أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - لماذا هذا السؤال؟














المزيد.....

لماذا هذا السؤال؟


طلال محمود

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 02:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل حركة حماس حركة تحرر وطني؟، سؤال يؤرق المهتمين بشأن حركة حماس داخل فلسطين وخارجها. نظرا لتصدرها الحدث الفلسطيني على المستويين الداخلي ومستوى الصراع مع دولة الاحتلال. وما يزيد من أهمية طرح هذا السؤال القدرة التنظيمية الفائقة التي تمتعت بها حماس، حتى أنها يمكن أن توصف بأنها كانت الفصيل الفلسطيني الأقدر على حشد الجماهير الفلسطينية، ولا زالت الأقدر من بين الفصائل الفلسطينية على حشد الجماهير في العالم العربي والإسلامي. فإذا سلمنا لحماس بهذا الامتياز الجماهيري ينشأ السؤال البديهي، وهل لدى حركة حماس البرنامج السياسي القادر على استيعاب ما يمكن حشده من جماهير وطاقات مادية ومعنوية؟. وبصورة أكثر تحديدا، وهل لدى حماس برنامج العمل لتجيير هذه القدرة على الحشد في الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي؟. والسؤال الأكثر خصوصية فلسطينية، وهل لدى حركة حماس البرنامج الكفيل بتجيير هذه القدرة على الحشد في معركة الاستقلال الوطني الفلسطيني والحرية وتقرير المصير؟، وهكذا نعود إلى سؤالنا، وهل حركة حماس حركة تحرر وطني حتى يكون لديها برنامج تحرر وطني؟
المدهش في الأمر أن حركة حماس القادرة، صاحبة الصوت العالي، والعمل الميداني والجهادي الفذ، وذات الامتياز في مجال الحشد الجماهيري لم تطور ذلك البرنامج، ولم تنظر إلى القضية الفلسطينية إلا من خلال عيون الإخوان المسلمين ولم تلتفت إلى خصوصيتها الفلسطينية بقدر ما اجتهدت على إدانة القوى الوطنية التي تعمل بموجب خصوصية القضية الفلسطينية لدى الفلسطينيين، بل وتشكك فيهم وتخونهم، وتذهب بإصرار نحو أسلمه القضية الفلسطينية منطلقة من مقولة أن فلسطين المحتلة هي أرض إسلامية وأن واجب المسلمين في كل الدنيا العمل على تحريرها من اليهود، وأن السعي إلى حصر القضية في الشعب الفلسطيني ما هو إلا خدمة لليهود بتمكينهم من الاستفراد بالشعب الفلسطيني في معركة غير متكافئة.
منطق غارق في الرومانسية، ولكنه على رومانسيته وجماله يسقط في ثناياه حقيقة تعمل حماس على تجاهلها وهي الشعب الفلسطيني ذاته. قد يسلم المرء بأن للشعب الفلسطيني له امتداده العربي والإسلامي، إلا أن هذا الواقع لا يلغي حقيقة أن القضية الفلسطينية هي في النهاية هي قضية شعب اسمه الشعب الفلسطيني. وإلا لماذا لم تخرج علينا الحركة الإسلامية على اختلاف تلاوينها بالقضية الأندلسية طالما أن الأندلس، وفقا لأدبيات هذه الحركات، هي أرض إسلامية. الحقيقة أنه ليست هنالك قضية أندلسية لسبب بسيط أنه ليس هنالك شعب أندلسي. أما محاولة حماس للحديث عن القضية الفلسطينية بمعزل عن الشعب الفلسطيني، وتصوير الأمر وكأن الشعب الفلسطيني ما هو إلا طليعة المسلمين في مقاتلة اليهود، فهذا والله إنه جد انحراف، يتماهى مع المقولة الصهيونية " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
قد يرى البعض أن في هذا المذهب تحامل شديد على حركة حماس. قد يكون ذلك، فدعنا نفحص. ولنتفق على أن أجدر الأدوات لفحص مصداقية هذه المزاعم عن حركة حماس هو العودة إلى ميثاقها.
وبالفعل تمت العودة إلى الميثاق، فوجدت نفسي أمام مجموعة من الحقائق المؤلمة، أضعها بين يدي المهتمين:-
