أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - السيد محمد دحلان...هل من مخرج من ثقافة اللاتحرر الوطني














المزيد.....

السيد محمد دحلان...هل من مخرج من ثقافة اللاتحرر الوطني


طلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في أحد الملتقيات "الحوارية" المحسوبة على حركة حماس، أعتقد أنه ملتقى التقوى، قمت بطرح موضوع استهداف المنابر الإعلامية التابعة لحركة حماس الأخ المناضل محمد دحلان، وذلك على سبل المثال لا الحصر، ملقيا الضوء في مشاركتي هذه الضوء على ما كتبه المدعو إبراهيم حمامي، حيث قمت بتقديم أربعة ملاحظات منهجية حول ما كتبه مستهدفا الرجل.
وما كدت أن أقدم مشاركتي تلك لنقاش، حتى ابتدأت الردود تنهال من أعضاء المنتدى، تعبر عن الدهشة أن هذا الرجل هنالك من يدافع عنه في هذا العالم، فلقد أصبح أمره منتهيا، وما من شك في خيانته للأرض والشعب والقضية.
بهذا الإطلاق، والعفوية كانت الردود تتوالى، وتكرر كل ما كانت تقوله منابر إعلام حماس، بما فيها تلك المزاعم التي كان يزعمها المدعو حمامي، بحق الرجل.
أدركت أن ثمة مشكلة في محاورة هؤلاء، وتتمثل في أن هؤلاء اعتادوا قراءة النص من خلال مفاتيح رمزية محددة سلفا. فعلى سبيل المثال بمجرد أن يذكر أسم خالد مشعل بدون أن يسبق بكلمة "الأخ" فالغالب أن تجد الكثير منهم سيعتبر أن هذا محاولة اعتداء على شخصه الكريم تستوجب الرد القاسي يصل حد التخوين. أما إذا ذكرت محمود عباس مسبوقا بكلمة الرئيس، فالرد القطعي إنه منتهي الولاية، وهو محمود رضا عباس، البهائي، ... تأحيل غولدستون،.... إلى آخره من معزوفة لا تنتهي من الاتهامات.... والأوصاف التي تنضح كراهية وعدوان.
الأدهى عندما جئت إليهم بمقالة بعنوان " أخي محمد دحلان....التاريخ لن يرحم إبراهيم حمامي وأمثاله" حتى قامت الدنيا ولم تقعد تخوينا واتهاما باطلا بالفساد، ووجدت أن ثمة اسطوانة واحدة يتم إعادتها على الدوام.
لقد أدركت أن حركة حماس بطبيعتها "الإخوانية" وما تحمله من أيديولوجيا فاشية تقوم على إنكار الآخر الوطني، قد نجحت في برمجة عناصرها وأنصارها، مستثمرة قدرات إعلامية وتربوية هائلة في هذه المهمة، حد أن أصبح النصير مجرد آلة تنفعل كما يريدون وترضي كما يريدون، وتفرح كما يريدون، وتحزن كما يريدون.
وبهذا المعنى، فإن هذا التنظيم الفاشي لتفكير الأعضاء والأنصار وكيفية تعاطيهم مع القضايا المطروحة في الساحة الفلسطينية، أصبح اليوم يمثل تهديدا خطيرا على الوعي الوطني الفلسطيني، وبالتالي تهديدا جديا للمشروع الوطني الفلسطيني بطبيعته التحررية الليبرالية.
والحقيقة أن هذا التنظيم للأفكار يوصل الوعي الفلسطيني إلى ما أرادته الصهيونية وحلفاءها من الامبريالية العالمية من إعادة توصيف الصراع من واقعه على أنه صراع قومي وطني إلى صراع ديني غير منتهي، ولا يرى في أجنداته بصيصا لأملf تحرر وطني وحق تقرير مصير للشعب الفلسطيني.

