أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - عباس نموذج لعقم النظام العربي














المزيد.....

عباس نموذج لعقم النظام العربي


محمد جمول

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أعلنه محمود عباس قبل أيام عن " عدم رغبته" في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة ليس بالجديد على إذن أي مستمع عربي. ولا أعتقد أن له أية قيمة على أرض الواقع. فقد بات معلوما أن "الزهد" في الرئاسة من المستلزمات الأساسية التي تبرر لكل الحكام العرب، ملوكا ورؤساء وأمراء، قتل كل من ينافسهم عليها. ومن طرف آخر تجعلهم يظهرون في صف الذين ينطبق عليهم قول " طالب الولاية لا يولى".
لم يتأخر محمود عباس ومن رتب لهم المناصب في قيادات حركة فتح في رفع الستارة عن المشهد الأول من المسرحية التي باتت معروفة ومملة، وهي نزول الجماهير إلى الشوارع باكية متوسلة تطالبه بإعلان التراجع عن عدم رغبته في الترشح وأن لا يتركها تواجه ما تواجهه من ويلات ومآس كان سببا في وجودها . وقد كان آخر من قدموا هذه المسرحية المحفوظة عن ظهر قلب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي لم يتأخر شعبه عن النزول إلى الخنادق في الشمال والجنوب تعبيرا عن تعلقه بهذا الرئيس الذي يبدو أن حبه لبلاده، التي تقترب من التمزق إلى أشلاء، لم يبق له خيارا سوى تجهيز ابنه أحمد ليكون الخليفة المؤتمن من بعده.
شيء يصعب فهمه في هذه المنطقة التي كتب عليها التوريث منذ بداية الحكم الأموي ولم تخرج منه إلا في لحظات مثل الغفلة. فدائما كنا أمام خيار" خليفتكم هذا. ومن يأبى فهذا"، أي السيف. ودائما كنا نسارع إلى "البيعة" خوفا من هذا ال " هذا ". ولذلك بقينا محكومين ب"هذا" في وقت نجح عدونا الإسرائيلي في إيصال أربع من جامعاته إلى مصاف أفضل أربعمائة جامعة في العالم. أما نحن فبفضل" هذا" لم نستطع إيصال جامعة واحدة، على الرغم من أموالنا التي تكفي لشراء قارات بكاملها.
حكامنا، ومنهم عباس، لا ينقصهم الذكاء في تدبر أمورهم مع شعوبهم. فهم دائما يحرصون على قتل كل من يمكن أن ينافسهم عن طريق إلغاء كل ما له علاقة بالسياسة اعتمادا على الكبت والقمع والسجون والتصفيات الجسدية. وحين يقترب أجلهم، نكون أمام خيار واحد يقدمونه لنا. إنه الخيار الأغلى على قلوبهم، وهو أحد أبنائهم. ويبقى الشعب الفلسطيني نموذجا إذ تتداول الأنباء احتمال خيارين بدلا عن عباس، وهما سلام فياض الذي ليس له أي دور في فتح ومؤسساتها. وبالتالي لن يكون مقبولا. والثاني محمد دحلان الذي تلوث إلى درجة لا يمكن غفرانها في مجزرة غزة بقيادة جنرال الاستخبارات الأميركي دايتون. ولذلك قد يقتضي وضع الأمانة بين يديه بعض الوقت.
ومن هنا لا بد من بقاء عباس إلى أن يكون لديه بديل يناسبه وقد يكون ابنه. وفوق ذلك لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل أن تتخليا عنه. لأنه شريك السلام الذي لا يريد شيئا ولا يكلفهم شيئا. وخصوصا إذا ما استأنف المفاوضات بعد تراجع أوباما عن التزامه بضرورة وقف الاستيطان. فإذا ما استمر في المفاوضات بالشكل الذي كانت تسير عليه سابقا، ومن دون أن يتمسك بشيء من الثوابت الفلسطينية، التي يكرر تأكيدها، تكون إسرائيل قد استولت على آخر شبر من الأراضي الفلسطينية وهجّرت كل أبناء القدس من العرب. وعندها ستعلن الولايات المتحدة وإسرائيل عدم الحاجة إليه، وعدم وجود ما يمكن التفاوض عليه، لأن القضية تكون قد وجدت حلا عن طريق فرض الأمر الواقع. وبعدها لن يكون أمام عباس ومن يرثه في الحكم سوى التفرغ لتصنيف قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الفلسطينيين سابقا، ومعها كل الاتفاقات والمبادرات الأميركية من ورقة تينيت إلى خارطة الطريق.





#محمد_جمول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يكاد عباس يقول خدوني
- نأمل أن ترتفع منارة التسامح السعودية
- يكذبون وعلينا أن نصدقهم
- البناء مقابل البناء وأحلام الأطفال
- وشهد شاهد أيها -المعتدلون- العرب
- مايكل جاكسون الوجه الاخر للعالم
- ليت أوباما يصدق
- من الأرض مقابل السلام إلى الوقت مقابل السلام
- هل نبكي على العلمانية والديمقراطية
- مساكين أطفال غزة مساكين حكامنا
- القيم الأميركية من التسوق إلى التسول
- اقتلوا حزب الله فقد كشف خزينا
- ليت لنا نبل البهائم
- الأصولية المتحضرة والديمقراطية المتخلفة
- التعادل السلبي يعني ضياع الحقوق الفلسطينية
- تحسين صورة أميركا ومؤتمر أنابوليس
- من يرض باللاشيء لن يبقى له شيء
- البحث عما هو أقل سوءا
- بنت جبيل وذاكرة الأطفال
- بولتون داعية سلام فاستعدوا للموت


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جمول - عباس نموذج لعقم النظام العربي