أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام














المزيد.....

حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2942 - 2010 / 3 / 12 - 20:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قبل أن يأتي نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ويقول في الكنيست الإسرائيلي إنه عرف من والده " أن الإنسان يمكن أن يكون صهيونيا وإن لم يكن يهوديا"، كنا نعرف أن معظم، إن لم يكن كل، الذين يتسلمون مناصب عليا في الولايات المتحدة صهاينة أكثر من صهاينة إسرائيل. ومن لم يقل هذه الحقيقة علنا مارسها سلوكا وفعلا على مدى السنوات الستين الماضية. ولم يكن ما قاله بايدن مفاجئا لغالبية أبناء المنطقة الذين يتساءل الأمريكيون: لماذا يكرهوننا؟ فهل أحب قتيل قاتله؟ وهل أحبت ضحية جلادها؟
كل هذا مفهوم، سواء كان مقبولا أو غير مقبول. ولكن ما ليس مفهوما هذا الإذلال الذي تمعن الولايات المتحدة في توجيهه ل"حلفائها" من أبناء المنطقة الذين لم يرفضوا لها طلبا، ولم يتوانوا عن تنفيذ كل ما كانت ترغب به. لقد قاتلوا كل من طلبت منهم قتاله، حتى حين كان ذلك يتناقض مع مصالح بلدانهم وشعوبهم. وزجوا بأنفسهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فقاتلوا الاتحاد السوفياتي في أفغانستان وعذبوا، نيابة عنها، من لم ترض تلويث يديها بهم، وفتحوا سجونا سرية ومعسكرات تعذيب وتدريب لخدمة حروبها وأهدافها. وجعلوا من صدورهم دروعا لحماية إسرائيل، وبنوا الجدران الفولاذية فوق الأرض وتحتها للاطمئنان على سلامتها. بل إنهم قتلوا شعوبهم والشعوب الشقيقة بأشكال مختلفة خدمة لأهدافها وضمانا لأمن ربيبتها إسرائيل قبل ذلك، ولا يزالون ماضين في تنفيذ هذه المهمة. وهاهم الآن مستعدون لمحاربة إيران من أجلها، ومنذ سنوات بدأوا ـ نزولا عند رغبتها ـ بتصوير إيران على أنها العدو الأول لأبناء المنطقة والسبب الأساسي لزعزعة استقرارها. فهل قصّروا في تنفيذ ما طلب منهم؟ ألا يكفي، مقابل ذلك، أن إسرائيل تحولت إلى صديق وحليف لهم، وضامنة لأمن المنطقة وشعوبها عندهم؟ وأن قنابلها النووية ستقوم بحماية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وربما الكعبة الشريفة والقاهرة ودمشق وعمان من البرنامج النووي الإيراني؟
هل هو الغباء الأمريكي الذي يجعل الولايات المتحدة لا تدرك قيمة وأهمية مثل هؤلاء " الحلفاء" الذين ينفذون كل ما يطلب منهم ومن دون أن يطلبوا مقابلا، ومن دون أن يكون لهم أي مطالب؟ إذا قيل لهم اجلسوا يجلسون، وإذا قيل لهم انهضوا ينهضون، وإذا قيل لهم اسكتوا يسكتون. ماذا تريد الولايات المتحدة أفضل من ذلك؟ وهل هناك دجاجة تبيض ذهبا أكثر منهم؟ هل هو الغباء الأمريكي الذي يدفع الولايات المتحد للإمعان في إهانتهم وإذلالهم؟ أم هو موقف طبيعي يفترض أن لا تعطي شيئا لمن لا يريد ولا يطلب شيئا، وأن لا تتوقف عن تجريده من كل ما لديه، ما دام لا يمانع ولا يغضب ولا يحس؟
ماذا يعني الإعلان عن بناء كل هذه المستوطنات دفعة واحدة وضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال في هذه الفترة بالذات و بعد أن استجدى الحلفاء العرب إسرائيلَ أن تقبلهم لمدة أربعة شهور أخرى على مائدة يظهرون فيها بمظهر الطرف المحترم الذي يفاوضه الآخرون ويقيمون له وزنا. كل ما يريدونه قليلا من التفاوض الدائم الذي لا يحملكم أي عبء أو مسؤولية، ويظهرهم بمظهر المفاوضين المحترمين. هذا لا يعني أكثر من أن إسرائيل و" وحليفة العرب المعتدلين " أمريكا تقول لهم " اللعبة انتهت" ولم نعد بحاجة على مهرجين وبهلوانات وألعاب خفة. ما نحتاج إليه الآن مقاتلين أشداء يقفون في وجه إيران، وعليكم أن تستعيدوا لياقاتكم البدنية وتتعلموا المهارات القتالية، وإلا سيتم طردكم عن الخشبة كليا. انتهت المسرحية وعليكم الاستعداد لعمل جديد وأدوار مختلفة.
هل من غرابة بعد ذلك أن ينام المرء وقد اطمأن إلى وجود الحزام الناسف بمتناول يده ليشفي غله لحظة يقترب منه قاتله؟ وهل أبقوا للعقل بقية حجة؟ وهل بات مفهوما لماذا يكره العرب أمريكا مجسدة بسياستها المعادية للعرب والمتقدمة على إسرائيل في عدائها للمنطقة؟



#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تنتظرون من ميتشل والشهور الأربعة؟
- لم يعد الطغاة طغاة بعد انضمام بوش إليهم
- إرهاب الديمقراطية إغلاق القنوات الفضائية نموذجا
- مشايخ الأزهر وفتوى- الحق في خنق الخلق-
- التسامح...القيمة المنسية في قراءة - عزازيل-
- عباس نموذج لعقم النظام العربي
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - حرام يا أمريكا ضرب الميت حرام