أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - المصير الحتمي لحركة حماس














المزيد.....

المصير الحتمي لحركة حماس


طلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2936 - 2010 / 3 / 6 - 13:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسيطرتها على قطاع غزة أصبحت حماس سلطة حاكمة، تحتكر أدوات القمع، وتسيطر على خطوط التجارة الداخلية، تفرض الضرائب، وتسيطر على الموارد اليسيرة التي يتوفر عليها قطاع غزة، وتجير كافة الوظائف الحكومية لأبنائها. بهذا فقدت حماس بريقها في أذهان الجماهير. حماس الأمس كانت الفصيل الفلسطيني الأقدر على حشد الناس، في قطاع غزة بالذات، أما حماس اليوم فتبذل من الجهد والإمكانيات والأموال الكثير حتى تستطيع أن تحشد مسيرة جماهيرية إلا أنها تفشل. وحماس الأمس كان من السهل عليها أن تنشر ما تشاء من الشائعات عن خصومها السياسيين في الساحة الفلسطينية وتجد الكثير من الناس من يصادق عليها، أما حماس اليوم فهي تقع ضحية ذات الأسلوب إذ أن الناس في قطاع غزة لديهم القابلية لتصديق كل ما يسئ لحماس. فحماس في العقل الجمعي في قطاع غزة أصبحت السلطة الغاشمة والمتجبرة والفاسدة التي تقتل الناس بغير وجه حق، وتطارد الناس في أرزاقهم، وهي التي تستأثر بالموارد والوظائف.، وهي التي تشرف على تجارة المخدرات وحبوب الترامال وعقار السعادة.

حماس الأمس كانت في نظر الناس الفصيل الفلسطيني الأكثر تماسكا، والأقدر على الفعل. أما حماس اليوم فهي حكم تتنازعه أقطاب متنافرة ومصالح متناقضة. فبالأمس كانت الأصدق في مواجهة الاحتلال، والأقدر على تنفيذ أعتى عمليات المقاومة ضده، أما اليوم فهي التي تنسق بليل مع الاحتلال، وتضرب ببالغ القسوة على يد كل من تسول له نفسه بتوجيه طلقة واحدة نحوه. وهي التي لم تواجه الاحتلال في حربه البربرية على قطاع غزة في يناير 2009، وتركت كل القوى الأخرى تلاقي مصيرها في مواجهته، وانكفأت على أعقابها لتمارس كل أنواع القتل والتعذيب والقمع بحق الشرفاء في قطاع غزة.

فحماس بانقلابها على الشرعية الفلسطينية في قطاع غزة فقدت جماهيريتها، وقدرتها على حشد الناس حول شعاراتها. بل باتت شعراتها محل نقد شديد في الأوساط الشعبية في القطاع، ولم يعد بالإمكان استخدام الدين في التقرب من الناس إذ أصبحت علاقة بالدين محل تشكيك. وهي لم تعد قادرة على تهييج عواطف الناس برفع شعارات المقاومة، بل باتت أبعد ما تكون عن العمل المقاوم في أذهان الناس.

فتجربة حكم حماس المترتبة على انقلابها في قطاع غزة أفقدتها رأسمالها المعنوي والعاطفي بفقدانها الصورة النمطية لجماعة المؤمنين الورعين الصادقين في مقاومة العدو الصالحين في أمور حياتهم، القريبين من الناس في همومهم ومشاكلهم، المتصدرين للواء المطالبة بإصلاح شؤون البلاد والعباد. كل هذا يضعنا أمام السؤال التقليدي في مواجهة حالة التراجع الجماهيري التي تواجهها حركة جماهيرية بحجم حركة حماس، ما من عملية نقد داخل حركة حماس تلفت نظر أولي التأثير والنفوذ للمسارعة لعمل ما يمكن عمله للخروج من حالة التراجع تلك؟. الحقيقة أننا نسمع بين الفينة والأخرى عن مبادرات تلحظ بصورة أو بأخرى هذه المشكلة، إلا أن هذه المبادرات لم ترق إلى مستوى التحدي الذي تفرضه هذه المشكلة. والأخطر أن هنالك جيش كبير من أمراء السوء داخل حماس الذين تطورت لهم مصالح بالارتباط مع حالة الحكم الفاسد الذي تمارسه حركة حماس في قطاع غزة الذين يقفون إزاء تلك المحاولات النقدية بالمرصاد وتصوير الواقع بصورة تكفل لهم استمرار الأوضاع القائمة تمسكا بمصالحهم الرخيصة!. والأهم من ذلك كله أن حركة حماس بطبعة تكوينها الأيديولوجي الشوفيني هي في الحقيقة ليست بالقدر الكافي من القابلية التنظيمية لتقبل أي شكل من أشكال النقد الذاتي، بل بالعكس فلدى حماس مركبا شوفينياٌ يضع كل مبادرة للنقد الذاتي في إطار من التشكيك وسوء النية ويتم عزوه لأسباب شخصية الأمر الذي قد أطاح فعلا، تنظيميا أم جسديا، بالعديدين من أصحاب تلك المبادرات. فحماس الحكم لا تستطيع إلا أن تكون خاسرة في علاقتها بالجماهير، أما حماس الحركة الشعبية فلقد ذهبت بلا رجعة، ومن غير المتوقع أن نرى عودة إليها. فحماس تغيرت بفعل التجربة ولن تعود إلى سابق عهدها بالقرب من الجماهير، والجماهير لديها من الخبرات الأليمة والدروس الملموسة ما يقف حائلا دون عودة حماس. فلا خيارات أما حماس إلا أن تستمر حماس الحكم، الطريق الأكيد نحو غيبة جديدة للإخوان المسلمين عن مسرح العمل الفلسطيني.



#طلال_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مزايا الانقسام الفلسطيني
- حماس تعيد تعريف أهدافها
- أسئلة تفرض نفسها على هامش اغتيال المبحوح المغدور
- المصالحة تأتي من بوابة الإخوان المسلمين
- نعم للمصالحة نعم للإنقسام
- عندما أصبحت المقاومة في مواجهة التحرر الوطني
- لماذا هذا السؤال؟
- لا فلسطينية حركة حماس وإخوانيتها
- ما أجمل أن تعود فلسطينيا!
- قضية الجدار... والحرب على الوعي
- مرة أخرى مع قاموس حماس.... الحسم
- تخاريف حماس في معاني النصر والهزيمة
- المنطق في منطق الحرب على غزة
- تقليعة حماس الإعلامية الجديدة: التهديد باللجوء إلى منظمات حق ...
- مفاوضات أم مقاومة
- حماس في مواجهة قانون الطبيعة
- نظرة في معالجة إعلام حماس لتقرير الغارديان


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - المصير الحتمي لحركة حماس