أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الجنديل - على هامش الخط الأحمر














المزيد.....

على هامش الخط الأحمر


أحمد الجنديل

الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 17:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وأنا أحاول الاقتراب من الخط الأحمر ، لابدّ من الإعلان بوضوح على تحملي مسؤولية ما أكتب ، وليس بالضرورة أن تشاطرني إدارة المجلة المسؤولية في ذلك ، ومن حقها حجب قلمي إذا ما رأت ضرورة تستدعي ذلك .
كما وأعلن عن يقيني بأنّ الكلمة الصادقة التي لا تنتمي إلى خندق الحاكم أو صومعة الكاهن تدخل في قائمة الممنوعات شأنها شأن المخدرات والزنا واللواط وتعاطي المحرمات ، ويمكن خنقها بيسر من خلال إشارة واحدة يطلقها حاكم أرعن أو فتوى يصدرها كاهن متخلف .
الكلمة في بلدي إن لم تكن رخيصة منافقة ، لا تستطيع العيش في حاضنات الأدمغة المنطفئة ، والقلم الذي لا ينزف سمّا زعافا ، ويؤدي دورا في تركيع الشعب وإذلاله وقهره لا يمكن له التنفس في أجواء الهيمنة العاتية التي يفرضها سلاطين الكذب والشعوذة والتزوير رغم تنوع مشاربهم واختلاف أساليبهم وتباين عناوينهم .
وما بين الكلمة الشامخة بصدقها والمتوجة بوعيها ، وبين إرادة المتربع على الكرسي حربا شرسة ، فعندما تمتلك الكلمة قدرة الوصول إلى كرسي الحاكم لتخدش عرشه ، أو الاقتراب من لحية الكاهن الذي يتلاعب بأحكام رب المشرق والمغرب على هواه ، يعلن النفير العام وتقرع أجراس الخطر وتبدأ المعركة التي تنتهي على الدوام بانتصار قوى الشر المتسلحة بكل مخيف ومنحرف على الكلمة التي لا تمتلك غير جناحيها .
وعندما يتمّ إجهاض القلم ، وينزع فتيل الخطر من فوهته ، بالإبعاد أو الترويض أو الشراء ، يعلن الجميع العفو عن صاحبه ، فالعفو من شيم الرجال المؤمنين ، وقد ترافق العفو قرارات تنذر بالويل والثبور على كل من يفكر بالإساءة إلى الكرسي المقدس أو تطلق فتاوى لا شأن لها بالدين تحرم المساس بلحية الكاهن حتى ولو كان لصا وسافلا وزنديقا .
عندما تباع الأوطان في سوق النخاسة السياسية وعلى الهواء مباشرة ، تختبئ الفئران في جحورها يلفـّها الخزي والعار ، وعندما تباد الشعوب لم تهتز خلية واحدة في رأس ( العالم ) المقدس أو ( الحاكم ) المطهر .
وعندما يذبح أطفال غزة ، ويتناثر دمهم على وجوه ( المؤمنين ) وعلى مرأى ومسمع الجميع ، لا أحد يفتح فمه ، فالسكوت هنا واجب شرعي ، وعندما يحتل بلد من بلدان المسلمين ، وتزهق أرواح أبنائه ، وتنتهك الأعراض ، وتسرق الثورات ، وتمزق المصاحف في المساجد ، وتسقط النساء في مستنقع الرذيلة ، يتحفز هؤلاء ( العلماء ) لأداء دورهم التاريخي في الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ، وتنطلق من على منابرهم سيل الخطابات الإسمنتية الفارغة التي تحث الشعب على التريث والتعقل والتزام أقصى حالات الشفافية والموضوعية .
عندما تصادر حرية شعب بكامله ، وتغتال إرادة أمة ، ويهدد مستقبل وطن ، ولا يوجد في الحياة الفسيحة غير السجون والمعتقلات ، وغير الفقر والمرض والجهل والذل ، ولا أحد يتحرك ، فالحاكم مشغول بتلميع كرسيه ، والكاهن منهك في البحث عن ألقاب وعناوين تمنحه المزيد من القدسية ، والجميع يعلم أنّ القدسية لله وحده .
وأنا أقترب من حدود الخط الأحمر لابدّ من التحلي بأخلاق الإسلام ، والتزين بأدب القرآن ، والاقتراب أكثر من حدود الله ، لنقول كلمة حق قد آن الأوان لقولها :
ــ نحن من دين محمد ، فمن أي دين أنتم !!!؟
أفتونا يرحمكم الله ، يا أصحاب الفتاوى .



#أحمد_الجنديل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البالون ...قصة قصيرة
- كتابات باللون الأحمر
- جفاف ..قصة قصيرة
- حكايات ذاكرة.. قصة قصيرة
- الأقلام والخيول
- الوصيّة ... قصة قصيرة
- السفينة .. قصة قصيرة
- الجناة ومزبلة التاريخ
- أمريكا وحقوق الانسان
- بلد العجائب والغرائب
- بلا وطنية ولا حياء
- أنا وفكتور هيجو وجبار أبو الكبة
- الانتهازي الخطير .. قصة قصيرة
- ايقاعات راقصة لعازف حزين
- الهجرة الى مواسم الرعب .... قصص قصيرة
- كم أنت رائعة ياناهده 0000!!!؟
- الثلوج تلتهم النيران ... قصص قصيرة
- الدفاع عن حقوق المرأة ...... ( بلقيس حسن انموذجا )
- العراق بين شرعية الاحتلال واحتلال الشرعية
- التنوع في الكتابة ( جاسم عاصي انموذجا )


المزيد.....




- مجانية.. نزل تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات الان
- ثبت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية مجانًا ...
- ترامب ينشر صورة -مثيرة للجدل- بزي بابا الفاتيكان
- ترامب ينشر صورة له بلباس بابا الفاتيكان بعد -مزحة- أنه يرغب ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة للقمر الصناعي نايل سات 2025 “نزلها ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد... الفاتيكان يثبت المدخنة فوق سقف ...
- جهود سياسية - دينية لمنع تمدد -الفتنة الطائفية- من سوريا إلى ...
- ألمانيا.. زعيم يهودي يدعو لاتخاذ موقف حازم من حزب البديل من ...
- استعدادا لانتخاب بابا جديد.. شاهد لحظة تركيب المدخنة على سطح ...
- الغويري في بلا قيود: حظر جماعة الإخوان ليس موجهاً للعمل السا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الجنديل - على هامش الخط الأحمر