مهمة وطنية ملحة:
فالانقسام الفلسطيني بمعناه الراهن من سيطرة حماس على قطاع غزة ومثابرتها في تكريس حالة الانفصال عن الضفة الغربية لا يمثل حقيقة سوى الجزء الظاهر من جبل الجليد كما يقولون، بل الأهم تتمثل في سيطرة خطاب "غير تحرري" على حركة حماس، الأمر الذي سهل على مجموعة متنفذة فيها على تكريس حالة من الوعي المبرمج للأعضاء والأنصار، مما أوجد حالة أشبه ما تكون بالطابور الخامس في الوعي الفلسطيني، همه التقليل من شأن المشروع الوطني ومن رموزه وقياداته، بل وأكثر من ذلك يخونهم ويقذفهم بالشبهات.
والحقيقة أن واقع الوعي المبرمج هذا لا يقل خطورة عن واقع الاحتلال وسياساته المستهدفة للمشروع الوطني الفلسطيني. بل أصبح في حكم المعتاد في تقاليد هذا الوعي التعاون مع وسائل الإعلام الإسرائيلية في مهمة تشويه القيادة الوطنية والمشروع الوطني بصورة باتت ملفتة لنظر الكثيرين هذه الأيام.
كل هذا يضع الحركة الوطنية الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح كحامية للمشروع الوطني على وجه التحديد، أمام مهمة لا تقل أهمية عن مهمة مواجهة الاحتلال، ألا وهي مهمة إحياء الوعي الوطني في أوساط أولئك المأخوذين بثقافة " اللاتحرر الوطني" التي عملت حركة حماس على تكريسها، متظللة بظل الدين والحرص على الحقوق والثوابت الوطنية.
ومن خلال تجربتي البسيطة في مناقشة قليل من هؤلاء المخدوعين بثقافة "اللاتحرر الوطني" ، وبعد طول صبر على ما قرأت من ردود على صفحات المنتدى المحسوب على حركة حماس، وجدت أنه بالإمكان تحقيق اختراق في جدار الخطاب الشوفيني الذي يحمله أولئك المخدوعين., وهذا الإمكان يمكن أن يتحقق من خلال البعض من الصبر على فظاظة هؤلاء المخدوعين. فمن خلال متابعتي لكل الردود التي كتبها هؤلاء المخدوعين، للنيل من محمد دحلان برمزيته، وليس بشخصه، أدركت أن هؤلاء إنما يعبرون عن مواقف مبرمجة تجاه رموز محددة، كما ذكرت سابقا، دون أن يقرأ النص، فهم ليسوا بحاجة إلى ذلك. فهم اكتفوا بالفهم بأن ثمة مارق يريد أن يدافع عن محمد دحلان، فأصبح بلا حاجة إلى قراءة النص، وبدأ في مهاجمة محمد دحلان ومن قام بكتابة النص المشئوم!!!. أدركت أنه لا بد من دفع هؤلاء إلى قراءة النص، من خلال توجيه اللوم لهم "أنهم قوم لا يقرؤون، وإذا فرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا انقلبوا على ما فهموه ليعودوا إلى ما قاله له كبرائهم الذين يبتغون رضاهم، لا رضي رب العالمين". بهذا المعنى وجدت فيهم من بدأ يراجعني في محتوى النص في محاولة منه لإثبات أنه عكس ما أدعي، وإن كان مستمرا على طريقته في الاتهام. فاستثمرت هذا التطور، فبدأت أقدم له الأفكار المهمة في النص، وبدأت الحوار يأخذ مسارا أكثر جدية، فكانت المفاجأة، لقد قامت إدارة المنتدى بإغلاق الحوار حول النص، وذلك بعد أن وصفوني بأنني ممن "يؤولون الكلام " وذلك على سبيل الاتهام والشتم" لتكون نهاية سريعة للتجربة.
المهم في هذه التجربة أن ثمة حاجة لجهد مثابر للتحاور مع هؤلاء المخدوعين، مع إسقاط الأحكام المسبقة التي يحملونها عن أعضاء حماس وأنصارها وما يحملونه من معتقدات. فالتحدي الحقيقي، والمهمة الوطنية في هذا الميدان هي مهاجمة هؤلاء في معتقداتهم بغاية واضحة ومحددة وهي تغييرها، مع الحرص على استيعابهم في تجربة حوار عقلاني يحترم دواتهم ومعتقداتهم، كشرط ضروري لمهمة تغيير وطني مثمرة.



#طلال_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدق محمد دحلان... حماس مشروع للكراهية
- أخي محمد دحلان... التاريخ لن يرحم إبراهيم حمامي وأمثاله
- حضور حماس هذه المرة مختلف... ولكن
- المصير الحتمي لحركة حماس
- في مزايا الانقسام الفلسطيني
- حماس تعيد تعريف أهدافها
- أسئلة تفرض نفسها على هامش اغتيال المبحوح المغدور
- المصالحة تأتي من بوابة الإخوان المسلمين
- نعم للمصالحة نعم للإنقسام
- عندما أصبحت المقاومة في مواجهة التحرر الوطني
- لماذا هذا السؤال؟
- لا فلسطينية حركة حماس وإخوانيتها
- ما أجمل أن تعود فلسطينيا!
- قضية الجدار... والحرب على الوعي
- مرة أخرى مع قاموس حماس.... الحسم
- تخاريف حماس في معاني النصر والهزيمة
- المنطق في منطق الحرب على غزة
- تقليعة حماس الإعلامية الجديدة: التهديد باللجوء إلى منظمات حق ...
- مفاوضات أم مقاومة
- حماس في مواجهة قانون الطبيعة


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - السيد محمد دحلان...هل من مخرج من ثقافة اللاتحرر الوطني