أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جمول - اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا














المزيد.....

اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2332 - 2008 / 7 / 4 - 10:07
المحور: كتابات ساخرة
    


يحكى أن قسا بريطانيا كان جالسا مع زوجته وهو يقرأ في إحدى الصحف خبرا عن نظرية داروين أول ظهورها. وحين فرغ من قراءة الخبر طوى الصحيفة وتوجه إلى زوجته قائلا: أرجو أن لا يكون ما يقال في هذه النظرية صحيحا، وإذا كان صحيحا أرجو أن لا يطلع عليه الناس.
عشنا أجيالا متعاقبة ونحن نشعر بالاعتزاز والفخر. كنا على يقين أن الدنيا بخير وأننا نملك المجد من أطرافه. وفي أسوأ الأحوال كنا على يقين أنه ليس بالإمكان أفضل مما كان.
ولكن لسوء الحظ أن عصر الإنترنت وثورة المعلومات والاتصالات جاء ليكشف عرينا ويبين لنا بطريقة لا يمكن الالتفاف عليها أننا على مسافة بعيدة من آخر ركب الحضارة والتقدم، وانكشف الوهم وزيف كل الذين عملوا على تربيتنا بشكل اقتنعنا معه أننا في الطليعة وأننا بألف خير.
واكتشفنا أن فراش الحرير الذي ننام عليه منسوج من خيوط الكذب. وأن خطب زعمائنا الطويلة العصماء لم تهزم غيرنا وأن دعوات رجال الدين لم ترسل أحدا إلى الجحيم غيرنا.
لو استطعنا هزيمة ثورة المعلومات أو إقناع أنفسنا بعدم وجودها أو عدم جدواها لما كان عندنا الآن مشكلة. كل ما استطعنا فعله هو أننا أقنعنا أنفسنا أننا كنا دائما نفعل أفضل ما يمكن فعله، وأننا قاتلنا، على سبيل المثال، في "نكسة" الخامس من حزيران العام 1967 وفي كل النكسات التي سبقتها وأعقبتها أحسن قتال، لكن الحصول على أحسن مما حصل كان مستحيلا. إذن كنا منتصرين دائما، و لم يكن هناك خطأ فينا. أو أن كل ما كان يجري قدر مكتوب وما علينا إلا تقبله بكل الرضا والامتنان، بل والاعتزاز به.
هكذا كان الحال حتى يوليو/ تموز 2006 حين قاتل حزب الله بطريقة مختلفة كشفت عرينا وخزينا،وبينت أن النصر لم يكن مستحيلا وأن ثمن الهزيمة دائما أعلى بكثير من ثمن النصر، وتبين أن هناك أخطاء وأشياء أخرى يفضل عدم تسميتها. ولئلا تسمى باسمها الحقيقي، وتبدأ الأسئلة بالانهمار، وتفتح الصفحات، التي رُشت بالعطر وطويت، وتفوح روائحها الحقيقية، التي لا تدعو للفخر، كان لابد من تسمية ما جرى في ذاك الشهر بغير اسمه. يجب تسميته بأي اسم إلا أن يكون نصرا. فمن عاش واقتنع، أو أُقنع، أنه لا يصلح إلا للهزائم، لا يجوز أن تتاح له فرصة تذوق طعم النصر ولو مرة واحدة، لأنه يصبح مخيفا وسيطالب بأشياء كثيرة ومنها إعادة كل المعارك التي خاضها حين كان مؤمنا بالهزيمة قبل أن يبدأ القتال، ومنها أيضا أن يطلب من الآخرين التعامل معه من جديد على أنه صاحب كرامة وحقوق مثل سائر شعوب الأرض التي ترفض الذل والمهانة والتنازل عن حقوقها بحجة حاجة الآخرين إليها أو نزولا عند رغبة الشرعية الدولية المحترمة التي كانت كل حلولها على حساب الضعفاء.
لذلك كان من الضروري إعادة صاحب ذاك النصر إلى عقلية القطيع وتفكيره وتأديبه أو معاقبته على ما اقترفه من خروج على ما بات عرفا وعقيدة . وتبرع العقلاء الأخيار بشده من الخلف وجره إلى مزابلهم وأزقتهم واستهلاك قواه في صراعاتهم والجدل حول ما فعله : هل هو اعتداء على التاريخ والقيم والشرف، أم هو عمل طائش بريء؟ وهل يستحق العقاب أم الاستتابة والصفح؟
وكان الحكم: بما أنه اعتدى على قيمنا وتراثنا وأمجادنا، وبما أنه أراد تكذيب كل ما قلناه ونسف كل ما بنيناه عامدا متعمدا، فقد تقرر تسفيهه و إذلاله وقتله من دون أن تقبل توبته حتى لو أعلن التوبة. فما من شيء يبرر الصبر عليه. وما من أحد قادر على تحمل صفاقة ذاك الصبي الذي صرخ أمام الجميع: الأمير يسير عاريا.





#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت
- بين وحشية النازية ورحمة الغربان
- التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون
- الحلم الجميل وتجربة الهنود الحمر
- الصندوق
- نظرية المؤامرة
- أسئلة في زمن الرعب والهذيان


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد جمول - اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا