أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب














المزيد.....

وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوما بعد آخر تثبت الصين أنها دولة عظيمة و بلاد حضارة عريقة. ولعل أحدث الأمثلة على ذلك معرفتها بداية الطريق إلى جعل العرب يلهثون وراءها، معلنين أنهم سيكونون دائما في خدمتها وطوع بنانها إذا ما تابعت سياسة الاستخفاف بهم وازدرائهم كما في رفض اعترافها بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في منتدى التعاون مع العرب الذي عقد قبل أيام.
ربما أدركت الصين أن هؤلاء العرب لم يكونوا يعيرون الاهتمام اللازم لهذا البلد العظيم حين كان يقدم كل الدعم للقضايا العربية، وحين كان يتبرع بالسلاح والدعم وتدريب المقاتلين الفلسطينيين في الصين لتمكينهم من قتال عدوهم واستعادة بلادهم المغتصبة. أما الآن، ومعفي حالة استمرارها في تجاهلهم أو أكثر، فربما يصبحون أكثر احتراما لهذا البلد، واستعدادا لتلبية كل ما يطلبه بعد أن عرف الطريقة التي يفهمون بها، مستفيدا من التجربة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية.
فليس من المعقول أن لا تكون هذه الدولة ـ صاحبة التاريخ العريق والحضارة العظيمة ـ انتبهت إلى العقلية السائدة لدى التيار السائد في البلدان العربية، وهي العقلية التي كانت دائما تلهث وراء من يعاديها ويعمل ضد مصالح شعوبها. لا بد أن الصين تلاحظ أن حكام هذه البلدان لا يحرصون على شيء قدر حرصهم على إرضاء أمريكا في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة دائما تصارحهم، إن بالقول أو بالفعل، بعدائها الشديد لشعوبهم واحتقارها المطلق لهم ولهذه الشعوب. ولا بد أنها لاحظت أن هؤلاء الحكام كانوا يزدادون تبعية للولايات المتحدة بقدر ما كانت هذه الأخيرة تمعن في احتقارهم وتجاهلهم وفي دعم إسرائيل وتزويدها بالمزيد من الأسلحة القادرة على تدمير بلدانهم وهزيمة شعوبهم. ومن الطبيعي أن تعمد الصين إلى استخدام أفضل الطرق التي تضمن مصالحها في المنطقة، وتستفيد من تجارب الدول الأخرى مع هؤلاء الحكام.
ومن الطبيعي أن تكون الصين متابعة لما يجري في المنطقة خلال السنوات الأخيرة التي شهدت تصاعدا مضطردا في عمليات تجريد الفلسطينيين من حقوقهم عبر زيادة وتيرة الاستيطان وابتلاع غالبية الأرض، وتحويل السلطة الفلسطينية، كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، إلى مخفر متقدم لحماية الاحتلال والدفاع عنه. ومن المؤكد أن الصين تراقب ما يجري في الجانب العربي الذي يزداد رضوخا ولهاثا وراء إسرائيل والولايات المتحدة بقدر ما تتماديان في تجاهل الحكام العرب، وتمضيان في ابتلاع الحقوق الفلسطينية. ولذلك صار التفاوض مع إسرائيل غاية بذاتها بعد رفض الأخيرة لكل مبادراتهم ونتائج المؤتمرات التي جمعتهم بها منذ مؤتمر مدريد وحتى أنا بوليس. ولما كان العرب على وشك أن يفقدوا كل ما يمكن أن يتنازلوا عنه، بعد فراغ إسرائيل من ابتلاع كل الأرض والتمادي في تجاهلهم وإهانتهم، لن يبقى عندهم ما يقدمونه لإسرائيل والولايات المتحدة سوى قتل كل من يقول " لا" لإسرائيل، وعلى رأسهم شعب غزة والمقاومة اللبنانية ومن يدعمهما.
لا بد أن الصين ذات الحضارة العريقة قرأت تاريخ هؤلاء الحكام في علاقتهم مع إيران في الماضي والحاضر. فحين كان الشاه يقوم بدور العصا الأمريكية الغليظة في المنطقة والحليف الأهم لإسرائيل، كان هؤلاء ينظرون إليه بكل التبجيل والاحترام والتقدير. وكانت غالبيتهم ترى فيه الصديق والحليف. ولذلك لم يجد غيرهم يقبل باستضافته حين أسقطه شعبه وطرده من إيران. أما بعد ما أصبحت السفارة الإسرائيلية في طهران سفارة فلسطينية، وأصبحت القضية الفلسطينية قضية إيرانية، فقد تحولت إيران إلى عدو في حين يجري الترويج لإسرائيل كصديق وحليف ومنقذ في مواجهة إيران.
وليس تاريخ الحكام العرب مع الاتحاد السوفيتي إلا برهانا ساطعا على استمرائهم الإهانات واستمتاعهم المازوخي بما يجود عليهم أعداؤهم به من الإذلال والمهانات. ففي الوقت الذي لم يكن فيه أمام العرب أي مصدر للسلاح يدافعون به عن أرضهم في وجه العدوان الإسرائيلي المدعوم بكل القدرات والأسلحة الأمريكية والغربية، وفي حين كان الخبراء السوفييت يموتون إلى جانب الجندي العربي المدافع عن أرضه، كان غالبية العرب يتمسحون بالغربي، ويمنحونه أفضل أشكال التعامل والتقدير والاحترام والتعظيم. وحين لم يبق لديهم ما يمكن أن يقدموه إرضاء للولايات المتحدة ردا على جميلها وفضلها في دعم إسرائيل وتدمير آمال الشعب الفلسطيني، هبوا لتقديم أرواحهم وتدافعوا زرافات ووحدانا إلى القتال مع القوات الأمريكية في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي. وكما هو الحال دائما، واعتمادا على معرفتها بهم وبما يناسبهم دائما، لجأت إلى تدمير بعض بلدانهم واتهامهم بالإرهاب. وهي الآن مستمرة في مكافأتهم عبر دعم إسرائيل في مواصلة استيطانها والمضي في تهويد فلسطين وطرد سكانها.
فهل يعقل أن لا تكون قوة عظيمة صاعدة مثل الصين قرأت تاريخ هؤلاء الحكام وأخذت العبرة من تجاربهم التاريخية الطويلة في الارتهان لأعداء شعوبهم والتعلق بحب السلامة بعيدا عن المعالي وتعظيما لفضيلة الكسل.



#محمد_جمول (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردا على منظري التزييف والاعتدال العاجز
- حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - وعرفت الصين كيف تكسب ود العرب