أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجنديل - الكرسي














المزيد.....

الكرسي


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3052 - 2010 / 7 / 3 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(( الكرسي ))

السلام عليك يامالك الفخامة وصاحب الجلالة ومذل الأباطرة ، وكعبة المقامرين ، وقبلة الصناديد الذين خلعوا رجولتهم تحت نعليك .
السلام عليك يامَن انتحرت بين قوائمه دهاء النساء وبريق الثراء ، وبلاغة أسياد الحرف وصراخ البلغاء والمتفوهين .
السلام عليك أيها المتوهج بالإغراء الغريب ، والشامخ بالسحر العجيب .
السلام على الصنم العاصف والوثن القاصف الذي تناثرت الأصنام نثارا بفعل شراسة قبضته ، واستحالت الأوثان البشرية بفعل جبروته إلى رماد .
السلام على مَن اختطف بريق العفـّة ، وذبح أمل الفقراء ، وصادر هوية الصدق ، وأحال الجمال إلى أوبئة تفتك بالإنسانية ، وتنهش بالحضارة ، وتمتص دماء المستقبل .
منذ البدء ، والجميع يلعنك ، ويحذّر من شرورك ، ويتقي غدرك ، ويلعن فعلك ، ويتعوذ من بطشك .
ومنذ البدء ، والجميع يسعى إليك ، يركع تحت قديك ، يتبرك بترابك ، يتحمل الأهوال وينفق الأموال ، ويبيع الأخضر واليابس من أجل أن يحتمي بظلـّك ، ويركب سرجك ، ويشهر سيفه خلف وصايتك .
أيها الرب المزيـّف الذي يعبده الفرسان والعبيد ، الرجال والنساء ، ولا أستثني إلا ما رحم ربي ، خالق السموات والأرض .
مناضلون تعبت الوطنية من كثرة ما تلوكها ألسنتهم ، وتجار حضارة تلوثت الحضارة ببراز أقلامهم وضجيج شعاراتهم ، حتى إذا ركب أحدهم ( الكرسي ) انقلب إلى وحش كاسر لا همّ له سوى إذلال الوطن الذي كان يهتف له ، وهزيمة الشعارات التي كان ينادي بها .
أصحاب مبادئ ودعاة قيم ، ذبحوا شبابهم على صخرة مبادئهم وقيمهم ، وعندما اختطفهم بريق ( الكرسي ) قذفوا رؤوسهم القديمة في صناديق القمامة ، وانخرطوا مسرعين إلى معاهد تعليم نقل الخطى كالطواويس على عزف السلام الجمهوري ، وطريقة التبختر في المصافحة ، وتلويح الأيدي أثناء صعودهم الطائرة .
عشاق الشعوب والمدافعون عن الفقراء ، الذين كتبوا بدمائهم شعارات الثورة على جدران سجونهم ، وسياسيون كبار امتص النضال فتوة عيونهم وتقطعت أوتار حناجرهم بخناجر ترديد الهتاف بحياة الشعب ، وعندما ساقتهم الأقدار للقفز على ( الكرسي ) لم يجدوا ما يفعلوه سوى التغوط على مصير شعوبهم .
مغرمون بالديمقراطية حدّ النخاع ، ومدمنون على عشق الحرية حدّ العظم ، ومع حلول ساعة اعتلاء ( الكرسي ) ازدهرت بفضلهم تجارة الخوازيق والسياط والمشانق ، وأينعت حركة وسائل التعذيب والتهميش والإقصاء والمطاردة ، وأصبحت صناعة الموت أكثر رواجا من صناعة الرغيف .
أساتذة في فنون الكذب ، ومتبحرون في أقسام الزيف ، ومتباكون على مصير الشعوب ، وما أن اقتربوا من ( الكرسي ) تهامسوا بتواضع : انه يشبه ( كرسي ) الحلاق ، والشعب المسكين يعرف جيدا أن قولهم كذب وزور ، فلا الحلاق المسكين يشبه الحاكم المتفرعن ، ولا كرسيّه يشبه هذا ( الكرسي ) الحوت ، الذي إذا امتطاه أحد لا يتركه ولو تحولت البلاد إلى بحيرة من الدم ، أو تقطعت أجساد المواطنين إلى أشلاء .
وفي كل فصل من مسرحية ( الكرسي ) الطويلة ، تـُستلبُ الشعوب من الداخل سرّا ، وتـُقتلعُ من القلوب جذور الرفض ، وتـُغلق في وجوه المبحرين نوافذ الارتقاء ، عند ذاك تتحول الشمس إلى وكر للظلام ، ويتحول الشعب إلى جوقة مهرجين ، وهذا ما يسعى إليه ( الكرسي ) ، وهذا ما يجاهد من أجله الجالس عليه .



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يرقية الى ولي الامر
- حفلة ....قصة قصيرة
- على هامش الخط الأحمر
- البالون ...قصة قصيرة
- كتابات باللون الأحمر
- جفاف ..قصة قصيرة
- حكايات ذاكرة.. قصة قصيرة
- الأقلام والخيول
- الوصيّة ... قصة قصيرة
- السفينة .. قصة قصيرة
- الجناة ومزبلة التاريخ
- أمريكا وحقوق الانسان
- بلد العجائب والغرائب
- بلا وطنية ولا حياء
- أنا وفكتور هيجو وجبار أبو الكبة
- الانتهازي الخطير .. قصة قصيرة
- ايقاعات راقصة لعازف حزين
- الهجرة الى مواسم الرعب .... قصص قصيرة
- كم أنت رائعة ياناهده 0000!!!؟
- الثلوج تلتهم النيران ... قصص قصيرة


المزيد.....




- يجبر ضحاياه على -إيذاء أنفسهم- أمام الكاميرات.. شاب أمريكي م ...
- مصر.. فيديو اعتداء على هرّة بسلاح أبيض يثير تفاعلا والأمن ير ...
- بكين تشهد فعالية -الفوج الخالد-
- الجيش الروسي يتصدى لهجوم أوكراني كبير بطائرات وزوارق مسيرة و ...
- الإمارات.. السجن 5 سنوات لرجل الأعمال الهندي -أبو صباح-
- السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام
- ياكوفينكو يوضح لماذا حاول الغرب استرضاء هتلر
- مقتل 19 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا وسط خان يونس
- عقيد أمريكي متقاعد: الغرب يؤجل هزيمة أوكرانيا المحتومة ويقضي ...
- يوم حرية الصحافة.. كيف يبدو واقع الصحفيين الليبيّين؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الجنديل - الكرسي