- الغريب في الأمر أن مطالعة ميثاق حماس الصادر في آب 1988، لم يأت مطلقا على الشعب الفلسطيني إلا في ثلاثة مواضع فقط. الموضع الأول، في تقديم الشعب الفلسطيني كشعب مرابط وهو في جهاد إلى يوم القيامة. أما الموضع الثاني، فجاء في سياق التحذير من مؤامرة قصر أرض فلسطين على الشعب الفلسطيني، فهي خدمة للصهيونية العالمية تمكنها من الاستفراد بهذا الشعب المرابط!...عجبا.
- والأغرب، أن الميثاق المذكور لم يأت على ذكر القضية الفلسطيني إلا في ثلاثة مواضع. الأول جاء بصورة عابر في حديث الميثاق عن استعداد الحركة للتداول في المبادرات والأفكار المطروحة حول القضية الفلسطينية. والموضع الثاني، جاء في سياق رفض كل المبادرات والحلول المطروحة للقضية الفلسطينية باعتبار أنها تتعارض مع عقيدة حماس الإسلامية. أما الموضع الثالث، فجاء في سياق الحديث عن عزم الحركة العمل على توعية الجماهير الإسلامية عبر العالم بالقضية الفلسطينية على أنها قضية المسلمين في العالم أجمع.
- أما الأشد غرابة، فلم يأت الميثاق المذكور على أي ذكر لقضية اللاجئين الفلسطينيين ولا حقهم في العودة، ولا حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ولم يأت على أي ذكر للدولة الفلسطينية سوى مرة واحدة في سياق قدحه في إعلان منظمة التحرير السابق عن نيتها إقامة دولة فلسطين الديمقراطية العلمانية.
فإذا كان ميثاق حماس لم يأت على ذكر الشعب الفلسطيني بهذا الشكل العابر، وإذا كان قد أتى على وصف القضية الفلسطينية على أنها قضية أرض " إسلامية" وما الشعب الفلسطيني إلا طليعة المسلمين في مقاتلة اليهود، ولم يأت على ذكر قضية اللاجئين ولا حقهم في العودة، وتجاهل حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة، ولم يأتي على ذكر مدينة القدس ولم يجد فيها سوى المسجد الأقصى، فمن حقنا التحفظ على حقيقة حركة حماس الوطنية. فحماس لم تثبت في ميثاقها إلا أنها جناح لجماعة الإخوان المسلمين بأجندتهم المعلنة، ولم تكن جزء من حركة التحرر الوطني الفلسطيني. هذا الأمر الذي ثبت في الميثاق، ويبدو أن الممارسة ما زالت تقدم الدليل تلو الدليل على أنها لا علاقة لها بتطلع الشعب الفلسطيني نحو الاستقلال وتقرير المصير.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا فلسطينية حركة حماس وإخوانيتها
- ما أجمل أن تعود فلسطينيا!
- قضية الجدار... والحرب على الوعي
- مرة أخرى مع قاموس حماس.... الحسم
- تخاريف حماس في معاني النصر والهزيمة
- المنطق في منطق الحرب على غزة
- تقليعة حماس الإعلامية الجديدة: التهديد باللجوء إلى منظمات حق ...
- مفاوضات أم مقاومة
- حماس في مواجهة قانون الطبيعة
- نظرة في معالجة إعلام حماس لتقرير الغارديان


المزيد.....




- زفاف -ملكي- لحفيدة شاه إيران الراحل و-شيرين بيوتي- و-أوسي- ي ...
- رواج فيديو لـ-حطام طائرات إسرائيلية- على هامش النزاع مع إيرا ...
- -نستهدف برنامجًا نوويًا يهدد العالم-.. هرتسوغ يبرر الضربة ال ...
- إجلاء واسع للإسرائيليين و-الحيوانات- من بيتح تكفا بعد الهجوم ...
- رئيس النمسا يعترف بعجز بلاده عن تقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- الخارجية الأمريكية والروسية توجهان نصائح لمواطنيهما المتواجد ...
- -سرايا القدس-: أوقعنا قوة إسرائيلية في كمين محكم شمال خان يو ...
- إسرائيل - إيران: في أي اتجاه تسير الحرب وإلى متى؟
- نتانياهو: قتل خامنئي -سيضع حدا للنزاع- وإسرائيل -تغير وجه ال ...
- كيف تتخلصين من -كابوس- البثور العميقة في الوجه؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال محمود - لماذا هذا السؤال؟