أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب














المزيد.....

وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2729 - 2009 / 8 / 5 - 09:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمثل النائب وليد جنبلاط نموذجا فريدا من السياسيين في هذه المنطقة الفريدة من العالم. وبالتالي يصعب القول إنه فاجأ كثيرين وهو يقرّ ما كان هو وحلفاؤه في 14 آذار يؤكدون نفيه بمناسبة وغير مناسبة، مع أن كل الوقائع كانت أوضح من الوضوح في تأكيده، وهو ركوب موجة المحافظين الجدد التدميرية والتخريبية للمنطقة عبر " الفوضى الخلاقة"، على الأقل. ولا أظن أن هناك كثيرا ممن يعتقدون أن تحمل ممثلي 14 آذار عناء الذهاب إلى نيويورك لتقديم وسام لجون بولتن، الذي كان يعد الثور الأكثر هيجانا بين المحافظين الجدد، أكسبهم كثيرا من الاحترام، حتى بين المحافظين الجدد أنفسهم، فكيف في لبنان؟ ويكفي التذكير بأن الكونغرس الأميركي رفض الموافقة على تعيينه في منصب سفير الولايات المتحدة في المنظمة الدولية نظرا لسفالة سلوكه وممارساته العنيفة بين أولاد الشوارع ذات يوم من حياته.
في لقاء الحزب التقدمي الاشتراكي يبدو جنبلاط شجاعا كعادته في قول ما يريد قوله، بغض النظر عن صحة وخطأ ما يقول. ومن دون أن تكون لديه شجاعة دفع ثمن تصحيح الخطأ الذي اقترفه. وهذا ما يتماشى مع سياسة الزعماء العرب عموما. فدائما كنا مطالبين بالتصفيق لهم بعد أي عمل يقومون به، بغض النظر عن مضمونه. وعندما تثبت الوقائع أنهم كانوا مخطئين، كان علينا أن نصفق لأنهم أخطأوا، ولاستمرارهم في العمل من دون ضمان أن لا يعيدوا الخطأ ذاته. وصار من واجبنا أن نعتبر بقاءهم هو "الصح" الوحيد في حياتنا، بغض النظر عن استمرارهم في اقتراف الأخطاء، واستمرارنا بالتصفيق.
بهذه الشجاعة المعهودة اعترف وليد جنبلاط أن الذهاب إلى المحافظين الجدد كان " نقطة سوداء" في تاريخ 14 آذار، وأن الحزب ابتعد عن مبادئه وأهدافه حين اتجه يمينا، متخليا عن جذوره اليسارية. وانفصل عن قضايا العمال والفلاحين، وابتعد عن القضية الفلسطينية ومحيطه العربي.
إنه لأمر جميل أن يعترف وليد جنبلاط، الذي عاد إلى موقع والده كمال جنبلاط وحزبه بين القوى العربية" وما بقي من يسار" أنه كان في صف الذين يعملون على تدمير المنطقة وتفتيتها، والذين دمروا وخططوا لتدمير أكثر من بلد عربي. ونأمل أن تكون عودته بداية ومقدمة لعودة كثيرين ممن" توشحوا " بوشاح الحكمة والاعتدال وبدأوا يزيّنون الخنوع والذل والهرولة إلى العدو تحت مسميات لم يساعدهم حتى هذا العدو، الذي ألحقوا أنفسهم به، في إلباسها لباس الوقار والرصانة والرؤية الثاقبة البعيدة.
هل اكتشف وليد جنبلاط قبل غيره في 14 آذار ومن يقف وراءهم من "المعتدلين" أن إسرائيل والولايات المتحدة لن تقدم لهم شيئا حتى وإن قدموا لهما رؤوسهم. وأن دورهم محصور في خدمة تنفيذ شروط تخدم مصالح الغرب، وإسرائيل بالطبع، من دون شروط أو مقابل؟ وهل سيدرك هؤلاء أن تحالفاتهم يجب أن تكون ضمن المنطقة ومع أبناء المنطقة. وأن التحالف مع أعدائها لا يحمل إلا الدمار للجميع؟ أم لا يزال هناك من يعتقد أن خوض حروب الآخرين يجعله بطلا؟ لا أظن أن كثيرين من هؤلاء "الحكماء المعتدلين" يملك شجاعة وقدرة جنبلاط على تصحيح الخطأ ليرفض خوض حروب المستقبل في الصف الأميركي _ الإسرائيلي أو نيابة عنهما. فمن الواضح أن حكومة نتنياهو التي يصعب فصل أهدافها عن أهداف الولايات المتحدة في منطقتنا ـ حتى وإن سمعنا كلام باراك أوباما الطيب وسلمنا بحسن نواياه التي قد تقتصر على الكلمات الجميلة والمشاعر الطيبة ـ قد دخلت القرن الواحد والعشرين وتطالب بنسيان القرن العشرين كله بما شهده من مآس بحق فلسطين والمنطقة. وبالتالي لم تعد إسرائيل معنية بحق شعب سُلب وطنه ولا بعودة أرض أو لاجئين ولا بما "قرأته" علينا الشرعية الدولية من قرارات وتوصيات. فقد باتت إسرائيل مستعدة لمنح العرب شرف القتال تحت رايتها، واستخدام مياههم وأجوائهم ممرا لطائراتها وسفنها، وخدمة آلهتها السفاحين، مع اعترافهم بدولة يهودية مقابل وقف الاستيطان إلى أن تنتهي من حروبها على شعوب المنطقة.





#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون
- الحلم الجميل وتجربة الهنود الحمر


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب