتين ويحكم الجهات الأخرى بأسماء هتلر وموسوليني وتشر شل وديغول وبوش والخميني والقائمة تطول وتطول ...
للإنسان الصغير بصيرة وعقل وبقية الحواس, وتبقى غريزة الموت تشده إلى الدم والعنف والثأر في حلقة مفرغة يجول في داخلها الرعب والجنون,لتتحول الأدوات والمكتشفات المبتكرة دوما إلى وسائل دمار وهلاك.

*

المعاناة والألم مخلفات الرجل الصغير لأهله وأصدقائه وأعدائه,وحدهم الأطفال قبل جفاف المشاعر وجمود الأفكار,يدركون عبثية ما يحدث,وبعضهم ينجو من المصير الذي تعده العائلة والوطن والعقائد,بالموت المبكر,وينجح الإنسان الصغير في إغلاق جميع المنافذ_العشق واللعب والتخيل_هي العتبات الصغير ة لكنها تكاد لا ترى أمام الأنفاق العملاقة التي أقامها أهلهم وذويهم,ولا يمكن النجاة من إغرائها أبدا أبدا.
ما الذي يحدث في كر بلاء والنجف والفلوجة والبصرة وفي رام الله وجنين وفي القامشلي وعفرين ودمشق وحماه,ما الذي حدث في باريس ولندن وبرلين وبترسبورغ وهيروشيما وناغازاكي ونيويورك!إنها لعبة الرجل الصغير التي لا يعرف سواها,لا اليوم ولا غدا.
صديقي محمود ترشحاني عاد من بيروت ال82 بعبارة واحدة: جميعنا قتلة ونحب القتل.لا يمكن التفريق بين العدو والصديق بعدما تنتشر رائحة الموت,عاد إلى موسيقاه وعوده وكأسه,وبعده كتب صديقي عماد محمد:
لا حقيقة إلاها وكأس من الخمر
اشرب حتى ترى الخمرة جدارا وترى الجدار امرأة.

لكن الرجل الصغير يعرف أن في الشراب والعشق هلاكه, فيحاربهما حتى الموت. وقد امتلك من الأسلحة ما يكفي للقضاء على آثار الحياة في هذه الأرض الصماء.

*

لا يعنيني إن استوزر مقتدى الصدر أو قتل أو سجن, ولا يعنيني بشيء خصومه أو سادته,في العراق الجديد الخ..., الذي سيبنى على مسلخ بشري يبرر صدام ويفسره. كفرت بالعراق وأهله, حكامه ومقاومته وأنا أتفرج على جموع مرعوبة ومرعبة,لقد أفلت الرجل الصغير من قمقمه,ولا موقف ولا رأي لي فيما أراه سوى الرجاء اليائس بعودة العقل.
إن دمعة طفل أهم من الديمقراطية والوطن والأديان والآلهة,وفي عراق اليوم قطعان الرجل الصغير تدوس الأطفال وأحلامهم,ولا شئ يبرر ذلك.
فرحت بسقوط الطاغية واستبشرت بعراق جديد,وها أنا اليوم بالكاد أمنع نفسي من القول جهارا,إن هذه البلاد لا يناسبها سوى أمثال صدام والقذافي وعرفات, ولن أزيد, شهاب الدين أسوء من أخيه.
كان علي أن أبقى منذ البداية مع الكأس والشعر.
للشعر مجانينه وللسياسة مجانينها,وكل مصيبة منهما,تغمر الإنسان الصغير_مثلي ومثلك_مدى العمر.
هذه زفرتي الأخيرة على العراق
وسأعود
إلى كأسي وأشعاري وعزلتي
حسين عجيب 12|8



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعدد المعايير
- معايير مزدوجة
- وردة المتوسط
- موقع الرأي
- رأي هامشي سوري حول موقع الرأي الشيوعي السوري
- خيبة الثقافة العربية
- الشخصية اللصوصية
- جفاف عاطفي 2
- جفاف عاطفي أو الرماد السوري
- لا بد من الشعور بالمرارة
- الرأي والحقيقة
- مجّانية الرأي
- بؤس الأيديولوجيا
- تحولات أيديولوجية_2
- خداع الذات
- الليبرالية في سوريا - 3
- الليبراليون والأيديولوجيا - 2
- الليبراليون الجدد وحظائر الأيديولوجيا
- حقائق بوذا
- ضرورة نقد الليبراليين الجدد


المزيد.....




- -تحرّض الأطفال على الدعارة أو البغاء-.. قرار بحبس مطربي -راب ...
- محكمة في نيويورك تغرم ترامب 9 آلاف دولار وتهدد بسجنه بسبب -ا ...
- تحقيق صحفي يكشف: العصابات في السويد تجند عناصر من الشرطة للو ...
- ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة ...
- البيت الأبيض يمتنع عن التعليق على تدمير الدفاع الجوي الروسي ...
- محكمة نيويورك تغرم ترامب بـ9 آلاف دولار بتهمة إهانته المحكمة ...
- -الصواريخ أصابتها وانفجرت فيها-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استه ...
- بالفيديو.. انتشار رقعة الحرائق في أولان-أوديه الروسية
- لفوفا-بيلوفا: لقاء الدوحة أسقط الأسطورة الأوكرانية بوجود أطف ...
- -حزب الله- ينصب كمينا ‏ضد آلية عسكرية إسرائيلية ويؤكد تدمير ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الرجل الصغير يحكم قبضته على المستقبل