أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري














المزيد.....

التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 1972 - 2007 / 7 / 10 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في لقائه مع الدكتور منذر سليمان الذي نشرته صحيفة الوسط الكويتية، يتحدث مستشار الأمن القومي السابق زبغنيو بريجنسكي عن الصراع العربي الإسرائيلي والنظرة السائدة في المنطقة عن الدور الأميركي عموما فيقول " يبدو أنكم في التحليل النهائي تريدون أن تتفاوض الولايات المتحدة أساسا بالنيابة عنكم ، أو تريدون حتى أن تخوض الولايات المتحدة القتال من أجلكم، لا.. لا عليكم أنتم أن تقرروا ما إذا كنتم راغبين حقا في الانخراط في مفاوضات بينما ترتب لها واشنطن لتقوم بدور الوسيط وليس بدور النصير."

ما يقوله واحد من دهاقنة السياسة الأميركية يجعلني ،وأنا أحد أبناء هذه المنطقة منذ ما يزيد عن نصف قرن ومتابع جيد لأحداثها، أعتقد أنه كان هناك دائما دور أميركي قي المنطقة غير الذي نعرفه ونراه ونلمسه في كل يوم وفي جميع القضايا. وأن وسائل الإعلام وممثلي الحكومات في المنطقة وخارجها والمنظمات الدولية كانوا دائما يخدعوننا ويكذبون علينا. وقد نجحوا كل هذه السنوات في تشويه الدور الأميركي في المنطقة، فضللونا وأقنعونا أن أميركا كانت دائما متحيزة لإسرائيل بينما هي ـ حسب السياسة التي لا نعرفها ولا يعرفها غيرنا ـ وسيط نزيه محايد وموضوعي، وبصعوبة تستطيع أن تمنع نفسها عن التخلي عن النزاهة والدخول في حلف مع العرب ضد إسرائيل.
ما يقوله بريجنسكي، باعتباره واحدا من أهم السياسيين الذين ساهموا في صنع السياسات والقرارات الأميركية في المنطقة ذات يوم، يجعلني أقول ربما خدعتني جهات معينة وجعلتني أعتقد خطأ أن الولايات المتحدة مظلومة حين تتهم باستخدام حق النقض في وجه كل القرارات الدولية التي كانت تهدف إلى منع إسرائيل من التهام أي حق عربي أو فلسطيني أو حتى مجرد لومها أو تأنيبها أو إغضابها من قبل أية لجنة دولية، لا تحل ولا تربط ، كما كان الحال مع لجنة التحقيق في مجزرة جنين أو تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي عن مجزرة قانا 1996 .

ربما ينسحب سوء الفهم هذا وما يترتب عليه من ظلم للولايات المتحدة الأميركية على قضايا كثيرة لن يكون أولها الموقف من قضية التغيرات المناخية ومعاهدة كيوتو وما يعنيه ذلك من أنانية وعداء للحياة كلها، كما لن يكون آخرها العمل على إلغاء السيادات الوطنية في العالم لصالح حريتها في العربدة أينما وكلما شاءت وحسب القوانين التي تضعها هي. ويتبادر إلى ذهني أيضا أن سوء الفهم يمتد أيضا ليشمل ما يسمى " القيم الأميركية " من ديمقراطية وحرية وتسامح والتي لا أشك أن الأميركيين ينعمون بها. ولكن ما يعنيني هو ما أراه أمام عيني من تدمير دول وتعذيب وحشي لم يقدم الحكام المستبدون والمتخلفون، الذين برعوا في استخدام منجزات الغرب وأميركا ذاتها كأدوات في جلسات التعذيب الوطنية، ما هو أسوأ وأبشع منه. والفرق بالنسبة لنا هو في الاسم فقط، فهذا يمكن وصفه ب " التعذيب الديمقراطي المتحضر " وذاك اسمه " التعذيب الدكتاتوري المتخلف"، لكن الطعم واحد والموت واحد.

لسوء حظ الشعوب الضعيفة المكشوفة الظهر أنها مجبرة على التعامل مع هذا الوجه القبيح من السياسة والقيم الأميركية التي اقتصرت كل حواسها على حاسة الشم التي لا تشم إلا رائحة النفط والبارود. ولذلك هي ماضية كما تريد لها الإدارة الأميركية الحالية إلى تدمير العالم كما يقول نعوم تشومسكي الأميركي الذي يمثل صوت الضمير الإنساني غير الملوث والذي ربما يكون الوجه الآخر للقيم الأميركية التي لم تأت إلى بلداننا و لم يكتب لها أن تدخل كواليس صنع القرار الأميركي.

هذا التناقض بين ما نسمعه من الساسة الأميركيين وبين ما نراه على الأرض يجد الحل عند تشومسكي ذاته كما يروي عنه الأستاذ أحمد فرحات في صحيفة الوسط ذاتها " بريجنسكي ثعلب سياسي يقول شيئا ويمارس عكسه، لا بل ينظّر للرؤية السياسية ولما يعاكسها في آن واحد." وهذا برأيي ينطبق على غيره أيضا، مع الأخذ بالاعتبار أنه مجرد ثعلب خارج دائرة صنع القرار، لكنه ذئب مخيف حين يكون داخلها .



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان ضد الديمقراطية
- رسالة مستعجلة ومتأخرة إلى بان كيمون
- الحلم الجميل وتجربة الهنود الحمر
- الصندوق
- نظرية المؤامرة
- أسئلة في زمن الرعب والهذيان


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - التعذيب الديمقراطي والتعذيب الدكتاتوري